وداعاً للآلام... جهاز جديد لسحب عينات الدم على طريقة دودة العلق

دودة العلق تمتص الدم لتتغذى عليه (ويكيبيديا)
دودة العلق تمتص الدم لتتغذى عليه (ويكيبيديا)
TT

وداعاً للآلام... جهاز جديد لسحب عينات الدم على طريقة دودة العلق

دودة العلق تمتص الدم لتتغذى عليه (ويكيبيديا)
دودة العلق تمتص الدم لتتغذى عليه (ويكيبيديا)

طور فريق من الباحثين في سويسرا جهازاً جديداً منخفض التكلفة لسحب عينات الدم، ويعمل بطريقة امتصاص الدماء التي تقوم بها ديدان العلق، بحسب «وكالة الصحافة الألمانية».

ويحتوي هذا الجهاز على كوب شفط، ويمكن أن يستخدمه الشخص العادي، وليس فقط المتخصصون، لتشخيص بعض الأمراض الاستوائية مثل الملاريا.

وبحسب الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية «Advanced Science»، ابتكر فريق بحثي من جامعة «إي تي إتش» الحكومية في مدينة زيوريخ السويسرية هذا الجهاز الجديد الذي يمكن استخدامه لسحب عينات الدم، ويعتمد على طريقة الامتصاص التي تقوم بها ديدان العلق التي تتغذى على الدماء، من دون الحاجة لتعريض المرضى للآلام الناتجة عن استخدام الإبر في سحب العينات.

ورغم أن الجهاز الجديد لا يسحب كمية كبيرة من الدماء على غرار الكميات التي يتم سحبها بالإبر، فإنه يجمع كمية كافية تتيح إمكانية التحليل والتشخيص بفاعلية.

وتوصل الباحثون السويسريون إلى فكرة الجهاز الجديدة بينما كانوا في حقيقة الأمر يطورون كوب شفط لتوصيل جرعات الدواء إلى مجرى الدم عن طريق الغشاء المخاطي داخل الفم.

وأوضح الباحث ديفيد كلاين الذي شارك في ابتكار الجهاز الجديد، أنه «في إطار مساعي ابتكار جهاز لتوصيل الجرعات الدوائية إلى مجرى الدم، قمنا بدراسة ديدان العلق التي تلتصق بجسم العائل باستخدام أنبوب شفط، ثم أدركنا أنه يمكننا ابتكار منظومة مماثلة لسحب الدماء».

وذكر كلاين في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني «ميديكال إكسبريس» المتخصص في الأبحاث الطبية أن ديدان العلق بعد أن تلتصق بجسم العائل، فإنها تخترق جلده بأسنانها ثم تبدأ امتصاص الدم من الجرح عن طريق توليد ضغط سلبي بواسطة الامتصاص. وعلى المنوال نفسه، فإن كوب الشفط المثبت في الجهاز الجديد الذي لا يزيد حجمه على 2.5 سنتيمتر، يتم تثبيته بالجزء العلوي من الذراع أو الظهر ليقوم بسحب عينة الدم المطلوبة.

ويحتوي الجهاز على 12 إبرة دقيقة الحجم يمكنها اختراق الجلد عند تثبيت الجهاز على ذراع المريض، وفي خلال دقائق، يتم سحب كمية الدم الكافية إلى كوب الشفط عن طريق الضغط السلبي الذي يتم توليده بواسطة الجهاز.

ويؤكد الباحثون أن تكلفة إنتاج هذا الجهاز الجديد ليست مرتفعة، ويمكن استخدامه مستقبلاً في المناطق ذات مستويات الدخل المنخفضة، ويمكن أن يضطلع بدور رئيسي في مكافحة بعض الأمراض الاستوائية مثل الملاريا، حيث إن تشخيص مثل هذه الأمراض يتطلب سحب عينات دم من المرضى لتحليلها.


مقالات ذات صلة

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)
شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)
TT

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)
شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

وبحسب موقع «ساينس آليرت» العلمي، فإن الفقدان التدريجي لأنسجة المخ هو جزء طبيعي من الشيخوخة، ولكن الدراسة الجديدة التي تعدّ واحدة من أطول دراسات مسح المخ التي أجريت على الإطلاق، كشفت أن الاتصالات العصبية لدى بعض الأشخاص تتدهور بشكل أسرع من غيرهم بمجرد بلوغهم منتصف العمر، وأن هذا الأمر قد يرجع لإصابتهم بمرض السكري من النوع الثاني.

واستمرت الدراسة عقوداً من الزمان وبدأت في عام 1995، وشملت 185 مشاركاً، لديهم تاريخ عائلي من الخرف، حيث قام العلماء بمسح أدمغة المشاركين بانتظام.

وفي نهاية التجربة، أصيب 60 مشاركاً بضعف إدراكي خفيف (MCI)، بينما أصيب 8 بالخرف.

وتم مسح دماغ كل شخص نحو 5 مرات على فترات متباعدة، وبناءً على هذه الصور، يبدو أنه من الطبيعي مع تقدمك في السن أن تفقد تدريجياً المادة الرمادية القشرية، التي تحتوي على الخلايا العصبية، بالإضافة إلى المادة البيضاء، التي تنقل الرسائل بين الخلايا العصبية.

ومع ذلك، فإن الأمر غير المعتاد هو التدهور السريع للمادة البيضاء، بدءاً من منتصف العمر. وكان المشاركون الذين عانوا من أكبر انخفاض في أحجام المادة البيضاء، من عام إلى عام، أكثر عرضة للإصابة بأعراض ضعف الإدراك الخفيف.

وبالمقارنة مع أولئك الذين لا يعانون من مرض أيضي، فإن المصابين بداء السكري من النوع الثاني يفقدون أجزاء من المادة البيضاء أكثر بكثير بمرور الوقت، بحسب الدراسة.

وقال فريق الدراسة إن نتائجهم تشير إلى أن «السيطرة على مرض السكري قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة».

وكشفت دراسة نشرت قبل أيام أن أكثر من 800 مليون بالغ حول العالم مصابون بمرض السكري، وهو ما يعادل ضعف ما توقعته تقييمات سابقة.

كما أظهرت أن أكثر من نصف المصابين الذين تزيد أعمارهم على 30 عاماً لا يتلقون العلاج.