نقص فيتامين B12 يؤثر في حركتنا وأسلوب مشينا

نقص فيتامين B12  يؤثر في حركتنا وأسلوب مشينا
TT

نقص فيتامين B12 يؤثر في حركتنا وأسلوب مشينا

نقص فيتامين B12  يؤثر في حركتنا وأسلوب مشينا

كشفت الدكتورة شاندانا آر جودا أخصائي أول طب الأعصاب بمستشفى CMI ببنغالور أن نقص فيتامين B12 يمكن أن يسبب فقر الدم وقد يؤدي إلى تلف لا يمكن إصلاحه في الجهاز العصبي. مبينة أن ارتباطه بصحة الأعصاب يمكن أن يؤثر على حركة الفرد وأسلوبه في المشي، وذلك وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

تأثير فيتامين ب 12 على صحة الأعصاب

يقال إن فيتامين ب 12، المعروف أيضًا باسم كوبالامين، يعزز صحة الأعصاب. حيث يلعب دورًا مهمًا في تجديد الألياف العصبية وإصلاح تلف الأعصاب.

ووفقًا لدراسة نشرتها مجلة «Journal of the American Geriatrics Society»، فإن نقص فيتامين B12 معروف سريريًا بأنه مرتبط بالاضطرابات العصبية كالخرف وضعف الإدراك والاكتئاب.

وتشير الدراسة نفسها إلى أن «نقص فيتامين ب 12 قد يتسبب في إزالة الميالين من الأعصاب في الجهاز العصبي المحيطي والمركزي، وقد ارتبط بالاعتلال العصبي المحيطي، وفقدان الإحساس في الأعصاب الطرفية، والضعف في الأطراف السفلية عند كبار السن».

كما وجدت دراسة أخرى نشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ) أن نقص فيتامين (ب 12) الحاد يمكن أن يؤدي إلى «ضرر عصبي دائم».

الأعراض الشائعة لنقص فيتامين (ب 12)

يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات فيتامين ب 12 إلى عدة أعراض. وتشمل:

- ضعف

- تعب

- فقدان الشهية

- فقدان الوزن المفاجئ

- وخز وتنميل وحرقان في اليدين والقدمين

- صعوبة في المشي ببعض الحالات

وقد يعاني الأفراد الذين لديهم مستويات منخفضة من B12 من أعراض نفسية. وتشمل:

- الاكتئاب

- التهيج

- التغييرات العاطفية

«إذا تركت دون علاج، فقد يؤدي ذلك إلى ضيق في التنفس والتهيج ومشاكل في الرؤية والإسهال والخفقان والاكتئاب ومشاكل صحية معقدة»، حسب الدكتورة جودا.

كيف يؤثر نقص فيتامين (ب 12) على الحركة؟

توضح الدكتورة جودا «قد يؤدي نقص فيتامين ب 12 إلى ضعف العضلات ما يسبب مشاكل متنوعة متعلقة بالمشي مثل تنميل القدمين والوخز وحرقان القدمين الذي يؤدي بدوره لصعوبة في المشي». وتابعت «قد يتسبب أيضًا في عدم ثبات المشي، أو عدم القدرة على المشي أو الترنح (فقدان القدرة الجسدية». مشددة على «ضرورة معالجة نقص فيتامين ب 12 على الفور لتجنب تلف الأعصاب الذي لا رجعة فيه».

طرق لتحسين مستويات فيتامين ب 12 في الجسم

إذا واجهت أيًا من الأعراض المذكورة أعلاه، فمن المستحسن فحص مستويات B12، وإذا لزم الأمر، اعتمادًا على شدة الحالة، قد يصف خبير الصحة الخاص بك حقن B12 أو مكملات B12. ومع ذلك، يمكن تحقيق مستويات فيتامين ب 12 الصحية من خلال نظام غذائي متوازن ومغذ. قد يشمل اللحم والأطعمة المدعمة والسمك واللبن ومنتجات الحليب كالزبادي والجبن.

تلعب الفيتامينات والمعادن دورًا مهمًا في الحفاظ على صحتنا العامة. ويعد فيتامين (ب 12) أحد العناصر الغذائية الأساسية لجسمنا؛ وبالتالي فإن تلبية المتطلبات اليومية لهذا الفيتامين المعين أمر في غاية الأهمية.

ووفقًا لمكتب المكملات الغذائية التابع للمعهد الوطني للصحة (NIH) ، يبلغ متوسط المدخول اليومي من فيتامين (ب 12) من الطعام 5.94 ميكروغرام للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 وما فوق، و 3.78 ميكروغرام للنساء.

أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-19، فمتوسط المدخول اليومي من فيتامين ب 12 من الطعام يتراوح من 3.76 ميكروغرام إلى 4.55 ميكروغرام.


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال
TT

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص. وأوضحت أن قضاء وقت من دون حركة كافية لفترة أكثر من 6 ساعات يومياً، يمكن أن يسبب زيادة في ضغط الدم الانقباضي (الخارج من البطين الأيسر- systolic blood pressure) بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية، وذلك في الفترة العمرية من الطفولة، وحتى بداية مرحلة البلوغ.

الخمول ومؤشرات الأمراض

أجريت الدراسة بالتعاون بين جامعتي «بريستول» و«إكستر» في المملكة المتحدة، وجامعة «شرق فنلندا»، ونُشرت في مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي، في مجلة «الهزال وضمور العضلات» (Journal of Cachexia, Sarcopenia and Muscle). وأكدت أن النشاط والخمول يلعبان دوراً رئيسياً في تنظيم الضغط؛ حيث يساهم الخمول وعدم الحركة في رفع ضغط الدم، بينما يساهم النشاط البدني الخفيف بشكل يومي في خفض الضغط. وفي الماضي وقبل التقدم التكنولوجي المعاصر، ولأن الأطفال كانوا في نشاط مستمر، كان ارتفاع ضغط الدم من الأمور شديدة الندرة في الأطفال.

قام الباحثون بمتابعة 2513 طفلاً من دراسة خاصة بجامعة «بريستول» على أطفال التسعينات من القرن الماضي، وتمت المتابعة من سن 11 إلى 24 عاماً. وركَّز الباحثون على الأطفال الذين قضوا تقريباً 6 ساعات يومياً من دون أي نشاط يذكر، ثم 6 ساعات يومياً في ممارسة تمارين خفيفة (LPA)، وأخيراً نحو 55 دقيقة يومياً في نشاط بدني يتدرج من متوسط إلى قوي (MVPA)، وبعد ذلك في بداية مرحلة المراهقة والشباب قضوا 9 ساعات يومياً في حالة خمول، ثم 3 ساعات يومياً في التمارين الخفيفة، ونحو 50 دقيقة يومياً في تمارين متوسطة إلى قوية.

تم أخذ عينات دم بعد فترة صيام لعدة ساعات للأطفال بشكل متكرر، لتثبيت العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في ارتفاع ضغط الدم، مثل قياس مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)، والكوليسترول عالي الكثافة (HDL)، والدهون الثلاثية (TG)، وأيضاً تم قياس منحنى الغلوكوز لكل 3 شهور (hba1c) في الدم، وكذلك هرمون الإنسولين، ودلالات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي سي (C-reactive protein)، وقاموا بقياس معدل ضربات القلب.

بعيداً عن التحاليل الطبية، قام الباحثون برصد بقية العوامل المؤثرة في ارتفاع ضغط الدم، وتم سؤال الأطفال عن التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بجانب الحالة الاقتصادية والاجتماعية للعائلة، وحالة الطفل النفسية، وتعامل العائلة معه، وأيضاً نوعية الغذاء، وهل تحتوي على دهون أم لا، واستخدام ملح الطعام باعتدال. وبالنسبة للمراهقين والبالغين تم سؤالهم عن حالة التدخين، بالإضافة إلى قياس كتلة الدهون في الجسم، وكذلك الكتلة العضلية.

ضغط الدم في الأطفال

قال العلماء إن الدراسة الحالية تُعد أكبر وأطول دراسة متابعة في العالم، لرصد العلاقة بين حجم النشاط البدني ومستوى ضغط الدم في الأطفال والمراهقين، وصولاً لمرحلة البلوغ. وحتى تكون الدراسة معبرة عن التغيرات الطبيعية التي تحدث للضغط في المراحل العمرية المختلفة، قام الباحثون بقياس ضغط الدم بعد فترات الخمول والتمرينات الخفيفة ومتوسطة الشدة، في عمر الحادية عشرة (نهاية فترة الطفولة) وفي عمر الخامسة عشر (فترة المراهقة والتغيرات الهرمونية) وأخيراً في عمر الرابعة والعشرين (مرحلة البلوغ).

وجد الباحثون أن متوسط ضغط الدم في مرحلة الطفولة كان 106/ 56 ملِّيمتراً زئبقياً، وبعد ذلك ارتفع إلى 117/ 67 ملِّيمتراً زئبقياً في مرحلة الشباب. ويرجع ذلك جزئياً -في الأغلب- إلى النمو الفسيولوجي الطبيعي المرتبط بالسن، وأيضاً ارتبطت الزيادة المستمرة في وقت الخمول من سن 11 إلى 24 عاماً بزيادة ضغط الدم الانقباضي في المتوسط بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية.

لاحظ الباحثون أن المشاركة في التمرينات الخفيفة بانتظام من الطفولة وحتى البلوغ، ساهمت في خفض مستوى الضغط الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية تقريباً. وفي المقابل تبين أن ممارسة التمرينات الشاقة والقوية لم تساهم في خفض الضغط بعكس المتوقع، وذلك لأن زيادة حجم الكتلة العضلية ارتبط بزيادة الدم المتدفق إليها، مما سبب زيادة طفيفة في ضغط الدم، ما يوضح الأهمية الكبرى للنشاط البدني الخفيف بانتظام؛ لأنه يُعد بمثابة وقاية من خطر ارتفاع ضغط الدم.

النشاط البدني الخفيف المنتظم يقي من خطره

أكد الباحثون أن أي فترة صغيرة في ممارسة النشاط الحركي تنعكس بالإيجاب على الطفل. وعلى سبيل المثال عندما استُبدلت بعشر دقائق فقط من كل ساعة تم قضاؤها في حالة خمول، فترة من التمرينات الخفيفة (LPA) في جميع مراحل النمو من الطفولة إلى مرحلة الشباب، انخفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية، وضغط الدم الانبساطي بمقدار ملِّيمترين زئبقيين، وهو الأمر الذي يُعد نوعاً من الحماية من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية؛ لأن خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 5 ملِّيمترات زئبقية فقط يقلل بنسبة 10 في المائة من الذبحة الصدرية وجلطة المخ.

من المعروف أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أصدرت تقارير تفيد باحتمالية حدوث 500 مليون حالة مرضية جديدة من الأمراض غير المعدية المرتبطة بالخمول البدني بحلول عام 2030، ونصف عدد هذه الحالات بسبب ارتفاع ضغط الدم. ونصحت المنظمة بضرورة ممارسة النشاط البدني الخفيف لمدة 3 ساعات على الأقل يومياً، للحماية من الإصابة بضغط الدم، وأيضاً لأن هذه التمرينات بمثابة علاج للضغط العالي للمرضى المصابين بالفعل. وأكدت أن النشاط البدني لا يشترط وقتاً أو مكاناً معيناً، مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات، وحتى القيام بالأعمال المنزلية البسيطة.

* استشاري طب الأطفال