هل يقلل التعافي من السرطان احتمالات الإصابة بألزهايمر؟

رجل مريض بالسرطان (رويترز)
رجل مريض بالسرطان (رويترز)
TT

هل يقلل التعافي من السرطان احتمالات الإصابة بألزهايمر؟

رجل مريض بالسرطان (رويترز)
رجل مريض بالسرطان (رويترز)

مع تقدم العمر تزيد احتمالات الإصابة بالأمراض. ويعد السرطان وألزهايمر من بين أكثر المشكلات الصحية شيوعاً وإثارة للقلق بين المسنين.

ومنذ سنوات، بدأ الباحثون وخبراء الصحة في دراسة العلاقة بين هذين المرضين، وما إذا كان التعافي من السرطان يقلل فرص الإصابة بألزهايمر، وفق ما نقلته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وفي واحدة من أولى الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع، تابعت جين درايفر من مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن بولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة 1278 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 65 عاماً وما فوق لمدة 10 سنوات في المتوسط. وأظهرت نتائج دراستها التي نُشرت في عام 2012 أن الناجين من السرطان لديهم خطر أقل بنسبة 33 في المائة للإصابة بمرض ألزهايمر لاحقاً مقارنة بالأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ إصابة بالمرض الخبيث.

ومنذ ذلك الحين، قام العلماء في جميع أنحاء العالم بتحليل العلاقة بين السرطان ومرض ألزهايمر بمزيد من التفصيل.

وفي أكبر دراسة حتى الآن، نُشرت في يوليو (تموز) من هذا العام، قدم الباحثون في إمبريال كوليدج لندن أدلة مقنعة على انخفاض معدل الإصابة بألزهايمر بعد تشخيص الإصابة بالسرطان.

ونظر الباحثون إلى البيانات الصحية لأكثر من 3 ملايين شخص تتراوح أعمارهم بين 60 عاماً وما فوق، وتابعوهم لمدة تبلغ 9.3 عام في المتوسط.

وأظهرت النتائج أن الناجين من السرطان لديهم خطر أقل بنسبة 25 في المائة للإصابة بالألزهايمر المرتبط بالعمر مقارنة بالأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ من الإصابة بالمرض.

وتقول إيرين أبنر، الأستاذة في جامعة كنتاكي: «إن العلاقة بين السرطان ومرض ألزهايمر مثيرة للاهتمام للغاية، وقد شكك كثير من الناس والعلماء فيها، بينما حاول آخرون جاهدين إيجاد تفسيرات لها».

وقبل عامين، نشرت أبنر أدلة سريرية على هذا الارتباط العكسي بين الإصابة بكل من السرطان وألزهايمر. وعلى عكس الدراسات السابقة، نظرت أبنر في تشريح أدمغة المرضى في مركز أبحاث مرض ألزهايمر التابع للجامعة.

وقالت: «لقد وجدنا ارتباطاً ثابتاً إلى حد كبير بين إصابة شخص ما بالسرطان وانخفاض مستويات بروتين الأميلويد في دماغه، وهو البروتين المرتبط بألزهايمر».

ولكن هذه ليست القصة كاملة؛ فهناك جانب آخر للعلاقة العكسية. فأولئك الذين لديهم تاريخ من الإصابة بالسرطان ليس لديهم خطر أقل للإصابة بألزهايمر فحسب، بل إن من يعانون من مرض ألزهايمر أقل عرضة للإصابة بالسرطان.

وفي دراستها التي أجرتها عام 2012، ذكرت جين درايفر أن العلاقة العكسية تسير في كلا الاتجاهين، وهو الاكتشاف الذي توصل إليه العلماء بعد فحص أكثر من مليون نسمة في شمال إيطاليا وكوريا الجنوبية.

ووفقاً لهذه الدراسة، فإن مرضى ألزهايمر يظهرون احتمالية أقل بنسبة 37 في المائة للإصابة بالأورام الخبيثة بشكل عام مقارنة بمن لا يعانون منه، إلا أن هذه النتيجة قوبلت بالتشكك. وزعم المنتقدون أن الأشخاص المصابين بألزهايمر يكونون أقل عرضة للخضوع لفحص السرطان.

*أسباب العلاقة المحتملة بين السرطان وألزهايمر

اقترح بعض الباحثين أن علاج السرطان نفسه قد يكون له تأثير على خطر الإصابة بألزهايمر.

ويرتبط ظهور وتطور ألزهايمر بالالتهابات في الجسم التي تصل للدماغ؛ ولذلك من الممكن أن يحمي العلاج الكيميائي المخ والخلايا العصبية من هذا المرض عن طريق قمع الالتهاب.

ولكن بالنسبة لإيليو ريبولي الذي قاد دراسة إمبريال كوليدج لندن فإن هذه ليست القصة كاملة؛ فحقيقة أن العلاقة العكسية ثنائية الاتجاه تشير إلى أنه قد تكون هناك آليات بيولوجية أخرى تؤثر في هذا الأمر، من بينها العوامل الوراثية.

وأكد الباحثون أن الكشف عن سبب العلاقة العكسية بين السرطان والأمراض العصبية التنكسية قد يساعد في نهاية المطاف في علاج أو منع هذه الأمراض.


مقالات ذات صلة

نصائح للتحكم في النفس بنجاح

يوميات الشرق الثقة هي الأساس لأي علاقة ذات مغزى وتعمل كأساس حيوي يعزز الألفة والارتباط العاطفي (رويترز)

نصائح للتحكم في النفس بنجاح

قدَّم موقع «سيكولوجي توداي» نصائح للتحكُّم في النفس؛ حيث قال إن التحكم في النفس يشير إلى مقاومة الرغبات

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سيدات يلتقطن الصور وسط الأضواء الموسمية المعروضة للاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة في أسواق بيروت (إ.ب.أ)

هل ترغب في تقوية جهازك المناعي خلال العطلات؟ كل ما عليك معرفته

يسلِّط كل هذا النشاط الضوء على أهمية الحفاظ على صحة أنظمتنا المناعية. فما بعض العادات التي يجب على الجميع تبنيها؟

يوميات الشرق المقر الرئيسي لإدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي ايه) في ميريلاند (رويترز)

إدارة الغذاء والدواء الأميركية تحدث تعريف الأطعمة «الصحية»

اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي ايه) يوم الخميس تغييرات جديدة والتي بموجبها سيتعين على الأطعمة المعلبة في الولايات المتحدة اتباع قواعد جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 6 مأكولات بحرية... قيمتها الغذائية وفوائدها الصحية

6 مأكولات بحرية... قيمتها الغذائية وفوائدها الصحية

دون الحديث عن الأسماك، فإن عالم مأكولات الحيوانات البحرية متنوع بشكل كبير، ويكاد أن يكون واسعاً مثل سعة المحيطات نفسها.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك استئصال اللوزتين ربما يرتبط بالإصابة بالقلق لاحقاً

استئصال اللوزتين ربما يرتبط بالإصابة بالقلق لاحقاً

كشفت دراسة لعلماء من السويد عن احتمالية وجود ارتباط بين استئصال اللوزتين، وكذلك إزالة اللحمية وخطر الإصابة باضطرابات نفسية مرتبطة بالقلق في وقت لاحق من الحياة

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

«وكالة الأدوية الأميركية» تجيز دواء للسمنة لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)
حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)
TT

«وكالة الأدوية الأميركية» تجيز دواء للسمنة لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)
حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)

أعلنت السلطات الصحية الأميركية أنها أجازت علاجا مضادا للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم بمستوياته المتوسطة إلى الشديدة لدى الأشخاص الذين يعانون من البدانة، ما قد يشكّل ثورة بالنسبة لأميركيين كثيرين.

وقالت المسؤولة في «وكالة الأدوية الأميركية» (إف دي إيه) سالي سيمور في بيان أمس (الجمعة) إنّ هذا الترخيص «يُعدّ إنجازا كبيرا للمرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم».

والعلاج، الذي يتم تسويقه تحت اسم «زيب باوند» Zepbound، مصرح به بالفعل للمرضى الذين يعانون من السمنة أو الوزن الزائد ولديهم في الوقت نفسه مشكلة صحية ذات صلة (كمرض السكري من النوع الثاني أو ارتفاع الكولسترول في الدم أو ارتفاع ضغط الدم).

وتابعت سيمور: «هذا هو العلاج الدوائي الأول الذي يُقدَّم للمرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم».

وتؤثر متلازمة انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم على حوالى 30 مليون بالغ في الولايات المتحدة، وفقا للأكاديمية الأميركية لطب النوم.

وتتّسم هذه المتلازمة بحدوث نوبات متكررة بشكل غير طبيعي من انقطاع التنفس أو انخفاضه أثناء النوم.

وبحسب دراسات عدة، فإن هذا الوضع يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وحتى الاكتئاب. وحتى الآن، اقتصرت العلاجات المتوافرة على أقنعة أو أجهزة محدّدة أو عمليات جراحية للمرضى.

وقالت «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» إنه في تجربتين سريريتين، تبيّن أن علاج Zepbound يقلّل من تكرار نوبات انقطاع التنفس أثناء النوم. ومن المحتمل أن يكون هذا التحسّن مرتبطا بفقدان الوزن الذي سجّله المرضى، بحسب «إف دي إيه»، ووفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مدير مختبرات «إيلاي ليلي» باتريك جونسون في بيان إن هذا «يُعدّ إنجازا كبيرا في تخفيف عبء هذا المرض والمشاكل الصحية الناجمة عنه».

وقد جرى توسيع ترخيص Zepbound ليشمل الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة المترافقة مع انقطاع التنفس أثناء النوم بشكله المعتدل إلى الشديد.

وتقول «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» إن العلاج الذي يتم تناوله عن طريق الحقن مرة واحدة في الأسبوع يجب أن يقترن بالتمارين الرياضية واتّباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية.

وينتمي هذا الدواء إلى جيل جديد من العلاجات التي أحدثت في السنوات الأخيرة ثورة في إدارة البدانة، وهي آفة صحية عامة.

تعتمد هذه العلاجات على محاكاة هرمون الجهاز الهضمي (GLP-1) الذي ينشّط المستقبِلات في الدماغ التي تؤدي دورا في تنظيم الشهية.

ويتم أيضا تسويق جزيء «تيرزيباتايد» tirzepatide من مختبرات «إيلاي ليلي» تحت اسم «مونجارو» للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، منذ ترخيص «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» في عام 2022.

ويطلق على نظيره اسم «أوزمبيك» Ozempic، وهو علاج لاقى رواجا كبيرا في السنوات الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب خصائصه في إنقاص الوزن.