الآلاف يتظاهرون في ناغورني قره باغ مطالبين بفتح ممر لاتشين

صورة تظهر نقطة تفتيش أذربيجانية أقيمت مؤخراً عند مدخل ممر لاتشين الرابط البري الوحيد لمنطقة ناغورني قره باغ الانفصالية التي يسكنها أرمن مع أرمينيا في 11 يوليو 2023 (أ.ف.ب)
صورة تظهر نقطة تفتيش أذربيجانية أقيمت مؤخراً عند مدخل ممر لاتشين الرابط البري الوحيد لمنطقة ناغورني قره باغ الانفصالية التي يسكنها أرمن مع أرمينيا في 11 يوليو 2023 (أ.ف.ب)
TT

الآلاف يتظاهرون في ناغورني قره باغ مطالبين بفتح ممر لاتشين

صورة تظهر نقطة تفتيش أذربيجانية أقيمت مؤخراً عند مدخل ممر لاتشين الرابط البري الوحيد لمنطقة ناغورني قره باغ الانفصالية التي يسكنها أرمن مع أرمينيا في 11 يوليو 2023 (أ.ف.ب)
صورة تظهر نقطة تفتيش أذربيجانية أقيمت مؤخراً عند مدخل ممر لاتشين الرابط البري الوحيد لمنطقة ناغورني قره باغ الانفصالية التي يسكنها أرمن مع أرمينيا في 11 يوليو 2023 (أ.ف.ب)

تظاهر آلاف الأشخاص الجمعة في ستيباناكرت كبرى مدن ناغورني قره باغ، مطالبين باكو بفتح ممر لاتشين الشريان الوحيد الرابط بين أرمينيا وهذه المنطقة الانفصالية والذي أغلقته أذربيجان هذا الأسبوع، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتضم المنطقة غالبية أرمينية لكن تقع على أراضي أذربيجان المعترف بها دولياً.

تتنازع الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان السيطرة على ناغورني قره باغ منذ أواخر ثمانينات القرن الفائت، ما أدى إلى حربين شهدت ثانيتهما العام 2020 هزيمة القوات الأرمينية وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية مستعيدةً السيطرة على جزء من المنطقة ومحيطها.

ومذاك، أصبح التواصل بين ناغورني قره باغ وأرمينيا ممكناً فقط عبر ممر لاتشين.

وأغلقت أذربيجان الثلاثاء الممر، متهمة الصليب الأحمر الأرميني بالقيام بعمليات «تهريب»، الأمر الذي نفته اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وفي أبريل (نيسان)، كانت أذربيجان أعلنت إقامة حاجز عند مدخل الممر لأسباب أمنية، بينما تقع أحداث مسلحة بين القوات الأرمينية والأذربيجانية باستمرار.

وتحذر أرمينيا المجتمع الدولي من احتمال حدوث مشكلات إنسانية خطيرة في هذه المنطقة الانفصالية منذ ديسمبر (كانون الأول)، بسبب نقص المواد الغذائية والأدوية الناجم عن تقييد حركة المرور عبر ممر لاتشين.

وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأنّ نحو ستة آلاف متظاهر احتشدوا صباح الجمعة في الساحة الرئيسية في مدينة ستيباناكرت، وردّدوا هتافات منها «لا للحصار!» أو «افتحوا طريق الحياة!».

وتوجهوا إلى مكتب الصليب الأحمر ومقر قوات حفظ السلام الروسية المنتشرة في المنطقة، قبل أن يعودوا إلى الساحة الرئيسية، ووعدوا بإقامة تجمعات دائمة حتى إعادة فتح الممر.

وقال أمين المظالم في كاراباخ، كيغام ستيبانيان، أمام الحشد: «على قوات حفظ السلام الروسية ضمان حقوق وبقاء شعب أرتساخ»، مستخدماً الاسم الأرميني للمنطقة الانفصالية.

وقال أحد المتظاهرين القس نرسيس أسرايان: «نعيش لحظة مصيرية: الأذربيجانيون يريدون إبادة شعب أرتساخ والاستيلاء على وطننا».

وأكد عدد من سكان ستيباناكرت تحدثت إليهم وكالة الصحافة الفرنسية هذا الأسبوع، أنّ هذه المنطقة الجبلية البالغ عدد سكانها 120 ألف نسمة تعاني نقصا في الغذاء ومشكلات خطيرة في الوصول إلى الخدمات الطبية.

وأعلن وزير الخارجية الأذربيجاني جيحون بيراموف أنّ سكان ناغورني قره باغ يمكنهم عبور «نقطة التفتيش الحدودية لأغراض صحية بمساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر».

وأكد بيراموف خلال لقاء مع رئيس بعثة الصليب الأحمر في أذربيجان أن باكو عرضت المساعدة في ضمان «إمداد السكان الأرمن» في المنطقة، وفقاً للخارجية الأذربيجانية.

«حصار»

بعد ظهر الجمعة، أكد الصليب الأحمر لوكالة الصحافة الفرنسية استئناف عمليات الإجلاء الطبي إلى أرمينيا، موضحا أنه «تم نقل 11 مريضا في حالة خطرة عبر ممر لاتشين». لكن يرجح أن تستمر الأزمة.

ودعا وزير الدولة الأرميني غورغن نرسيسيان الخميس روسيا «إلى ضمان حرية تنقل الأشخاص ونقل البضائع عبر الممر»، بواسطة قوات حفظ السلام التي نشرتها منذ أواخر 2020.

وأعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الخميس أنه سيجري السبت مفاوضات مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف برعاية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، مستنكراً «الحصار» غير القانوني لناغورني قره باغ.

ولطالما كانت روسيا تتوسط تاريخياً بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين، لكن بروكسل وواشنطن نشطتا بشكل متزايد للتوسط بينهما مع تعثر موسكو المنشغلة بغزوها لأوكرانيا.

وبعد حرب خاطفة استمرت ستة أسابيع سيطرت خلالها باكو في خريف 2020 على أراض في المنطقة، وقّع البلدان وقفا لإطلاق النار تخلت بموجبه أرمينيا عن مساحات من الأراضي سيطرت عليها عقوداً.

وفي نهاية حرب 2020، تمّ نشر قوات حفظ سلام روسية في ناغورني قره باغ، لكن كثيراً ما تتّهم يريفان هذه القوات بالتقاعس.


مقالات ذات صلة

قائد «اليونيفيل»: القرار 1701 ما زال مفتاح استعادة الاستقرار على الحدود بين لبنان وإسرائيل

المشرق العربي قافلة من مركبات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) تسير في منطقة مرجعيون في جنوب لبنان... 8 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

قائد «اليونيفيل»: القرار 1701 ما زال مفتاح استعادة الاستقرار على الحدود بين لبنان وإسرائيل

أكد قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، أن القرار 1701 لا يزال مفتاح استعادة الاستقرار على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية أعمدة الدخان تتصاعد على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان بالقرب من قرية عيتا الشعب 31 أكتوبر 2024 (رويترز)

تايلاند تعلن مقتل 4 من مواطنيها بالقرب من الحدود بين لبنان وإسرائيل

أعلنت تايلاند أن أربعة من مواطنيها قُتلوا وأُصيب آخر جراء قصف صاروخي بالقرب من الحدود بين لبنان وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
المشرق العربي صورة لبلدة رميش اللبنانية بالقرب من الحدود الإسرائيلية 15 أغسطس 2024 (رويترز)

تقرير: أهالي رميش الحدودية المحاصرون بين إسرائيل و«حزب الله» عازمون على الصمود

يكافح أهالي بلدة رميش اللبنانية المسيحية الحدودية مع إسرائيل؛ للصمود وحماية أنفسهم من الصراع والمعارك بين إسرائيل و«حزب الله»، في المناطق المجاورة لبلدتهم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة التقطت من الجانب السوري للحدود مع لبنان تظهر آثار غارة إسرائيلية على معبر «جوسيه» الحدودي مع القصير في محافظة حمص السورية في 25 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

غارات إسرائيلية تستهدف معبر «جوسيه» على الحدود اللبنانية - السورية

أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية، صباح اليوم (الجمعة)، على معبر «جوسيه»، القاع الحدودي بين لبنان وسوريا، ما أدى إلى إغلاقه.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا أرشيفية لعناصر من  الشرطة الباكستانية عند نقطة تفتيش بعد صدور إنذار أمني في إسلام آباد (إ.ب.أ)

مقتل عشرة من عناصر شرطة الحدود الباكستانية في هجوم

أعلنت السلطات الباكستانية، صباح اليوم (الجمعة)، مقتل عشرة من عناصر شرطة الحدود في هجوم.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».