قال علماء إن حشرة تشبه الدبابير قد تُحدث ثورة في عالم الجراحة، إذا استطاع الجراحون محاكاة الطريقة التي تقطع بها النباتات.
وحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية، فقد درس الباحثون كيفية قيام إناث ذباب المنشار -وهي حشرة تنتمي إلى الرتبة نفسها التي ينتمي إليها النحل والدبابير- بإجراء جروح دقيقة في النبات عند وضع بيضها، باستخدام مجهر إلكتروني متقدم وتصوير ثلاثي الأبعاد.
ووجد الفريق أن الحشرة تضع البيض باستخدام عضو أطلق عليه اسم «الأوفيبوسيتور» (ovipositor) يقوم بإجراء قطع غريزي ودقيق في أوراق أو جذع النبات، مُدخلاً بيض ذبابة المنشار دون أن يُسبب موت النبات أو إتلافه.
ومن خلال تجنب إلحاق الضرر بالوظائف الرئيسية للنبات، وتجنب أي آليات دفاعية، تتمكن اليرقات الناتجة من العيش على إمدادات الغذاء الخاصة بهذا النبات.
وقد تُحدث ذبابة المنشار التي اشتُق اسمها من قدرتها الخاصة على تقطيع المواد بدقة، ثورة هائلة في مستقبل الجراحة البشرية.
وقال الدكتور فيرداغوير مالوركي، الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة هيريوت- وات في إدنبرة: «لقد اكتشفنا شيئاً مذهلاً في ذباب المنشار، وهي آلية قطع تفكِّر بنفسها ولنفسها».
وأضاف: «يمكن لعضو وضع البيض في ذبابة المنشار أن يقطع الأنسجة النباتية الرخوة، ولكنه يتجنب تلقائياً (الأنابيب) الداخلية القاسية للنبات، بما في ذلك الأنابيب التي تحمل الماء والمغذيات».
وتابع: «هذا يضمن بقاء النبات، ويعزز قدرته في أن يكون مصدراً غذائياً لليرقات».
وأوضح مالوركي أن العملية تتضمن تفاعل أسنان المنشار مع مختلف مواد النبات فقط، من دون أي أجهزة استشعار أو حواسيب.
وقال البروفسور مارك ديسموليز، أحد المشاركين في البحث، إن «هذا الاكتشاف يحمل في طياته آثاراً عميقة على الممارسة الجراحية».
وأضاف أن الأدوات الجراحية المتاحة حالياً قد «تواجه صعوبات في العمليات المعقدة»، وأن الجراحين غالباً ما يجدون أنفسهم يعملون في «بيئات مشبعة بالدم؛ حيث تكون الرؤية ضعيفة، ويرتفع خطر قطع الأعضاء الحيوية عن طريق الخطأ».
وأوضح أن أداة قائمة على هذه الآلية التطورية قد تساعد الجراحين على «تجنب الأخطاء» من خلال قدرتها الطبيعية على «تجنب الأنسجة الحرجة في أثناء القطع بدقة عند الحاجة».
ونُشرت نتائج عمل الفريق في مجلة «Bioinspiration and Biomimetics».
