مأكولات صحية لمنع إصابة العضلات مع التقدم في العمر

ينصح الخبراء بتنويع مصادر البروتين بين النباتية والحيوانية (رويترز)
ينصح الخبراء بتنويع مصادر البروتين بين النباتية والحيوانية (رويترز)
TT

مأكولات صحية لمنع إصابة العضلات مع التقدم في العمر

ينصح الخبراء بتنويع مصادر البروتين بين النباتية والحيوانية (رويترز)
ينصح الخبراء بتنويع مصادر البروتين بين النباتية والحيوانية (رويترز)

مع التقدم في العمر، يصبح الحفاظ على صحة العضلات والعظام تحدياً أكبر، لا سيما بعد تجاوز سن الخمسين، حيث تتسارع خسارة الكتلة العضلية والعظمية بفعل عوامل الشيخوخة الطبيعية. ومع ارتفاع الإقبال على ممارسة التمارين البدنية في هذه المرحلة العمرية، يحذّر الخبراء من أن البدء بروتين تدريبي قاسٍ دون إعداد مناسب أو تغذية متوازنة قد يؤدي إلى إصابات عضلية وهيكلية جسيمة.

قبل الشروع في أي برنامج رياضي جديد، يُنصح بإجراء تقييم طبي شامل، يتضمّن فحصاً للوضع الغذائي ومستوى الفيتامينات والمعادن في الجسم، وكذلك تقدير الحاجة إلى المكملات الدقيقة (المايكرو–نيتريانتس)، وفق ما نقله تقرير لصحيفة «إندبندنت» البريطانية.

البروتين: حجر الزاوية

يندرج البروتين ضمن المغذيات الكبرى (ماكرونيتريانتس)، وهو المصدر الرئيسي للأحماض الأمينية الضرورية للحفاظ على الكتلة العضلية وتطويرها، والوقاية من «الساركوبينيا» (ضمور العضلات المرتبط بالعمر) وهشاشة العظام. وتختلف حاجة الشخص من البروتين وفقاً لحالته الصحية ومستوى نشاطه، فبالنسبة لمن هم فوق الخمسين ويمارسون النشاط البدني المعتدل، تُقدر الكمية بـ1–1.5 غرام بروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يومياً. لكن لا يُستحسن زيادة استهلاك البروتين دون مضاهاتها بزيادة في الحمل التدريبي، إذ إن الكثرة المفرطة قد تزيد من إخراج الكالسيوم في البول وتؤثر سلباً على صحة العظام.

مصادر البروتين النباتية والحيوانية

من الأفضل تنويع مصادر البروتين بين النباتية (الصويا، الفاصولياء، العدس، البذور والمكسرات) والحيوانية (البيض، منتجات الألبان، الدجاج، الأسماك). ويمكن للأنظمة النباتية المدروسة طبياً وغذائياً أن تدعم الأداء الرياضي العالي، شرط توزيع الجرعات اليومية من البروتين على الوجبات وعدم حصرها في وجبة واحدة، مع تناولها قبل أو بعد التمرين بنحو 30 دقيقة لزيادة معدل امتصاص الجسم لها.

المكملات الدقيقة الضرورية

تلعب بعض الفيتامينات والمعادن دوراً مركزياً في تعافي العضلات وتكوين العظام، أهمها:

المغنيسيوم: يساهم في استشفاء الأنسجة العضلية وتكوين الهيكل العظمي، ويوجد في نخالة القمح، الجبن، بذور القرع والكتان.

الكالسيوم: ضروري للحفاظ على كثافة العظام، وتؤمّنه منتجات الألبان كاملة الدسم وغالبية البذور والمكسرات، رغم أن محتوى الفيتات والأوكسالات في بعضها قد يقلل من امتصاص الكالسيوم.

يُذكر أن الفيتات والأوكسالات مضادات مغذيات نباتية (الفيتات في الحبوب والبقوليات والأوكسالات في الخضراوات والمكسرات) ترتبط بالمعادن في الأمعاء فتقلل امتصاصها رغم أن لها فوائد صحية أخرى.

فيتامين د: يسهل امتصاص الكالسيوم ويحافظ على صحته، ويوجد في الأسماك الدهنية (التونة، السردين، السلمون) وصفار البيض.

وأخيراً، لا بد من الاهتمام بالترطيب قبل وأثناء وبعد التمرين، لأن كلاً من الجفاف والإفراط في شرب الماء يمكن أن ينعكس سلباً على الأداء ويزيد مخاطر الإصابة. وفي المحصلة، فإن التمارين المنتظمة المكيّفة مع القدرات الفردية، والمتبوعة بمتابعة طبية وتغذية متوازنة، تشكّل المفتاح لشيخوخة صحية خالية من الإصابات.


مقالات ذات صلة

هذه العلامات قد تعني أن حرقة معدتك تخفي مرضاً خطيراً

صحتك التشخيص المبكر للسرطان أمر بالغ الأهمية لتحسين فرص النجاة (غيتي)

هذه العلامات قد تعني أن حرقة معدتك تخفي مرضاً خطيراً

تحث حملة صحية الناس على عدم تجاهل حرقة المعدة، لأنها قد تكون علامة على سرطان المعدة أو المريء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك علماء توصلوا إلى صلة بين القهوة سريعة التحضير والتنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر (إ.ب.أ)

احذر فنجان القهوة الصباحي قد يسبب العمى

إذا كنت تجد صعوبة في اجتياز يومك دون جرعة من الكافيين، لكنك تخشى الآثار الصحية الضارة للقهوة، فقد يكون «الماتشا» هو الحل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تطبيقات التأمل الرقمية تتيح الوصول إلى جلسات إرشادية صوتية في أي وقت ومن أي مكان (جامعة كارنيغي ميلون)

تطبيقات ذكية للتأمل الذهني تحسّن التركيز والانتباه

كشفت دراسة أميركية عن أن استخدام تطبيقات التأمل الذهني عبر الهواتف الذكية لمدة شهر فقط يمكن أن يحسّن القدرة على التركيز والانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل التوت البري والفاكهة الحمراء تقي من الشيخوخة (رويترز)

طبيب يكشف عن عاداته اليومية للمحافظة علي شبابه والوقاية من الشيخوخة

يشرح الدكتور محمد عنايت وهو طبيب عام مقيم في لندن ومؤسس عيادة لطول العمر، كيف ينظم يومه، ويجري تعديلات بسيطة على نظامه الغذائي ونمط حياته، لضمان حياة أطول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الدوبامين مادة كيميائية ننتجها في دماغنا (أرشيفية-رويترز)

كيف نعرف إذا كنا نعاني من نقص في الدوبامين؟

الدوبامين مادة كيميائية ننتجها في دماغنا وهي ناقل عصبي ينظم الدوائر الكهربائية بدقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هذه العلامات قد تعني أن حرقة معدتك تخفي مرضاً خطيراً

التشخيص المبكر للسرطان أمر بالغ الأهمية لتحسين فرص النجاة (غيتي)
التشخيص المبكر للسرطان أمر بالغ الأهمية لتحسين فرص النجاة (غيتي)
TT

هذه العلامات قد تعني أن حرقة معدتك تخفي مرضاً خطيراً

التشخيص المبكر للسرطان أمر بالغ الأهمية لتحسين فرص النجاة (غيتي)
التشخيص المبكر للسرطان أمر بالغ الأهمية لتحسين فرص النجاة (غيتي)

تحث حملة صحية الناس على عدم تجاهل حرقة المعدة، لأنها قد تكون علامة على سرطان المعدة أو المريء.

وفقاً لهيئة الصحة العامة في إنجلترا، يجب على الأشخاص مراجعة الطبيب إذا كانوا يعانون من حرقة مستمرة أو صعوبة في بلع الطعام لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر. لكنها أشارت إلى أن معظم الناس لا يدركون هذه الأعراض.

وبحسب «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، يُعد سرطان المعدة والمريء من أكثر أنواع السرطان شيوعاً في إنجلترا.

تشير أرقام هيئة الصحة العامة في إنجلترا إلى أنه يتم تشخيص حوالي 12900 شخص بهذه السرطانات سنوياً، ويموت حوالي 10 آلاف شخص بسببها سنوياً.

ومع ذلك، يمكن إنقاذ حوالي 950 شخصاً كل عام إذا كانت معدلات النجاة من سرطان المريء والمعدة مطابقة لأفضل المعدلات في أوروبا، وفقاً للهيئة.

علامات وأعراض سرطان المعدة

في الوقت الحالي، تُسجّل المملكة المتحدة أعلى معدل إصابة بسرطان المريء بين الرجال والنساء في الاتحاد الأوروبي، وقد يُعزى ذلك إلى التدخين، وارتفاع معدلات السمنة، ونقص الفاكهة والخضراوات في نظامنا الغذائي، واستهلاك الكحول بانتظام.

كلما شُخّص السرطان مبكراً، تحسنت فرص نجاح العلاج.

ولهذا السبب، تُركّز حملة «كن واضحاً بشأن السرطان» التابعة لهيئة الصحة العامة في إنجلترا على كيفية اكتشاف علامات سرطان المريء أو المعدة.

يمكن أن تشمل هذه العلامات:

  • عسر الهضم المتقطع لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر

  • الشعور باحتجاز الطعام في الحلق عند البلع

  • فقدان الوزن دون سبب واضح

  • غازات محتبسة وتجشؤ متكرر

  • الشعور بالشبع بسرعة كبيرة عند تناول الطعام

  • الغثيان أو القيء

  • ألم أو انزعاج في أعلى المعدة

قال شون دافي، المدير في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، إن التشخيص المبكر للسرطان أمر بالغ الأهمية لتحسين فرص النجاة.

يجب على المرضى الذين يُحتمل ظهور علامات وأعراض مبكرة زيارة طبيبهم العام لإحالتهم لإجراء الفحوصات اللازمة، وبدء العلاج بسرعة.

أسباب تجاهل أعراض السرطان

بحثت دراسة نُشرت في المجلة البريطانية للطب العام، ومُوّلت من قِبل أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، في أسباب تجاهل الناس للأعراض الواضحة للسرطان.

في بعض الأحيان، كان ذلك بسبب خوفهم من تشخيص السرطان أو بسبب تجاهلهم لمشاكلهم الصحية.

في حين افتقر آخرون للثقة في طبيبهم العام أو افترضوا ببساطة أن المشكلة ناجمة عن التقدم في السن.

تقول الدكتورة كاترينا ويتاكر، مؤلفة الدراسة وزميلة باحثة أولى في كلية لندن الجامعية: «اتخذ بعض الأشخاص قرار فحص الأعراض بعد مشاهدة حملة توعية بالسرطان أو تشجيعهم على ذلك من قِبل العائلة أو الأصدقاء، ويبدو أن هذا يُضفي شرعية على أعراضهم كأمر مهم».

وقالت سارة هيوم، مديرة التشخيص المبكر في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، إن النتائج تُقدم نظرة ثاقبة مفيدة على الحالة النفسية البريطانية.

وأضافت: «أظهرت لنا المقارنات الدولية بالفعل أن الجمهور البريطاني أكثر قلقاً بشأن كونهم عبئاً على النظام الصحي أو إضاعة وقت الطبيب مقارنةً بالدول المتقدمة الأخرى».

وأضافت أن الدراسة يمكن أن تُساعد في إيجاد سبل لتشجيع كل من يُعاني من أعراض مُقلقة على طلب المساعدة في أقرب وقت ممكن.