قد تبدو شريحة من الجبن مغرية قبل النوم، ولكن بحوثاً حديثة تشير إلى أنها قد تضر أكثر مما تنفع؛ إذ وجدت دراسة من «مختبر الأحلام والكوابيس» التابع لجامعة مونتريال، أن بعض الأطعمة التي يتم تناولها في وقت متأخر من الليل يمكن أن تؤدي إلى أحلام غريبة أو مزعجة، وفقاً لما نقلته شبكة «فوكس نيوز».
وكانت منتجات الألبان، سواء الحلوى والوجبات المالحة، من بين أبرز المتهمين.
وقال تور نيلسن، مدير المختبر، لشبكة «فوكس نيوز» في يوليو (تموز)، إن هناك أنماطاً واضحة في كيفية ارتباط بعض المجموعات الغذائية بنبرة الأحلام لدى المشاركين.
وأوضح نيلسن أن «من بين المشاركين الذين قالوا إنهم يعتقدون أن الطعام يؤثر على أحلامهم، كانت أبرز الأسباب وراء الأحلام المزعجة هي: الحلوى/ السكريات (31 في المائة)، والألبان (22 في المائة)، واللحوم (16 في المائة). أما بالنسبة للأحلام الغريبة، فقد كانت الأسباب الرئيسية أيضاً: الحلوى/ السكريات (38 في المائة)، والألبان (27 في المائة)، بينما جاءت اللحوم في المرتبة الثالثة وبفارق كبير (8 في المائة)».
وأشار نيلسن إلى 3 عوامل رئيسية وراء ذلك: عدم تحمل اللاكتوز، وتناول المشاركين الطعام قرب وقت النوم، وعدم اتباع إشارات الجسد الداخلية حول التوقف عن الأكل.
ورغم أن البحث لا يزال جارياً، فإن الأمر يثير تساؤلاً: هل تناول الجبن قبل النوم فكرة سيئة؟
قدَّم خبيران طبِّيان وجهتي نظر مختلفتين لشبكة «فوكس نيوز».
قال دريل جيوفري، خبير صحة الجهاز الهضمي في فلوريدا، ومؤلف كتاب «تخلَّص من السكر»، إن منتجات الألبان تُعد «من أكثر الأطعمة حموضة» التي يستهلكها الإنسان.
وأضاف: «إنها تُنتج المخاط في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وهي من أكثر مسببات الحساسية شيوعاً لدى الأطفال، ونظراً لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون والبروتين، فإنها تستغرق وقتاً أطول للهضم».
وتابع: «وهنا تكمن المشكلة في الليل، عندما يجب أن يكون الجسم في وضع الراحة والإصلاح، لا أن يعمل فوق طاقته على الهضم».
وأشار جيوفري إلى أن نقص الألياف في الجبن هو سبب إضافي، وقال إنه يمكن أن يزيد من حمض الهيدروكلوريك في الجسم، ما يؤدي إلى الانتفاخ والغازات وتفاقم ارتجاع الحمض.
وأضاف: «بعد تناول الجبن ليلاً، يتباطأ الهضم أكثر، مما يترك الطعام يتخمر ويتعفن في الأمعاء، وبالتالي يحدث الانتفاخ، والارتجاع، والنوم السيئ».
وجهة نظر أخرى
في المقابل، قالت اختصاصية التغذية إيرين بالينسكي- وايد، من نيوجيرسي، إن الجبن يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على النوم.
وقالت: «الجبن يمكن أن يُساهم في نوم أفضل بفضل التريبتوفان، وهو حمض أميني يستخدمه الجسم لإنتاج السيروتونين والميلاتونين».
كما أشارت إلى أنه مصدر ممتاز للكالسيوم الذي يساعد على تحويل التريبتوفان إلى الميلاتونين، ويدعم الإشارات الدماغية التي تنظم النوم، موضحة أن «المفتاح هو إيجاد التوازن والتوقيت المناسب».
وأضافت: «الخلاصة: إذا وجدت نفسك تتقلب في الفراش بعد تناول الجبن ليلاً، فقد يكون من الأفضل تجنبه».
ومع ذلك، هذا لا يعني أنك بحاجة إلى الاستغناء عنه تماماً، حسب قول بالينسكي- وايد، وأضافت: «استمتع به باعتدال وفي وقت أبكر من اليوم فقط، لتكون في الجانب الآمن».
