منها قصر القامة والشخير... عوامل مفاجئة تزيد خطر إصابتك بأمراض القلب

هناك عناصر مفاجئة يمكن أن تزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية (رويترز)
هناك عناصر مفاجئة يمكن أن تزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية (رويترز)
TT

منها قصر القامة والشخير... عوامل مفاجئة تزيد خطر إصابتك بأمراض القلب

هناك عناصر مفاجئة يمكن أن تزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية (رويترز)
هناك عناصر مفاجئة يمكن أن تزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية (رويترز)

يعتبر التدخين، والنظام الغذائي غير الصحي، وعدم ممارسة الرياضة من بين أشهر العادات السيئة التي تضر القلب. إلا أن هناك عناصر أخرى مفاجئة يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، من بينها قصر القامة، والتشاؤم، والشخير، بحسب ما ذكرته صحيفة «التلغراف» البريطانية.

قصر القامة

لعقود من الزمن، عرف العلماء أن هناك علاقة بين الطول والصحة، حيث تشير الدراسات إلى أن مرض السكري من النوع الثاني، ومرض ألزهايمر يكونان أكثر انتشاراً بين قصار القامة، في حين أن طوال القامة أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان، والجلطات الدموية.

ووجدت دراسة أجريت عام 2015 من جامعة ليستر أنه مقابل كل انخفاض بمقدار 6.5 سم في الطول، فإن خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي يزيد بنسبة 13.5 في المائة.

وأشارت دراسة حديثة استندت إلى بيانات وراثية لما يقرب من 200 ألف شخص، إلى أن الجينات المرتبطة بقصر القامة تزيد من خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي، في حين أن تلك المرتبطة بزيادة الطول تحمي من هذه الحالة.

التشاؤم

في عام 2015، تابع باحثون من جامعة كوليدج لندن أكثر من 350 مريضاً تم نقلهم إلى المستشفى بعد انقطاع تدفق الدم إلى قلوبهم، وهو ما يحدث عادة بسبب نوبة قلبية، أو ذبحة صدرية. وقبل خروجهم من المستشفى، أكمل المرضى استبيانات لتقييم مدى تفاؤلهم.

وكشفت النتائج أن المرضى الأكثر تشاؤماً كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية، أو احتاجوا إلى جراحة قلب، أو توفوا خلال السنوات الأربع التالية، مقارنة بأولئك الذين كانوا أكثر تفاؤلاً.

وقال الفريق إن النتائج التي توصلوا إليها يمكن تفسيرها بعادات نمط الحياة المرتبطة بالتشاؤم. على سبيل المثال، كان الأشخاص الأكثر تشاؤماً من المدخنين، وأكثر عرضة للاستمرار في هذه العادة بعد دخولهم إلى المستشفى، في حين أن غالبية الأشخاص الأكثر تفاؤلاً قد أقلعوا عن التدخين.

وتقول إيوانا تزولاكي، أستاذة الأمراض المزمنة في إمبريال كوليدج لندن: «إن كيفية تأثير بعض المشاعر مثل التشاؤم على الصحة هو أمر غير مفهوم جيداً، ولكن من المفترض أنها قد تساهم في مشكلات القلب، والأوعية الدموية من خلال زيادة التوتر، وضغط الدم».

الشخير

يعاني الكثير من الأشخاص من الشخير في بعض الأحيان، سواء كان ذلك بسبب الإصابة بنزلة برد، أو شرب الكحول، أو بسبب انقطاع التنفس أثناء النوم، وهو اضطراب يتسبب في توقف التنفس بشكل متكرر أثناء النوم لمدة 10 ثوانٍ أو أكثر في المرة.

ويعتقد أن هذه الانقطاعات المتكررة في التنفس تلحق الضرر بالقلب، والأوعية الدموية، ويمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، والسكتات الدماغية، والنوبات القلبية إذا تركت دون علاج.

ووجدت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد، نظرت في بيانات 766 ألف شخص بالغ في الولايات المتحدة تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 50 عاماً، أن أولئك الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم كانوا أكثر عرضة بنسبة 60 في المائة للإصابة بسكتة دماغية مقارنة بغيرهم.

ويقول البروفسور فرنشيسكو كابوتشيو، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية وعلم الأوبئة في جامعة ووريك البريطانية: «إن انقطاع التنفس أثناء النوم يؤدي إلى انخفاض الأكسجين في الدم، وفي الدماغ. هذا بالتأكيد عامل خطر للإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، وفشل القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسمنة».

نقص فيتامين «د»

يمكن أن يؤدي نقص فيتامين «د» إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

وقامت إحدى الدراسات التي أجراها باحثون في معهد QIMR Berghofer للأبحاث الطبية في كوينزلاند بمراقبة أكثر من 20 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 60 إلى 84 عاماً، نصفهم تناولوا مكملات فيتامين «د» لمدة خمس سنوات.

وتظهر النتائج، التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية العام الماضي، أن معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كان أقل بنسبة 9 في المائة بين أولئك الذين تناولوا المكملات.

ومع ذلك، يحث البروفسور كابوتشيو على عدم تناول الفيتامين دون داعٍ، أو الإفراط في تناوله. ويقول: «إذا تناولت كمية كبيرة دون حاجة، فقد تصاب بعدم انتظام ضربات القلب، والرجفان الأذيني».

سن اليأس

يجلب انقطاع الطمث سلسلة من المشكلات الصحية، من الهبات الساخنة، إلى صعوبات النوم. ولكنه يزيد أيضاً من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وفقاً لدراسة قدمت هذا الأسبوع في مؤتمر الكلية الأميركية لأمراض القلب.

وأشارت الدراسة التي شملت 579 امرأة في سن اليأس إلى أن هرمون الأستروجين الأنثوي يحمي القلب، وهذا يعني أنه عندما تنخفض مستوياته أثناء انقطاع الطمث، فإن خطر الإصابة بمشكلات القلب يرتفع بشكل ملحوظ.


مقالات ذات صلة

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
TT

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

تظهر الأرقام السنوية ارتفاعاً حاداً في السكتات الدماغية بين أولئك الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكثر، حيث يلقي الخبراء باللوم على السمنة المتزايدة وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري وسوء نمط الحياة.

إلا أن هناك سبباً آخر رئيسياً يلقي الخبراء باللوم عليه في هذه المشكلة الصحية، وهو التوتر.

وتحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع إمداد الدم إلى جزء من المخ، إما بسبب انسداد وإما انفجار وعاء دموي، ما قد يتسبب في موت خلايا المخ. ودون علاج طارئ، يمكن أن تكون السكتة الدماغية قاتلة أو تسبب إعاقات طويلة الأمد مثل الشلل وفقدان الذاكرة ومشكلات التواصل.

لماذا يسبب التوتر السكتة الدماغية؟

يقول الدكتور جوزيف كوان، المتخصص في إعادة تأهيل مرضى السكتة الدماغية: «في حين أنه من الصعب إثبات أن السكتات الدماغية مرتبطة بالتوتر، إلا أن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية».

ويضيف كوان، الذي يعمل أيضاً استشارياً أول في مركز السكتة الدماغية في مستشفى تشارينغ كروس، أحد أكثر مراكز السكتة الدماغية ازدحاماً في المملكة المتحدة «عندما تكون متوتراً، يكون لديك مستويات أعلى من الأدرينالين؛ ما يرفع ضغط الدم، ويزيد من الالتهاب في الجسم، وكلاهما يتلف الشرايين، ويعد من عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».

ولفت كوان إلى أن الأشخاص المصابين بالتوتر غالباً ما يلجأون لسلوكيات تزيد أيضاً من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، في محاولة منهم لتقليل توترهم.

ومن بين هذه السلوكيات شرب الكحول والتدخين وتناول الوجبات السريعة غير الصحية ومشاهدة التلفزيون، ومن ثم كثرة الجلوس وقلة ممارسة الرياضة.

ويقول كوان: «قديماً، كان الناس يعودون إلى المنزل من العمل، ويتناولون العشاء، ويذهبون في نزهة، ويقابلون بعض الأصدقاء، ويخرجون للرقص - ولكن الآن يعودون إلى المنزل، ويسكبون لأنفسهم كأساً من النبيذ، ويأكلون ويشاهدون التلفزيون».

ويضيف: «لقد جعل توصيل الطعام الوضع أسوأ - لست مضطراً حتى إلى مغادرة المنزل لتناول الطعام غير الصحي».

ما العوامل الأخرى التي تلعب دوراً في الإصابة بالسكتات الدماغية؟

تشمل المشكلات الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ارتفاع ضغط الدم، والرجفان الأذيني (نوع من عدم انتظام ضربات القلب)، وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري.

ويقول كوان إن قلة النوم هي عامل خطر رئيسي للإصابة بالسكتات الدماغية، وكذلك السمنة، ولكن التوتر يغذي كل هذه العوامل.

ويضيف: «عندما تكون متوتراً، لا تنام جيداً وتكون أقل عرضة لممارسة الرياضة والعناية بجسمك».

كيف يمكن أن نتصدى للسكتة الدماغية في منتصف العمر؟

وفقاً للدكتور كوان، يحتاج الأشخاص في منتصف العمر إلى البدء في تناول الطعام بشكل أفضل، وممارسة لمزيد من التمارين الرياضية - والتوقف عن التوتر الشديد ومعالجة ارتفاع ضغط الدم والكولسترول.

ويقول: «لقد عرفنا خلال السنوات العشر الماضية أن أعداد المصابين بالسكتة الدماغية في الفئة العمرية من 45 إلى 55 عاماً تزداد بشكل أسرع من الفئات العمرية الأكبر سناً. إنهم يأتون إلى قسمي بسكتات دماغية حادة جداً».

ويضيف: «إنهم يميلون إلى الإصابة بجميع عوامل الخطر التقليدية المرتبطة بهذه المشكلة الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين والتوتر، ومع ذلك فإن ما يذهلني في هذه الفئة العمرية هو الانخفاض الشديد في النشاط البدني».

وينصح كوان الأشخاص بمتابعة قياسات ضغط الدم والكولسترول الخاصة بهم باستمرار، وكذلك قياس أوزانهم والسعرات الحرارية التي يتناولونها وعدد الخطوات التي يمشونها يومياً.