في عالم الصحة والتغذية، تبرز نبتة المورينغا بوصفها واحدة من أبرز «الأعشاب المعجزة» التي تحظى باهتمام واسع حول العالم.
وتُعرف المورينغا بفوائدها الغذائية والطبية المتعددة التي جعلتها تحظى بلقب «شجرة المعجزة».
وفيما يلي الأسباب التي تجعل من المورينغا علاجاً صحياً فعّالاً، ولماذا قد يكون مسحوق أوراق المورينغا حليفاً قوياً وصديقاً لصحتك، حسب موقع «أونلي ماي هيلث».
ما المورينغا؟
المورينغا، المعروفة أيضاً باسم شجرة العصا الطبلية أو شجرة المعجزة، موطنها الأصلي شمال الهند، لكنها تُزرع أيضاً في مناطق عديدة حول العالم. وتشتهر بقيمتها الغذائية العالية التي يُعتقد أنها تساعد على مكافحة سوء التغذية، بالإضافة إلى قدرتها على الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة.
وتعد نبتة «المورينغا أوليفيرا» جزءاً من الطب التقليدي العشبي، ويُحتفى بفوائدها المتعددة، حسبما أوضحت الدكتورة كريتي سوني، رئيسة قسم البحث والتطوير في شركة «كابيڤا»، لـ«أونلي ماي هيلث».
وقالت: «من منظور الأيورفيدا، تُعد المورينغا ومسحوقها مصدراً غنياً بالعناصر الغذائية، بفضل مزيج فريد من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة».
وأضافت أن طعمها المر والحار يُعتقد أنه يوازن اختلالات «كافا دوشا»، مما يجعلها مفيدة بشكل خاص لمن يعانون من هذه الحالة.
ما مسحوق المورينغا؟
يُصنع مسحوق المورينغا من أوراق شجرة المورينغا، التي تُعد عنصراً أساسياً في المطبخ الجنوبي الهندي. تُجفف الأوراق وتُطحن لتتحول إلى مسحوق ناعم يُستخدم في الطهي. وتُعد هذه الأوراق مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة والعناصر الغذائية الأساسية المفيدة للصحة العامة.
التركيبة الغذائية لمسحوق المورينغا
يُصنف مسحوق المورينغا على أنه «سوبرفود» (غذاء خارق) بفضل احتوائه على عدد كبير من العناصر الغذائية الحيوية، ومنها: فيتامينات «أ» و «سي» و«بي»، ومضادات الأكسدة، والأحماض الأمينية، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والحديد، والمغنيسيوم.
ما الفوائد الصحية لمسحوق المورينغا؟
غنيّ بمضادات الأكسدة
تلعب مضادات الأكسدة دوراً مهماً في تقليل الأضرار التي تسببها الجذور الحرة في الجسم. فارتفاع مستويات هذه الجذور الحرة قد يؤدي إلى الإجهاد التأكسدي، وهو عامل مرتبط بالعديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري.
يحتوي مسحوق المورينغا على مركبات قوية مضادة للأكسدة مثل «كيرسيتين» و«حمض الكلوروجينيك»، اللذين يساعدان على خفض ضغط الدم وتنظيم مستويات السكر في الدم.
يساعد على ضبط مستويات السكر في الدم
يشير بعض الدراسات إلى أن نبتة «مورينغا أوليفيرا» تحتوي على مركبات تسهم في خفض مستويات السكر في الدم. ففي دراسة نُشرت في مجلة «Nutrients»، لوحظ انخفاض كبير في نسبة السكر لدى حيوانات مصابة بالسكري بعد تناول مستخلص أوراق المورينغا.
ومع ذلك، أشارت الدراسة نفسها إلى أن التجارب على البشر لا تزال محدودة، حيث أظهرت تجربتان فقط (واحدة على نساء بعد انقطاع الطمث، وأخرى على مرضى السكري من النوع الثاني) نتائج إيجابية، في حين لم تظهر أربع دراسات أخرى نتائج مماثلة. لذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد فوائد المورينغا في هذا المجال.
يقلل الالتهابات
تُعد الالتهابات جزءاً من الاستجابة الطبيعية لجهاز المناعة ضد العدوى أو الإصابة، ولكن الالتهابات المزمنة قد تسبب أمراضاً مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض الكبد، والتهاب القولون التقرحي، والربو.
والمورينغا غنية بمركبات مضادة للالتهاب، حيث تشير دراسة نُشرت في مجلة «Avicenna Journal of Phytomedicine» إلى أن النبات يحتوي بشكل طبيعي على أكثر من 46 مركباً مضاداً للأكسدة (مثل حمض الأسكوربيك والكاروتينات والفلافونويدات) و36 مركباً مضاداً للالتهاب.
تعزز صحة الجهاز الهضمي
وفقاً لموقع «Medical News Today»، يمكن للمورينغا أن تساعد على علاج اضطرابات المعدة بفضل خصائصها التي تُسهم في تحسين الهضم. ويُشار إلى أن لها تأثيراً مليّناً يسهم في تقليل خطر الإصابة بالإمساك.
كما وجدت دراسة نُشرت في مجلة «Food Science and Human Wellness» أن المورينغا ساعدت على تقليل حموضة المعدة بنسبة تصل إلى 85 في المائة، مما يقلل من خطر الإصابة بقرحة المعدة.
تقي من فقر الدم (الأنيميا)
وتُعد أوراق المورينغا مصدراً ممتازاً للحديد، وهو عنصر أساسي في إنتاج الهيموغلوبين، البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي ينقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم.
وأشارت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «Nutrients» إلى أن مكملات المورينغا تسهم في رفع مستويات الهيموغلوبين وفي تحسين مؤشرات دموية أخرى مثل الهيماتوكريت، ويُعزى ذلك إلى احتوائها على الحديد.
لذلك، تُعد المورينغا وسيلة فعالة للوقاية من فقر الدم، وهي حالة تؤثر بشكل خاص على الأطفال الصغار، والمراهقات، والنساء في فترات الحيض والحمل وما بعد الولادة، حسب منظمة الصحة العالمية (WHO).
هل من آثار جانبية؟
على الرغم من أن مسحوق المورينغا صحي ولا يُسبب أي آثار جانبية، فإن بعض الأشخاص قد يعانون من عدم الراحة، خصوصاً عند تناوله بكميات كبيرة. تشمل الآثار الجانبية المحتملة: عسر الهضم، والغثيان، والإسهال، وانخفاضاً مفاجئاً في ضغط الدم وسكر الدم.



