كيف تخفف الأضرار التي تُحدثها قلّة الحركة على قلب طفلك؟

الوقت الذي يقضيه الأطفال في الجلوس يرتبط بزيادة في كتلة البطين الأيسر للقلب (أ.ب)
الوقت الذي يقضيه الأطفال في الجلوس يرتبط بزيادة في كتلة البطين الأيسر للقلب (أ.ب)
TT

كيف تخفف الأضرار التي تُحدثها قلّة الحركة على قلب طفلك؟

الوقت الذي يقضيه الأطفال في الجلوس يرتبط بزيادة في كتلة البطين الأيسر للقلب (أ.ب)
الوقت الذي يقضيه الأطفال في الجلوس يرتبط بزيادة في كتلة البطين الأيسر للقلب (أ.ب)

أظهرت دراسة جديدة أن قلّة النشاط البدني في مرحلة الطفولة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب في وقت لاحق من الحياة، وفقاً لشبكة «سي إن إن».

قد يرتبط الوقت الذي يقضيه الأطفال في الجلوس بزيادة في كتلة البطين الأيسر للقلب، خصوصاً عند الفتيات، وفقاً لبحث سيتم تقديمه هذا الأسبوع في مؤتمر «ESC 2023»، التابع للجمعية الأوروبية لأمراض القلب في أمستردام.

قال مؤلف الدراسة الرئيسي الدكتور أندرو أغباجي، الباحث في «أورفيت تشايلد» في كلية الطب بجامعة شرق فنلندا: «إن تضخم القلب مؤشر موضوعي إلى أن القلب ربما يكون مرهقاً استجابةً لموقف مرهق».

وارتبط مزيد من الوقت دون حركة بزيادة كتلة البطين الأيسر لدى الفتيات اللاتي تمت متابعتهن في الدراسة، وفقاً للبحث الجديد. والكتلة الأعلى للبطين الأيسر هي مؤشر قوي لأزمات القلب في مرحلة البلوغ.

وأوضح أغباجي: «نظراً لأنه من النادر أن يصاب الأطفال بأزمات قلبية، فقد تم استخدام تضخم البطين الأيسر أو تضخم القلب بوصفهما علامتين مبكرتين على تلف القلب».

وقالت الدكتورة نيكا غولدبرغ، المديرة الطبية لمستشفى أتريا في مدينة نيويورك: «الأمر الأكثر أهمية في هذه الدراسة أنها تسلط الضوء على الأضرار التي تلحقها قلة الحركة بصحتنا، خصوصاً صحة القلب».

ما الذي يمكن فعله للتحرك أكثر؟

الخبر السار هو أن بيانات إضافية وجدت أن النشاط البدني الخفيف الشدة لديه القدرة على عكس تضخم القلب من وقت الجلوس، كما قال أغباجي.

وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني: «أود أن أناشد الأطباء وأولياء الأمور تشجيع أطفالهم ومرضاهم وعملائهم على ممارسة نشاط بدني خفيف لمدة 3 إلى 4 ساعات على الأقل يومياً لتحسين حالة القلب... مثال على هذا النشاط البدني هو المشي لمسافات طويلة».

يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً إلى نحو ساعة من النشاط البدني يومياً، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. لكن استطلاعاً عام 2020 وجد أن أقل من ربع الطلاب وصلوا إلى هذا المقياس.

عندما يتعلق الأمر بتحفيز الأطفال على الحركة، ركز على الأنشطة التي يستمتعون بها، لأن هذا هو ما يعلق في ذهنهم، كما تقول غولدبرغ.

وتوضح: «إذا كنت شخصاً لديه خوف من المياه العميقة، فقد لا تكون السباحة مناسبة لك، أليس كذلك؟ لكن المشي وركوب الدراجات والركض والرقص، كل هذه الأشياء هي تمارين رائعة لتحقيق فوائد صحية».

وقال الدكتور أندرو فريمان، مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية في مركز بدنفر، إنه إذا أردنا أن يعيش الأطفال ليس فقط حياة طويلة، بل أيضاً جيدة - ودون مخاوف صحية كبيرة - فمن المهم إعطاء الأولوية للصحة الآن.

وتابع: «العادات التي نشكلها في وقت مبكر من الحياة والطريقة التي نعيش بها في وقت مبكر لها تأثير دائم... إذا تمكنا من معرفة كيفية نسج هذه العادات في حياتنا بوقت مبكر، فإن النتائج ستكون مذهلة».


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي رداً على ترمب: «نحن أقوى معاً»

أوروبا رئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين (حساب كوستا عبر منصة «إكس»)

الاتحاد الأوروبي رداً على ترمب: «نحن أقوى معاً»

شدّد رئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على أنّ الولايات المتحدة وأوروبا «هما أقوى معاً».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ جهود لمكافحة الحرائق في هوليوود هيلز بلوس أنجليس (أ.ف.ب)

5 وفيات بسبب حرائق هائلة في لوس أنجليس أطلقت سحابة كثيفة من الدخان والرماد

ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن حرائق الغابات في مدينة لوس أنجليس الأميركية إلى 5 أشخاص، وفقاً لما أعلنته إدارة شرطة مقاطعة لوس أنجليس.

«الشرق الأوسط» ( لوس أنجليس)
أوروبا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)

أوستن يطالب حلفاء أوكرانيا بـ«ألّا يضعفوا»

طالب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الخميس التحالف الدولي الذي يقدّم دعماً عسكرياً لأوكرانيا بـ«ألّا يضعف»، في وقت تخشى فيه كييف من أن تفقد دعم بلاده الأساسي.

الولايات المتحدة​ دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يواجه تحدي توحيد صفوف الجمهوريين في ظل غالبية ضئيلة

قبل أسبوعين فقط من تنصيبه، سيتعين أولاً على الرئيس المنتخب دونالد ترمب أن يوحّد الصفوف في ظل غالبية جمهورية ضئيلة تعاني انقسامات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

ترمب ينشر مقطع فيديو يتضمن شتائم نابية بحق نتنياهو

نشر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مقطع فيديو مثيراً للجدل تضمَّن شتائم نابية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات
TT

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

كشفت دراسة عصبية حديثة نُشرت في نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي في مجلة الرابطة الطبية الأميركية «JAMA Network Open»، عن احتمالية أن يكون لشكل المخ وتكوينه الخارجي دور مهم في التوجه إلى تجربة المواد المضرة المختلفة في سن مبكرة أثناء فترة المراهقة، ثم إدمانها لاحقاً في مرحلة الشباب. وبالتالي يكون هؤلاء الأطفال مدفوعين لتعاطي هذه المواد أكثر من غيرهم الذين يتمتعون ببنية مخية طبيعية.

دراسة المخ

الدراسة التي تم تمويلها من المعاهد الوطنية الصحية (NIH) بالولايات المتحدة وقام بها باحثون من جامعة واشنطن Washington University بسانت لويس أجريت على ما يقرب من 10 آلاف مراهق من جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث تمت متابعتهم عن طريق تحليل بيانات تم جمعها من دراسة سابقة (وهي: دراسة التطور المعرفي لمخ المراهقين ABCD Study التي تُعد أكبر دراسة طولية لتطور المخ في الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة)، التي يدعمها المعهد الوطني لتعاطي المخدرات التابع للمعاهد الوطنية للصحة (NIDA).

قام الباحثون بعمل مراجعة وتقييم لأشعة الرنين المغناطيسي التي أجريت على المخ لـ9804 أطفال عندما كانت أعمارهم تتراوح بين 9 و11 عاماً. وبطبيعة الحال لم يكن هناك أي طفل قام بتجربة أي مادة مخدرة.

وبعد ذلك قام الباحثون بتتبع المشاركين على مدى ثلاث سنوات لمعرفة بدء تعاطي المواد المختلفة وركزوا على مراقبة تعاطي الكحول والنيكوتين و / أو نبات القنب بشكل أساسي؛ لأن هذه المواد على وجه التحديد تعد الأكثر شيوعاً في مرحلة المراهقة المبكرة في الولايات المتحدة. وهذه المتابعة كانت من خلال سؤال المراهقين وذويهم بشكل مباشر، أو من خلال السجلات التي تفيد بتورط هؤلاء الطلاب في تجربة هذه المواد.

وتضمنت الأسئلة استخدام أي مواد غير مشروعة أخرى (مثل الأدوية العصبية من دون وصفة طبية والأقراص المخدرة). ثم قام الباحثون بعمل مقارنة بين صور الرنين المغناطيسي الخاصة بالمراهقين الذين أبلغوا عن بدء تعاطي المواد المخدرة بأنواعها المختلفة قبل بلوغهم سن 15 عاماً بأقرانهم الذين لم يقدموا على تجربة المخدرات، لمعرفة إذا كانت هذه الفرضية (ارتباط تشريح المخ بزيادة القابلية للمخدرات) صحيحة أم لا.

وقال معظم الطلاب (90.2 في المائة) الذين شملتهم الدراسة إنهم قاموا بتجربة تناول الكحوليات مرة واحدة على الأقل قبل عمر الخامسة عشرة. وقالت نسبة كبيرة منهم إنهم قاموا بشرب الكحول بالتزامن مع التدخين سواء النيكوتين أو نبات القنب. وفي المقابل، قال الأطفال الذين قاموا بتجربة التدخين في البداية إنهم بدأوا أيضاً في تعاطي الكحول بعد فترة بسيطة من التدخين، ما يعني أن تجربة مادة معينة في الأغلب تؤدي إلى تجربة بقية المواد.

اختلافات تشريحية

قام العلماء بتقييم الاختلافات التشريحية الظاهرة في الأشعة تبعاً لمقاييس معينة مثل الحجم الكلي للمخ، والسمك، وكذلك النتوءات الموجودة، وعمق طيات المخ depth of brain folds واهتموا بشكل خاص بطبقات القشرة المخية، وهي الطبقة الخارجية من المخ المليئة بالخلايا العصبية. وهي مسؤولة عن العديد من العمليات الإدراكية والعاطفية، مثل التعلم والإحساس والذاكرة واللغة والانفعالات العاطفية واتخاذ القرار (من المعروف أن هذه المقاييس والخصائص ترتبط بالتباين في القدرات المعرفية وردود الفعل والتوصيلات العصبية من شخص لآخر).

ووجد الباحثون اختلافات واضحة في بنية خلايا المخ للمراهقين الذين أبلغوا عن بدء تعاطي المواد المخدرة قبل سن 15 عاماً وأقرانهم الذين لم يقوموا بتجربة المواد. وعلى سبيل المثال، كانت هناك زيادة في حجم المخ الكلي، وأيضاً زيادة في حجم القشرة المخية للمراهقين الذين قاموا بتعاطي المواد المختلفة، سواء المخدرات أو الكحوليات. وأيضاً كان هناك ما يقرب من 39 اختلافاً إضافياً بين مخ الذين جربوا المواد وأقرانهم في الكفاءة الوظيفية للخلايا وسمك القشرة المخية. وقال الباحثون إنهم وجدوا في بعض الحالات اختلافات في شكل الخلايا وبنيتها بطريقة فريدة من نوعها تبعاً لطبيعة المادة المستخدمة.

الإدمان لا يحدث فقط بسبب الانحراف السلوكي بل ربما لسبب قهري

وأظهر تحليل حديث آخر للبيانات الخاصة بالدراسة نفسها (التطور المعرفي لمخ المراهقين ABCD Study) أن أنماط التوصيلات العصبية في المخ في مرحلة المراهقة المبكرة يمكن أن تتنبأ ببدء تعاطي المواد المخدرة في الشباب، وهو الأمر الذي يؤكد أن إدمان هذه المواد ليس فقط بسبب الانحراف السلوكي والمشاكل النفسية، ولكن ربما لسبب قهري مرتبط بشكل المخ والخلل الوظيفي في خلاياه.

أوضحت الدراسة أن هذه النتائج تعد بالغة الأهمية في لفت النظر إلى ضرورة وضع الأسباب البيولوجية في الحسبان عند التعامل مع مشاكل إدمان المراهقين وإقدامهم على تجربة أنواع معينة من المواد الضارة، ونصحت الدراسة أيضاً بضرورة عمل مسح عن طريق أشعة الرنين المغناطيسي للأطفال، وتوفير الدعم النفسي للأطفال الأكثر عرضة لتجربة هذه المواد تبعاً للتغييرات التشريحية في مخهم، وعمل دورات توعية باستمرار لهم، وتحذيرهم من عواقب الإدمان، وعلاجهم في حالة تعرضهم بالفعل لهذه المواد.

وفي النهاية، أكد الباحثون أن بنية المخ وحدها لا يمكنها التنبؤ بتعاطي المواد المخدرة أثناء المراهقة، ولا يجب استخدام هذه البيانات بوصفها أداة تشخيص قاطعة، ولكن يجب أن يتم التعامل معها بوصفها عامل خطورة إضافياً مثل: «البيئة، والاستعداد الوراثي الجيني، والتعرض لأحداث مأساوية في الطفولة»، خاصة في حالة وجود اختلافات واضحة في بنية المخ التشريحية في مرحلة الطفولة، قبل أي استخدام لهذه المواد.

* استشاري طب الأطفال.