مصر لبدء زراعة الأعضاء البشرية من المتوفين

متحدث «الصحة» لـ«الشرق الأوسط»: إجراء الجراحات العام الجاري

خالد عبد الغفار وزير الصحة المصري (وزارة الصحة المصرية)
خالد عبد الغفار وزير الصحة المصري (وزارة الصحة المصرية)
TT

مصر لبدء زراعة الأعضاء البشرية من المتوفين

خالد عبد الغفار وزير الصحة المصري (وزارة الصحة المصرية)
خالد عبد الغفار وزير الصحة المصري (وزارة الصحة المصرية)

تواصل السلطات الصحية في مصر جهودها لبدء عمليات زراعة الأعضاء من متوفين، حيث تراهن على «نجاح مثل هذه الجراحات، التي تأخرت كثيراً، رغم وجود قانون ينظمها صدر في عام 2010». وقال حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية لـ«الشرق الأوسط»، «أجرينا في المستشفيات المصرية عمليات زراعة الأعضاء من شخص حي إلى شخص آخر، لذلك فنحن نثق بنجاحنا بالمهمة الأسهل، وهي نقل الأعضاء من متوفّى إلى حيٍّ».
ورفض عبد الغفار «التشكيك في قدرة هذه الجراحات على تحسين حياة المرضى، بسبب حالات الوفاة التي قد تحدث لمن يتم نقل الأعضاء لهم». وقال: «في بعض الأحيان يحدث رفض من الجسم للعضو المزروع، وهذا لا يعيب العملية، لأن المريض يعيش بعد إجرائها فترة، وتتباين من حالة لأخرى، فيستمر البعض سنوات طويلة، ولا يستمر آخرون سوى شهور معدودة».
وشدد على أن «الأعضاء التي سيُسمح بزراعتها ونقلها من متوفين لأحياء تشمل (الكبد، والرئة، والكلى، والقلب، والبنكرياس)»، مشيراً إلى أن «تلك العمليات ستبدأ خلال العام الجاري، وذلك بعد أن انتهت الوزارة من إعداد نموذج الوصية الخاص بالتبرع بالأعضاء».
ويقول عبد الغفار إنه «يتعين على كل مصري يرغب في التبرع بأعضائه بعد الوفاة، تدوين بياناته في نموذج الوصية التي تم إصدارها أخيراً، والتي يمكن توثيق بياناتها في الأماكن المخصصة التي ستعلن عنها وزارة الصحة، ليتم إدراج تلك البيانات ضمن منظومة التبرع بالأعضاء وقاعدة البيانات المخصصة بالوزارة، وإصدار كارنيه أو بطاقة لصاحب الوصية، مدوَّن عليها أنه أوصى بالتبرع بأعضائه، وذلك حتى يسهل الوصول إلى الوصية عند وفاته».
ويوضح متحدث وزارة الصحة أن «هذا الإجراء هدفه التسهيل والتيسير على الراغبين في تسجيل وصيتهم الخاصة بالتبرع، لكنه لا يلغي الإجراء الذي فضّله البعض في الأشهر الأخيرة باللجوء إلى الشهر العقاري وتوثيق تلك الرغبة». ويقول: «من أراد أن يلجأ للشهر العقاري فليفعل ذلك، لكن يفضَّل أن يلجأ للمراكز التي ستعلن عنها الوزارة، ليتم تسجيل بياناته إلكترونياً، حتى يمكن الاستفادة السريعة من الأعضاء عند الوفاة لأنها تتلف خلال ساعات قليلة من الوفاة».
من جانبه، أبدى محمد عز العرب، استشاري الكبد، المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، سعادته بـ«اتخاذ خطوات تنفيذية نحو تطبيق قانون زراعة الأعضاء الصادر عام 2010».
وشهدت مصر قبل إصدار القانون جدلاً دينياً حول شرعية مثل هذا الجراحات، وحسمت المؤسسات الدينية الرسمية هذا الجدل بـ«التأكيد على مشروعيتها». لكن اتجه الجدل بالتزامن مع إصدار «نموذج وصية» التبرع بالأعضاء، لقضية أخرى، حيث يرى البعض أنها «ستفتح باباً لسلوكيات (غير أخلاقية)».
وتعجّب عز العرب «من إثارة هذا الجدل، والذي حسمته بنود اللائحة التنفيذية لقانون زراعة الأعضاء». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «بنود اللائحة تنص على أن إعلان وفاة الشخص الراغب في التبرع بأعضائه، يجب أن تكون من خلال لجنة ثلاثية يتم تعيينها من خلال اللجنة العليا لنقل الأعضاء التي يرأسها وزير الصحة، وتتبع رئاسة مجلس الوزراء». وأضاف أن «القانون قصر ممارسات نقل الأعضاء على المستشفيات الحكومية، وحظر نقل الأعضاء من فاقدي الأهلية والأطفال، لسد أي ثغرة يمكن أن تؤدي لإساءة استخدام القانون».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».