غبار الذهب قد يكون الدواء الناجع لمرض باركنسون!؟

غبار الذهب قد يكون الدواء الناجع لمرض باركنسون!؟
TT

غبار الذهب قد يكون الدواء الناجع لمرض باركنسون!؟

غبار الذهب قد يكون الدواء الناجع لمرض باركنسون!؟

يحقق العلماء فيما إذا كان الدواء الفموي المرشوش بجزيئات الذهب النانوية يمكن أن يعالج يومًا ما الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض باركنسون والتصلب المتعدد.

وقد أظهر الدواء التجريبي، المسمى «CNM-Au8» نجاحاً بتعزيز عملية التمثيل الغذائي في الدماغ بالمرحلة الثانية من التجارب السريرية. لكن لا تزال الأبحاث حول سلامته وفعاليته مستمرة. غير ان النتائج الأولية تبعث الأمل لدى الباحثين.

ويحتوي الدواء على جزيئات نانوية معلقة من الذهب يمكنها على ما يبدو عبور حاجز الدم في الدماغ وتحسين إمدادات الطاقة إلى الخلايا العصبية، ما يمنع تراجعها.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال طبيب الأعصاب بيتر سجويجنا من جامعة تكساس ساوث وسترن «نحن متفائلون بحذر بأننا سنكون قادرين على منع أو حتى عكس بعض الإعاقات العصبية باستخدام هذه الاستراتيجية». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن مجلة «تكنولوجيا النانو».

ومرض باركنسون والتصلب المتعدد (MS) هما من الأمراض العصبية التي تظهر عليها علامات بطء عملية التمثيل الغذائي في الدماغ. ويُعتقد أن هذا يحرم الخلايا العصبية من الطاقة اللازمة ويؤدي إلى تراكم السموم الضارة والجزيئات غير المستقرة التي تسمى (الجذور الحرة)؛ والتي يمكن أن تلحق الضرر بالخلايا.

وفي هذا الاطار، تم تصميم الدواء التجريبي، CNM-Au8، للعمل كمثبت للطاقة في الدماغ.

قد يبدو اختيار المادة مبهرجًا بلا داعٍ، لكن بلورات جزيئات الذهب النانوية تختلف تمامًا عن المعدن الأصفر الذي نحوله إلى خواتم وقلائد. ويمكن تصنيع البقع الصغيرة ذات اللون الأحمر بتكلفة زهيدة وتعديلها لدخول الخلايا بسرعة أو عبور حاجز الدم في الدماغ لتوصيل الدواء، ما يجعلها مثالية للاستخدام كأدوية.

كما يبدو أن التعديلات التي يمكن إدخالها على هذه الأدوية لا حدود لها؛ إذ ان قدرتها على علاج أمراض التنكس العصبي مثيرة، رغم أن الدراسات الحالية لا تزال محصورة في الغالب على الحيوانات.

ويعد CNM-Au8 من بين أول من وصل إلى التجارب السريرية البشرية، فقد تم تصميم هذا الدواء خصيصًا لتزويد الدماغ بإنزيم مساعد مهم لاستقلاب الطاقة وإنتاج الوقود الخلوي المسمى أدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP).

والإنزيم المساعد هو الذي يمكن أن يوجد بشكلين؛ مؤكسد (NAD+) ومخفض (NADH). ونسبة هذين الشكلين في الدماغ ضرورية للحفاظ على التوازن الأيضي؛ ففي المرضى الذين يعانون من مرض باركنسون ومرض التصلب العصبي المتعدد، تكون نسب NAD+/NADH منخفضة بشكل غير عادي وتشير إلى حالة المرض. ومع ذلك، في التجارب السريرية الأخيرة، عندما تناول 13 مريضًا مصابًا بمرض باركنسون و11 مريضًا مصابًا بمرض التصلب العصبي المتعدد CNM-Au8 يوميًا لمدة 12 أسبوعًا أو أكثر، زادت نسبة NAD+/NADH الأساسية لديهم بمعدل 10.4 في المائة. وهذا تأثير علاجي كبير نسبيًا، نظرًا لأن بعض الدراسات تقدر أن الشخص العادي يفقد حوالى 0.5 % من نسبة NAD+/NADH كل عقد.

ويقول الباحثون إن التحسن كافٍ من الناحية النظرية لعكس اتجاه الانخفاض في أمراض التنكس العصبي، وليس فقط إيقافه.

وفي دراسة استقصائية للأعراض، أبلغ المشاركون في التجربة عن درجة من «الخبرات الحركية المحسنة للحياة اليومية» أثناء تناول الدواء. لكن لا تزال كيفية تحقيق الدواء لهذا الأمر غير معروفة، غير ان الدراسات قبل السريرية على CNM-Au8 تشير إلى أن CNM-Au8 يخترق حاجز الدم في الدماغ و«يحفز زيادة في إنتاج الطاقة على شكل ATP».

جدير بالذكر، في الدراسات التي أجريت على الحيوانات، يبدو أيضًا أن CNM-Au8 يقاوم بعض علامات مرض التصلب العصبي المتعدد، مثل إزالة الضرر الذي لحق بالأغماد التي تحيط بالخلايا العصبية والسماح لها بإرسال الرسائل بشكل أكثر كفاءة.

ويخلص الباحثون الى القول «إن الفوائد المحتملة التي تظهر في المرحلة الثانية من التجارب السريرية تجعل الفريق يستعد للمرحلة الثالثة».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

آسيا طفل يضع كمامة وينتظر دوره مع أسرته داخل مستشفى في شرق الصين (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

قدمت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تطمينات بشأن فيروس «إتش إم بي في»، وهو عدوى تنفسية تنتشر في الصين، مؤكدةً أن الفيروس ليس جديداً أو خطيراً بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (جنيف - بكين)
صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

وفق تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

صحتك أكواب من الحليب النباتي بجانب المكسرات (أرشيفية - إ.ب.أ)

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)
ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)
TT

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)
ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مع الانخفاض الشديد في درجات الحرارة واشتداد موسم البرد والإنفلونزا، يلجأ كثير من الأشخاص إلى المشروبات الساخنة لتخفيف أعراض مشكلات الجهاز التنفسي.

إلا أنه في الحقيقة، ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا.

وفي هذا السياق، تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية، عن المشروب المنزلي الأمثل في هذا الشأن، مؤكدة تأثيره العميق على صحة الجهاز التنفسي.

وقالت كونيك: «هذه واحدة من وصفاتي المفضلة للمساعدة في مكافحة نزلات البرد الشتوية، وتسكين التهاب الحلق. وتتكون الوصفة من مزيج العسل والشاي الأخضر وشاي النعناع».

وأشارت إلى أن الشاي الأخضر «مليء بمضادات الأكسدة الطبيعية لدعم نظام المناعة الصحي»، ويمكن أن تساعد إضافة شاي النعناع إليه في تهدئة الجيوب الأنفية.

وأضافت أن «العسل يعمل أيضاً كمثبط طبيعي للسعال ومهدئ للحلق».

ويبحث كثير من الأشخاص بشكل مستمر عن علاجات طبيعية لنزلات البرد والإنفلونزا.

ووفقاً لما أكدته الدراسات، فإن أفضل هذه العلاجات: الشاي، والحساء، والزنجبيل، والكركم، والعسل، والتوت الأسود، وفيتامين «سي» الذي يوجد في الليمون، والبرتقال، والطماطم، والفلفل، والكرنب، والبروكلي، والسبانخ، والأناناس، والزنك الذي يوجد في اللحوم والبيض والمكسرات والبقوليات والمحار بشكل أساسي.