لتحسين صحة الدماغ... تناولوا هذه الأطعمة

قطع من سمك السالمون (أرشيفية - رويترز)
قطع من سمك السالمون (أرشيفية - رويترز)
TT

لتحسين صحة الدماغ... تناولوا هذه الأطعمة

قطع من سمك السالمون (أرشيفية - رويترز)
قطع من سمك السالمون (أرشيفية - رويترز)

وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «نيتشر مينتال هيلث (Nature Mental Health)» أن اتباع نظام غذائي متوازن له انعكاسات إيجابية على صحة الدماغ. ووفق تقرير نشرته صحيفة «التلغراف» البريطانية، فقد قال الدكتور وي تشينغ، أحد مؤلفي الدراسة في جامعة فودان بالصين: «الأشخاص الذين تناولوا نظاماً غذائياً أكثر توازناً كانت لديهم قدرة أكبر على حل المشكلات وذاكرة أفضل ووظائف تنفيذية أفضل، مثل المهارات التنظيمية والاهتمام».

إليكم 8 أطعمة تعمل على تحسين صحة الدماغ:

1- سمك السالمون

الأسماك الزيتية، مثل السلمون، مليئة بأحماض «أوميغا3» الدهنية، وهي نوع من الدهون التي لا يستطيع الجسم إنتاجها بمفرده، لذا يجب الحصول عليها من النظام الغذائي. إنها مهمة للقلب والمناعة، وأيضاً لصحة الدماغ. وجدت إحدى الدراسات التي أجرتها «الجمعية الدولية لأبحاث الطب النفسي الغذائي» أن مكملات «أوميغا3» التي تحتوي «EPA» و«DHA» (نوعان من «أوميغا3») تحسن أعراض الاكتئاب، وقد تساعد أيضاً في الوقاية منه. وتشمل المصادر الجيدة الأخرى لـ«أوميغا3» السردين والماكريل وبذور الشيا والجوز.

2- المكسرات والبذور

تَعدّ أستاذة علوم التغذية في «كينغز كوليدج» بلندن، سارة بيري، المكسرات والبذور مصدراً قوياً للتغذية ومليئة بالبوليفينول والمواد المغذية التي تؤثر على صحة الدماغ. البوليفينول هو مغذيات دقيقة توجد بشكل طبيعي في النباتات، وقد ربطتها الأدلة بالوظيفة الإدراكية وصحة الدماغ. وتقول اختصاصية التغذية الدكتورة فيديريكا أماتي: «الجوز مفيد بشكل خاص».

مجموعة من المكسرات (أرشيفية - رويترز)

وجدت دراسة نشرت عام 2020 في مجلة «Nutrients» أن تناول الجوز أدى إلى تحسين الذاكرة وعمل الدماغ. ومع ذلك؛ رُبطت جميع المكسرات والبذور بتباطؤ التدهور المعرفي، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن الأشخاص المعرضين لخطر التدهور المعرفي، مثل خطر الإصابة بمرض «ألزهايمر العائلي»، حصلوا على نتائج أفضل حين تناولوا مزيداً من المكسرات، خصوصاً الجوز.

3- الكرنب

جميع الخضراوات الورقية الخضراء، مثل البروكلي والملفوف، مليئة بالعناصر الغذائية والألياف، وقد رُبطت بتباطؤ التدهور المعرفي. وجدت دراسة في جامعة إلينوي شملت بالغين في منتصف العمر أن أولئك الذين لديهم مستويات أعلى من اللوتين، وهو عنصر غذائي موجود في اللفت والسبانخ، كانت لديهم استجابات دماغية أكبر من أقرانهم الذين لا يتناولون الخضراوات الورقية الخضراء، مما دفع بالباحثين إلى الاعتقاد بأن اللوتين قد يلعب دوراً وقائياً ضد التدهور المعرفي المرتبط بالعمر. ووجدت دراسة أجريت عام 2022 أن أولئك الذين اتبعوا نظاماً غذائياً غنياً بالخضراوات الورقية، ظهر لديهم معدل أبطأ لتدهور الدماغ المرتبط بالعمر.

4- القهوة

وجدت دراسة أجراها «UK Biobank» في يناير (كانون الثاني) 2024 أن تناول 3 أكواب من القهوة أو الشاي يومياً يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 28 في المائة.

يعدّ الكافيين مليئاً بمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا العصبية في أدمغتنا من التآكل اليومي (أرشيفية - رويترز)

يعدّ الكافيين مليئاً بمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا العصبية في أدمغتنا من التآكل اليومي.

5- الشاي الأخضر

تقول اختصاصية التغذية غابرييلا بيكوك إن الدماغ ينتج بشكل طبيعي الناقلات العصبية، التي صُممت لتحسين المزاج، لكنها «تحتاج في بعض الأحيان إلى بعض المساعدة». وتشير إلى أن المغذيات «L-theanine» تحفز الهدوء عن طريق تحفيز السيروتونين و«GABA»، وهما ناقلان عصبيان يهدئان القلق ويزيدان السعادة.

كوب من الشاي الأخضر (أرشيفية - رويترز)

يحتوي الشاي عموماً، خصوصاً الشاي الأخضر، على مادة «L-theanine»، التي يمكن أن تحسن أيضاً نوعية نومنا (والتي ثبت أنها تعزز صحة الدماغ الجيدة).

6- الأطعمة التي تحتوي «بروبيوتيك»

في السنوات الأخيرة، وُثقت العلاقة بين صحة الأمعاء والصحة العقلية بشكل جيد، حيث وجدت دراسة من كوريا الجنوبية أن الأشخاص الذين تناولوا مزيداً من الأطعمة التي تحتوي «البروبيوتيك (نوع من البكتريا)» الصديقة للأمعاء كانوا أقل عرضة لنوبات الاكتئاب. بينما وجدت دراسة أجريت عام 2022 في جامعة «كوليدج كورك» في آيرلندا أن تناول الأطعمة المخمرة، التي تعمل على تحسين صحة الأمعاء، يمكن أن تجعلنا نشعر بتوتر أقل. وقال مؤلف الدراسة البروفسور جون كريان: «يمكن أن يكون ذلك من خلال العلاقة بين دماغنا والميكروبيوم (تريليونات البكتيريا التي تعيش في أمعائنا)». وهذا ما يُعرف باسم (محور الأمعاء والدماغ)، وهو يسمح للدماغ والأمعاء بالتواصل المستمر معاً. تشمل (البروبيوتيك) الصديقة للأمعاء الكِفِير والمخلل الملفوف والكيمتشي والكومبوتشا، ويمكن العثور عليها في معظم متاجر الأطعمة الصحية ومحلات السوبر ماركت.

7- الحبوب

في دراسة أجريت عام 2023 ونشرت في «مجلة علم الأعصاب»، وجد الباحثون أن أولئك الذين تناولوا 3 حصص أو أكثر من الحبوب الكاملة يومياً كان لديهم معدل أبطأ من التدهور المعرفي وفي الذاكرة، مقارنة بأولئك الذين تناولوا أقل من حصة واحدة يومياً. يقول الدكتور أماتي: «تعدّ الحبوب الكاملة إحدى مجموعاتي الغذائية المفضلة لصحة الدماغ الجيدة».

8- زيت الزيتون

يقول الدكتور أماتي إن زيت الزيتون البكر الممتاز، الغني بالبوليفينول، مفيد لصحة الدماغ. وجدت دراسة أجرتها جامعة «ييل» أن النوع البكر الممتاز يعزز اتصال الدماغ، لكن الدكتور أماتي يقول إن النوع البكر الأرخص مفيد أيضاً. وفقاً لدراسة أجرتها «كلية هارفارد للصحة العامة»، فإن تناول نصف ملعقة صغيرة فقط من زيت الزيتون يومياً يكفي لتقليل خطر الوفاة بسبب الخرف بنسبة 28 في المائة.


مقالات ذات صلة

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

صحتك المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 50 ألف مشارك في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يتناولون حفنة من المكسرات كل يوم قد يخفضون من خطر الإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك معاناة الأطفال من الربو تؤثر في ذاكرتهم على المدى الطويل (رويترز)

دراسة: الربو عند الأطفال يزيد فرص إصابتهم بالخرف في الكبر

ربطت دراسة جديدة بين معاناة الأطفال من الربو وخطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك السمنة هي مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية - أ.ف.ب)

دراسة: جزيئات الخلايا المناعية قد توفّر علاجاً للسمنة

توصل باحثون من آيرلندا أن أحد جزيئات الخلايا المناعية تؤدي دوراً تنظيمياً في عملية اختزان الدهون.

«الشرق الأوسط» (دبلن)
صحتك مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)

تجربة لاختبار مركب كيميائي في العنب الأحمر قد يقي من سرطان الأمعاء

أطلق علماء بريطانيون تجربة علمية تهدف إلى تقييم فاعلية «الريسفيراترول»، وهو مركب كيميائي موجود بالعنب الأحمر، في الوقاية من سرطان الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)

من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

كشفت مجموعة من الدراسات العلمية أن المشي ولو لمدة قصيرة مساءً، له فوائد صحية جمّة، من تحسين عملية الهضم إلى تنظيم نسبة السكر في الدم والتصدي للسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تجربة لاختبار مركب كيميائي في العنب الأحمر قد يقي من سرطان الأمعاء

مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)
مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)
TT

تجربة لاختبار مركب كيميائي في العنب الأحمر قد يقي من سرطان الأمعاء

مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)
مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)

في خطوة واعدة لعلاج السرطان، أطلق علماء بريطانيون هذا الأسبوع تجربة علمية تهدف إلى تقييم فاعلية «الريسفيراترول» - وهو مركب كيميائي موجود في العنب الأحمر، والتوت الأزرق، والفول السوداني - في الوقاية من سرطان الأمعاء. يأتي هذا المركب ضمن دراسات سابقة كشفت أنه قد يسهم في إبطاء نمو الأورام، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

ويختبر العلماء اليوم تأثير جرعة منخفضة منه على المرضى الذين يعانون من السليلات القولونية، وهي نموات صغيرة قد تتحول إلى أورام سرطانية إذا لم تُعالج.

البروفسورة كارين براون، الباحثة في مجال السرطان بجامعة ليستر، والمسؤولة عن هذه التجربة التي تُدعى «كولو - بريفنت»، أكدت أهمية التجربة، قائلةً: «قد تُحدث هذه التجربة تحولاً كبيراً في كيفية الوقاية من سرطان الأمعاء».

وتستند الدراسة إلى نتائج أبحاث دامت لأكثر من 10 سنوات في مختبر براون، أثبتت خلالها قدرة «الريسفيراترول» النقي على إبطاء نمو الأورام لدى الفئران، ووصوله إلى الأمعاء دون هضم.

التجربة التي تُعدّ من الأكبر عالمياً في مجال الوقاية من السرطان، تستهدف مجموعة من المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و73 عاماً، ممن اكتشفت لديهم السليلات القولونية خلال الفحوص الدورية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية.

وسيخضع المشاركون لعملية إزالة السليلات، ثم يتم تقسيمهم لتلقي العلاج إما بواسطة الأسبرين بمفرده أو مزيج من الأسبرين ودواء السكري «الميتفورمين» لمدة 3 سنوات. بالإضافة إلى ذلك، سيتلقى جزء من المشاركين «الريسفيراترول» النقي أو دواءً وهمياً لمدة سنة، وستتم مراقبة تطور حالتهم عبر تنظير القولون لتقييم عودة النمو.

ديفيد ترسلر، أحد المشاركين في التجربة، والذي فقد والده نتيجةً لسرطان الأمعاء، عبّر عن أمله في أن تسهم هذه التجربة في تطوير العلاجات للجيل المقبل، معلقاً: «أشارك لأجل والدي، ولأجل توفير علاجات أفضل للأجيال المقبلة».

من جانبها، أشارت براون إلى أن الوقاية من سرطان الأمعاء ممكنة عبر تغيير نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على وزن صحي، وتقليل تناول اللحوم الحمراء والكحول. وتأتي هذه التجربة لتكمل جهود فحص سرطان الأمعاء عبر توفير أدوات لمنع السرطان من الانتشار منذ البداية.

ويعد سرطان الأمعاء رابع أكثر السرطانات شيوعاً في المملكة المتحدة، وثاني أكثر أسباب الوفاة المرتبطة بالسرطان. بينما يعلق الدكتور إيان فولكس، المدير التنفيذي لمنظمة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، قائلاً: «نحن أمام عهد جديد من أبحاث الوقاية من السرطان، إذ تتيح هذه التجربة فرصة للعلم لتمهيد الطريق لحياة أطول خالية من الخوف من السرطان».