طلال الحمود
إعلامي وكاتب سعودي، رئيس تحرير الأخبار الرياضية في قناة العربية.
TT

مؤشر آسيا

استمع إلى المقالة

تجرَّع الهلال السعودي مرارة الإقصاء من بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة بعد الخسارة أمام مواطنه الأهلي بنتيجة أزعجت المدرج الأزرق وبعثرت آماله بالحصول على اللقب للمرة الثالثة والعودة إلى واجهة البطولات القارية مجدداً، ولم يكن هذا الفريق الحاصل على الوصافة في كأس العالم للأندية قادراً على مواجهة طوفان رياض محرز ورفاقه، بعدما ظهرت كتيبة خورخي خيسوس بمستوى متواضع برهن على وصول الفريق إلى أدنى مستوياته منذ سنوات.

عبارات الثناء التي نالها الهلال بعد فوزه الكاسح على غوانغجو الكوري الجنوبي بسبعة أهداف، تحوَّلت بعد الخسارة أمام الأهلي إلى حملة انتقادات ومطالبات برحيل المدرب البرتغالي ومعه تشكيلته من اللاعبين المحليين والأجانب، ويبدو أن مستوى النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا للنخبة ساهم في تضليل المعسكر الأزرق، لاعتبار أن اكتساح غوانغجو بنتيجة ثقيلة لم يكن يعكس قوة الفريق السعودي بقدر ما يبرهن على سوء مستوى نظيره الكوري ومعه بقية الأندية القادمة من شرق القارة، فضلاً عن أنه كشف فشل فكرة نظام البطولة منذ تقسيم القارة إلى منطقتين، وصولاً إلى إقامة مباريات الأدوار المتقدمة بالتجمع في مدينة واحدة، وانتهاءً ربما بتنظيم منافسات البطولة كاملة خلال ثلاثة أيام داخل مبنى الاتحاد الآسيوي في كوالالمبور!

ومع أن النظام الحالي لبطولة دوري أبطال آسيا للنخبة يمنح أندية غرب القارة فرصة الحصول على اللقب بعيداً عن الاصطدام بفرق الشرق على أرضهاً، فإن هذا لن يخدم مستقبل كرة القدم في القارة ولا يمكن أن يساعد على تطور اللعبة، كما أن النظام الهجين للبطولة الذي يعتمد «الفصل، الذهاب والإياب، التجمع» لا يمكن أن ينتج بطلاً حقيقياً يمكنه المنافسة في كأس العالم للأندية، خاصة أن هذا الشكل لا ينتمي إلى عالم كرة القدم الحديثة بما يحمله من جوانب فنية وتسويقية، مما يجعل دوري أبطال آسيا للنخبة بأرقامه ونتائجه مجرد مؤشر كاذب لا يمكن الاعتماد عليه في اتخاذ القرارات أو تحديد سقف التوقعات، ويكفي الوجود المتكرر لفريق مثل أوراوا الياباني في النهائي منذ 2017 وحصوله على اللقب مرتين، حتى أنه أصبح الأكثر تحقيقاً للبطولة القارية مع غيابه شبه التام عن تحقيق الإنجازات في بلاده لسنوات طويلة.

هذا المؤشر الكاذب تلاعب بمشاعر أنصار الهلال وربما بغيرهم، حين رفع الطموحات إلى أعلى سقف ثم هبط بها إلى القاع خلال ثلاثة أيام، مع أن من تابع نتائج «البلوز» في الموسم الحالي لا يمكن أن يفرط بالتفاؤل مثلما حدث بعد انتهاء مباراة الدور نصف النهائي ضد غوانغجو، أو يتناسى حال عدم الاستقرار في معسكر الهلال الذي تسبب في الخروج من منافسات كأس الملك والاقتراب من خسارة بطولة الدوري، وأخيراً الإقصاء من المسابقة القارية بطريقة يصعب على عشاق الهلال تصديقها.