أمينة غريب فقيم وستيفان لوفين
TT

الرؤية وراء تشكيل لجنة عالمية لمستقبل العمل

نؤمن بأن العمل أساس لنمو الشعوب والمجتمعات. فالعمل اللائق يمهد الطريق لتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي، ويعزز وضع الأفراد والأسر والمجتمعات.
ويسهم التطور التكنولوجي والتحول الديموغرافي وتغير المناخ والعولمة في تغيير عالم العمل اليوم بسرعة أكبر، وبصورة أعمق وعلى نطاق أوسع من أي وقت مضى. ورغم الإمكانات الكبيرة لهذه التحولات، يوجد عدد من الجوانب الغامضة في مستقبل العمل. وهناك مخاوف كبيرة من أن تنحصر الاستفادة من هذه التحولات الجذرية في بعض الفئات على حساب فئات أكبر، خصوصاً في وقت تواجه فيه دول عديدة ارتفاعاً في معدلات البطالة.
وإذا شعر عدد كبير من الناس بالخوف من أن يتم التخلي عنهم، وإذا لم تعد مجتمعاتنا قادرة على إحداث تغيير إيجابي، عندئذ ستجد القوى التخريبية فرصة مواتية لتقويض النمو وزعزعة الاستقرار الاجتماعي والسياسي. ويمثل الاتجاه الملاحظ حالياً في التحول نحو التفكير الشعبوي فعلاً أحد التحديات الرئيسية في عصرنا.
لذلك؛ علينا دعم إمكانات خلق فرص العمل التي يخلقها التحول إلى الاستدامة البيئية وتعزيز نظام تجاري عالمي عادل ومفتوح، يقوم على قيم راسخة من الحقوق والحرية والتضامن. لا بد أن يستفيد الجميع من العولمة. فالذين يشعرون بالأمان في الوقت الحاضر هم وحدهم الذين لا يخافون من مستقبل غامض.
علينا بدلاً من الانتظار والمشاهدة أن نفكر جدياً في مستقبل العمل الذي نريده وكيف نصل إليه. فالمستقبل ليس محدداً مسبقاً، ويمكن أن يتأثر بالخيارات والسياسات المجتمعية السائدة اليوم.
وبغية الحصول على أفكار وحلول للتصدي للتحديات الأساسية في عالم العمل، اتفقنا على المشاركة في رئاسة اللجنة العالمية الجديدة بشأن مستقبل العمل، والتي أطلقتها منظمة العمل الدولية اليوم. تضم اللجنة، التي تشكلت في إطار مبادرة «مستقبل العمل» العالمية، مفكرين وممارسين بارزين من مختلف أنحاء العالم. وسوف تتبع اللجنة الدول الأعضاء في منظمة العمل الدولية في عام 2019.
تعتبر المبادرة في الواقع جهداً عالمياً حقيقياً، حيث أجريت حوارات وطنية في أكثر من 100 دولة بين الحكومات وأصحاب العمل والعمال لمناقشة الطرق الرامية إلى مواجهة التحديات المستقبلية في سوق العمل. كما ستؤدي اللجنة دوراً مهماً في متابعة خطة التنمية المستدامة التاريخية لعام 2030. وينص الهدف الثامن على تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع.
لقد ساهمت منظمة العمل الدولية على مدى قرن تقريباً إسهاماً كبيراً في جعل عالم العمل مكاناً أفضل بكثير، من خلال جمع ممثلي الحكومات وأصحاب العمل والعمال لتعزيز العدالة الاجتماعية.
وإذا أدركنا أنه علينا صنع مستقبل عملنا بأنفسنا، وليس تسليمه إلى قوى لا نفوذ لنا عليها، عندئذ نكون واثقين بأن المستقبل يحمل رسالة أمل قوية. وبهذه الروح نحن ملتزمون بقيادة اللجنة العالمية لمستقبل العمل، وبالتركيز على الحلول الملموسة وتقديم المشورة في مجال السياسات وأفضل الممارسات، لجعل مستقبل العمل مستقبلاً شاملاً للجميع.
* رئيسة جمهورية موريشيوس
*رئيس وزراء السويد