ماكس ستاير
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
TT

لم كل هذه المناصب السياسية في أميركا؟

رغم مرور شهر كامل على تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، لم يحصل دونالد ترمب على تصديق مجلس الشيوخ على تشكيل حكومته حتى الآن، على عكس غيره من الرؤساء الأميركيين في العقود الأخيرة. فحتى الآن لم يجر اعتماد سوى 14 من 22 مرشحًا هم إجمالي عدد أعضاء حكومته.
وبالمقارنة، اعتمد مجلس الشيوخ أسماء 16 عضوًا في حكومة أوباما بحلول هذا التاريخ من عام 2009. وفي مثل هذا الوقت من عام 2001، اعتمد مجلس الشيوخ أسماء 18 عضوًا بإدارة جورج بوش في مثل هذا الوقت من عام 2001، و17 عضوًا بإدارة كلينتون عام 1993.
وفيما جاء إعلان ترمب عن خياراته لفريق عمله سريعًا عقب الانتخابات الرئاسية، لم تعتمد أسماء المرشحين حتى الآن، وحتى عملية المراجعة سارت ببطء. وتعرضت إجراءات الفحص والتدقيق لبعض المرشحين للتأخير بسبب معارضة الحزب الديمقراطي.
لم تكن عملية الفحص الشاقة وتأكيد اعتماد المرشحين سوى البداية، فترمب يتمتع بصلاحيات تعيين نحو 4000 مرشح سياسي، منهم 1100 يتطلبون اعتمادًا من مجلس الشيوخ، ناهيك عن الوزراء. فمن ضمن المعينين الذين يحتاجون اعتماد مجلس الشيوخ نائب ووكيل ومساعد وزير الخارجية، وكبار المسؤولين الماليين، ومستشاري العموم، والسفراء، وأعضاء مجالس الإدارة واللجان وغيرهم.
عادة يحتاج الرئيس أكثر من عام كامل للحصول على نصيب الأسد من التعيينات لمرشحيه، ليترك وراءه إدارة الهيئات والإدارات في أيدي موظفي الحكومة من غير المخولين باتخاذ قرارات حاسمة طويلة الأمد. ويترك العديد من المرشحين الذين جرى اختيارهم في البداية مناصبهم خلال 18 شهرًا، مما يخلق فراغًا آخر يتطلب معه إعادة تلك العملية برمتها من البداية.
ما من ديمقراطية أخرى لديها هذا الكم من الوظائف السياسية كما نرى في مثل الطابور الطويل من الوظائف التي تظهر مع تشكيل كل إدارة جديدة فيما يشبه تجارة الجملة، وكثيرًا ما يصاحبها فراغ في الوظائف العليا التي تستمر شاغرة لفترات طويلة. ونتيجة لذلك، فكل إدارة تعترضها بعض العقبات في تنفيذ أهدافها السياسية، حيث تصاف بعض المطبات في إدارة الوزارات الكبيرة والمعقدة.
هناك العديد من المرشحين السياسيين والعمل البيروقراطي الذي يسير بشكل هرمي اعتمادًا على مسؤولين تنفيذيين، ليفضي في النهاية إلى عنق زجاجة وخلل في الأداء. ولذلك يجب تقليص عدد الترشيحات السياسية، بالإضافة إلى ذلك، فإن الوظائف الإدارية الخالصة مثل كبار الموظفين الماليين، وموظفي التحصيل يجب تحويلهم من خلال الكونغرس من وظائف سياسية إلى إدارية.
ينبغي على الكونغرس تنظيم عملية الفحص البطيئة والمرهقة بإعداد قاعدة بيانات واحدة ثابتة على شبكة الإنترنت تشمل بيانات المرشحين، بدلاً من الاستبيانات المتعددة والمكررة المستخدمة حاليًا. ووفق هذه الخطة، يستطيع المرشح تقديم المعلومات من خلال باب واحد إلى البيت الأبيض والمباحث الفيدرالية، وجهاز المبادئ الحكومية، وجميع لجان مجلس الشيوخ البالغ عددها 17 لجنة تتمتع بسلطة قضائية على المرشحين.
ورغم أن ترمب واجه مشكلات في تعيين طاقم إدارته ومن المرجح أن يواجه المزيد من العقبات في الشهور القادمة، فإن عملية الاعتماد تسير ببطء موجع وباتت مليئة بالصعوبات لكل رئيس جديد ولكل مسؤول يجري تعيينه للعمل في الحكومة.
ولذلك، وبعد أن يستقر الغبار، على الكونغرس تمرير تغييرات من شأنها تسهيل تعيين الرؤساء القادمين لأعضاء إداراتهم بسرعة أكبر.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»