ابتكار مذهل... شرائط اختبار دقيقة تكتشف الأمراض مباشرة !

ابتكار مذهل... شرائط اختبار دقيقة تكتشف الأمراض مباشرة !
TT

ابتكار مذهل... شرائط اختبار دقيقة تكتشف الأمراض مباشرة !

ابتكار مذهل... شرائط اختبار دقيقة تكتشف الأمراض مباشرة !

للتخلص من الطوابير الطويلة لإجراء اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) المعملية ثم الانتظار لمدة يومين لمعرفة الإصابة بكوفيد-19 أم لا، إضافة إلى الإزعاج الكبير المتمثل بالخدمات اللوجستية الكبيرة المكلفة اللازمة لمثل هذه الاختبارات المعملية وأوقاتها الطويلة، قام فريق من مهندسي الطب الحيوي بجامعة «نيو ساوث ويلز» بسيدني ومعهد جارفان للأبحاث الطبية، بتطوير تقنية جديدة تقدم شرائط اختبار دقيقة تمامًا مثل اختبارات (PCR) المعملية، ولكنها توفر اكتشافًا سريعًا للأمراض على الفور. وذلك وفق ما نقل موقع «ميديكال إكسبريس» عن مجلة «Nature Communications» العلمية المرموقة التي نشرت البحث.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال الباحث البارز البروفيسور إيوا جولديز بكلية الدراسات العليا للهندسة الطبية الحيوية بالجامعة «إن التكنولوجيا الجديدة تشبه وجود PCR في جيبك. إنها تفتح إمكانيات التشخيص الطبي الحيوي والبيئي وكذلك في صناعة الأغذية والزراعة وإدارة السلامة الحيوية». مضيفا «لا يمكننا فقط اكتشاف تسلسلات جينية محددة في عينة بسهولة؛ بل على عكس تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، يمكننا القيام بذلك في درجة حرارة الغرفة باستخدام شريط اختبار يشبه تمامًا اختبار RAT-COVID المعروف». مبينا «لذلك، لا مزيد من الانتظار لإجراء اختبار PCR في المستقبل. كما أن التكلفة منخفضة جدًا وحاليًا أقل من بضعة دولارات لكل اختبار».

من جانبه، قال مؤلف الدراسة الدكتور فاي دينغ «ان شرائط الاختبار الجديدة يمكن أن تسرع الاستجابة السريعة لمسببات الأمراض الناشئة مثل الأمراض الجلدية العقدية التي ينقلها البعوض، أو تكشف عن النقاط الساخنة لمقاومة المضادات الحيوية أو تساعد في البحث عن الأنواع الحيوانية المهددة بالانقراض». وتابع «قد يؤدي هذا إلى إحداث تحول في مكافحة العدوى البشرية والحيوانية، فضلاً عن جهود الحجر الصحي والحفاظ على التنوع البيولوجي». مرجحا «نعتقد أننا أنشأنا معيارًا جديدًا في الاستشعار الحيوي؛ حيث سيكون من الممكن إجراء اختباراتنا المستندة إلى الجينات في أي مكان وفي أي وقت وبواسطة أي شخص تقريبًا». وفق قوله.

ويقول المؤلف المشارك الدكتور يي لي إنه من أجل رفع شرائط الاختبار الجديدة إلى معايير تفاعل البوليميراز المتسلسل، قام الفريق أولاً بصنع دوائر نانوية صغيرة من الحمض النووي تحتوي على تسلسل قصير من الحمض النووي المستهدف، مثل فيروس كوفيد.

ويبلغ حجم كل دائرة نانوية حوالى 2 نانومتر فقط؛ وهي صغيرة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها بواسطة أي مجهر. مؤكدا «أطلقنا العنان لسلسلة ضخمة من الأهداف المزيفة التي يسهل اكتشافها باستخدام شرائط الاختبار، حتى لو كان هناك عدد قليل فقط من جزيئات الهدف الجيني الأصلي». وتم توضيح الطريقة من خلال عينات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وبكتيريا الملوية البوابية المسببة لقرحة المعدة.

ونوه جولديز بأن استجابة الصناعة لابتكار الفريق كانت إيجابية للغاية «فلقد بدأ بالفعل النشر الصناعي والسريري لتقنيتنا في الصناعة الأسترالية، بهدف الحفاظ على التصنيع في الداخل. وسنبني على البنية التحتية الصناعية الناشئة لإنتاج لقاح الحمض النووي الريبوزي». مؤكدا «أن بعض تطبيقات طريقة الاستشعار الحيوي الجديدة يمكن أن تكون في مجال الأمن الحيوي، حيث يمكن لشرائط الاختبار اكتشاف الأنواع البحرية الغازية المحتملة؛ إضافة للعلوم البيئية؛ حيث يمكن أن يشير اختبار الحمض النووي للعينات البيئية لوجود أو عدم وجود نوع معين مهدد بالانقراض. ولا ننسى الاستخدام المثير لشرائط الاستشعار الحيوي للكشف عن الخلايا السرطانية».

ويخلص جولديز الى القول «في دراستنا المنشورة، تمكنا أيضًا من اكتشاف الطفرات السرطانية بعينات المرضى في بيئة سريرية. ونأمل أن يفتح هذا الطريق نحو المراقبة الشاملة للمرضى الذين يخضعون لعلاجات السرطان».


مقالات ذات صلة

ما مقدار النوم المناسب لصحتنا كل يوم؟

صحتك الحصول على قسط قليل جداً من النوم يمكن أن يسبب تأثيرات سلبية كثيرة (أرشيفية - رويترز)

ما مقدار النوم المناسب لصحتنا كل يوم؟

من المعروف أن النوم له فوائد صحية مذهلة ولكن ما مقدار النوم الذي يعد أكثر من اللازم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جهاز قياس ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)

كم ساعة تحتاجها أسبوعياً في التدريب لتحمي نفسك من «القاتل الصامت»؟

قالت دراسة جديدة إن الحفاظ على النشاط البدني أثناء مرحلة الشباب بمستويات أعلى من الموصى بها سابقاً قد يكون مهماً بشكل خاص لمنع ارتفاع ضغط الدم

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك كوب من القهوة وكابتشينو في متجر في بوغوتا - كولومبيا (أرشيفية - رويترز)

دراسة تحذر من الإفراط في القهوة... ومفاجأة عن «الشاي بالحليب»

أشارت دراسة جديدة إلى أن تناول المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة، وأكثر من أربعة أكواب من القهوة يومياً قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
علوم سيتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب الأسبوع المقبل (رويترز)

إعلان الجوائز الأسبوع المقبل... 4 اكتشافات «مذهلة» كانت تستحق «نوبل» ولم تفز بها

سيتم تسليط الضوء على أفضل العقول في مجال العلوم الأسبوع المقبل عندما يتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

أشاد الأطباء بنتائج التجارب «المذهلة» التي أظهرت أن تركيبة دوائية جديدة أوقفت تقدم سرطان الرئة لوقت أطول بـ40 في المائة من العلاج التقليدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة تحذر من الإفراط في القهوة... ومفاجأة عن «الشاي بالحليب»

كوب من القهوة وكابتشينو في متجر في بوغوتا - كولومبيا (أرشيفية - رويترز)
كوب من القهوة وكابتشينو في متجر في بوغوتا - كولومبيا (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة تحذر من الإفراط في القهوة... ومفاجأة عن «الشاي بالحليب»

كوب من القهوة وكابتشينو في متجر في بوغوتا - كولومبيا (أرشيفية - رويترز)
كوب من القهوة وكابتشينو في متجر في بوغوتا - كولومبيا (أرشيفية - رويترز)

أشارت دراسة جديدة إلى أن تناول المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة، وأكثر من أربعة أكواب من القهوة يومياً قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

واستندت الدراسة إلى دراسة أخرى بارزة تمت في عام 2017، والتي أجريت في 32 دولة على نحو 27 ألف فرد، إذ سعت الدراسة الأولى إلى تحديد أهمية عوامل الخطر القابلة للتعديل المحتملة للسكتة الدماغية في مناطق مختلفة من العالم.

وأجريت التحليلات الحالية لبيانات الدراسة التي عُرفت باسم «إنترستروك» بشكل تعاوني من قبل باحثين في جامعة ماكماستر في أونتاريو بكندا وجامعة جالواي في آيرلندا.

وتباينت المخاطر المرتبطة بالمشروبات إلى حدٍ ما، اعتماداً على الموقع الجغرافي والسكان في التحليلات الجديدة.

وهذه أبرز النتائج وفقاً للتحليلات:

* ارتبطت المشروبات الغازية، سواء المحلاة بالسكر أو المحلاة صناعياً، مثل المشروبات الغازية، بزيادة احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية الأولى أو السكتة الدماغية النزفية القلبية بنسبة 22 في المائة. وكان هذا الارتباط أقوى في أفريقيا وأوروبا الشرقية والوسطى والشرق الأوسط وأميركا الجنوبية.

* يزيد عصير الفاكهة والمشروبات الغازية من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية القلبية بنسبة 37 في المائة، حيث تكون النساء أكثر عرضة للخطر من الرجال. ويضاعف تناول مشروبين من هذا القبيل يومياً هذا الخطر ثلاث مرات. ويقترح الباحثون أن هذا قد يكون بسبب السكر والمكونات الأخرى المضافة إلى المشروبات التي تعتمد على الفاكهة والتي تطغى على خصائصها الصحية.

* يزيد شرب أكثر من أربعة أكواب من القهوة يومياً من احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية الأولى بنسبة 37 في المائة.

* لم يرتبط الاستهلاك اليومي المعتدل للقهوة - أقل من أربعة أكواب - بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

* وجدت التحليلات الجديدة أن الشاي له تأثير وقائي ضد السكتات الدماغية في أميركا الجنوبية والصين، لكنه ارتبط بزيادة احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية في جنوب آسيا.

* ووجد الباحثون أيضاً أن شرب أكثر من سبعة أكواب (56 أونصة) من الماء يومياً يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 18في المائة.

المشروبات الغازية والمحلات الصناعية

وعدَّ موقع «ميديكال نيوز توداي» أن الاستنتاج بأن المشروبات الغازية قد لا تكون صحية ليس مفاجئاً بشكل خاص، وفي هذا الصدد يقول كريستوفر يي، وهو جراح الأوعية الدموية المعتمد في مركز ميموريال أورانغ كوست الطبي في فاونتن فالي، بكاليفورنيا: «يمكن أن يساهم ارتفاع نسبة السكر في المشروبات الغازية العادية في السمنة ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وكلها عوامل خطر رئيسية للسكتة الدماغية».

وقال يي، الذي لم يشارك في البحث: «وبالمثل، يمكن أن تتسبب إضافات السكر في مشروبات الفاكهة في ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم والإنسولين، مما قد يعزز الالتهاب وخلل وظائف البطانة، مما يزيد من خطر السكتة الدماغية».

أما بالنسبة للمشروبات المحلاة صناعياً، فقد لاحظت الدكتورة جين مورغان أنه «يمكن أن تؤثر السكريات الصناعية سلباً على صحة الأوعية الدموية ووظائف الأوعية الدموية، بل وتساهم حتى في الالتهاب، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».

وتتابع مورغان: «كانت هناك العديد من الدراسات التي تدعم هذا الاكتشاف، بما في ذلك دراسة في عام 2019 وجدت أن الأشخاص الذين تناولوا مشروبين أو أكثر محلى صناعياً يومياً كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية من أولئك الذين تناولوا أقل أو لم يتناولوا أياً من تلك المشروبات يومياً».

القهوة والشاي والماء... والحليب

ويقول يي عن شرب القهوة: «كما هو الحال مع معظم الأشياء التي يتم استهلاكها، فإن الاعتدال أكثر أماناً من الإفراط».

في حين أن الكافيين الموجود في القهوة يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، فإن القهوة تحتوي أيضاً على البوليفينول المفيد، ويقول يي إن البوليفينول «له خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة التي يمكن أن تقلل من تصلب الشرايين وتحسن وظائف الأوعية الدموية».

ويقول مورغان: «بيانات القهوة في كل مكان. لكن بيانات الشاي أكثر قابلية للتكرار ومتسقة. على وجه التحديد، ثبت أن الشاي الأخضر والأسود يقللان من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».

في المناطق التي وجد فيها أن الشاي يقلل من المخاطر، كان للشاي المختلف تأثيرات مختلفة قليلاً، إذ وجد التحليل أن من ثلاثة إلى أربعة أكواب من الشاي الأسود يومياً يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 29 في المائة، كما أن نفس عدد أكواب الشاي الأخضر خفض من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 27 في المائة.

وتوضح مورغان: «يعتقد أن هذا التأثير يرجع إلى الكمية الغنية من مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي. يمكن أن تقلل الكاتيكين والإبيكاتشين من الالتهاب في الأوعية الدموية، مما يقلل من الضرر التأكسدي الذي يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».

وتابعت الطبيبة: «كما ارتبط الشاي بانخفاض ضغط الدم وتحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».

أشارت البيانات في الدراسة أيضاً إلى أن إضافة الحليب إلى الشاي قلل من تأثيره المفيد ضد السكتة الدماغية، ربما بسبب تثبيطه لتأثيرات مضادات الأكسدة.

شرحت مورغان دور الماء في الحد من الجفاف، وهو عامل خطر كبير للسكتة الدماغية، ويتابع: «يتسبب الجفاف في زيادة لزوجة الدم مما يزيد من احتمالية تجلطه. كما يتدفق الدم الرقيق بسهولة أكبر إلى جميع مناطق الجسم، بما في ذلك الدماغ، مما يوفر الحماية من الجلطات والسكتة الدماغية. يمكن أن يؤدي الجفاف أيضاً إلى ارتفاع ضغط الدم حيث يكافح الجسم لتنظيم ضغط الدم».

وأضافت مورغان: «ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر كبير للسكتة الدماغية. حجم الدم الجيد ضروري لتنظيم ضغط الدم».