الجراحة المفتوحة تتفوق على التدخل بالمنظار في علاج سرطان عنق الرحم

يُنصح بإجراء جراحة مفتوحة بدلاً المنظار (شاترستوك)
يُنصح بإجراء جراحة مفتوحة بدلاً المنظار (شاترستوك)
TT

الجراحة المفتوحة تتفوق على التدخل بالمنظار في علاج سرطان عنق الرحم

يُنصح بإجراء جراحة مفتوحة بدلاً المنظار (شاترستوك)
يُنصح بإجراء جراحة مفتوحة بدلاً المنظار (شاترستوك)

يعد سرطان عنق الرحم الذي تصاب به نسبة كبيرة من النساء بين سن 35 و44، رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء على مستوى العالم.

وأظهرت دراسة امتدت لـ5 سنوات، قادها باحثو مستشفى «هيوستن ميثوديست» ونُشرت نتائجها في «جورنال أوف كلينيكال أونكولوجي Journal of Clinical Oncology»، أن المريضات اللاتي يعانين سرطان عنق الرحم في مرحلة مبكرة واللواتي يخضعن لاستئصال الرحم الجذري المفتوح (open radical hysterectomy)، يلحظن نتائج أفضل بشكل كبير مقارنة بالمريضات اللواتي يخضعن لاستئصال الرحم الجذري الأقل توغلاً (minimally invasive radical hysterectomy).

وتقدم الدراسة أدلة أكثر تفصيلاً، تؤكد صحة التجربة الرائدة لمقاربة علاج سرطان عنق الرحم باستخدام تنظير البطن (Laparoscopic Approaches to Cervical Cancer (LACC، التي دفعت الشبكة الوطنية (الأميركية) الشاملة للسرطان لتغيير إرشاداتها، لتوصي بإجراء جراحة مفتوحة بدلاً من استئصال الرحم الجذري بالمنظار.

ويقول الدكتور بيدرو راميريز، المؤلف الأول للدراسة ورئيس قسم التوليد وأمراض النساء في مستشفى «هيوستن ميثوديست»: «تتمتع الإجراءات الأقل تدخلاً جراحياً بفوائد كبيرة عندما يتعلق الأمر بتقليل المضاعفات المحيطة بالجراحة، وإعادة الأشخاص إلى منازلهم واستعادة عافيتهم بشكل أسرع. ولكن عند التعامل مع السرطان، من المهم التأكد من أن الأنواع الجديدة من الإجراءات الجراحية لها نتائج طويلة الأمد لا تقل جودة - إن لم تكن أفضل - عن الأنواع الأقدم من الجراحة التي تحل محلها. الأمر الذي لاحظناه في معالجة سرطان عنق الرحم في مرحلة مبكرة، حيث لم تكن النتائج جيدة مع الجراحة الأقل توغلاً».

وأضاف د. راميريز أن الدراسة الجديدة من شأنها تعزيز النتائج التي جرى التوصل إليها من تجربة عام 2018، التي وصف نتائجها التحويلية بأنها «من الصعب المبالغة فيها». فقبل نشر تجارب مقاربة علاج سرطان عنق الرحم باستخدام منظار البطن، بلغت نسبة عمليات استئصال الرحم الجذرية المرتبطة بالمرض بأقل قدر من التدخل الجراحي نحو 75 في المائة. وأظهرت الدراسات الباحثة في التدخل الجراحي الأقل توغلاً، بالمقارنة مع استئصال الرحم الجذري المفتوح في حالات سرطان بطانة الرحم، أن إجراءات تنظير البطن (laparoscopic procedures) ارتبطت بمعدلات أقل من المضاعفات الجراحية، ونتائج فحوصات الأورام بعد 5 سنوات من إجرائها.

وتابع د. راميريز: «لسنا متأكدين لماذا نتائج الجراحة طفيفة التوغل لعلاج سرطان عنق الرحم أقل كفاءة مقارنة بالعلاجات الأخرى، ولكن هناك بعض النظريات العملية الجيدة التي قد تساعد على شرح ذلك. فمن ناحية، يظهر سرطان بطانة الرحم عادة على شكل ورم صغير للغاية محصور تماماً داخل حدود الرحم، في حين أن سرطان عنق الرحم هو عادة ورم خارجي أكبر حجماً على سطح عنق الرحم، مما يزيد من احتمال التعرض للحقل الجراحي».

ويشرح د. راميريز أنه قد يكون الأمر متعلقاً بالغاز المستخدم لتوسيع البطن، أو الأدوات التي تسمح بالكشف بشكل أفضل في أثناء الجراحة الأقل توغلاً، أو ضرورة سحب عنق الرحم عبر التجويف المهبلي لإزالته، الأمر الذي يمكن أن يزيد من احتمالية انسكاب الورم وانبثاثه. وتقوم دراسات قيد البحث على تحديد السبب الدقيق، ومعرفة ما إذا كانت هناك طرق أفضل لإجراء عمليات جراحية طفيفة التوغل دون هذه المخاطر.

ويضيف أنه، في الوقت الحالي، تملي أفضل الممارسات أن مريضات سرطان عنق الرحم لا ينبغي أن يخضعن لعمليات استئصال الرحم الجذرية بأقل تدخل جراحي، إلا إذا كن يشاركن في تجربة سريرية تحت مراقبة مجلس المراجعة المؤسسية الخاص بإدارة الغذاء والدواء (FDA’s Institutional Review Board). وأكد د. راميريز أنه من المهم أن ننشر الوعي حول نتائج هذه الدراسة، لأن هناك بعض مقدمي الخدمات الصحية لا يزالون يعتقدون أن المخاطر لا تنطبق عليهم أو على مرضاهم.

ويختم د. راميريز: «لسوء الحظ، ما زلت أرى مرضى بعد 5 سنوات من تغيير التوصيات، الذين قيل لهم إن الجراحة بأقل تدخل جراحي هي الخيار الأفضل واليوم يعانون سرطاناً كان قابلاً للشفاء، ولكن التدخل الخاطئ أدى لانتشاره في مختلف أنحاء جسدهم، وكل ما يمكننا فعله الآن هو محاولة إطالة بقائهم على قيد الحياة».


مقالات ذات صلة

نصائح للتغلب على مشاكل النوم في العطلات

صحتك  النوم (رويترز)

نصائح للتغلب على مشاكل النوم في العطلات

قدمت «شبكة فوكس نيوز» الأميركية نصائح للتغلب على مشاكل النوم التي يعاني منها البعض في العطلات وقالت إن التغييرات في الروتين اليومي والنظام الغذائي

صحتك الكافيين في القهوة والشاي يُحسّن صحة القلب (جمعية القلب الأميركية)

دراسة: تناول الشاي أو القهوة يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان

قال موقع «ساينس أليرت» إن دراسة جديدة خلصت إلى أن تناول الشاي أو القهوة يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطاني الفم أو الحلق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الباحثون لم يجدوا فوائد صحية للوقوف لفترات طويلة لكنهم أكدوا أن الجلوس لأكثر من 10 ساعات يومياً يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب (رويترز)

5 نصائح لتجنب الآثار السلبية للجلوس لفترات طويلة خلال العمل

سلط موقع «هيلث» الضوء على أضرار ظاهرة الجلوس لفترات طويلة خلال ساعات العمل، إذ قال إن الباحثين وجدوا أن الأشخاص الذين يقضون أغلب يوم عملهم جالسين معرضون لخطر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سبعة من أكثر الأسئلة الصحية بحثاً على «غوغل» (رويترز)

أكثر 7 أسئلة صحية طُرحت على «غوغل» في 2024... وإجاباتها

يُعد «غوغل» الأداة المفضلة لكثير من الأشخاص الذين لديهم أسئلة تتعلق بالصحة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجفان الأذيني حالة قلبية تسبب معدل ضربات قلب غير منتظم وسريع في كثير من الأحيان (رويترز)

تعمل بالذكاء الاصطناعي... أداة تميّز الأشخاص المصابين بأمراض القلب

تستطيع أداة جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي في بريطانيا تمييز الأشخاص المصابين بأمراض القلب حتى قبل ظهور الأعراض عليهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: تناول الشاي أو القهوة يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان

الكافيين في القهوة والشاي يُحسّن صحة القلب (جمعية القلب الأميركية)
الكافيين في القهوة والشاي يُحسّن صحة القلب (جمعية القلب الأميركية)
TT

دراسة: تناول الشاي أو القهوة يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان

الكافيين في القهوة والشاي يُحسّن صحة القلب (جمعية القلب الأميركية)
الكافيين في القهوة والشاي يُحسّن صحة القلب (جمعية القلب الأميركية)

قال موقع «ساينس أليرت» إن دراسة جديدة خلُصت إلى أن تناول الشاي أو القهوة يوميّاً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطاني الفم أو الحلق.

ووفقاً للدراسة، فإن تناول كوب القهوة يومياً قد يوفر بعض الحماية ضد أنواع السرطان الشائعة التي تُصيب الفم والحلق والحنجرة.

وجمع الباحثون في الولايات المتحدة تحليل 14 دراسة سابقة، لتحديد ما هو بارز في الأنظمة الغذائية للأفراد، الذين يعانون من أورام مختلفة في الرأس والرقبة.

وتُشير النتائج إلى أن تناول أكثر من 4 أكواب من القهوة يومياً قد يقلل من احتمالات إصابتك بسرطان الرأس والرقبة بنسبة تصل إلى 17 بالمائة.

وبالنسبة لأولئك الذين لا يحبون الكافيين، أو يفضلون بدء يومهم بوجبة مع الشاي، فهناك أيضاً بعض الأخبار الجيدة لهم لأنه مفيد مثل القهوة.

ولفتت الدراسة، التي نشرت في مجلة «كانسر» إلى أنه ثبت أن ما نتناوله يمكن أن يؤدي إلى حدوث طفرات مسببة للأورام في طريقها إلى المعدة والرئتين، فأولئك الذين يتعاطون منتجات التبغ معرضون لخطر الإصابة بالسرطان بنسبة 10 مرات أكبر وكذلك الكحول.

من ناحية أخرى، تحتوي المشروبات مثل الشاي والقهوة على مواد قوية مضادة للسرطان ومضادة للالتهابات، والتي قد تحمي شاربيها من بعض آثار المواد المسرطنة.

فنجان قهوة (أ.ب)

وكانت الأبحاث حول هذا الموضوع مختلفة؛ حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن مستويات متوسطة إلى عالية من استهلاك القهوة كل يوم قد يكون لها بعض التأثيرات الوقائية، على النقيض من دراسات أخرى فشلت في رؤية تأثير كبير على منع السرطانات في منطقة الفم والحلق.

وبالمثل، ارتبط الشاي أيضاً بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة في بعض الدراسات.

وباستخدام مجموعة محدثة من الحالات والضوابط، وتجميع عدد أكبر من السجلات، لتشمل أكثر من 9500 حالة من سرطان الرأس والرقبة، هدف الباحثون إلى تأكيد العلاقة الدقيقة بين استهلاك القهوة والشاي والسرطانات.

ووفقاً للدراسة، كان مستوى الخطر لدى أولئك الذين شربوا 4 أكواب أو أكثر من القهوة أقل بنسبة 30 في المائة للإصابة بالسرطان في الفم، وأقل بنسبة 22 في المائة للحلق، كما أن تناول نحو 3 إلى 4 أكواب يومياً يقلل من فرص الإصابة بالسرطان في الأجزاء السفلية من الحلق بنحو 40 في المائة.

وأضافت أن القهوة لا تحتاج إلى احتوائها على الكافيين للحصول على أي نوع من الفوائد، فقد ارتبط شرب القهوة منزوعة الكافيين بانخفاض بنسبة 25 في المائة في الإصابة بسرطان تجويف الفم.

وارتبط الشاي بانخفاض بنسبة 30 في المائة تقريباً في الإصابة بسرطان الجزء السفلي من الحلق، على الرغم من أن تناول كوب ثانٍ أو ثالث من الشاي قد يقلب الاحتمالات إلى فرصة أكبر بنسبة 38 في المائة للإصابة بسرطان الحنجرة.

والسبب وراء حدوث هذا الانعكاس غير واضح، على الرغم من أن الأبحاث السابقة وجدت أن درجة حرارة مشروبك قد تلعب دوراً في إحداث تغييرات سرطانية، ما يعني أن العلاقة بين المشروبات الساخنة الشعبية وصحتنا معقدة بسبب عوامل تتجاوز التركيب الكيميائي.

كيس من الشاي (أ.ف.ب)

وقالت مؤلفة الدراسة عالمة الأوبئة بجامعة يوتا الأميركية، يوان تشين إيمي لي: «في حين كانت هناك أبحاث سابقة حول استهلاك القهوة والشاي، وتقليل خطر الإصابة بالسرطان، سلطت هذه الدراسة الضوء على تأثيراتهما المتنوعة على مواقع فرعية مختلفة من سرطان الرأس والرقبة، بما في ذلك الملاحظة التي تُفيد بأن القهوة منزوعة الكافيين لها بعض التأثير الإيجابي».

وأضافت أن «عادات تناول القهوة والشاي معقدة إلى حد ما، وتدعم هذه النتائج الحاجة إلى مزيد من البيانات ومزيد من الدراسات حول التأثير الذي يمكن أن تحدثه القهوة والشاي في تقليل خطر الإصابة بالسرطان».