يعد تضخم البروستاتا الحميد (prostatic hyperplasia (BPH) من المشاكل الصحية الأكثر شيوعاً التي تصيب الرجال مع تقدم العمر. والبروستاتا هي غدة صغيرة تساعد على تكوين السائل المنوي، وتوجد تحت المثانة مباشرة، وغالباً ما يزداد حجمها مع الوقت.
وتتوفر اليوم علاجات متعددة للتضخم كالأدوية والجراحة وإجراءات أخرى للمساعدة في تخفيف آثار تضخم البروستاتا الحميد. وغالباً ما تتفاقم أعراض تضخم البروستاتا الحميد ببطء، ولكن أحياناً تبقى كما هي أو حتى تتحسن مع الوقت. ولا يحدد حجم البروستاتا دائماً مدى خطورة الأعراض، فقد تظهر لدى بعض المصابين بتضخم بسيط في البروستاتا أعراض شديدة. بينما يواجه آخرون مشاكل بسيطة، وبعضهم قد لا تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق.
ومن العلاجات المتعددة في علاج تضخم البروستاتا الحميد، يعد علاج الأكوابلايشن (aquablation therapy) الذي يتم دون شق جراحي أفضلها. إذ يستخدم ذراعاً آلية ذات كاميرا تساعد الاختصاصيين على توجيهها من خلال بث صور حية في غرفة العمليات، وتحمل الذراع الآلية أيضاً نفاثاً مائياً لإزالة أنسجة البروستاتا الزائدة بدقة شديدة.
ويرى الدكتور ريكاردو غونزاليس، اختصاصي المسالك البولية في مستشفى هيوستن ميثوديست، أن «علاج الأكوابلايشن تحديداً من أفضل العلاجات لدقته وأكثرها فعالية، إذ إن 95 في المائة من المرضى الذين يتلقون هذا العلاج لن يكونوا بحاجة للعلاج مجدداً بعد خمس سنوات من عمليتهم الأولى، مما يجعله الخيار الأمثل كعلاج دائم للرجال الذين يعانون من تضخم البروستاتا الحميد».
ويقول غونزاليس: «قدرتنا على استخدام مجرى البول كفتحة طبيعية دون الحاجة لشق جراحي للوصول إلى غدة البروستاتا، يعني أن فترة التعافي أقل بكثير مقارنة بالعمليات الجراحية التقليدية. ولأننا نستخدم روبوتات موجهة بالصور ومزودة بنفاث مائي دقيق يستخدم الماء المالح المعتدل الذي يتوافق مع التركيبة العضوية للجسم، فإننا نستطيع إزالة أنسجة البروستاتا الزائدة والمتضخمة بدقة مثلى، دون أن نسبب أي أذى لأنسجة الغدة الطبيعية والمحيطة. والأهم من ذلك، لا يشعر المريض بأي ألم حاد عند أو بعد العلاج».
ويتم العلاج بينما يكون المريض تحت التخدير في غرفة العمليات، وعادة ما يستغرق حوالي 45 دقيقة، أي ما يقرب من نصف مدة استئصال البروستاتا التقليدية. ولأن العلاج يتم في غرفة عمليات ويتضمن استخدام قسطرة بولية، يتوجب على المريض أن يقيم ليلة واحدة في المستشفى للمراقبة.
ويشرح غونزاليس أن العديد من علاجات البروستاتا الجراحية الأخرى قد تقوم بتدمير الأنسجة الزائدة باستخدام الحرارة أو مواد كيميائية قاسية، وكلتيهما يمكن أن تضر بالأنسجة المتبقية، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى الضعف الجنسي الذي قد يظهر بعد هذا النوع من العمليات. ويضيف د. غونزاليس: «يجنبنا علاج الأكوابلايشن هذه المشاكل، حيث يزيل الأنسجة الزائدة دون التأثير على قدرة المريض على التبول أو ممارسة الجنس.
كما تبلغ نسبة عدم القدرة على القذف بعد علاج الأكوابلايشن حوالي 10 في المائة فقط، بينما تتراوح هذه النسبة بين 30 في المائة و100 في المائة مع الأساليب الجراحية الأخرى لعلاج تضخم البروستاتا الحميد».
ويوضح غونزاليس أن أغلب المرضى غالباً ما يغادرون صباح اليوم التالي من بعد العملية، وأن معظم الرجال الذين عالجهم غالباً ما يعودون إلى رويتنهم اليومي في فترة أقل من المتوقع. ويوصي د. غونزاليس المرضى بعدم رفع أكثر من 4.5 كغ في اليد الواحدة خلال أول أسبوعين بعد العملية.