التأمل يحارب التوتر ويؤخر الشيخوخة

التأمل التجاوزي يهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والهدوء الذهني (جامعة ديوك الأميركية)
التأمل التجاوزي يهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والهدوء الذهني (جامعة ديوك الأميركية)
TT

التأمل يحارب التوتر ويؤخر الشيخوخة

التأمل التجاوزي يهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والهدوء الذهني (جامعة ديوك الأميركية)
التأمل التجاوزي يهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والهدوء الذهني (جامعة ديوك الأميركية)

كشفت دراسة ألمانية أن الأفراد الذين يمارسون تقنيات التأمل التجاوزي على المدى الطويل يظهرون مؤشرات بيولوجية إيجابية، تدل على تباطؤ الشيخوخة وانخفاض مستويات التوتر.

وأوضح الباحثون من جامعة زيغن الألمانية أن هذه النتائج تُضاف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تدعم دور التأمل في تحسين الصحة العامة، وتقليل مخاطر الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل الأمراض القلبية والنفسية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Biomolecules).

والتأمل التجاوزي هو تقنية تأملية بسيطة وفعَّالة تهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والهدوء الذهني، من خلال ترديد كلمة بشكل صامت، مما يساعد العقل على تجاوز الأفكار السطحية والوصول إلى حالة من الوعي والصفاء الذهني دون مجهود.

ويتميز التأمل التجاوزي عن أساليب التأمل الأخرى -مثل التركيز على التنفس أو الوعي الذهني- بأنه لا يتطلب تركيزاً شديداً أو تحكماً في التفكير؛ بل يعتمد على الاسترخاء الطبيعي للعقل. وتُمارس هذه التقنية مرتين يومياً لمدة 20 دقيقة؛ حيث يجلس الشخص في وضع مريح ويغمض عينيه، مما يتيح للدماغ العمل بتماسك أكبر، وللجسم الحصول على راحة عميقة.

وقارنت الدراسة بين مجموعتين من الأشخاص: الأولى مارست التأمل التجاوزي لمدة تتراوح بين 12 و40 عاماً، مقابل مجموعة من غير الممارسين للتأمل.

وخضع المشاركون لتحليل التعبير الجيني، والوظائف الإدراكية باستخدام تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG)، وقياس مستويات هرمونات التوتر في الشعر.

وأظهرت نتائج الدراسة أن التعبير الجيني المتعلق بالالتهابات والشيخوخة مثل جين (SOCS3) كان أقل لدى ممارسي التأمل، مقارنة بالمجموعة غير الممارسة. ويُعرف هذا الجين بارتباطه بالإجهاد المزمن، مما يشير إلى انخفاض العبء التراكمي للجسم الناتج عن التوتر المستمر.

وقام الباحثون بقياس مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر في شكله النشط) ومستويات الكورتيزون (شكله غير النشط) في عينات الشعر. وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في نسبة الكورتيزول النشط إلى الكورتيزون غير النشط لدى ممارسي التأمل، مما يعكس استجابة أقل للتوتر مقارنة بغير الممارسين.

ويلعب الكورتيزول دوراً مهماً في استجابة الجسم للتوتر، وارتفاعه المزمن يرتبط بمشكلات صحية مثل التدهور الإدراكي. لذلك، يعد انخفاض هذه النسبة مؤشراً على زيادة المرونة الجسدية والنفسية، مما يعزز الصحة وطول العمر، وفق الباحثين.

وأظهرت الدراسة أيضاً أن ممارسي التأمل التجاوزي الأكبر سناً أظهروا سرعة معالجة عقلية مشابهة للأفراد الأصغر سناً، بناءً على تخطيط الدماغ الكهربائي، وسجلوا درجات أعلى في مقياس تكامل الدماغ الذي يقيس التناسق الدماغي والانتباه وسرعة الاستجابة.

ويخطط الباحثون لإجراء دراسات مستقبلية لفهم المسارات البيولوجية المسؤولة عن هذه التأثيرات، وكيفية تأثير مسارات الالتهاب على تباطؤ الشيخوخة.


مقالات ذات صلة

صحتك فنجانان من القهوة (أرشيفية - رويترز)

كيف يساعد شرب النساء للقهوة في محاربة الشيخوخة؟

ربطت دراسة جديدة بين الكافيين والشيخوخة الصحية لدى النساء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الاستهلاك المعتدل للقهوة يرتبط بتمتع النساء بشيخوخة صحية (أ.ب)

القهوة قد تقي النساء من أمراض الشيخوخة المزمنة

كشفت دراسة جديدة عن أن الاستهلاك المعتدل للقهوة التي تحتوي على الكافيين يرتبط بزيادة احتمالية تمتع النساء بشيخوخة صحية.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك تعزيز العلاقات الاجتماعية قد يطيل العمر (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 عادات يومية قد تضيف عقداً إلى حياتك

تحدثت صحيفة «التلغراف» البريطانية مع عدد من الخبراء الذين قالوا إن هناك عادات صغيرة يقومون بها يومياً، يعتقدون أنها قد تساعد في إضافة 10 سنواتٍ إلى حياتهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك قد يكون من الأهم الآن أكثر من أي وقت مضى فهم الطرق التي يؤثر بها التوتر على الشيخوخة المعرفية (رويترز)

التوتّر قد يكون سبباً خفيّاً للإصابة بالخرف

قد يكون احتمال إصابة أي شخص بالخرف خلال حياته أكثر مما كان يُعتقد سابقاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أزمة «هولوغرام» عبد الحليم بـ«موازين» تعيد الجدل بشأن ملكية إرث «العندليب»

«العندليب» مع نجل شقيقه محمد شبانة طفلاً (صفحة محمد شبانة على «فيسبوك»)
«العندليب» مع نجل شقيقه محمد شبانة طفلاً (صفحة محمد شبانة على «فيسبوك»)
TT

أزمة «هولوغرام» عبد الحليم بـ«موازين» تعيد الجدل بشأن ملكية إرث «العندليب»

«العندليب» مع نجل شقيقه محمد شبانة طفلاً (صفحة محمد شبانة على «فيسبوك»)
«العندليب» مع نجل شقيقه محمد شبانة طفلاً (صفحة محمد شبانة على «فيسبوك»)

ما زال الجدل قائماً حول الحفل «الهولوغرامي»، المنتظر لـ«العندليب»، عبد الحليم حافظ، والمقرر إقامته يوم الاثنين المقبل ضمن فعاليات الدورة الـ20 من مهرجان «موازين»، التي تقام حالياً في العاصمة المغربية الرباط.

وبينما تهدد أسرة الفنان الراحل باللجوء إلى القضاء للحفاظ على حقها بشأن ملكية «إرث» «العندليب»، تؤكد إدارة المهرجان قانونية الحفل، وإقامته في موعده المحدد، بحضور المنتج محسن جابر مالك شركة «عالم الفن»، وفق مصدر بالمهرجان لـ«الشرق الأوسط».

الملصق الترويجي للحفل الهولوغرامي للعندليب عبد الحليم حافظ (حساب المهرجان على «فيسبوك»)

وبدأت الأزمة عقب إعلان صفحات المهرجان على مواقع التواصل عن الحفل، وكتبت تعليقاً على الملصق الترويجي جاء فيه: «حين يمتزج الفن بالتكنولوجيا... يعود أحد عمالقة الطرب ليحيي الزمن الجميل، بصيغة لا تشبه إلا المستقبل».

وأثار الإعلان حفيظة أسرة العندليب، التي أعلنت أنها بصدد مقاضاة القائمين على المهرجان، والشركة المنفذة للحفل، عبر بيان صحافي أكد أن الأسرة ليست على علم بأي عرض من هذا النوع، ولم يتم التواصل، أو الاتفاق معها بشأن استخدام اسم أو صورة عبد الحليم.

وأكد البيان أن «جميع الحقوق المتعلقة باسم وصورة عبد الحليم محفوظة بشكل حصري لشركة واحدة تم التعاقد معها رسمياً، وأي استخدام لهذه الحقوق دون الرجوع إليها يعرض مرتكبيه للمساءلة القانونية».

بدورها ردت إدارة مهرجان «موازين»، في بيان رسمي، أوضح أن الشركة التي تم الاتفاق معها لتقديم العرض بالأساس ليست مغربية خالصة، وهو ما دفع القائمين عليه لمراجعة موقفهم، خصوصاً أن الدعم الفني والمالي الوطني موجه بالأساس للمؤسسات المحلية.

ونوهت إدارة المهرجان أن «الحفل لا يتضمن استخدام صورة حقيقية، أو مقاطع أرشيفية أصلية لعبد الحليم، بل يعتمد على شخص شبيه، وهو ما لا يستدعي موافقة الورثة».

وأوضحت الشركة المنفذة أن «الحفل يتم وفق تعاقد قانوني مع المنتج محسن جابر»، مشيرة إلى أنها حريصة على احترام الحقوق الأدبية والفنية، وأن كل الخطوات تمت بشكل قانوني ورسمي قبل الإعلان عن الحفل.

أزمة الإرث الفني لـ«العندليب» مستمرة (ورثة عبد الحليم حافظ)

وتعليقاً على الجدل الدائر حول الحفل أكد الناقد الفني المصري أحمد السماحي أن «ما تفعله أسرة عبد الحليم يسيء له بشكل كبير»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأسرة مهمومة بالناحية المادية، أكثر من المعنوية أو الأدبية للعندليب». على حد تعبيره.

وأشار السماحي إلى أن «الأسرة ليس لها حق المطالبة بأي عائد مادي من المهرجان»، لافتاً إلى أن «عبد الحليم رمز وقيمة، و(موازين)، يكرمه من خلال هذه التقنية الحديثة، واستعادة روائعه، أمام جيل جديد من الشباب الذين لا يعرفونه».

وعقب الإعلان رسمياً عن إقامة الحفل، أصدرت أسرة «العندليب»، بياناً جديداً أوضح أن الحفل، الذي سيقام رغم الإنذارات، وعدم الحصول على التصريحات، مخالف لقانون الملكية الفكرية، الذي ينص على أن اسم وصورة أي فنان لا يتم عرضها إلا بموافقة الشخص نفسه إذا كان على قيد الحياة، أو ورثته فيما بعد.

وأكد بيان الأسرة أن «العائلة رفضت التعامل مع الشركة المنظمة للحفل المنتظر لأنها تسيء لكل الفنانين من حيث الشكل والصورة وجودة الصوت، حيث تم التعاقد مع شركة أخرى عرضت على (موازين)، إقامة الحفل في البداية، لكن بشروط تقنية معينة تسمح لهم بإخراجه بأحسن جودة ممكنة، لكنهم رفضوها».

وهددت الأسرة بمقاضاة المهرجان، والشركة المنفذة للحفل؛ للتعدي الواضح والمقصود على حقوق الورثة وإقامته من دون الرجوع إليهم رغم الإنذارات والتحذيرات، كما طالب البيان، بمقاطعة الحفل لأنه يسيء لحليم ولكل رموز الفن العربي، خصوصاً أن الشركة المنفذة أظهرته من قبل بشكل مضحك وكارتوني لا يليق به وبجماهيريته. على حد تعبيرها.

صورة نشرها محمد شبانة للتدليل على «الإساءة للعندليب» في حفل هولوغرامي سابق

ويؤكد الشاعر والناقد الفني المصري فوزي إبراهيم، أمين عام جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصرية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الجمعية غير مسؤولة عن الحق المادي لأسرة عبد الحليم لأن القانون يسمى بـ«حق المؤلف»، وهو الحق الأصيل، ويندرج تحت اسم المؤلف، والمبتكر، ومؤلف وملحن الأغنية، لكن حق المطرب يندرج تحت مسمى «الحق المجاور»، وهو المستفيد من هذا الابتكار، بمعنى أن المطرب مؤدي لهذا الابتكار، لذلك يطلق عليه حق مجاور للحق الأصيل، فلو لم يكن الابتكار الأصلي موجوداً فلن يكن له أي حقوق.

وأكد أنه «من حق أسرة عبد الحليم الاعتراض على إقامة الحفل».

وتعد أزمة «هولوغرام» العندليب بمهرجان «موازين» المغربي حلقة مكررة في مسلسل ملكية حقوق الفنان الراحل، فقد نشبت أزمة كبيرة بين المُنتج محسن جابر، وأسرة العندليب عام 2021، حول حقوق ملكية الإرث الفني إذ تبادل الطرفان الاتهامات عبر بيانات صحافية، قدم خلالها كل طرف أدلة تزعم أحقيته بحقوق الملكية في أعمال الفنان الراحل، وما زالت بعض القضايا المتعلقة بهذا الشأن منظورة أمام القضاء.