علاقة بيولوجية بين «أمراض اللثة والأسنان» ومخاطر السكتة الدماغية

تصلب الشرايين العصيدي الرابط الخفي بين صحة الفم وسلامة الدماغ

رسم تصويري للترابط بين صحة الفم والدماغ
رسم تصويري للترابط بين صحة الفم والدماغ
TT

علاقة بيولوجية بين «أمراض اللثة والأسنان» ومخاطر السكتة الدماغية

رسم تصويري للترابط بين صحة الفم والدماغ
رسم تصويري للترابط بين صحة الفم والدماغ

لطالما اعتُبرت صحة الفم مسألة تجميلية تُعنى بابتسامة مشرقة، غير أن البحوث الحديثة قلبت هذه الفكرة رأساً على عقب. فالفم ليس مجرد مدخل للطعام؛ بل هو نافذة تكشف حال الجسد كلّه، وجسرٌ مباشر نحو الدماغ.

علاقة بيولوجية

وفي دراسة حديثة ستُنشر في عدد ديسمبر (كانون الأول) 2025 من مجلة «نيورولوجي أوبن أكسِس» (Neurology® Open Access)، اطّلعت «الشرق الأوسط» على نسختها الإلكترونية قبل صدورها، توصّل فريقٌ من جامعة ساوث كارولاينا، بقيادة الدكتورة ستيفاني وود (Stephanie Wood) إلى وجود علاقة بيولوجية متينة بين أمراض اللثة وتسوس الأسنان من جهة، وارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية -أحد أبرز أسباب الوفاة والعجز حول العالم- من جهة أخرى.

رسم تصويري لتراكم اللويحات الدهنية داخل الشريان في حالة التصلب العصيدي

تصلب الشرايين العصيدي

تُظهر الدراسة أن الرابط الخفي بين صحة الفم وسلامة الدماغ يتمثّل في تصلب الشرايين العصيدي (Atherosclerosis) وهو مرضٌ مزمن ينتج عن تراكم الدهون والخلايا الالتهابية على جدران الشرايين، فتفقد مرونتها تدريجياً ويضيق مجراها، ما يحدّ من تدفّق الدم إلى الأعضاء الحيوية. ومع مرور الوقت، قد تنفصل هذه الترسبات لتكوّن جلطة دموية يمكن أن تسدّ أحد شرايين الدماغ، فتؤدي إلى السكتة الدماغية.

وبصيغة أبسط: التهاب اللثة المزمن لا يقتصر على اللثة وحدها؛ بل يطلق سلسلة من التفاعلات داخل الجسم ترفع مؤشرات الالتهاب في الدم، وقد تنتهي بانسداد في شرايين الدماغ.

منهجية دقيقة

اعتمد الباحثون في هذه الدراسة على بياناتٍ موثوقة من مشروعٍ بحثي طويل الأمد، بعنوان «خطر تصلب الشرايين العصيدي في المجتمعات» (Atherosclerosis Risk in Communities – ARIC)، وهو من أبرز الدراسات الوبائية في الولايات المتحدة التي ترصد تأثير العوامل الصحية على القلب والدماغ.

شملت الدراسة 5986 مشاركاً خضعوا لفحوصٍ فموية دقيقة بين عامي 1996 و1998، وتمّت متابعتهم علمياً حتى عام 2019، أي لأكثر من عقدين من الزمن.

ولتحقيق دقة المقارنة، قُسِّم المشاركون إلى 3 فئات رئيسية:

- مَن يتمتعون بصحة فموية جيدة.

- من يعانون أمراض اللثة فقط.

- من يعانون أمراض اللثة وتسوس الأسنان معاً.

بعد ذلك، قام الباحثون بتحليل معدلات السكتات الدماغية والنوبات القلبية والوفيات القلبية الوعائية، مع ضبط النتائج وفقاً لعوامل مؤثرة، مثل: السن، والجنس، والعِرق، ومستوى السكّر، والتدخين، والكوليسترول، لضمان أن يكون تأثير صحة الفم هو العامل الحاسم في النتائج.

رسم تصويري لدخول البكتيريا الناتجة عن أمراض اللثة إلى الشرايين وتأثيرها على الدماغ

نتائج تُقلق الأطباء

كشفت الدراسة عن أرقامٍ مقلقة تعيد التأكيد على أن الفم ليس معزولاً عن بقية الجسم. فقد بلغ خطر الإصابة بالسكتة الدماغية نحو 10 في المائة لدى الأشخاص الذين يعانون أمراض اللثة وتسوس الأسنان معاً، مقارنة بـ6.9 في المائة عند من يعانون أمراض اللثة فقط، و4.1 في المائة لدى من يتمتعون بفمٍ سليم.

ونتيجة لذلك، وفي أثناء إجراء التحليلات الإحصائية المعدّلة، تبيّن أن اجتماع المرضين يرفع خطر السكتة الدماغية بنسبة 86 في المائة، ويزيد خطر الإصابة بأمراض القلب الكبرى بنسبة 36 في المائة.

أما عند التعمق في الأنواع الفرعية للسكتة الدماغية، فقد وُجد أن خطر السكتة الانسدادية (Thrombotic Stroke) -أي الناتجة عن انسداد أحد شرايين الدماغ- ارتفع بنسبة 127 في المائة، في حين قفز خطر السكتة ذات المنشأ القلبي (Cardioembolic Stroke) إلى 158 في المائة.

الوقاية تبدأ من العيادة

تُظهر الدراسة بوضوح أن العناية المنتظمة بالأسنان ليست ترفاً تجميلياً؛ بل هي درع وقائي حقيقي ضد أمراض خطيرة تمس القلب والدماغ. فقد بيّن الباحثون أن الأشخاص الذين يزورون طبيب الأسنان بانتظام تقلّ لديهم احتمالية الإصابة بأمراض اللثة وتسوس الأسنان، بنسبة تصل إلى 81 في المائة، مقارنة بمن يهملون المتابعة الدورية.

وتوضح النتائج أن إجراءاتٍ بسيطة -مثل تنظيف الأسنان المنتظم، وإزالة الجير، وعلاج التسوس في مراحله المبكرة- قد تُسهم في خفض خطر الجلطات الدماغية والقلبية بدرجة تفوق ما يتخيله كثيرون. فعيادة الأسنان -كما تشير الدراسة- قد تكون الخط الدفاعي الأول عن الدماغ، قبل أن تكون مكاناً لتحسين الابتسامة.

البعد الاجتماعي والصحي

لم تقتصر نتائج الدراسة على الجانب الطبي فحسب؛ بل كشفت عن فوارق اجتماعية وصحية عميقة تؤثر في صحة الفم، وبالتالي في صحة الدماغ. فقد لاحظ الباحثون أن الأشخاص من الأصول الأفريقية الأميركية كانوا أكثر عرضة للإصابة المزدوجة بأمراض اللثة وتسوس الأسنان، وهو ما يعكس تفاوتاً في فرص الوصول إلى الرعاية الصحية المنتظمة، سواء من حيث التكلفة أو التوعية، أو توفر الخدمات الوقائية.

كما أظهرت البيانات أن عوامل الخطر المزمنة -مثل: السمنة، وارتفاع ضغط الدم، والسكري- كانت أكثر انتشاراً بين من يعانون مشكلات فموية مزمنة، مما يشير إلى أن صحة الفم ليست قضية معزولة؛ بل مرآة للعدالة الصحية والاجتماعية داخل المجتمعات المختلفة.

توصيات للمجتمع والأطباء

تدعو نتائج هذا البحث إلى تغيير جذري في نظرتنا لصحة الفم، من كونها شأناً تجميلياً إلى كونها جزءاً أساسياً من الوقاية العصبية والقلبية. ومن أبرز التوصيات التي خرج بها الباحثون:

- دمج فحص صحة الفم ضمن الفحوص الطبية الدورية؛ خصوصاً للمرضى الذين لديهم عوامل خطر قلبية أو عصبية، مثل ارتفاع الضغط أو السكري.

- تعزيز برامج التوعية المجتمعية، لشرح أن اللثة ليست نسيجاً معزولاً؛ بل جزءٌ فاعل من الجهاز المناعي المتكامل، وأي التهاب فيها يمكن أن ينعكس على الجسم كله.

- تشجيع التعاون بين أطباء الأسنان والأطباء العامين وأطباء الأعصاب، لرصد المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية ومتابعتهم مبكراً.

- إدراج صحة الفم ضمن سياسات الصحة العامة وبرامج الوقاية الوطنية، لما لها من دورٍ مثبت في تقليل عبء أمراض القلب والدماغ.

العالم العربي

في العالم العربي، تصل معدلات تسوّس الأسنان إلى نحو 70– 90 في المائة بين الأطفال والبالغين، وفق تقارير منظمة الصحة العالمية، وتبلغ نسبة المصابين بالسكري 25 في المائة في بعض دول الخليج، وهي من أعلى النسب عالمياً. كما تشير الدراسات الإقليمية إلى أن ما بين 60 في المائة و80 في المائة من البالغين يعانون أحد أشكال أمراض اللثة. تتقاطع هذه العوامل لتشكّل بيئة خصبة لأمراض الفم والشرايين معاً. ومع انتشار التدخين بأنواعه، تصبح صحة الفم أولوية وطنية لا تقلّ أهمية عن مكافحة أمراض القلب والسكتة الدماغية.

الخلاصة: ابتسامة تنقذ حياة

حين ننظّف أسناننا كل صباح، قد نكون في الحقيقة نحمي أدمغتنا من الجلطات؛ لا نحافظ على مظهرٍ جميل فقط. فصحة الفم ليست نافذة للجمال فحسب؛ بل جسر للحياة.

وكما قالت الدكتورة وود في ختام دراستها: «قد يبدأ الالتهاب في اللثة، ولكنه لا ينتهي عندها... بل قد يجد طريقه إلى شرايين الدماغ».

إنها رسالة علمية بليغة تختصر المعادلة كلها: الوقاية من السكتة تبدأ من الفم.


مقالات ذات صلة

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

يوميات الشرق الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

هل تجد صعوبة في إبقاء عينيك مفتوحتين بعد الغداء؟ كثيراً ما يبدأ الناس يومهم بنشاط ثم تنهار طاقتهم بعد الغداء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)

من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة لدعم خسارة الوزن وتحسين عملية الأيض، ويعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك زيت الخروع يُستخدم مليّناً وفي منتجات العناية بالبشرة والشعر (بكسلز)

استخدمته كليوباترا لتفتيح بياض عينيها... ما الفوائد الصحية لزيت الخروع؟

زيت الخروع عبارة عن زيت كثيف عديم الرائحة، يُستخرج من بذور نبات الخروع. يعود استخدامه إلى مصر القديمة، حيث يُرجح أنه استُخدم وقوداً للمصابيح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك توت البلسان يحتوي على كمية جيدة من فيتامين «سي» (بيكسلز)

نوع من التوت يساعد في التقليل من نزلات البرد الشتوية

استخدم السكان الأصليون في أميركا ثمار البلسان في الطب التقليدي لآلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)

دراسة: المتابعة المستمرة لسكري الحمل يمكنها وقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية

أظهرت بيانات من تجربة جديدة أنه يمكن للنساء اللاتي يصبن بالسكري المرتبط بالحمل أن يقللن من احتمالات إنجاب مولود جديد بوزن أعلى من المتوسط عند الولادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

لقاح الهربس النطاقي يخفض خطر الوفاة نتيجة الخرف

تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
TT

لقاح الهربس النطاقي يخفض خطر الوفاة نتيجة الخرف

تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)

أظهرت نتائج دراسة كبيرة أن المصابين بالخرف الذين تلقوا لقاح الهربس النطاقي كانوا أقل عرضة للوفاة جراء ذلك المرض ممن لم يحصلوا عليه، ما يشير إلى أن اللقاح يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ تطور المرض المرتبط بالتقدم في السن.

وبشكل عام، توفي ما يقرب من نصف الـ14 ألفاً من كبار السن في ويلز الذين أصيبوا بالخرف في بداية برنامج التطعيم خلال متابعة استمرت 9 سنوات.

لكن الباحثين قالوا في دورية «سيل» العلمية إن تلقي لقاح «زوستافاكس» الذي تنتجه شركة «ميرك» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 في المائة تقريباً.

ووجد الباحثون في ويلز، في وقت سابق من العام أن كبار السن الذين تلقوا لقاح «زوستافاكس» كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف 20 في المائة عن نظرائهم الذين لم يتلقوا اللقاح.

وقال معدّ الدراسة الدكتور باسكال غيلدسيتزر من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، في بيان، إن «الجزء الأكثر إثارة (من أحدث النتائج) هو أن هذا يشير حقّاً إلى أن لقاح الهربس النطاقي ليست له فوائد وقائية فقط في تأخير الخرف، بل له أيضاً إمكانات علاجية لمن يعانون بالفعل من ذلك المرض».

وذكر الباحثون أنه لا يزال من غير المعروف ما إذا كان اللقاح يحمي من الخرف عن طريق تنشيط الجهاز المناعي بشكل عام، أو عن طريق الحدّ من إعادة تنشيط الفيروس المسبب للهربس النطاقي على وجه التحديد، أو عن طريق آلية أخرى لا تزال غير معروفة.

ومن غير المعروف أيضاً ما إذا كان أحدث لقاحات الهربس النطاقي، وهو «شينغريكس» من إنتاج «غلاكسو سميث كلاين»، قد يكون فعالاً بالمثل أو أكثر فاعلية في الحدّ من آثار الخرف من اللقاح الأقدم الذي تلقاه المشاركون في دراسات ويلز.

وتبين أن الحماية من الهربس النطاقي بلقاح ميرك تتضاءل بمرور الوقت، ولم يعد معظم الدول يستخدم اللقاح بعدما ثبت أن لقاح «شينغريكس» أفضل.

ويقول الباحثون إنهم وجدوا في العامين الماضيين نتائج مشابهة لنتائج ويلز في السجلات الصحية من دول أخرى، من بينها إنجلترا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا.

وأضاف غيلدسيتزر: «لا نزال نرى هذه الإشارة الوقائية القوية من الخرف في مجموعة بيانات تلو الأخرى».


فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
TT

فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)

كشفت دراسة إسبانية عن فحص بسيط لعينة بول يمكن أن يشخِّص ويحدد مرحلة سرطان المثانة بشكل فعال وبدقة عالية.

وأوضح الباحثون في مؤسسة أبحاث الصحة بمستشفى «لا في» في فالنسيا، أن هذا الفحص يوفر بديلاً غير جراحي للإجراءات التقليدية مثل تنظير المثانة، ويخفِّض التكاليف الصحية، ويُعزِّز راحة المرضى، ويحسِّن نتائج العلاج. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Journal of Molecular Diagnostics».

يُعدّ سرطان المثانة أحد أكثر السرطانات شيوعاً وخطورة في الجهاز البولي، ويتميَّز بمعدل انتكاس مرتفع بعد العلاج. وينشأ عادة في بطانة المثانة، ويظهر بأعراض مثل دم في البول، والحاجة المتكررة للتبول، أو ألم عند التبول.

ويعتمد تشخيصه حالياً على فحوص غازية مثل تنظير المثانة أو فحوص الخلايا البولية، لكنها محدودة الحساسية وقد تكون مؤلمة أحياناً.

وتشير أحدث الأبحاث إلى أن تحليل الحمض النووي الحر في البول (cfDNA) قد يقدِّم بديلاً غير جراحي لتشخيص المرض وتحديد مرحلته، مما يُحسِّن راحة المرضى ويقلل الحاجة إلى الإجراءات الغازية المكلِّفة.

ويعتمد الفحص الجديد على تحليل الحمض النووي الحرّ في عيّنة البول، وهو أسلوب غير جراحي يمكنه تشخيص سرطان المثانة ومتابعة تقدمه. ويرِّكز الفحص على قياس شظايا الحمض النووي الصغيرة والمتوسطة من 5 جينات محددة مرتبطة بسرطان المثانة، منها (MYC وACTB و AR).

وفي الدراسة، حلَّل الباحثون عينات بول من 156 مريضاً بسرطان المثانة، و79 فرداً سليماً من المجموعة الضابطة، باستخدام تقنية «تفاعل البوليميراز المتسلسل في الوقت الحقيقي (Real-Time PCR)» لقياس تركيز وتكامل شظايا الحمض النووي الحر في البول.

وأظهرت النتائج أن الفحص الجديد يُحقق دقة تصل إلى 97 في المائة وقيمة تنبؤية تصل إلى 88 في المائة لتحديد سرطان المثانة.

كما وجد الباحثون أن نسبة الشظايا الكبيرة إلى الصغيرة من الجين (ACTB) والشظية الصغيرة من الجين (AR) زادت مع شدة المرض، مما يشير إلى أنها مؤشرات موثوقة لتحديد مرحلة المرض، وقد يساعد تكامل هذه الجينات في اكتشاف عودة سرطان المثانة بعد العلاج.

وأشار الفريق إلى أن الفحص الجديد قادر على متابعة تطوُّر المرض واكتشاف الانتكاس، مما يتيح تدخلاً مبكراً وعلاجاً أكثر فعالية، مع تقليل التكاليف وتحسين تجربة المرضى بشكل كبير.

ونوّه الباحثون بأن هذه الدراسة تُعَدّ من أوائل الدراسات التي تقيِّم بشكل شامل تفتُّت الحمض النووي الحر في البول عبر مختلف مراحل سرطان المثانة، مما يقرِّب العلماء من مستقبل يمكن فيه تشخيص المرض ومراقبته بصورة أسهل وأقل إيلاماً.


من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
TT

من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)

يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة لدعم خسارة الوزن وتحسين عملية الأيض، ويعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً بفضل ما يحتويه من مضادات أكسدة تساعد في حرق الدهون وتعزيز الهضم.

وتشير دراسات حديثة إلى أن الشاي الأخضر والأسود والنعناع والأولونغ وغيرها قد تساهم في تقليل دهون البطن ودعم إدارة الوزن عند استهلاكها بانتظام، إلى جانب اتباع نظام غذائي متوازن ونمط حياة صحي.

ويستعرض تقرير نشره موقع «فيريويل هيلث» أبرز أنواع الشاي المرتبطة بفقدان الوزن وآلية تأثير كل منها وفق ما توضحه الأبحاث العلمية:

1. الشاي الأخضر

يُعدّ الشاي الأخضر مصدراً غنياً بالكاتيكينات، وهي مضادات أكسدة تساعد في تفكيك الدهون داخل الجسم. وتشير الدراسات إلى أن استهلاك مستخلص الشاي الأخضر يمكن أن يعزّز معدل الأيض وعمليات حرق الدهون، خصوصاً دهون البطن. ويحتوي الشاي الأخضر طبيعياً على الكافيين، الذي يعزّز الأيض واستخدام الجسم للدهون مصدراً للطاقة.

2. الشاي الأسود

يحتوي الشاي الأسود على البوليفينولات، وهي مركّبات نباتية قد تكون أكثر فاعلية في الوقاية من السمنة مقارنة بتلك الموجودة في الشاي الأخضر. ويمرّ الشاي الأسود بعملية تخمير تزيد من مستويات الفلافونويدات (نوع آخر من مضادات الأكسدة) التي قد تساهم في فقدان الوزن وحرق الدهون عبر رفع معدل الأيض.

كما يحتوي الشاي الأسود عادةً على كمية أكبر من الكافيين مقارنة بالأنواع الأخرى، ما قد يساهم في فقدان الوزن عبر زيادة استهلاك الطاقة.

3. شاي الزنجبيل

يساهم احتساء شاي الزنجبيل في إنقاص الوزن من خلال تعزيز معدل الأيض وزيادة عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم. كما أن الاستهلاك المنتظم لمكمّلات الزنجبيل قد يساعد على خفض الوزن الكلي للجسم.

ويساعد الزنجبيل أيضاً في دعم عملية الهضم عبر تعزيز حركة الجهاز الهضمي، أي سرعة مرور الطعام عبر القناة الهضمية. وقد يساعد شرب شاي الزنجبيل قبل الوجبات أو أثنائها في الوقاية من مشكلات هضمية مثل الحموضة وعسر الهضم. وتُظهر مكمّلات الزنجبيل قدرة على تقليل أعراض عسر الهضم، مثل:

التجشؤ

الانتفاخ

الغثيان

آلام المعدة

يساهم احتساء شاي الزنجبيل في إنقاص الوزن من خلال تعزيز معدل الأيض (بيكسلز)

4. شاي الكركديه

قد تُقلّل المركبات النباتية (الأنثوسيانينات) الموجودة في الكركديه من كمية الكربوهيدرات التي يمتصها الجسم، وهو ما قد يحدّ من السعرات الحرارية الواردة من الأطعمة السكرية أو الغنية بالنشويات.

وقد أظهر البحث العلمي أنّ تناول مستخلص الكركديه ساعد في خفض تراكم الدهون داخل الجسم. إلا أن الخبراء يشيرون إلى ضرورة تناول جرعات عالية من الكركديه للحصول على نتائج كبيرة في فقدان الوزن.

5. شاي النعناع

تدعم مضادات الأكسدة و«المنتول» الموجودة في شاي النعناع صحة الهضم عبر تخفيف التشنجات العضلية في الجهاز الهضمي، وتخفيف آلام المعدة، وتحسين عملية الهضم.

وبما أنّ النعناع يساعد كذلك على تقليل الانتفاخ، فقد يلاحظ البعض بطناً أكثر تسطّحاً مؤقتاً بعد احتسائه، الأمر الذي قد يشكّل حافزاً لاعتماد عادات أخرى لإدارة الوزن.

6. شاي الأولونغ

تشير بعض الأبحاث إلى أنّ شرب شاي الأولونغ لمدة أسبوعين ساهم في تسريع أكسدة الدهون، وهي العملية التي يكسّر فيها الجسم الأحماض الدهنية لإنتاج الطاقة.

كما وجدت دراسة أخرى أنّ استهلاك شاي الأولونغ قد يدعم فقدان الوزن من خلال خفض مستويات السكر والإنسولين في الدم.

7. الشاي الأبيض

يحتوي الشاي الأبيض على نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة، ما قد يساعد في دعم إدارة الوزن. وتشير الدراسات الأولية إلى أن شرب الشاي الأبيض بانتظام يمكن أن يساعد في الوقاية من السمنة ودعم جهود فقدان الوزن.

ورغم الحاجة إلى مزيد من الأدلة، تُظهر الأبحاث الأولية أنّ الشاي الأبيض قد يساهم في فقدان الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة عبر التأثير إيجاباً على مستويات الكوليسترول في الدم، والالتهابات، والاختلالات الهرمونية.

8. شاي الرويبوس

لا يزال الباحثون في المراحل الأولى من دراسة فوائد شاي الرويبوس، الذي يُعدّ خياراً خالياً من الكافيين. وقد تساعد البوليفينولات والفلافونويدات، مثل مركّب «أسبالاتين»، في تنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل الدهون في الجسم.

وإضافة إلى ذلك، يتميز هذا الشاي العشبي بنكهة حلوة طبيعية، ما يجعله بديلاً جيداً للمشروبات المحلّاة التي يمكن أن تسهم في زيادة الوزن.

ما كمية الشاي المناسبة لخسارة الوزن؟

لا توجد إرشادات واضحة من الخبراء حول الكمية المثلى من الشاي لتحقيق فقدان الوزن، إلا أنّ الأبحاث استخدمت الكميات التالية:

وفي مراجعة بحثية، ساهم استهلاك ثلاثة إلى أربعة أكواب من الشاي الأخضر يومياً في تقليل الوزن.

ووجدت دراسة أخرى أن شرب أربعة أكواب أو أكثر يومياً من الشاي الأخضر خفّض خطر تراكم دهون البطن بنسبة 44 في المائة.

وتشير أدلة أخرى إلى أن شرب ثلاثة أكواب من الشاي الأسود يومياً يزيد مستويات مضادات الأكسدة، ما قد يساهم في فوائد إدارة الوزن.