الأطباء يحددون سناً جديدة لتنظير القولون

مع تزايد الإصابات بسرطان القولون والمستقيم في الفئات العمرية أقل من 55 عاماً

يعد تنظير القولون المعيار الذهبي لفحص سرطان القولون والمستقيم سواء في العشرينات أو الثمانينات من العمر (الشرق الأوسط)
يعد تنظير القولون المعيار الذهبي لفحص سرطان القولون والمستقيم سواء في العشرينات أو الثمانينات من العمر (الشرق الأوسط)
TT

الأطباء يحددون سناً جديدة لتنظير القولون

يعد تنظير القولون المعيار الذهبي لفحص سرطان القولون والمستقيم سواء في العشرينات أو الثمانينات من العمر (الشرق الأوسط)
يعد تنظير القولون المعيار الذهبي لفحص سرطان القولون والمستقيم سواء في العشرينات أو الثمانينات من العمر (الشرق الأوسط)

في وقت بات فيه الاعتقاد السائد أن سرطان القولون والمستقيم من أمراض الشيخوخة التي تصيب كبار السن، وأن متوسط عمر التشخيص هو نحو 65 عاماً، لاحظ المجتمع الطبي، في مطلع التسعينات، نسباً متزايدة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين الأفراد الأصغر سناً، الذين تقل أعمارهم عن 55 عاماً؛ الأمر الذي دفع الأطباء، منذ عام 2021، إلى خفض العمر الضروري لإجراء تنظير للقولون، من 55 إلى 45 عاماً.

ووفقاً للدكتور معن عبد الرحيم، اختصاصي أورام الجهاز الهضمي في مستشفى هيوستن ميثوديست، فإن سرطان القولون أو المستقيم لا يرتبطان بالعمر حصرياً، إنما عدة عوامل تلعب دوراً في هذا المرض، بعضها قابل للسيطرة، وبعضها يكون وراثياً.

يقول الدكتور عبد الرحيم إن «نسبة الشباب الذين يتم تشخيصهم بسرطان القولون أو المستقيم في تزايد، لذا يلعب تنظير القولون في الوقت المناسب دوراً مهماً في إنقاذ حياة الأشخاص».

ويوصي الدكتور عبد الرحيم بالانتباه لعوامل الخطر، مثل تاريخ العائلة، والأعراض التي قد نلاحظها، ومن ثم السن. بعض عوامل الخطر الأخرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار، وهي تناول الكحول بكثرة، والتاريخ المرضي في العائلة، خصوصاً عند الوالدين والأجداد، ومرض التهاب الأمعاء، والبدانة، والتدخين.

وإلى جانب الانتباه لعوامل الخطر، أوصى الدكتور عبد الرحيم بالتركيز على أي أعراض قد تُلاحَظ، كأعراض وجود دم في البراز (ذي لون أحمر أو كستنائي أو أسود)، وتغيرات في عادات الأمعاء، بما في ذلك شكل البراز أو قوامه، وألم غير مبرر في البطن، وفقدان غير مقصود للوزن.

د. معن عبد الرحيم اختصاصي أورام الجهاز الهضمي في مستشفى هيوستن ميثوديست (الشرق الأوسط)

وأوضح الدكتور عبد الرحيم أن الذكور أكثر عرضة من النساء للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ولكن ذلك لا يمنع النساء من الكشف المبكر والخضوع لتنظير للقولون عند بلوغهم سن الـ45، أو عند ملاحظتهم أي أعراض أو عوامل خطر.

ونظراً لعدم ظهور أي أعراض أغلب الأحيان للأورام الحميدة في القولون والمستقيم والآفات السرطانية، فإن الفحوصات المناسبة للعمر هي المفتاح لاكتشاف المشكلة. ويُعدّ أول تنظير للقولون في سن الـ45 عاماً خطاً أساسياً، إذ تزداد المخاطر الصحية بعدها بشكل طبيعي.

وأشار الدكتور عبد الرحيم إلى أن «أي شخص بلغ من العمر 45 عاماً أو أكثر يُعدّ أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بشكل متوسط. لذا، فإن تنظير القولون في هذا العمر يمكن أن يساعد في اكتشاف المشكلة مبكراً. والأفضل من ذلك، أنه، أثناء عملية التنظير، يمكن لاختصاصي أمراض الجهاز الهضمي عادة إزالة النمو الذي قد يسبب مشاكل وفحص الآفات من أجل تشخيص أسرع ومتابعة للعلاج».

ويعد تنظير القولون المعيار الذهبي لفحص سرطان القولون والمستقيم؛ سواء في العشرينات أو الثمانينات من العمر. ويُنصح بالتواصل مع الطبيب المختص لمعرفة المزيد عن صحة القولون والمستقيم، والوقت المناسب لتنظير القولون.



ما الذي يحدث لجسمك عند شرب الكحول؟

الكحول من المواد الضارة التي تؤثر سلباً على صحة الإنسان (جامعة ولاية أوهايو)
الكحول من المواد الضارة التي تؤثر سلباً على صحة الإنسان (جامعة ولاية أوهايو)
TT

ما الذي يحدث لجسمك عند شرب الكحول؟

الكحول من المواد الضارة التي تؤثر سلباً على صحة الإنسان (جامعة ولاية أوهايو)
الكحول من المواد الضارة التي تؤثر سلباً على صحة الإنسان (جامعة ولاية أوهايو)

سلطت الأبحاث الضوء على التأثيرات السلبية لشرب الكحول على جسم الإنسان، بما يشمل الصحة الجسدية والنفسية. وكشفت دراسة أميركية حديثة عن تأثيرات إضافية لشرب الكحول؛ إذ أظهرت أنه يعزز السلوك العدواني، ويؤثر على إدراك الألم، إلى جانب تأثيراته السلبية الأخرى.

وأوضح الباحثون من جامعة ولاية أوهايو، أن هذه النتائج تقدم رؤى جديدة حول العلاقة بين الكحول والعدوانية، ما قد يسهم في تطوير استراتيجيات للحد من العنف المرتبط بالكحول، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «Journal of Studies on Alcohol and Drugs».

وأُجريت الدراسة الجديدة على مرحلتين: شملت المرحلة الأولى 543 مشاركاً، والثانية 327 مشاركاً، جميعهم يستهلكون 3- 4 مشروبات كحولية على الأقل مرة شهرياً. وتم تقديم مشروبات كحولية وأخرى وهمية تحتوي على عصير برتقال مع كمية ضئيلة للغاية من الكحول لتقليد طعم المشروب، لضمان عدم معرفة المشاركين بنوع المشروب.

وبعد شرب المشروب، خضع المشاركون لاختبار يقيس عتبة الألم باستخدام صدمات كهربائية قصيرة على أصابعهم. ثم شاركوا في اختبار تنافسي عبر الإنترنت؛ حيث كان بإمكان «الفائز» توجيه صدمة كهربائية إلى «الخاسر».

في الواقع، لم يكن هناك خِصم حقيقي، وتم اختيار «الفائز» عشوائياً لمعرفة مدى استعداد المشاركين لإلحاق الألم بالآخرين.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين شربوا الكحول أظهروا قدرة أكبر على تحمل الألم؛ حيث كانت مستويات الصدمات التي وصفوها بأنها «مؤلمة» أعلى، مقارنة بمن تناولوا المشروبات الوهمية.

كما وجد الباحثون أن المشاركين الذين تناولوا الكحول كانوا أكثر ميلاً لإلحاق الألم بالآخرين. وكلما زادت قدرتهم على تحمل الألم، زادت شدة وطول الصدمات التي اختاروا توجيهها للآخرين، ما يفسر جانباً من السلوك العدواني المرتبط بتناول المشروبات الكحولية.

في المقابل، كان المشاركون الذين شربوا المشروبات الوهمية أقل عدوانية؛ حيث كانوا أكثر شعوراً بألمهم الخاص، ولم يرغبوا في إلحاق الألم بالآخرين.

الوصول إلى الدم

ووفق وزارة الصحة الأسترالية، فإن الكحول يصل إلى الدم عبر جدران المعدة والأمعاء الدقيقة، وينتقل عبر الدورة الدموية ليصل إلى جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك الدماغ؛ حيث يبطئ نشاط الدماغ، مما يؤثر على التفكير، والمشاعر، والسلوك. بينما يتولى الكبد مهمة تكسير معظم الكحول وتحويله إلى مواد أقل سمية.

وتوضح الوزارة عبر موقعها الإلكتروني أن الشرب المفرط للكحول يؤدي إلى تداعيات طويلة الأجل، تشمل الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى الإدمان، وزيادة خطر الإصابة بالسكري والسمنة، وضعف الخصوبة، والضعف الجنسي، وأمراض الكبد، مثل التليف والفشل الكبدي، وأمراض القلب والجهاز الدوري، مثل ارتفاع ضغط الدم، واعتلال عضلة القلب، والسكتات الدماغية. كما يتسبب الكحول في سلوكيات غير لائقة تؤثر على العلاقات الأسرية والاجتماعية، وقد يؤدي إلى أعباء مالية كبيرة؛ خصوصاً في حالات الإدمان.

ويشير «المعهد الوطني لإساءة استخدام الكحوليات وإدمانها» في الولايات المتحدة، إلى أن الكحول يعطل مسارات التواصل في الدماغ، مما يضعف التفكير والمزاج. كما يتسبب في مشاكل القلب، مثل اضطراب النبض والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى التهاب البنكرياس المزمن، ما يؤثر على الهضم، كما أنه يضعف المناعة، ما يزيد خطر الإصابة بالعدوى، مثل الالتهاب الرئوي. ووفق المعهد، فإن الكحول مرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطانات، مثل الثدي، والقولون، والكبد.