London Monday - 29 December 2025 Front Page No. 1 Vol 48 No. 17198 The Leading Arabic Newspaper عقد محادثة «مثمرة» مع الرئيس الروسي قبل لقاء فلوريدا مع زيلينسكي ترمب: جهود إنهاء حرب أوكرانيا في «مراحلها النهائية» بــــــــدا الـــــرئـــــيـــــس الأمــــــيــــــركــــــي دونـــــالـــــد تـرمـب مـتـفـائـا بـقـرب الـتـوصـل إلـــى اتـفـاق ســــام لــــدى اســتــقــبــالــه نــظــيــره الأوكــــرانــــي فـــولـــوديـــمـــيـــر زيــلــيــنــســكــي فــــي مـــــارالاغـــــو، أمـــس، وقـــال أمـــام الصحافيين إن الجهود الدبلوماسية لإنـهـاء الـحـرب فـي أوكرانيا وصلت إلى «مراحلها النهائية»، معتبرا أن «زيلينسكي وبوتين جادّان بشأن السلام» ويرغبان في التوصّل إلى اتّفاق. وقــال تـرمـب: «أعتقد أنّــنـا فـي المراحل الـــنـــهـــائـــيـــة مـــــن المـــــحـــــادثـــــات، وســـــنـــــرى مـا سيحدث. وإلا فسوف يستمر الأمـر لفترة طويلة». كما أكّــد العمل على «اتفاق أمني قــــــــوي» لـــصـــالـــح كـــيـــيـــف ســـيـــشـــمـــل الــــــدول الأوروبــيــة، مـن دون تقديم تفاصيل حول طبيعة الضمانات الأميركية. وقـــبـــل ســــاعــــات قــلــيــلــة مــــن لـــقـــائـــه مـع زيـلـيـنـسـكـي، أجــــرى تــرمــب مـكـالمـة هاتفية «جيدة جدا ومثمرة» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول جهود إنهاء الحرب في أوكـرانـيـا. وأكّــد الكرملين أن الرئيسين الـروسـي والأمـيـركـي أجـريـا مكالمة هاتفية «وديـــــــة»، مــشــيــرا إلــــى أنّــهــمــا سـيـتـحـدثـان )9 مجددا بعد لقاء فلوريدا. (تفاصيل ص واشنطن: «الشرق الأوسط» اتهم حكومة لبنان بـ«تقديم تنازلات مجانية» % في ظل العقوبات 2 بزشكيان دافع عن نمو طالبت بخطة عربية - أفريقية لمواجهة التهديدات نعيم قاسم يطالب بتأجيل «حصرية السلاح» الرئيس الإيراني يربط الموازنة بالأمن القومي «الجامعة» ترفض اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» طـــــالـــــب الأمــــــــــن الــــــعــــــام لــــــ«حـــــزب الـــلـــه»، الـشـيـخ نـعـيـم قــاســم، الحكومة الـــلـــبـــنـــانـــيـــة بــــتــــأجــــيــــل طــــــــرح مـــســـألـــة «حـــــصـــــريـــــة الـــــــســـــــاح» الـــــتـــــي تــقــضــي بحصر السلاح بيد الـدولـة، ووصفها بأنها «غير منطقية في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة». واعتبر قاسم أن نزع سلاح «حزب الله» هو مشروع أميركي - إسرائيلي «حــــتــــى لــــو ســــمّــــوه فــــي هــــــذه المـــرحـــلـــة (حــصــريــة الــــســــاح)»، مـضـيـفـا أن هـذا المشروع «يهدف إلى إنهاء قدرة لبنان العسكرية وضرب فئة وازنة من الشعب اللبناني»، ومؤكدا أن «الحكومة قدّمت تنازلات مجانية من دون مقابل، بينما لم تلتزم إسرائيل أي اتفاقات». وأشــــــــــار قـــــاســـــم، خـــــــال كـــلـــمـــة لــه فـــي مـنـاسـبـة حــزبــيــة، إلـــى أن «الــبــاد تـقـف أمـــام مفصل تـاريـخـي حـاسـم»، داعـيـا إلــى «إعــــادة النظر فـي الخطط المقترحة حالياً»، ومؤكدا أن «المقاومة الـــتـــزمـــت الاتــــفــــاق أكـــثـــر مــمــا الـتـزمـتـه الــــدولــــة، فـــي حـــن واصـــلـــت إســرائــيــل )5 خرق التفاهمات». (تفاصيل ص قــــــدم الـــرئـــيـــس الإيــــــرانــــــي مــســعــود بزشكيان مشروع موازنة العام الجديد بأولويات تتمحور حول الأمن القومي، معتبرا أن الانضباط المالي بات شرطا أساسيا للصمود في مواجهة الضغوط يـــومـــا مع 12 الـــخـــارجـــيـــة بــعــد حــــرب الـــــــ إسرائيل وتشديد العقوبات. وبـــــعـــــد خـــمـــســـة أيـــــــــام مـــــن تـــقـــديـــم مــــــســــــودة المــــــــوازنــــــــة لـــــلـــــبـــــرلمـــــان، دافــــــع بــزشــكــيــان أمـــــام المـــشـــرعـــن عـــن إعــــداد فــي المـائـة، 2 مــوازنــة بنمو لا يـتـجـاوز واصفا إياها بأنها الخيار «الأصعب» لــكــنــه الأكـــثـــر واقـــعـــيـــة لـــتـــفـــادي الـعـجـز وكبح التضخم في ظل تراجع عائدات النفط وشح الموارد. مليار دولار 100 وتتخطى الموازنة بحسب صرف السعر المتقلب جدا هذه الأيام. وشدد بزشكيان على أنها أُعدت في «ظروف استثنائية وضاغطة» فرضتها العقوبات، والحرب مع إسرائيل، قائلا إن الـحـكـومـة اخـــتـــارت نـهـجـا منضبطا لـتـفـادي الـعـجـز وكـبـح الـتـضـخـم، حتى وإن جاء ذلك على حساب قرارات صعبة تمس بنية الإنفاق والدعم. )6 (تفاصيل ص رفـضـت الـجـامـعـة الـعـربـيـة اعـتـراف إسرائيل بانفصال إقليم الشمال الغربي بـــالـــصـــومـــال، مــــا يــســمــى «إقـــلـــيـــم أرض الــصــومــال»، مـشـددة على الــوقــوف ضد «أي إجراءات تترتب على هذا الاعتراف الـــــبـــــاطـــــل بــــغــــيــــة تــــســــهــــيــــل مـــخـــطـــطـــات التهجير القسري للشعب الفلسطيني أو اســتــبــاحــة مـــوانـــئ شــمــال الــصــومــال لإنشاء قواعد عسكرية فيها». وعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، أمس (الأحـــــــد)، دورة غــيــر عـــاديـــة، أكــــد فيها «الموقف العربي الثابت والواضح بشأن عـــد إقـلـيـم الــشــمــال الــغــربــي بـالـصـومـال جـزءا لا يتجزأ من جمهورية الصومال الـــــفـــــيـــــدرالـــــيـــــة، ورفـــــــــــض أي مــــحــــاولــــة لـاعـتـراف بانفصاله بشكل مباشر أو غير مباشر». وطـــــالـــــب الــــبــــيــــان الأمـــــانـــــة الـــعـــامـــة لجامعة الـــدول العربية بـــ«وضــع خطة عـمـل عـربـيـة - أفـريـقـيـة مشتركة تـحُــول دون إحداث أي تغيير في الوضع الأمني والجيوسياسي القائم، ومنع أي تهديد لمصالح الـــدول العربية والأفـريـقـيـة في هذه المنطقة الحيوية». )7 (تفاصيل ص بيروت: «الشرق الأوسط» لندن - طهران: «الشرق الأوسط» القاهرة: «الشرق الأوسط» 9 771319 081318 01> اتهامات لقوات تتبع «المجلس» بانتهاكات في المحافظة شهدت إطلاق نار على متظاهرين وعناصر الأمن «الانتقالي» يواجه اختبار الخروج من حضرموت والمهرة احتجاجات في الساحل السوري رافقتها صدامات بـــيـــنـــمـــا يــــــواجــــــه المــــجــــلــــس الانــــتــــقــــالــــي الجنوبي اختبار الاستجابة لوقف التصعيد الأحـــادي والانسحاب بقواته من حضرموت والمـــهـــرة، اتـهـمـتـه تــقــاريــر حـقـوقـيـة بـارتـكـاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في محافظة حضرموت، شملت مداهمة منازل، واعتقالات تـعـسـفـيـة، وإخــــفــــاء قــســريــا، وفـــــرض حـصـار عسكري على مناطق مأهولة بالسكان. وتـــأتـــي هــــذه الاتـــهـــامـــات بـــالـــتـــوازي مع رســائــل سـعـوديـة وإقـلـيـمـيـة ودولـــيـــة حـازمـة ترفض فرض أي واقع جديد بالقوة في شرق الـيـمـن، وتـؤكـد أن حـضـرمـوت والمــهــرة خـارج حـسـابـات المـغـامـرات العسكرية والـصـراعـات الداخلية. ويــرى مراقبون أن التحركات الأحـاديـة وضــعــت «الانــتــقــالــي» أمــــام اخـتـبـار سياسي وأمني حاسم، تتقاطع فيه حسابات الداخل الـجـنـوبـي مــع مــســار الــحــرب ضــد الحوثيين وخيارات السلام الإقليمي. وبــــحــــســــب تـــــقـــــديـــــرات مـــتـــطـــابـــقـــة، فــــإن اســتــمــرار الـتـصـعـيـد يـحـمـل تـكـلـفـة مـرتـفـعـة، سـيـاسـيـا وقــانــونــيــا ومـــيـــدانـــيـــا، وقــــد يـحـول المجلس من شريك داخل معسكر الشرعية إلى عنصر مُعقِّد للاستقرار. ويـــــــرى المــــراقــــبــــون لـــلـــشـــأن الـــيـــمـــنـــي أن خـيـار الــخــروج المنظم مـن حـضـرمـوت، تحت مسميات فنية وأمنية، يبقى هو المسار الأقل خسارة، إذا ما أراد «الانتقالي» الحفاظ على مـــا تـبـقـى مـــن مـكـاسـبـه وتـــفـــادي مــواجــهــة لا )2 تحمد عقباها. (تفاصيل ص أفادت وسائل إعلام سورية رسمية بعودة الهدوء مساء أمس (الأحد) في مناطق الساحل كافة، بعد التوترات الأمنية التي شهدتها خلال الاحتجاجات التي لبت دعوة غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي المؤسس في فبراير (شباط) الماضي. وأعــلــنــت وزارة الـــدفـــاع الـــســـوريـــة، نـشـر مـجـمــوعـات من الجيش مدعومة بآليات مصفحة ومــدرعــات فـي مـراكـز مدن الـاذقـيـة وطــرطــوس بـالـسـاحـل الـغـربـي لـلـبـاد عـقـب الهجوم المسلح مـن فـلـول الـنـظـام الـبـائـد على قـــوات الأمـــن والمـواطـنـن خلال الاحتجاجات. وزارة الـداخـلـيـة مــن جـهـتـهـا، قــالــت إن قـواتـهـا الأمـنـيـة المكلّفة تأمين الاحتجاجات تعرضت «لاعتداءات مباشرة» من قبل مسلحين ملثمين في اللاذقية، مشيرة إلى وقوع حوادث مشابهة في ريف طرطوس نفذتها مجموعات مرتبطة بفلول آخـــرون بين 60 أشـخـاص وأصـيـب 3 النظام الـسـابـق. وتـوفـي مدنيين وعناصر أمــن، جــراء الاعــتــداءات، وأوضـحـت مديرية الصحة في تصريح لـ«سانا»، أن الإصابات التي وصلت إلى المشافي شملت إصابات بالسلاح الأبيض، والحجارة وطلقات نارية من فلول النظام البائد على عناصر الأمن والمواطنين. وأصــــدر وجــهــاء مــن «الـطـائـفـة الإســامــيــة الـعـلـويـة» في منطقة الساحل بسوريا بيانات ترفض دعوات التقسيم وإثارة الـفـن، وتـؤكـد التزامهم القيم الـتـي تـدعـو إلــى «وحـــدة الصف )4 وبناء سوريا واحدة موحدة». (تفاصيل ص لندن: «الشرق الأوسط» دمشق - اللاذقية: «الشرق الأوسط» قوات الأمن السورية تطوّق مظاهرة احتجاجية في اللاذقية بعد وقوع صدامات أمس (إ.ب.أ) 1447 رجب 9 الاثنين 2025 ) ديسمبر (كانون الأول 29 السنة الثامنة والأربعون 17198 العدد تصدر في لندن وتقرأ في جميع أنحاء العالم ريالات 3 ثمن النسخة تركيا تعلق آمالا على «صداقة» ترمب لحل الملفات العالقة ترمب... صديق روسيا اللدود وصانع عسلها المر ليبيا: «الصندوق الأسود» يربك رواية سقوط طائرة الحداد رحيل بريجيت باردو... هرم فرنسا المعتزل 10» 11» 8» 22» نتنياهو يلتقي ترمب وسط أولويات متباينة 3» اقرأ أيضاً... عام في ظل ترمب ترمب مستقبلا زيلينسكي في مارالاغو أمس (أ.ب)
2 أخبار NEWS Issue 17198 - العدد Monday - 2025/12/29 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT مراقبون: رسائل سعودية وإقليمية ودولية لا تقبل التأويل «الانتقالي» على حافة الاختبار... هل يحفظ مكاسبه أو يتهيأ للاصطدام الكبير؟ تـشـهـد المـنـاطـق الـشـرقـيـة مــن الـيـمـن، وتحديدا في حضرموت، مرحلة حساسة من إعــادة ضبط التوازنات داخـل معسكر «الشرعية»، على وقع التصعيد العسكري الأحــــــادي الـــــذي نـــفـــذه المــجــلــس الانـتـقـالـي الـجـنـوبـي، ومــا يقابله مـن رفــض إقليمي ودولــــــــي؛ إذ قـــــال مــــراقــــبــــون إنـــــه لا يـمـكـن السماح بفرض أمر واقـع عن طريق القوة المسلحة مهما كانت المزاعم أو المبررات. وبحسب المراقبين، فإن ما يجري ليس تـفـصـيـا محليا عـــابـــراً، يـمـكـن التغاضي عنه سـواء من قبل «الشرعية» اليمنية أو من قبل الداعمين لها، بل اختبار سياسي وأمـــــنـــــي مـــتـــعـــدد الأبــــــعــــــاد، تـــتـــقـــاطـــع فـيـه حسابات الداخل الجنوبي نفسه، ومسار الــحــرب مــع الـحـوثـيـن، وخـــيـــارات الـسـام الإقليمي. وحـــتـــى الآن، يــظـهــر ســـلـــوك المـجـلـس الانــــتــــقــــالــــي أقـــــــــرب إلـــــــى المـــــــنـــــــاورة تــحــت الضغط منه إلى التحدي المباشر. فاللغة المـسـتـخـدمـة فـــي بـيـانـاتـه الأخـــيـــرة - الـتـي تمزج بين التبرير السياسي والتحركات العسكرية، وبـن الحديث عن «التنسيق» و«تفهّم الهواجس» - تعكس إدراكا متزايدا بأن مساحة المناورة تضيق بسرعة. لكن لا بد من التقاط القرار الصائب. كما يشار إلى أن تحذيرات السعودية الــتــي تــقــود «تــحــالــف دعـــم الــشــرعــيــة» في الـيـمـن لـــم تـكـن عـــابـــرة أو قـابـلـة لـلـتـأويـل، بــل جــــاءت مـتـزامـنـة ومــتــدرجــة، وانتقلت من مستوى التنبيه السياسي إلـى الـردع التحذيري الميداني من خلال ضربة جوية في حضرموت. هذا التحول في اللهجة يعني عمليا أن هــــنــــاك قـــــــــرارا واضـــــحـــــا بـــمـــنـــع انـــتـــقـــال حـــضـــرمـــوت والمـــــهـــــرة إلـــــى مـــســـرح صــــراع داخــــلــــي، أو إلــــى ســـاحـــة لـــفـــرض مـشـاريـع جزئية بالقوة. وربـــــمـــــا يــــــــدرك المــــجــــلــــس الانـــتـــقـــالـــي وناصحوه معاً، أن تجاهل هـذه الرسائل يـضـعـه فــي مـواجــهــة مــبــاشــرة مــع الـطـرف الإقـلـيـمـي الأثــقــل وزنــــا فــي المـلــف اليمني، وهــــــو الـــســـعـــوديـــة قــــائــــدة «تــــحــــالــــف دعـــم الــشــرعــيــة»، وهـــو صــــدام لا يـمـلـك المجلس أدوات تحمّله، لا سياسيا ولا عسكرياً. لـــذلـــك، يُــنــصــح «الانـــتـــقـــالـــي» مـــن قبل مـراقـبـن لـلـشـأن الـيـمـنـي بـــأن يـتـعـامـل مع الـــتـــحـــذيـــرات بـــجـــديـــة، وعـــــدم الــــركــــون إلــى تـكـتـيـك الإبـــطـــاء، هـــذا إذا كـــان يـبـحـث عن مخارج تحفظ له الحد الأدنى من المكاسب التي راكمها خلال السنوات الماضية، وإلا فلن يكون أمامه سـوى الانصياع المتوقع بـالـقـوة، وهــو إن حــدث سيعني لأنـصـاره هزيمة مدوية لا يمكن استيعابها. ورطة غير محسوبة وفــــق مـــراقـــبـــن لــلــشــأن الــيــمــنــي، فقد أوقـــــع «الانـــتـــقـــالـــي» نـفـسـه فـــي ورطـــــة غير مــحــســوبــة؛ إذ جــــرى تــســويــق الـتـحـركـات الأخــــــيــــــرة بـــوصـــفـــهـــا «حــــمــــايــــة لــلــقــضــيــة الجنوبية» و«استجابة لمطالب شعبية»، ولقطع طرق التهريب وإمدادات الحوثيين ومـــحـــاربـــة الــتــنــظــيــمــات الإرهــــابــــيــــة، وفــق زعـــمـــه، إلا أن الأوان لـــم يــفــت كــمــا بينته الــرســالــة الــســعــوديــة بـــوضـــوح عـبـر وزيـــر الدفاع الأمير خالد بن سلمان؛ إذ بالإمكان الـــخـــروج مــن الـــورطـــة بــأقــل الـخـسـائـر، من خلال مغادرة قواته الوافدة إلى حضرموت والمهرة بشكل عاجل. من ناحية ثانية، تشير المعطيات إلى أن المجلس الانتقالي لا يملك القدرة على تـثـبـيـت وجـــــوده فـــي حــضــرمــوت والمـــهـــرة، في ظل مجموعة عوامل ضاغطة، أبرزها وجــــــــود رفـــــــض مـــحـــلـــي واســــــــــع، بـــخـــاصـــة فـــي حـــضـــرمـــوت، حــيــث تـتـمـتـع المــكــونــات الاجـتـمـاعـيـة والـقـبـلـيـة بـحـسـاسـيـة عالية تجاه أي وجود مسلح وافد. إلى جانب ذلك، يفتقد المجلس - الذي يـهـيـمـن عــلــى قــــــراره قــــيــــادات مـــن مـنـاطـق بعينها - غــيــاب الــغــطــاء الإقـلـيـمـي الـــذي يـشـكـل شــرطــا أســاســيــا لأي تـغـيـيـر أمـنـي في مناطق حساسة، وكـذا في ظل موقف دولــــي واضــــح يــرفــض أي تـغـيـيـر لـلـواقـع بـــالـــقـــوة، ويـــؤكـــد دعــــم وحـــــدة المــؤســســات الرسمية. لــــذلــــك، يــــبــــدو الـــســـيـــنـــاريـــو الأفـــضـــل والأســـهـــل - كــمــا يـقـتـرحـه مـحـلـلـون - هو انـسـحـاب مـنـظـم، تـحـت أســمــاء فنية مثل «إعـادة انتشار»، أو «ترتيبات أمنية»، أو بأي طريقة تسمح للمجلس بالخروج من المأزق بأقل الخسائر السياسية الممكنة. أما إذا قرر المجلس الانتقالي تجاهل الإشـــارات والاسـتـمـرار في التصعيد، فإن تـكـلـفـة ذلـــك - طـبـقـا لـلـمـراقـبـن - ستكون مـــرتـــفـــعـــة ومــــتــــعــــددة المـــســـتـــويـــات؛ فـعـلـى المـــســـتـــوى الـــســـيـــاســـي ســيــخــســر المـجـلـس مـا تبقى مـن صـــورة الـشـراكـة فـي السلطة الـــشـــرعـــيـــة، وســـيـــتـــحـــول تـــدريـــجـــيـــا - فـي الــخــطــاب الإقـلـيـمـي والـــدولـــي - مـــن فـاعـل سياسي ضمن «مجلس القيادة الرئاسي» والــحــكــومــة الـيـمـنـيـة إلــــى عـنـصـر مُــعـطِّــل لــاســتــقــرار، وقـــد يـصـل الأمــــر إلـــى فـرض عقوبات دولية على قادته. أمـــا عـسـكـريـا، فــالــرســالــة الـسـعـوديـة واضـــــــحـــــــة بـــــعـــــد بــــــيــــــان «تــــــحــــــالــــــف دعـــــم الشرعية»؛ إذ لن يُسمح بفرض أمـر واقع بـــالـــقـــوة فــــي شـــــرق الـــيـــمـــن، وأي تـصـعـيـد إضافي قد يُقابل بـردع مباشر، ما يعني خسائر ميدانية مؤسفة لا يملك المجلس القدرة على تعويضها أو تبريرها. وعــــــلــــــى المـــــســـــتـــــوى الـــــشـــــعـــــبـــــي، فـــــإن حـضـرمـوت والمــهــرة ليستا بيئة حاضنة للمجلس الانتقالي، واستمرار التصعيد ســـيُـــعـــمّـــق الـــــهـــــوة بـــيـــنـــه وبــــــن قـــطـــاعـــات واسـعـة مـن الجنوبيين، ويـحـوّل القضية الجنوبية مـن مظلة جامعة إلــى مشروع انـقـسـامـي، بــل إن أخــطــر الـخـسـائـر - كما يقرأها المحللون - تكمن في تشويه جوهر القضية الجنوبية، عبر ربطها بالعسكرة والانتهاكات وفرض الوقائع بالقوة، بدل ترسيخها كقضية سياسية عـادلـة قابلة للحل ضمن مسار تفاوضي، كما هو الأمر فـــي الـــطـــرح الــــذي تـتـبـنـاه الـــقـــوى اليمنية المنضوية تحت «الشرعية»، والذي تدعمه السعودية. عبء الانتهاكات تــــمــــثــــل الانــــــتــــــهــــــاكــــــات المــــــوثــــــقــــــة فـــي حضرموت نقطة تـحـوّل خطرة فـي مسار التصعيد. فعمليات المداهمة، والاعتقالات الــتــعــســفــيــة، والإخــــفــــاء الـــقـــســـري، وفـــرض الـحـصـار عـلـى مـنـاطـق مــأهــولــة... لا تُــقـرأ فـقـط كــــإجــــراءات أمــنــيــة، بـــل كـنـمـط قمعي مـــمـــنـــهـــج، يـــضـــع المـــجـــلـــس الانـــتـــقـــالـــي فـي مـــواجـــهـــة مـــبـــاشـــرة مــــع الـــقـــانـــون الـــدولـــي الإنساني. وبـحـسـب تــقــاريــر حـقـوقـيـة مـوثـوقـة، شــمــلــت الانـــتـــهـــاكـــات فــــي الأيـــــــام الأخـــيـــرة اقتحام منازل مدنيين، واحتجازا تعسفياً، وإخفاء قسرياً، وحصارا عسكريا لمناطق قـبـائـل «الـــحـــمـــوم»، ومــنــع تـنـقـل المــرضــى، ونـهـب ممتلكات عـامـة وخـــاصـــة... وهــذه المــــمــــارســــات لا تُـــضـــعـــف مـــوقـــف المــجــلــس أخلاقيا فحسب، بل تُحوّل ملفه إلى عبء قانوني وسياسي قابل للاستخدام دولياً، وتفتح الباب أمام مساءلة مستقبلية قد لا تسقط بالتقادم. من كل ذلك، يمكن القول إن ما يجري اليوم هو اختبار نضج سياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي، فإما أن يلتقط الرسالة الواضحة محليا وسعوديا ودولياً، ويعود إلى المسار السياسي، ويحد من الخسائر، وإمــا أن يواصل التصعيد، ويدفع أثمانا سياسية وعسكرية وقانونية قد يصعب تعويضها، وفق تقديرات المراقبين. وطـبـقـا لــتــقــديــرات المــرحــلــة ومـــا يـــراه المشفقون على مستقبل المجلس الانتقالي الجنوبي، فـإن اللحظة الراهنة لا تحتمل المـــغـــامـــرة، ومــــن يـخـطـئ قـــراءتـــهـــا سـيـدفـع الثمن وحده. عناصر من قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن (إ.ب.أ) لندن: «الشرق الأوسط» التحول في اللهجة يعني أن هناك قرارا واضحا بمنع انتقال حضرموت والمهرة إلى ساحة لفرض مشاريع جزئية بالقوة اتهامات لـ«الانتقالي» بانتهاكات جسيمة في حضرموت اتهمت تقارير حقوقية يمنية القوات التابعة لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» بـــــارتـــــكـــــاب انـــــتـــــهـــــاكـــــات جـــســـيـــمـــة بــحــق المدنيين في محافظة حضرموت، شملت الاعــتــقــالات والإخـــفـــاء الـقـسـري ومـداهـمـة المنازل، وهو ما من شأنه أن يُعمق حالة الفوضى وزعزعة الاستقرار في المحافظة الــتــي اجـتـاحـتـهـا قــــوات الانـتـقـالـي بشكل أحادي منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وفــي هــذا الـسـيـاق، أصـــدرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات بيانا شديد الـلـهـجـة أدانـــــت فـيـه المـــمـــارســـات القمعية الـــتـــي طـــالـــت الأحـــيـــاء الـسـكـنـيـة والمـــنـــازل الـخـاصـة، مـؤكـدة أن هــذه الأعــمــال تُشكل انتهاكا صارخا لأحكام الدستور اليمني والـقـوانـن الوطنية، فضلا عـن التزامات اليمن الـدولـيـة بموجب الـقـانـون الـدولـي لــــحــــقــــوق الإنــــــســــــان والـــــقـــــانـــــون الـــــدولـــــي الإنساني. ووفــــق شـــهـــادات مــيــدانــيــة مــوثــوقــة، قـــــامـــــت الـــــــقـــــــوات الــــتــــابــــعــــة لـــــ«المــــجــــلــــس الانـــتـــقـــالـــي» بـــمـــداهـــمـــة مــــنــــازل المــدنــيــن واعتقالهم تعسفياً، فـضـا عـن عمليات الإخــــفــــاء الـــقـــســـري الـــتـــي طـــالـــت عـــــددا من الـــســـكـــان، فـــي انــتــهــاك لـلـحـق فـــي الـحـريـة والأمـــــــــــان الـــشـــخـــصـــي وحـــــرمـــــة المـــســـاكـــن وضمانات المحاكمة العادلة. ووصــــفــــت الــشــبــكــة الــحــقــوقــيــة هـــذه المـــــمـــــارســـــات بــــأنــــهــــا نــــمــــط مـــمـــنـــهـــج مــن الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري، مــــحــــذرة مــــن خــــطــــورة اســـتـــمـــرارهـــا دون مساءلة. كـمـا وثّــقــت الشبكة فـــرض «المجلس الانتقالي» حصارا عسكريا غير مشروع على مناطق واسـعـة ضمن نـطـاق قبائل الحموم، بما فيها وادي خـرد، وحلفون، وغــــيــــل بــــن يــــمــــن. وهـــــــذا الــــحــــصــــار أدّى إلـــى تقييد حــريــة الـتـنـقـل، ومــنــع وصــول المرضى للحالات الطارئة، بالإضافة إلى إعـاقـة الخدمات الصحية الأسـاسـيـة، مع تـسـجـيـل حــــالات اعـــتـــداء عــلــى المـمـتـلـكـات الخاصة وأعمال نهب وسرقة واسعة. ويـصـف التقرير هــذا الـحـصـار بأنه لا يــمــكــن تـــبـــريـــره بــوصــفــه إجـــــــراء أمـنـيـا مشروعاً، بل يُعد عقابا جماعيا محظورا بموجب القانون الدولي الإنساني. ويـشـيـر إلـــى أنـــه يُــمـثـل أيــضــا نمطا مــــن الاضــــطــــهــــاد الـــســـيـــاســـي ضــــد ســكــان هــــذه المـــنـــاطـــق، بــســبــب رفــضــهــم الـعـلـنـي لمـشـروع «المـجـلـس الانـتـقـالـي الجنوبي»، مـــا يــرقــى إلــــى انــتــهــاك صــــارخ لمــبــدأ عــدم التمييز وحرية الـرأي والتعبير والموقف السياسي، مع استخدام القوة العسكرية أداة للإكراه السياسي. قالت الشبكة الحقوقية إن استهداف الأحــــيــــاء الــســكــنــيــة عـــلـــى أســــــاس المـــواقـــف السياسية وفــرض القيود الجماعية على الـسـكـان يـمـس حـيـاتـهـم وكـرامـتـهـم وسبل عــيــشــهــم، ويُـــشـــكـــل جـــريـــمـــة خـــطـــيـــرة وفـــق المـــعـــايـــيـــر الــــدولــــيــــة، قــــد تـــصـــل إلـــــى جـــرائـــم جسيمة تتطلب المساءلة الجنائية الفردية. وحــمّــل الـتـقـريـر الـحـقـوقـي الـقـيـادات الــــعــــســــكــــريــــة والــــســــيــــاســــيــــة لـــــ«المــــجــــلــــس الانـــتـــقـــالـــي الـــجـــنـــوبـــي» كـــامـــل المــســؤولــيــة القانونية عن الانتهاكات، مطالبا بالوقف الــــفــــوري لــكــل أعـــمـــال الـــحـــصـــار والــعــقــاب الجماعي، ورفع القيود عن حرية التنقل، وضـــــمـــــان وصــــــــول الـــــخـــــدمـــــات الــصــحــيــة والإنسانية دون معوقات. لندن: «الشرق الأوسط» بعد إفراغ مناطق سيطرة الجماعة من المعارضين انتقاد الفساد يقود نشطاء الحوثيين إلى المعتقلات بــعــد أن أفـــرغـــت الــجــمــاعــة الـحـوثـيـة مناطق سيطرتها في اليمن من الأصوات المعارضة، عبر حملات قمع واسعة طالت سياسيين وصحافيين وناشطين مدنيين، وجـــــــــدت نـــفـــســـهـــا فــــــي مــــواجــــهــــة نـــشـــطـــاء محسوبين عليها، أو على الأقــل مؤيدين لخطابها الــعــام، قـــرروا توجيه انـتـقـادات علنية لمسؤولين نافذين داخــل سلطتها، خصوصا في ملفات الفساد والعبث بالمال العام، وهو ما قادهم سريعا إلى السجون. وتحوّلت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، وفـق توصيف إعـام محلي، إلى «سجن كبير»، في ظل تصاعد الاعتقالات الـــتـــي لـــم تــعــد تــمــيّــز بـــن خــصــم سـيـاسـي ومــنــاصــر ســـابـــق، طــالمــا أن الانــتــقــاد طـال مـسـؤولا أو مؤسسة حساسة، مثل قطاع الأوقاف أو الصحة العامة، في وقت يواجه فيه مـايـن الـسـكـان خطر المـجـاعـة يوميا بحسب أحدث بيانات الأمم المتحدة. فـــي هـــذا الــســيــاق، اعـتـقـلـت الـجـمـاعـة اثـــنـــن مــــن الـــنـــشـــطـــاء المــــؤيــــديــــن لـــهـــا، مـع تهديدات غير معلنة بمزيد من الاعتقالات، فـي رسـالـة واضـحـة مفادها أن أي اقتراب مــن مـلـفـات الـفـسـاد أو الـتـاعـب بــالأمــوال، حـــتـــى مــــن داخــــــل الـــصـــف الــــحــــوثــــي، يُــعــد تجاوزا للخطوط الحمر. ضحية نفوذ مـــن بـــن أبــــرز هــــذه الــقــضــايــا، اعـتـقـال الناشط الحوثي المعروف خالد العراسي، الذي يحرص منذ سنوات على تقديم نفسه نـاقـدا للممارسات الـتـي لا تـتـوافـق، حسب رأيــه، مع خطاب زعيم الجماعة وشعارات «المــــســــيــــرة»، لــكــنــه وجـــــد نــفــســه هـــــذه المــــرة ضحية لنفوذ أحد أقـارب زعيم الحوثيين، بـعـد أن عــبّــر عــن تـضـامـنـه مــع نــاشــط آخـر وانتقد أخطاء منسوبة إلى مكتب الأوقاف في صنعاء. وتركزت انتقادات العراسي على توجه مكتب الأوقاف لافتتاح أسواق جديدة لبيع نــبــتــة «الــــقــــات» وســــط الأحــــيــــاء الـسـكـنـيـة، فـــي مـخـالـفـة صـريـحـة لـلـقـوانـن والــلــوائــح المنظمة، إضافة إلى اتهامه بعرقلة مشاريع استثمارية مجدية رغم استكمال أصحابها كل الإجراءات القانونية. وبـــعـــد أقـــــل مــــن عـــشـــريـــن ســـاعـــة عـلـى نشره تلك الانتقادات، وصلت عناصر من جهاز مخابرات الشرطة، الذي يقوده علي الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، إلى منزل العراسي، واقتادته إلى جهة غير معلومة، في واقعة ليست الأولى من نوعها بحقه. وجاء موقف العراسي مساندا لناشط آخر يدعى حسين ناصر، كان قد وجّه نداء علنيا إلى مدير مكتب الأوقاف عبد المجيد الـــحـــوثـــي، اشـــتـــكـــى فـــيـــه مــــن الــــشــــروع فـي افتتاح سوق لبيع القات في حي الجراف الشرقي المقابل لمطار صنعاء، حيث يقيم. وأكـد ناصر أن المستثمر لا يمتلك أي تـصـاريـح قـانـونـيـة، وأن المــشــروع مخالف لـــتـــقـــاريـــر مــكــتــب الأشـــــغـــــال، ومـــــع ذلـــــك لـم تتدخل أي جهة لإيقافه، بما في ذلك قسم الشرطة الـذي تسلّم إخطارا رسميا بوقف العمل. واعتبر الرجل أن هذا التجاهل يكشف عن تواطؤ واضح من وزارة الداخلية، التي يديرها عـم زعيم الجماعة، خصوصا في ظل وجود ثلاثة أسـواق أخرى لبيع القات في الجهة المقابلة للحي السكني، ما يثير تـسـاؤلات حـول دوافــع الإصـــرار على إقامة سوق جديد داخل منطقة مأهولة. تكميم أفواه قبل هـذه الحادثة بيوم واحـــد، أُودِع مـــاجـــد الــــخــــزان، وهــــو اســـتـــشـــاري جــراحــة العظام والمفاصل، حبس نيابة الصحافة والمـــطـــبـــوعـــات، عــلــى خـلـفـيـة انـــتـــقـــاده أداء الإدارة الـــصـــحـــيـــة فـــــي مـــنـــاطـــق ســيــطــرة الحوثيين. وخلال احتجازه، تعرّض لنوبة قلبية حــــادة اســتــدعــت نـقـلـه إلـــى العناية المركزة في مستشفى الشرطة النموذجي، حـــيـــث خـــضـــع لإجــــــــــراءات قـــســـطـــرة قـلـبـيـة لإنقاذ حياته. مئات الأشخاص اعتقلهم الحوثيون عقب مقتل رئيس حكومتهم وتسعة من الوزراء (إعلام محلي) تعز: محمد ناصر
3 أخبار NEWS Issue 17198 - العدد Monday - 2025/12/29 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT نتنياهو يستعد لترمب بخطة بديلة في غزة... وتركيز على إيران وسط زخم من التقديرات والتقارير والتسريبات الإسرائيلية عن حقيقة مـا جـرى إعـــداده فـي تـل أبيب للقاء الرئيس الأمـيـركـي، دونالد ترمب، مع رئيس الـــوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في منتجع مـــار آلاغـــو فــي مـيـامـي، المــقــرر يـــوم الاثــنــن، اعـتـبـرت مــصــادر سياسية إسـرائـيـلـيـة أن الـلـقـاء بمثابة «مـعـركـة مصيرية أخــــرى»، يُــبـنـى عليها مستقبل نتنياهو السياسي، ولكنها تنطوي على تماد يجعله يحاول إقناع ساكن البيت الأبيض بلجم اندفاعه نحو تطبيق خطته السلمية في غزة. وتبرز أزمة تباين في الأولويات بين طرفي اللقاء؛ إذ تقول مصادر سياسية إسرائيلية لمـوقـع «والا» إن «الإدارة الأمـيـركـيـة منزعجة من نتنياهو وتتهمه بعرقلة خطة تـرمـب، لكن ترمب نفسه مـا زال يؤمن به ويحتضنه وسيسعى إلـى التفاهم معه وليس تأنيبه، وهـو يضع قضية غزة في رأس أجندة اللقاء، رغم أن نتنياهو يحاول تغيير سلم الأولويات، ليبدأ بإيران». وينقل المسؤولون الإسرائيليون عن نتنياهو أنه يعتقد أن «توجيه ضربة أخرى إلى إيران، خصوصا إذا كانت ضربة إسرائيلية - أميركية مشتركة، ستفضي إلــى نتائج أفـضـل فـي الاتــفــاق الــنــووي المستقبلي وربما تضعضع النظام في طهران». وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن إيران توظف استثمارات هائلة في «حزب الله» و«حماس» حتى تجهض خطى ترمب. وتقول إن امتناعهما عن نزع السلاح يتم بتشجيع «الحرس الثوري». ووفق المصادر نفسها، سيقترح نتنياهو خريطة طريق تبرد ملف غزة، وتوقف «الاندفاع الظاهر لترمب نحو تطبيق خطته، وإبطاء وتيرة المسار، وحتى استبدال خريطة الطريق التي رسمت في البيت الأبيض بـخـريـطـة إسـرائـيـلـيـة تـغـيـر سـلـم الأولـــويـــات وتــعــدل الـــحـــدود». وحسب صحيفة «مــعــاريــف»، تـقـتـرح الـخـطـة الإسـرائـيـلـيـة الـتـي سـتـعـرض على فـي المـائـة مـن أراضـــي القطاع (هي 75 تـرمـب: سيطرة إسرائيلية، حتى بالمائة 58 في المائة ومددتها إلى 53 تسيطر حاليا حسب الاتفاق على في الشهر الأخير)، إلى حين تتخلى (حماس) بشكل فعلي عن سلاحها. بـيـد أن الـرئـيـس تـرمـب يـــرى الأمــــور بشكل مختلف؛ فـهـو يـــرى أن الـتـقـدم فــي خطته فــي غـــزة سـيـعـزل إيــــران ويشجعها عـلـى الـتـقـدم في الجهود الدبلوماسية. وفـي التقديرات الإسرائيلية، يعتبر ترمب أن قضية نـزع السلاح مـسـار يتم الـتـقـدم فيه رويـــدا رويــــداً، ويـريـد الانـتـقـال فـــورا إلــى المرحلة الثانية مع التركيز على إعــادة الإعـمـار، ويطلب من إسرائيل ألا تضع عراقيل في طريقه، والاستعداد لانسحاب آخر في غزة. لــــهــــذا، تــــقــــول «يــــديــــعــــوت أحـــــــرونـــــــوت»، جـــنـــد نــتــنــيــاهــو الــجــيــش الإسرائيلي، الــذي يخشى مـن أن تــؤدي الاستجابة لمطالب ترمب إلى تآكل إنجازات الحرب. وسوف يصر على أن يوضع في رأس الاهتمام تثبيت الأمن الإسرائيلي القائم على «مفهوم جديد، يتضمن إضافة إلى المبادئ القديمة، دفاعا متقدما ووقائيا أيضاً. وسيطلب من الأميركيين إبـــداء تفهم وتأييد سياسي وعسكري فـي تنفيذ هــذه المـبـادئ فـي كل الساحات». كما سيُحاول نتنياهو، وفق الصحيفة، أن يُلطف في محيط ترمب حدة نفوذ تركيا وقطر اللتين لهما ولزعيميهما مكانة مفضلة ونفوذ في البيت الأبيض. ويدرك نتنياهو أن هذه الطروحات ستثير جدالا بل وربما مواجهة بـن نتنياهو وتـرمـب وفريقه. ويكتب مـراسـل الـشـؤون الاستراتيجية في الصحيفة، رون بن يشاي، إنهم في القيادة الإسرائيلية يتذكرون المواجهة المهينة بين ترمب وبين رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض ويتحسبون من سيناريو محتمل «ينقلب» فيه ترمب على نتنياهو، ويتهم إسرائيل بنكران الجميل. وتواصل الصحيفة: «يدركون أن الحاجة تتطلب حذرا شديدا في طرح المواقف الإسرائيلية، خصوصا أن نتنياهو يحمل مطالب عدة في مجال العلاقات الثنائية، ومنها ضمان مساعدة الولايات المتحدة في الحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل في إطار خطة المساعدات الأمنية المتعددة للسنوات المقبلة، والتي تجري حولها مفاوضات بين الدولتين، وعبر فرض قيود مختلفة على توريد أسلحة حديثة لدول المنطقة». وفــي الـشـأن الإقليمي، يــرى الإسرائيليون أنــه «مــا مـن شـك فـي أن المـوضـوع التركي هو الآخــر سيُطرح على النقاش في مـار آلاغــو. وفي حين سيقول نتنياهو إن هناك إجماعا في إسرائيل على رفض أي تواجد عسكري تركي في غزة، وكذا في وسط وجنوب سوريا؛ لأن هذا التواجد يقيّد حرية العمل الإسرائيلية لإحباط التهديدات، فسيكون عليه أن يتوقع موقفا معاكسا من ترمب. ويكون جاهزا لتخفيف معارضته». ويــقــدر الإسـرائـيـلـيـون أنــه فــي لـقـاء الـقـمـة فــي مــار آلاغــــو، سيطلب ترمب من نتنياهو تـنـازلات؛ بما في ذلـك تنازلات من شأنها في سنة الانـتـخـابـات أن تغيظ «قـاعـدتـه الشعبية اليمينية». وعـلـيـه فمعقول الافتراض أن نتنياهو سيقاتل على كل نقطة. هذه لن تكون بالنسبة له نزهة على شاطئ البحر في فلوريدا. تل أبيب: نظير مجلي قوة خاصة اختطفت ناشطا من «الجهاد» يُعتقد أن لديه معلومات عن جثة آخر أسير إسرائيل تنفذ عمليات سرية في مناطق «حماس» تـــواصـــل إســرائــيــل تـتـبـع بـعـض الـخـيـوط المــتــعــلــقــة بــجــثــة آخــــر أســـيـــر لــهــا داخـــــل قـطـاع غـــزة، الـشـرطـي ران غـويـلـي، فـي ظــل عــدم قـدرة «حـمـاس» على الـوصـول إليها وتسليمها؛ ما دفـــع جـهـات أمـنـيـة إسـرائـيـلـيـة لتنفيذ أنشطة سرية غـرب الخط الأصفر في مناطق سيطرة الحركة. وتــــــــحــــــــاول «حــــــــمــــــــاس» مـــــنـــــذ أســـــابـــــيـــــع، الــوصــول إلــى جثة الـشـرطـي غويلي الـتـي كان مـواقـع بحيي 4 أو 3 يـجـري البحث عنها فـي الزيتون والشجاعية شرق مدينة غزة، وقدمت إســــرائــــيــــل، عـــبـــر الــــوســــطــــاء، خـــــال الأســـابـــيـــع الماضية، معلومات للحركة الفلسطينية حول مـكـان الــدفــن، وحـتـى أسـمـاء أشـخـاص اتُّهموا بـأنـهـم كــانــوا مـسـؤولـن عــن أســـره والاحـتـفـاظ بـه؛ غير أن تلك المعلومات المُقدَّمة لم تـؤد إلى نتائج فعلية. وكـــشـــفـــت مــــصــــادر فــصــائــلــيــة ومــيــدانــيــة فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، عن أن إسرائيل تنفِّذ نشاطا سريا داخـل قطاع غـزة؛ بحثا عن جـثـة غــويــلــي، وتـضـمـن ذلـــك اخــتــطــاف نـاشـط مـيـدانـي مــن «ســـرايـــا الـــقـــدس» الـجـنـاح المسلح لـحـركـة «الــجــهــاد الإســــامــــي»، مـــن ســكــان حي الـزيـتـون، فـي منطقة قريبة مـن سـاحـة ميدان فلسطين، بمدينة غزة. من نفذ الاختطاف؟ وشرحت المصادر التي تحفَّظت على ذكر اســم عنصر «الــجــهــاد»، أن منطقة الاختطاف تبعد بنحو كيلو متر واحد عن الخط الأصفر باتجاه الغرب، وذلك قبل أيام قليلة، موضحة أن «قــــوة إســرائــيــلــيــة خــاصــة نـــفَّـــذت الـعـمـلـيـة؛ إذ تـعـتـقـد الأجــــهــــزة الأمـــنـــيـــة الإســرائــيــلــيــة أن الـشـخـص المُــخـتـطَــف لــه عــاقــة مـبـاشـرة بجثة الشرطي الإسرائيلي، والاحتفاظ بها». وقـبـل أقــل مـن شـهـر، زار وفــد إسرائيلي، الـــعـــاصـــمـــة المـــصـــريـــة، الــــقــــاهــــرة، مـــرتـــن كــانــت مـن الشهر المــاضــي، والتقى 24 آخـرهـمـا فـي الــــ خلالها كـبـار المـسـؤولـن ووفـــدا مـن الـوسـطـاء، وبحث قضايا عدة من أهمها، قضية إعادة جثة غويلي، وقـدَّم معلومات عن أسماء أشخاص، كـانـوا مسؤولين عـن اختطافه والاحـتـفـاظ به، وكذلك أماكن يحتمل وجود الجثة فيها. ومـــــــن بـــــن تــــلــــك الأســــــمــــــاء الــــتــــي قــــدمــــت، الـــشـــخـــص الـــــــذي تــــم اخـــتـــطـــافـــه مــــن قـــبـــل قـــوة إسرائيلية خاصة قبل أيام، بحسب ما توضح المصادر. سجال حول المسؤولية ورغــم إعــان «سـرايـا الـقـدس» في التاسع من الشهر الحالي، عن تسليم آخر المختطفين لــديــهــا مـــن الأحـــيـــاء والأمــــــــوات، فــــإن إســرائــيــل تصر على أن غويلي محتجزا لديها، ونقلت هيئة الـبـث الإسـرائـيـلـيـة الـعـامـة، عــن مـسـؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن الجثة مـــــوجـــــودة لــــــدى «الــــجــــهــــاد الإســـــــامـــــــي»، وأن «حماس» لا تمارس ضغطا كافيا على الأولى لتسليم الجثة. ونــقــلــت إذاعــــــة الــجــيــش الإســـرائـــيـــلـــي عن مـــصـــادر أمــنــيــة، اتـــهـــامـــات لــــ«حـــمـــاس» بـأنـهـا لـــم تــســتــجــوب عــنــاصــر «الـــجـــهـــاد الإســـامـــي» لــلــوصــول إلــــى المـــكـــان الـــــذي يـعـتـقـد أن الـجـثـة مدفونة فيه، وهو أمر عدّته مماطلة من جانب الـحـركـة الـتـي تسيطر على أجـــزاء مـن القطاع، مدعية أن الجيش الإسرائيلي امتنع عمدا عن اسـتـهـداف تلك الأســمــاء تجنبا لـوضـع تضيع فيه المعلومات المتعلقة بمكان الجثة. ولـــم تـعـلـق «ســـرايـــا الـــقـــدس» أو جناحها الــــســــيــــاســــي «الـــــجـــــهـــــاد الإســــــــامــــــــي»، وحـــتـــى «حماس» على تلك الاتهامات بشكل علني، في وقـت كانت مصادر مطلعة من «حـمـاس» نفت في قبل أسابيع قليلة لـ«الشرق الأوســـط»، أن تكون هذه الجثة لديها. تباين بين «حماس» و«الجهاد» وتـقـول مـصـادر مـن «الجهاد الإسـامـي» لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط»، إن الـجـثـة كــانــت فعليا لدى نشطائها، وبعد فترة قصيرة من بقائها لـديـهـم، سلموها لنشطاء وقــيــادات ميدانية مـن «كـتـائـب الـقـسـام» الـجـنـاح المسلح لحركة «حـــــمـــــاس»، فــــي مـــديـــنـــة غــــــزة، لأســــبــــاب عــــدة؛ أهمها التنسيق الميداني المشترك في كثير من المجالات. وبينت المصادر، أن الجثة تنقلت في أكثر من مكان بفعل عمليات الاقتحام الإسرائيلية لكثير من المناطق، وفي بعض المرات كانت في أماكن توجد بها قوات الاحتلال، ويتم نقلها بعد انسحابهم، لكن بعد تسليمها لـ«كتائب القسام» بقيت لدى بعض نشطائها. لــكــن المــــصــــادر مـــن «حــــمــــاس» تـــقـــول، إن الــجــثــة كـــانـــت لــديــهــا مــنــذ فـــتـــرة طــويــلــة وتــم الاحـتـفـاظ بـهـا آخـــر مـــرة قـبـل أشـهـر مــن وقـف إطـــاق الــنــار فــي مـكـان مـعـن بـحـي الـزيـتـون، ودخـــلـــتـــه الـــــقـــــوات الإســـرائـــيـــلـــيـــة مـــــــرات عـــدة وجـــرفـــتـــه وغـــيـــرت مــعــالمــه مـــن خــــال الـقـصـف الــجــوي والمــدفــعــي وعـمـلـيـات الـنـسـف، بينما اغتيل جميع النشطاء الـذيـن كـانـوا يشرفون على الاحتفاظ به وكل مَن يعرف مكانه، وذلك فــي عـمـلـيـات منفصلة، وبـعـضـهـم قُــتــل خـال معارك واشتباكات. ورفضت المـصـادر، التعليق على ما ورد على لسان مصادر من «الجهاد الإسلامي» عن أنه تم تسليم الجثة إلى «حماس» في الأشهر الأولى من الحرب. وتوضح المـصـادر، أن عملية البحث عن الجثة معقدة، جداً، ويعتقد أن ما تبقَّى منها قـــد اخــتــلــط بــجــثــث أخـــــرى مـــن فـلـسـطـيـنـيـن، أو قـد تـكـون جـرفـت بفعل عمليات التجريف الإسـرائـيـلـيـة فــي المـنـاطـق الـتـي كـــان محتفظا بـهـا فـيـهـا، مــؤكــدة أن الـحـركـة لــم تـتـوقـف في أي لـحـظـة عــن الـبـحـث عـنـهـا، وبــذلــت جـهـودا مضاعفة من أجل الوصول إليها. وتصر إسرائيل على تسليم جثة غويلي قبل الانتقال للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو أمر سيبحثه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، خـــال الـقـمـة المـرتـقـبـة مـــع الــرئــيــس الأمـيـركـي دونالد ترمب. وقال غازي حمد، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، وعضو وفدها المفاوض في تصريحات متلفزة قبل أيام، إن حركته ليست لديها معلومات مؤكدة بشأن الجثة الأخيرة للعثور عليها وتسليمها. خيام النازحين الفلسطينيين تمتد على طول الواجهة البحرية لمدينة غزة وسط موجة باردة أمس (أ.ف.ب) غزة: «الشرق الأوسط» الجيش الإسرائيلي يحذر من «فشل استراتيجي» في مواجهة الهجمات الفلسطينية فــــــي حــــــن تـــــشـــــدد الأجـــــــهـــــــزة الأمــــنــــيــــة الإسرائيلية قبضتها على الضفة الغربية المحتلة، وتمارس أبشع عمليات القمع ضد الفلسطينيين، تعلو تحذيرات داخلية بأن هذه سياسة «فاشلة استراتيجياً»، وبدلا من أن تُهدئ الأوضاع وتوقف العمليات العنيفة تــتــســبــب فــــي تــصــعــيــد الـــتـــوتـــر والـــكـــراهـــيـــة والأحــــقــــاد، وتـبـنـي جــيــا جـــديـــدا مـــن الـذيــن يفجرون غضبهم بمزيد من الهجمات. ويـــشـــكـــو قــــــادة عـــســـكـــريـــون وأمـــنـــيـــون، عـبـر تـسـريـبـات لـلـصـحـافـة، مـــن أن سياسة الــــحــــكــــومــــة الـــــتـــــي تـــتـــمـــثـــل فـــــي ســـــد الآفـــــــاق السياسية وخنق الاقتصاد وإغلاق البلدات الفلسطينية والتنكيل بالمواطنين واعتداءات المــســتــوطـنــن، كـلـهـا تــنــذر بـمـوجــة عمليات عنف شبيهة بالعملية المزدوجة التي وقعت يـــوم الـجـمـعـة المـــاضـــي بـــن مـديـنـتـي بيسان والـعـفـولـة، وأســفــرت عــن مقتل رجـــل وامـــرأة إســـرائـــيــلـــيـــن، وإصــــابــــة المــنــفــذ مـــن قـبـاطـيـة جنوب جنين. وينقل موقع «والا» العبري، عن أمنيين إسرائيليين أن «الثمن الباهظ الــذي خلفته العملية، يدفع الأجهزة الأمنية إلـى انتهاج ســيــاســة الــقــبــضــة الــحــديــديــة تـــجـــاه الـضـفـة الغربية، وأن تعزيز وتكثيف القوات في خط التماس، يشير إلى أن «الأمر لن يمر بهدوء؛ فــقــوات الـجـيـش تـعـمـل فــي قـبـاطـيـة ومــواقــع أخرى». في تقدير المسؤولين الإسرائيليين، فإن الهجوم الذي وقع الجمعة يعيد إلى الواجهة الـــــتـــــســـــاؤل حـــــــول الــــســــيــــاســــات الـــحـــكـــومـــيـــة الإســـرائـــيـــلـــيـــة، المـتـعـلـقـة بـتـقـلـيـص حــــاد في إدخــــــال الـــعـــمـــال الـفـلـسـطـيـنـيـن مـــن الـضـفـة الغربية إلى إسرائيل منذ السابع من أكتوبر ، والضغط الاقتصادي 2023 ) (تشرين الأول الشديد المفروض على السلطة الفلسطينية على خلفية ارتـفـاع البطالة، بـالإضـافـة إلى عجز الأجهزة الأمنية (الجيش و«الشاباك» وحرس الحدود والشرطة) على جانبي خط الـــتـــمــاس، بــكــل مـــا يـتـعـلـق بــاعــتــقــال الـعـمـال الفلسطينيين، ومعالجة الظاهرة المتفاقمة، خصوصا في محيط القدس. ويأتي ذلك بفعل قرارات حكومة نتنياهو بتقليص العمال الفلسطينيين الداخلين إلى 100 إســرائــيــل بـشـكـل جــــذري (طــــرد أكــثــر مـــن ألف عامل فلسطيني من العمل في إسرائيل)، واستقدام عمال أجانب من الخارج. كـــمـــا تــقــطــع إســـرائـــيـــل أمـــــــوال المــقــاصــة لــلــســلــطــة الــفــلــســطــيــنــيــة (رغــــــم أنـــهـــا أمـــــوال لـلـسـلـطـة تـجـبـيـهـا إســـرائـــيـــل مــقــابــل عـمـولـة ســمــيــنــة) الـــتـــي تــنــهــك الــســلــطــة وتـضـعـفـهـا وتـجـعـلـهـا عـــاجـــزة عـــن دفــــع الــــرواتــــب لمـئـات ألــــــــوف المـــــوظـــــفـــــن، وتــــوســــيــــع الاســـتـــيـــطـــان بـشـكـل غـيـر مــســبــوق، ومـــصـــادرة الأراضــــي، وهدم مخيمات اللاجئين، والقمع والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين بشكل عام. ويتضح أن الجيش الإسرائيلي يعرف أن الفلسطينيين يتسللون إلى إسرائيل عبر ثـــغـــرات فـــي الـــجـــدار الـــعـــازل، ويُـــقـــدر أن عـدد الفلسطينيين المــوجــوديــن فــي إسـرائـيـل من ألفا ً. 50 دون تصاريح تجاوز وتسعى الحكومة إلى ممارسة ضغوط لمزيد من منع وصول العمال، وتُحمل الجيش مسؤولية التسلل وتتهمه بـالإخـفـاق، الـذي قـــد يـفـجـر هـجـمـات عـلـى بـــلـــدات إسـرائـيـلـيـة أكتوبر. 7 حدودية شبيهة بهجوم » يسعى 12« وفـــي تـصـريـحـات لـلـقـنـاة الـــلـــواء (احــتــيــاط)، إســرائــيــل زيـــف، الرئيس الأســبــق لـقـسـم الـعـمـلـيـات فــي رئــاســة أركـــان الجيش الإسـرائـيـلـي، إلــى تفسير التناقض بـــن مـطـالـبـات بـعـض الأمــنــيــن بالتخفيف لطريقة التعامل مع الفلسطينيين وشراكته في تنفيذها بشراسة، ويقول: «الجيش قابع في مأزق: صدمة السابع من أكتوبر وشعوره بالذنب يدفعانه إلـى التعاون بخضوع مع سـيـاسـة الـحـكـومـة، فـيـهـاجـم كــل هـــدف وكـل إرهــابــي متغطرس يـجـوب جـنـوب لبنان أو قـرب الخط الأصفر في قطاع غـزة وكـل فتى يحمل حجرا في الضفة الغربية، كما لو كان تهديدا استراتيجياً، فيرد بسياسة هجمات غير منضبطة، تزيد الطين بلة». وفــــــــي مـــــوقـــــف يـــــتـــــداولـــــه الـــــجـــــنـــــرالات، أضـــــاف زيـــــف: «مــــع تــفــشــي رؤيـــــة نـتـنـيـاهـو لـدحـر القضية الفلسطينية، تـعـود سياسة (حماس بوصفها ذُخـراً) وتفضيل إسرائيل عدم السعي لحل في غـزة، بل إبقاء خيارات الحرب أولوية تدريجياً». يـــذكـــر أن أجــــهــــزة الأمــــــن الإســـرائـــيـــلـــيـــة المُــحـرجـة مـن عملية بيسان، الـتـي أظهرتها عاجزة، ترد عليها بعقوبات جماعية شرسة يعتبرها الفلسطينيون «إرهاب دولة». ويــعــتــقــد كــثــيــر مــــن الــفــلــســطــيــنــيــن أن إســرائــيــل بــهــذه الـطـريـقـة لا تُــحـقـق أي أمــن، بــــل عـــلـــى الـــعـــكـــس تــبــنــي جـــيـــا جــــديــــدا مـن الشباب الـكـاره الـراغـب فـي الانـتـقـام، وتعزز قــــوة «الـتـنـظـيـمـات الـفـلـسـطـيـنـيـة المـسـلـحـة» ورغبتها في تنفيذ عمليات، وتدفعها إلى «الـــتـــفـــنـــن» فـــي ابــــتــــداع «أســـالـــيـــب مــقــاومــة» مفاجئة للاحتلال، وفي هذا ترتد السياسة الإسرائيلية إلى نحرها، وتتحول إلى خطأ استراتيجي فـاحـش يحقق عكس مـا يرمي إليه. تل أبيب: نظير مجلي مصادر من «الجهاد الإسلامي»: الجثة كانت لدينا وسلمناها لقيادات ميدانية من «كتائب القسام» الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
aawsat.comRkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky