«الجمعية الطبية البريطانية» تدعو إلى مكافحة «وباء التدخين الإلكتروني»

شخص يشتري سجائر إلكترونية في متجر بلندن (إ.ب.أ)
شخص يشتري سجائر إلكترونية في متجر بلندن (إ.ب.أ)
TT

«الجمعية الطبية البريطانية» تدعو إلى مكافحة «وباء التدخين الإلكتروني»

شخص يشتري سجائر إلكترونية في متجر بلندن (إ.ب.أ)
شخص يشتري سجائر إلكترونية في متجر بلندن (إ.ب.أ)

حث أطباء بارزون في المملكة المتحدة الحكومة، اليوم (الأربعاء)، على تمرير قانون لمعالجة «وباء التدخين الإلكتروني»، خصوصاً في أوساط الشباب، من خلال حظر السجائر الإلكترونية التي تُستخدم لمرة واحدة وجميع النكهات غير التبغ، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتزامنت الدعوة مع نشر تقرير صادر عن «الجمعية الطبية البريطانية (British Medical Association)» قالت إنه «برنامج عمل للإجراءات الجريئة اللازمة».

وكانت الحكومة المحافظة السابقة كشفت في وقت سابق من هذا العام عن خطط تشريعية للتخلص التدريجي من التدخين، إلى جانب حظر السجائر الإلكترونية التي تُستخدم لمرة واحدة، مع فرض قيود على نكهاتها وتغليفها.

وأحيت الإدارة العمالية الجديدة التي أمسكت بزمام السلطة في أوائل الشهر الماضي، مشروع التشريع، لكنها لم توضح بعد نهجها الدقيق في هذا المجال.

وأشار تقرير «الجمعية الطبية البريطانية» إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية بين الأطفال والشباب زاد بنحو 6 أضعاف في العقد الماضي.

وناشدت «الجمعية» الحكومة ألا «تتردد في اتخاذ إجراءات جريئة» من أجل «وقف هذا الاتجاه».

وقال رئيس «مجلس العلوم» في «الجمعية الطبية البريطانية»، البروفسور ديفيد سترين، في تعليقات مصاحبة للتقرير، إنه «لا يمكن إنكار أننا نشهد وباء تدخين إلكتروني».

وأشار إلى أن واحداً من كل 10 بالغين يستخدمون السجائر الإلكترونية، فيما ازدادت نسبة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً المستخدمين للسجائر الإلكترونية بواقع 6 أضعاف، في اتجاه «أكثر إثارة للقلق».

وأضاف سترين: «بصفتي طبيباً، أفهم الدور الذي يمكن أن تلعبه السجائر الإلكترونية في مساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين، لكن ليست لها مكانة مشروعة في حياة أطفالنا وشبابنا».

وتابع: «لا يمكن السماح باستمرار صناعة تستهدف الأطفال بشكل واضح بالألوان والنكهات والعلامات التجارية، للدفع بمنتج يمكن أن يؤدي إلى إدمان النيكوتين وأضرار محتملة أخرى».

وأوصى التقرير بحظر جميع مبيعات السجائر الإلكترونية التي تُستخدم لمرة واحدة والنكهات غير التبغية، بالإضافة إلى منع استخدام الصور والتلوين والعلامات التجارية على العبوات والأجهزة، بما يتماشى مع القيود الحالية المفروضة على السجائر العادية.

وطالبت «الجمعية الطبية البريطانية» أيضاً بفرض قيود على الإعلان والتسويق، ووضع قواعد لإبقاء السجائر الإلكترونية خلف مناضد البيع بالتجزئة وليس للعرض.

وفي الوقت نفسه، أوصت «الجمعية» بحملات تثقيفية حكومية حول مخاطر السجائر الإلكترونية للحد من جاذبيتها، خصوصاً بين الشباب.

وقالت رئيسة «لجنة الطب الصحي العام» في «الجمعية الطبية البريطانية»، بينيلوبي توف: «ندعو الوزراء إلى اتخاذ إجراءات جريئة وشجاعة من شأنها أن تحدث فرقاً حقيقياً».

وأفاد ناطق باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بأن تسويق السجائر الإلكترونية للأطفال والشباب «غير مقبول على الإطلاق».

وأوضح الناطق أن التشريع المخطط له سيحظر هذه الممارسة مع «تنظيم النكهات والتغليف وتغيير كيفية ومكان عرضها في المتاجر».


مقالات ذات صلة

الحكومة البريطانية تعتذر بعد تقديم اللحوم والكحول في احتفال بعيد هندوسي

أوروبا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتحدث خلال الاحتفال بعيد ديوالي في لندن (رويترز)

الحكومة البريطانية تعتذر بعد تقديم اللحوم والكحول في احتفال بعيد هندوسي

قدم «داونينغ ستريت»، مقر الحكومة البريطانية، اعتذاراً بعد تقديم اللحوم والكحول في الاحتفال السنوي الذي أقيم بمناسبة عيد ديوالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا المغنية الأميركية الشهيرة تايلور سويفت (د.ب.أ)

رئيس الوزراء البريطاني ينفي حصوله على تذاكر مجانية لحفل تايلور سويفت

نفى مكتب رئيس الوزراء البريطاني، أن يكون  كير ستارمر قد حصل على تذاكر مجانية لحفل النجمة تايلور سويفت كعربون شكر بعدما حصلت على مرافقة من الشرطة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا مالك متجر «هارودز» الراحل محمد الفايد (رويترز)

40 بلاغاً جديداً يتضمّن اتهامات بالاعتداء الجنسي بحق محمد الفايد

أعلنت شرطة لندن أمس (الجمعة) أنها تلقت 40 بلاغاً عن حالات اغتصاب واعتداء جنسي ارتكبها مالك متجر «هارودز» الراحل محمد الفايد منذ عرض «بي بي سي» أول الاتهامات

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الجندي البريطاني السابق دانيال عابد خليفة (أ.ب)

جندي بريطاني سابق متهم بمساعدة إيران أراد أن يكون «عميلاً مزدوجاً»

كشف ممثلو الادعاء أمام محكمة في لندن، الثلاثاء، أن جندياً بريطانياً سابقاً نقل معلومات حساسة إلى أشخاص على صلة بـ«الحرس الثوري الإيراني» ثم فر لاحقاً من السجن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الرئيس الأميركي جو بايدن (يمين) يصافح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون (رويترز)

بسبب «الكثير من الخطوات»... جونسون يكشف رفض بايدن زيارة حاملة طائرات بريطانية

رفض الرئيس الأميركي جو بايدن زيارة حاملة الطائرات الرائدة للبحرية البريطانية بسبب عدد الخطوات خلال زيارته إلى المملكة المتحدة عام 2021.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.