تكنولوجيا تقوم على التجفيف بالتجميد لعلاج الأورام !

ذكرت جامعة تشجيانغ أن فريق بحث صينياً استخدم غدداً ليمفاوية مجففة بالتجميد لتحسين التأثير العلاجي للأدوية المضادة للأورام. وذلك خلال بحث علمي جديد نشرت نتائجه بمجلة «Nature aterials».

وتتطور الأدوية الخلوية خلال السنوات الأخيرة باعتبارها علاجاً موجهاً للأورام. فقد تم تصنيع واستخدام الخلايا التائية لمستقبلات المستضدات الخيمرية التي يمكنها تحديد الخلايا السرطانية بدقة والقضاء عليها في نقاط ثابتة، في العلاج السريري لأورام الدم. ومع ذلك، كان من الصعب جعل الخلايا التائية لمستقبلات المستضدات الخيمرية تلعب دوراً دائماً وفعالاً في موقع الأورام الصلبة.

وفي هذا الاطار، توصل باحثون من كلية العلوم الصيدلانية بجامعة تشجيانغ والمستشفى الأول التابع لكلية الطب بالجامعة المذكورة إلى فكرة تحميل الخلايا التائية لمستقبلات المستضدات الخيمرية بالغدد الليمفاوية التي غالباً ما تتم إزالتها أثناء جراحة الأورام؛ حيث يستخدم الباحثون تكنولوجيا التجفيف بالتجميد للحفاظ بشكل فعال على البنية المسامية والمكونات النشطة للغدد الليمفاوية، ومن ثم يقومون باستخدامها كوسيلة لتخزين وتوصيل الأدوية المضادة للخلايا السرطانية، ما يجعل العلاج أكثر فعالية وطويل الأمد. وفق ما ذكرت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية.

وقال قو تشن من كلية العلوم الصيدلانية بجامعة تشجيانغ أحد المؤلفين المناظرين للدراسة «إن فريق البحث تأكد من خلال النماذج الحيوانية من قدرة التقنية الجديدة على منع تكرار الأورام بعد الجراحة بشكل فعال».

دراسة: الأورام السرطانية يمكنها إخضاع الخلايا السليمة لإرادتها !

تمكن علماء بمعهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا بالتعاون مع زملاء أجانب من التوصل لكيفية تأثير الخلايا السرطانية في الأنسجة السليمة المجاورة. حيث قارنوا عينات مأخوذة من منطقة الورم لدى أشخاص مصابين بالسرطان وعينات مأخوذة عند تشريح جثث أشخاص أصحاء قضوا نحبهم في حوادث الطرق. وقد شملت الدراسة عدة آلاف من عينات الأنسجة المأخوذة من أعضاء الجسم المختلفة. فدرس الباحثون خلال عملهم حوالى 20 ألف جين و7 آلاف مسار جزيئي داخل الخلايا (التفاعلات الكيميائية التي تتحقق فيها عمليات دورة حياة الخلية). علما أنه لم يسبق من قبل إجراء مثل هذه الدراسة المفصلة حول هذا الموضوع. واتضح للباحثين، أن الأورام يمكنها إخضاع الخلايا السليمة لـ«إرادتها»، ما يجبرها على تقاسم الموارد ومساعدتها في مكافحة منظومة المناعة، وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن صحيفة «إزفيستيا» المحلية.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال الدكتور أنطون بوزدين مدير مختبر المعلوماتية الحيوية الجينومية الانتقالية «إن خلايا الوسط المحيط بالورم تغير برنامج حياتها وتبدأ في الانقسام بشكل أكثر كثافة، حيث ينشط فيها إنزيم التيلوميراز بصورة خاصة الذي يلعب دورا رئيسيا في نقل المعلومات الوراثية من الخلايا الأم إلى الخلايا المنقسمة». مؤكدا أن «من الضروري دراسة هذا الأمر، لأن فهم هذه الآليات سيساعد في المستقبل على إنشاء جيل جديد من الأدوية لمعالجة المرض الخبيث».

علماء يعلنون التوصل لمفتاح تدمير الخلايا السرطانية

أكد عدد من العلماء أنهم عثروا على «المفتاح» الذي يمكن أن يؤدي إلى تدمير الخلايا السرطانية في الجسم، في اختراق قالوا إنه سيحدث ثورة في علاج المرض.

ووفقاً لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد حدد العلماء في مركز السرطان الشامل بجامعة كاليفورنيا بروتيناً على مستقبلات «سي دي 95»، الموجود على السطح الخارجي للخلايا السرطانية، يمكنه «برمجة» الخلايا السرطانية بشكل يساعد على قتلها.

وأطلق فريق الدراسة على مستقبلات «سي دي 95» لقب «مستقبلات الموت» لأنها ترسل إشارة تؤدي إلى «تدمير الخلايا السرطانية ذاتياً».

وقال مؤلف الدراسة الرئيسي، الدكتور جوجيندر توشير سينغ: «الجهود السابقة لاستهداف هذا المستقبل لم تنجح. لكننا في دراستنا قمنا بتحديد البروتين الموجود على سطح هذه المستقبلات، الذي يمكن استهدافه بدقة وتنشيطه، لتدمير الخلايا السرطانية. هذا يمكن أن يحدث اختراقاً في علاج هذا المرض الخبيث».

مريضة بالسرطان (رويترز)

ويأمل الخبراء أن يتم ابتكار أدوية سرطان في المستقبل تعزز نشاط مستقبلات «سي دي 95» وتحفزها على تدمير الخلايا الخبيثة.

كما لفتوا إلى أن هذه الأدوية يمكن أن تساعد المرضى الذين يتلقون بالفعل العلاج المناعي المضاد للسرطان، حيث تزيد فاعلية العلاج بشكل ملحوظ.

وأظهرت العلاجات المناعية للسرطان، مثل العلاج بالخلايا التائية، نتائج واعدة لمجموعة فرعية من المرضى، لكن فعاليتها محدودة ضد العديد من أنواع السرطان، مثل سرطانات الثدي والرئة والبروستاتا.

وأكد العلماء أنهم يخططون الآن لبدء تجارب سريرية على هذه الأدوية القائمة على استهداف مستقبلات «سي دي 95» للتأكد من فاعليتها.

اكتشاف طريقة غير متوقعة لانتشار الخلايا السرطانية

وجد فريق من العلماء بكلية طب «Keck» بجامعة جنوب كاليفورنيا (USC) في الولايات المتحدة، أن الخلايا السرطانية يمكنها اختطاف GRP78 (نوع من البروتينات يساعد في طي أو كشف البروتينات الأكبر حجمًا وبنائها بشكل أساسي أو تمزيقها، ما يؤثر بعد ذلك على ما إذا كانت نشطة بيولوجيًا وعلى وظيفتها) وتستخدمه للانتشار بشكل أكبر في الجسم ومقاومة العلاج.

وقال الباحثون إن دراستهم الجديدة تكشف عن إحدى الآليات الأساسية التي يحدث من خلالها ذلك. موضحين «نحن نعرف الآن هذه الآلية. وربما يمكننا إيقافها. إذ ان مفتاح العملية المكتشفة حديثًا هو GRP78».

وذهب الباحثون الى أن الخلايا المجهدة تتصرف بشكل مختلف. قائلين «يبدو أن هذا يحدث لأن البروتين يهاجر تحت الضغط. حيث يوجد GRP78 عادة في جزء الشبكة الإندوبلازمية للخلية، لكن هذا البحث يظهر أنه ينتقل إلى النواة ويغير سلوك الخلية».

و«تعد رؤية GRP78 في النواة التي تتحكم بالتعبير الجيني هي مفاجأة تامة»؛ حسبما تقول الدكتورة إيمي لي عالمة الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية بجامعة جنوب كاليفورنيا. موضحة «عندما يتعلق الأمر بالآليات الأساسية للخلايا السرطانية، فهذا شيء جديد. وعلى حد علمي لم يلحظه أحد من قبل». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي عن مجلة «PNAS» العلمية المرموقة.

جاء هذا الاكتشاف من خلال تحليل كيفية تنظيم GRP78 لجين EGFR، المرتبط سابقًا بالسرطان. كما تم استخدام تقنيات التصوير المتقدمة ثنائية وثلاثية الأبعاد - بما في ذلك الفحص المجهري متحد البؤر؛ حيث يتم استخدام حزم ضوئية منفصلة لزيادة الدقة لتأكيد انتقال GRP78.

ولإلقاء نظرة فاحصة على ما يفعله بروتين GRP78 بالفعل، اتضح أن الجينات الرئيسية التي كانت تنظمه متورطة في هجرة الخلايا وغزوها.

غير ان الاكتشاف المهم الآخر الذي توصل إليه الباحثون هو كيفية ارتباط GRP78 أو تفاعله مع بروتين خلوي آخر، هو «ID2». إذ يبدو أن GRP78 يوقف ID2 عن أداء وظيفته المعتادة، والتي تحد من نشاط الجينات المشاركة في هجرة الخلايا، بما في ذلك EGFR.

وفي حين أن كل هذا قد يبدو تقنيًا للغاية؛ إلّا انه بمجرد أن يفهم العلماء كيفية عمل بروتينات مثل GRP78 فيما يتعلق بنقائل السرطان يمكنهم البدء في التفكير بطرق للسيطرة عليه؛ فمن خلال منع GRP78 من التحرك أو منع ID2، على سبيل المثال، قد نتمكن من منع الخلايا السرطانية من الانتشار. لكن سيتطلب الوصول إلى هذه المرحلة مزيدًا من البحث.

إلّا انه من المهم إجراء الاكتشافات بشكل منتظم عندما يتعلق الأمر بنمو الخلايا السرطانية؛ سواء كانت هذه هي الطريقة التي تدخل بها الى الدم أو تنتشر للعظام. حسب لي، التي تؤكد «هذا مفهوم جديد. فالبروتين نفسه هو الجندي الذي يقوم بالمهمة، لكننا الآن نعتقد أن الأمر لا يتعلق بالجندي فقط، ولكن أيضًا بالمكان الذي ينتشر فيه الجندي».

إزالة الكروموسومات الزائدة في الخلايا السرطانية يمنع نمو الأورام الخبيثة

تحتوي العديد من الخلايا السرطانية على عدد كبير جداً من الكروموسومات التي لها دور في تعزيز السرطان. ويمكن إعاقة نمو الورم في الخلايا السرطانية عن طريق القضاء على الكروموسومات الزائدة، وفقاً لدراسة حديثة. فقد وجد الباحثون أن هذه الكروموسومات الإضافية تلعب دوراً حيوياً في دعم نمو الأورام، لذا يمكن أن يؤدي استهدافها وإزالتها إلى منع تكون الأورام. ويقدم هذا الاكتشاف نهجاً جديداً واعداً لعلاج السرطان عن طريق القضاء الانتقائي على هذه الكروموسومات غير الطبيعية

لغز الكروموسومات الزائدة

ظل دور الكروموسومات الزائدة في السرطان لغزاً قديماً مع عدم اليقين بشأن ما إذا كانت هي التي تسبب السرطان أم أنها نتيجة له. ومع ذلك فإن دراسة حديثة نشرت في مجلة «ساينس» في 6 يوليو (تموز) الحالي 2023 بقيادة جيسون شيلتزر الأستاذ المساعد للجراحة في كلية الطب بجامعة ييل في الولايات المتحدة تلقي الضوء على هذا السؤال باستخدام تقنية هندسة الجينات المعروفة باسم كريسبر CRISPR لتحرير وقص الجينات -وهي إحدى تقنيات الهندسة الوراثية في البيولوجيا الجزيئية التي يمكن من خلالها تعديل جينومات الكائنات الحية.

وطوَّر الباحثون في الدراسة نهجاً جديداً لإزالة الكروموسومات بأكملها من الخلايا السرطانية ونجحوا في استهداف اختلال الصيغة الصبغية نتيجة وجود عدد غير طبيعي من الكروموسومات في الخلية aneuploidy، في ثلاثة أنواع من السرطانات هي سرطان الجلد والمعدة والمبيض باستخدام طريقتهم المبتكرة المسماة «استعادة الاضطرابات في الخلايا غير الصبغية باستخدام كريسبر» Disomy in Aneuploid cells CRISPR Restoring Targeting (ReDACT).

تقنية «كريسبر» للتحرير والقصّ الجيني

نهج جديد لإزالة الكروموسومات بأكملها من الخلايا السرطانية، في ثلاثة أنواع من السرطانات: سرطان الجلد وسرطان المعدة وسرطان المبيض

وركزت الدراسة بشكل خاص على إزالة نسخة ثالثة غير طبيعية من الجزء الممتد (الذراع q) من الكروموسوم 1 الذي كثيراً ما يُلاحظ في أنواع السرطان المختلفة المرتبطة بتطور المرض، وغالباً ما يحدث مبكراً في تطور السرطان. ومن اللافت للنظر أن القضاء على اختلال الصيغة الصبغية من جينومات هذه الخلايا السرطانية باستخدام استعادة الاضطرابات في الخلايا أضرَّ بشكل كبير بقدرتها الخبيثة وفقدانها القدرة على تكوين الأورام.

«إدمان الاختلال»

بناءً على تلك النتائج طرح الباحثون مفهوم «إدمان اختلال الصيغة الصبغية» aneuploidy addiction في الخلايا السرطانية مقارنة بالاكتشاف السابق لـ «إدمان الجينات الورمية» oncogene addiction مما يدل على أن القضاء على الجينات المسرطنة يعطل قدرات تكوين الأورام السرطانية.

وعندما درسوا دور نسخة إضافية من الكروموسوم q 1 في تعزيز السرطان وجدوا أن الجينات ذات التمثيل الزائد على ثلاثة كروموسومات بدلاً من الاثنين النموذجيين، تحفز نمو الخلايا السرطانية وقد كشف هذا الإفراط في التعبير الجيني عن ثغرة يمكن استهدافها في السرطانات التي تعاني من اختلال الصيغة الصبغية وعند استخدام «كريسبر» مرة أخرى أظهر العلماء أن الأنواع الأخرى من اختلال الصيغة الصبغية كانت أيضاً موجودة وقد اكتسبت الخلايا السرطانية التي تحتوي على أذرع إضافية من الكروموسومات 7 أو 8 زيادة في النمو أيضاً.

ومع ذلك، فإن اختلال الصيغة الصبغية للكروموسوم 1 يوفر فائدة أكبر وكانت الخلايا السرطانية «مدمنة» على هذا التغيير الذي كان ضرورياً للنمو السريع. وقد يكون هذا الإدمان على اختلال الصيغة الصبغية نقطة ضعف، إذ يحمل الذراع الأكبر للكروموسوم جيناً واحداً يمكن لبروتينه تنشيط بعض الأدوية، وإن الخلايا المختلة الصبغية تمتلك نسخة ثالثة من الجين لذا يجب أن تولد المزيد من الخلايا النشطة.

أدوية تجريبية

وعندما اختبر الباحثون اثنين من الأدوية على الخلايا السرطانية وجدوا أن الجزيئات تقتل نسبة أكبر من الخلايا التي كانت مختلة الصيغة الصبغية للذراع الطويلة للكروموسوم 1 حيث يستخدم أحد هذه الأدوية الآن في التجارب السريرية كعلاج للسرطان. وسيعمل بشكل أفضل مع المرضى الذين يعانون من اختلال الصيغة الصبغية للكروموسوم 1 في أورامهم كما يقول الباحثون.

من ناحية أخرى، يحذر عالم بيولوجيا السرطان وأخصائي علم الأمراض جينسونغ ليو من مركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس في الولايات المتحدة من أن اختلال الصيغة الصبغية هو مجرد واحد من الخلط الجينومي في الخلايا السرطانية ويضيف أن الخلايا السرطانية غالباً ما تكتسب مجموعات كاملة من الكروموسومات، وليس الكروموسومات الفردية فقط مما يؤدي إلى أعداد غير طبيعية من جميع الكروموسومات الـ23. ويضيف أن الباحثين «فقدوا شيئاً أساسياً» بالتركيز على اختلال الصيغة الصبغية، وأن استهداف اختلال الصيغة الصبغية قد لا يكون فعالاً نظراً للتغيرات الجينية العديدة في الخلايا السرطانية.

هل اقترب جهاز المناعة من إيجاد الخلايا السرطانية وتدميرها؟

اكتشف علماء من الجامعة الوطنية الأسترالية ومركز «بيتر ماك كالوم» للسرطان، أن أحد الجينات المناعية، ويسمى «مينين»، يُساهم في تعطيل جينات معينة في الخلايا السرطانية.
ويمكن للخلايا السرطانية إيقاف بعض الجينات المناعية وإبقاءها في حالة سبات، مما يساعد تلك الخلايا على الهروب من الجهاز المناعي للجسم؛ إذ تصبح غير مرئية بالنسبة له، وبذلك تنمو الخلايا وتصبح أكثر عدوانية.
ومن خلال استهداف الجين «مينين» باستخدام العلاجات الدوائية، يعتقد الباحثون أنه يمكنهم إعادة تنشيط الجينات المعطلة، مما يجعل الخلايا السرطانية مرئية مرة أخرى، ويسمح لجهاز المناعة بالبحث عنها وتدميرها.
وقد تؤدي النتائج، التي نُشرت أول من أمس في دورية «نيتشر سيل بيولوجي»، إلى علاجات جديدة وأكثر فاعلية للسرطان.
ويقول مارك داوسون، من مركز «بيتر ماك كالوم» للسرطان، في تقرير نشرته الجامعة الوطنية الأسترالية، بالتزامن مع نشر الدراسة، إن النتائج تساعد العلماء على معرفة المزيد حول كيفية عمل الخلايا السرطانية.
ويضيف داوسون، أن «ما كشفه البحث له آثار كبيرة على العديد من المجالات، لا سيما مع الحاجة إلى فهم كيفية اتخاذ الخلايا للقرارات وتغيير الطريقة التي تتصرف بها، من أجل إيجاد طرق جديدة لعلاج السرطان».
ومن جانبها، تقول ماريان بور، الباحثة المشاركة بالدراسة، إنه «من خلال حذف (مينين)، يمكن تشغيل الجينات المناعية، وهو أمر ضروري لمساعدة جهاز المناعة على اكتشاف الخلايا السرطانية وقتلها».
وتضيف بور، أن «الأهم من ذلك، تم تطوير عقاقير معينة تُثبط (مينين)، ويتم اختبارها حالياً في التجارب السريرية لأشكال معينة من سرطان الدم، غير أن النتائج التي كشفها البحث توسع الاستخدامات السريرية المحتملة لهذه الأدوية؛ إذ تظهر إمكانية استخدام مثبطات (مينين) مع العلاجات الأخرى الموجودة لتعزيز قتل سرطان الغدد الليمفاوية، وخلايا سرطان الرئة في المختبر». وأعربت عن اعتقادها بإمكانية أن تكون هذه الأدوية «فعالة» في علاج أنواع أخرى من السرطان.

دراسة: العلاج بالضوء يمكن أن يساعد في قتل الخلايا السرطانية

اجتمع خبراء من مختلف المجالات بمن فيهم جراحو أعصاب وعلماء مناعة وعلماء أحياء لتطوير علاج جديد للسرطان يسمى العلاج المناعي الضوئي. وهذا العلاج بالضوء هو تقدم كبير في علاج السرطان. كما ادعى الخبراء المشاركون في هذه الدراسة؛ إذ يمكن لهذا العلاج أن يستهدف الخلايا السرطانية ويقتلها.
ويستخدم العلاج الجديد الضوء ويسلطه على الخلايا السرطانية المجهرية لتدميرها لاحقًا، وذلك وفق ما نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

العلاج المناعي الضوئي
يوجد حاليًا أربعة أنواع من علاج السرطان؛ هي العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والجراحة والعلاج المناعي. ومن المتوقع أن يكون العلاج المناعي الضوئي خامس علاج رئيسي وفعال للغاية.

كيف يعمل هذا العلاج؟
أجريت هذه التجربة التي قادها معهد أبحاث السرطان بلندن على فئران مصابة بسرطان الدماغ بالورم الأرومي الدبقي. وقد أضاء العلاج الضوئي حتى الخلايا السرطانية المجهرية التي أزالها الجراحون لاحقًا أثناء الجراحة.

استخدام الضوء لعلاج السرطان
باستخدام هذا العلاج، يمكن للجراحين رؤية الخلايا السرطانية المجهرية متوهجة في الظلام وإزالتها. حيث يتم قتل الخلايا المتبقية بعد الجراحة ما يجعل طريقة العلاج هذه أكثر فعالية من العلاجات الأخرى الموجودة.
بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على هذا أيضًا لتوليد استجابة مناعية يمكنها بناء المناعة واستهداف الخلايا السرطانية في المستقبل. وباختصار، يمكن لهذا العلاج أن يمنع تكرار الإصابة بالسرطان.
وأوضحت الدكتورة غابرييلا كرامر ماريك قائدة هذه الدراسة، أنه نظرًا لموقع الأورام، يمكن أن تكون الجراحة صعبة في بعض الأحيان خاصة بالنسبة لسرطان الدماغ. لذلك، يُنظر إلى هذا العلاج على أنه اختراق في علاج السرطان ومنع تكراره.
واستخدم الباحثون مزيجًا من البروتين وعلامة الفلورسنت وضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة لإضاءة الخلايا السرطانية في سرطان الورم الأرومي الدبقي. وأدى هذا المزيج إلى زيادة وضوح الخلايا السرطانية أثناء الجراحة ما ساعد الأطباء على إزالتها. حاليًا تم اختبار هذا العلاج لسرطان الدماغ، ويتوقع الأطباء أن يكون مفيدًا لعلاج السرطانات الأخرى الموجودة في الأجزاء الصعبة مثل الرقبة والرأس. ويمكن أن تساعد المزيد من الأبحاث حول هذا في علاج الأورام والسرطانات العدوانية الأخرى دون الإضرار بأجزاء أخرى من الجسم، والتي كانت عامل خطر في العمليات الجراحية الأخرى بالإضافة إلى العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي الذي يفترض أنه يترك آثارًا جانبية.
والسبب الآخر لاختيار هذا النهج من العلاج هو لكون العلاج المناعي الضوئي مفيدا. فمن الممكن أن يرتد سرطان الدماغ (الورم الأرومي الدبقي) بقوة ما قد يصبح قاتلاً للمريض. لذا، فإن هذا العلاج بالضوء هو في الواقع بصيص أمل لمثل هؤلاء المرضى في أن يتلقوا العلاج ويعيشوا طويلاً.

ما العلاقة بين السمنة والأورام؟

حذرت أخصائية الغدد الصماء خبيرة التغذية الروسية الدكتورة أوكسانا ميخاليفا من أن السمنة مرتبطة بصورة خاصة ببعض انواع السرطان. حيث تعد السمنة التي أصبحت حاليا وباء غير معد، من أسباب تطور العديد من الأمراض المزمنة ذات أهمية اجتماعية مع ارتفاع خطر الوفاة المبكرة.

وتقول ميخاليفا «تسبب السمنة تغيرات كارثية في الصحة. وكقاعدة عامة، يتم دمجها تحت اسم متلازمة التمثيل الغذائي. وأن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يصابون بارتفاع ضغط الدم الشرياني وزيادة نسبة الكوليسترول، ما يؤدي إلى تراكم اللويحات المسببة لتصلب الشرايين، ويختل امتصاص الخلايا للغلوكوز، الأمر الذي يؤدي فيما بعد للإصابة بالنوع الثاني من داء السكري». وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن صحيفة «إزفيستيا» المحلية.

وتوضح الخبيرة أنه «بالاضافة الى ذلك تحفز السمنة تطور بعض أنواع السرطان مثل سرطان الكبد والجهاز التناسلي النسائي والثدي والأمعاء. كما أن الدهن الزائد يتراكم في الأعضاء الداخلية كالبنكرياس والكبد وكيس الصفراء والكلى، وعلى هذه الخلفية يمكن أن يتطور التهاب الكبد الدهني والتليف وتشمع الكبد ونشوء حصى في كيس الصفراء وانخفاض وظائف الكلى. كما تؤثر السمنة كثيرا في الجهاز العضلي الحركي للجسم وتسبب تآكل المفاصل»، وفق قولها.

وتتابع الخبيرة أن السمنة «قد تؤدي لمشكلات إنجابية أيضا مثل اضطراب الدورة الشهرية لدى النساء والعقم وعند الرجال إلى ضعف الانتصاب وانخفاض مستوى التستوستيرون».

من جانبه، وصف جراح وأخصائي الأورام الروسي الدكتور مارك غادزيان الدهون «بالقاتل الرئيسي لجسم الإنسان». قائلا «يمكن أن يصبح الوزن الزائد سببا للإصابة بالنوع الثاني من داء السكري وارتفاع مستوى ضغط الدم وأمراض القلب وتصلب الشرايين والنقرس والانزلاق الغضروفي وسرطان القولون».

وحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية «فان السمنة تقصّر في المتوسط العمر بمقدار 10 سنوات. وان فقدان كل ثلاثة كيلوغرامات من الوزن بعد عمر 60 عاما يزيد متوسط عمر الإنسان المتوقع بمقدار عام واحد». مشددا على ضرورة «مراقبة محيط الخصر ومؤشر كتلة الجسم».

وتابع غادزيان «بالنسبة للرجال، إذا كان محيط الخصر أكثر من 94 سنتيمترا يعتبر مشكلة وإذا كان أكثر من 102 سنتيمتر فهو مشكلة كبيرة. وإذا كان مؤشر كتلة الجسم 25-30 كلغم على الطول بالمتر المربع فيشير إلى مشكلة الوزن الزائد. أما إذا كان أكثر فيشير إلى مشكلة السمنة».

كيف تؤثر مضادات السمنة على صناعة الغذاء العالمية؟

أفادت مؤسسة «مورغان ستانلي» الأميركية المالية بأن زيادة تناول العقاقير المضادة للسمنة قد تكون لها «تأثيرات طويلة المدى» على صناعة الغذاء، حيث إن البشر يأكلون أقلّ و«يتجنبون» الخيارات غير الصحية، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وقال البنك الاستثماري إن «أدوية خسارة الوزن الحديثة التي تعمل على سد الشهية تغيِّر الطريقة التي تُعالَج بها السمنة»، في حين اكتسبت الصناعة «مكانة رائدة ومُربحة»، على مدار العام الماضي.

ويمكن أن تتضرر بشدة صناعة الغذاء التي تتأثر بالأسعار، في حين يتسع استخدام العقاقير. وتضرَّر القطاع جراء التضخم على مدار العامين الماضيين، ليستفيد جزئياً من ارتفاع الأسعار في متاجر البقالة، لكنه شهد أيضاً انكماش الهوامش، على الجانب الآخر، بارتفاع التكاليف، مثل الوقود والنقل والعمالة.

وقالت باميلا كاوفمان، محللة التبغ والأغذية المغلفة في «مورغان ستانلي»، إن مضادات السمنة يمكن أن تخفض المبيعات، «خصوصاً للأغذية غير الصحية والخيارات عالية الدهون والحلوة والمالحة».

وفي حال لم يحدث تغيير، فإن السمنة يمكن أن تقلّص 4 تريليونات دولار، وهو إجمالي الناتج المحلي الألماني نفسه تقريباً، من الناتج الاقتصادي العالمي بحلول 2035، مع الأخذ في الاعتبار تكاليف الرعاية الصحية والإجازات المَرضية من العمل، وانخفاض الإنتاجية.

وفي تقييم آخر لصناعة العقاقير المضادة للسمنة صدر مؤخراً، تكهنت مؤسسة «غولدمان ساكس» بأنها يمكن أن «تحول حالة الرعاية الصحية» في الولايات المتحدة، حيث إن أربعة بين كل عشرة أشخاص يعانون من السمنة.

وتعمل العقاقير «عن طريق تقليل الشهية، وهو ما يمكن أن يقلل، بدوره، تناول السعرات الحرارية بواقع 20 إلى 30 في المائة يومياً»، وفقاً لما قالته مؤسسة «مورغان ستانلي»، التي وجدت، في استطلاع للمستخدمين، أن الأشخاص يقللون تناول السكر والدهون، وهي النتائج التي من المرجح أن يكون لها تأثير على ما تخزِّنه شركات التجزئة الغذائية وبأية كميات.

وكانت الإصدارات السابقة من العقاقير باهظة الثمن، ولم تسفر عن تخلي شركات التأمين الصحي الأميركية عن رفضها تغطية الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، لكن هذا قد يكون على وشك التغيير، في حال قللت أحدث العقاقير بدورها حالات الإصابة بالأمراض التي تسبِّب الوفاة.

دراسة: بنية الدماغ لدى مرضى السمنة تختلف عن غيرهم

توصلت دراسة جديدة إلى أن أدمغة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والوزن الزائد، بها مراكز مختلفة للتحكم في الشهية، مقارنة بأدمغة الأشخاص ذوي الوزن المنخفض.

ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تضيف مزيداً من الأدلة على الدور الذي تلعبه بنية الدماغ في التحكم بالوزن واستهلاك الطعام، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية.

واستخدم فريق الدراسة الجديدة خوارزمية تم تطويرها باستخدام التعلم الآلي، لتحليل عمليات مسح الدماغ المأخوذة من 1351 من الشباب ذوي الأوزان المختلفة.

وبحث الفريق التابع لجامعة كامبريدج عن الاختلافات في منطقة ما تحت المهاد، وهي منطقة صغيرة من الدماغ بحجم حبة اللوز، أكدت الأبحاث السابقة أنها تلعب دوراً مهماً في التحكم بالشهية والوزن.

ووفقاً للنتائج، كان الحجم الإجمالي لمنطقة ما تحت المهاد أكبر بشكل ملحوظ في مجموعات الشباب الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة.

عالم يفحص تصويراً بالرنين المغناطيسي لمخ أحد الأشخاص (رويترز)

وكانت الاختلافات أكثر وضوحاً في تلك المناطق الفرعية من منطقة ما تحت المهاد التي تتحكم في الشهية، من خلال إفراز الهرمونات التي تزيد من الشعور بالجوع.

ولفت الفريق إلى أن هذا الاختلاف الذي يحدث في هذه المنطقة من الدماغ، قد ينتج عن تعرضها للالتهاب نتيجة زيادة تناول الأطعمة الغنية بالدهون.

يذكر أن السمنة المفرطة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، مثل مرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان.

ويحذر «الاتحاد العالمي للسمنة» من أن أكثر من نصف سكان العالم سيصنَّفون على أنهم يعانون من السمنة أو زيادة الوزن بحلول عام 2035، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات مناسبة للتصدي لهذه الأزمة.

ومن المتوقَّع أن تشهد البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في أفريقيا وآسيا أكبر الارتفاعات.