مصطفى الآغا
TT

السوبر السعودي والفيز

مشكلتنا في الحياة كما هي في الصحافة ووسائل الإعلام أن إرضاء الناس غاية لم ولن تدرك، لهذا ما علينا سوى أرضاء الله ثم إرضاء ضميرنا الشخصي والمهني والإخلاص لكلمة الحق حتى لو زعل البعض منها.
والكل يعرف أن منح الفيزا هو أمر سيادي يختص بكل دولة، لا بل إن بعض الدول التي نزورها عشرات المرات قد تمتنع عن منحنا فيزا لدخول أراضيها من دون إبداء أسباب واضحة أو حتى النقاش في هذه الأسباب.
والكل يعرف أن السوبر السعودي بين الأهلي بطل الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين مع الهلال وصيف الدوري وبطل كأس ولي العهد سيكون في العاصمة البريطانية لندن والكل يعرف مسبقًا من هم الذين سيشاركون فيه ومن هم اللاعبون وما هي أوضاعهم، لهذا فالحقيقة تحتمل أن الأهلي الذي وافق على السوبر يجب أن يكون عالما أن لديه لاعبا مصريا وآخر سوريًا قد يتعرضان لمشاكل في قصة الفيزا وبالتالي يتحمل جزءا من المسؤولية وأيضا عندما يتم التفكير بمباراة جماهيرية بين أفضل فريقين في الكرة السعودية حاليا يجب أن يتم التفكير بموضوع الفيز ليس للاعبين والجهازين الفني والإداري فقط بل حتى للراغبين بالحضور وليس للموجودين هناك فقط.
وبنفس الوقت فمن مصلحة السوبر ومصلحة المشاهد ألا تكون مثل هذه المباراة خاضعة للقيل والقال ولا خاضعة للشد والجذب الجماهيري الذي يزيد من نسبة الاحتقان والتعصب لدى جماهير الطرفين، وبالتالي فمن مصلحة نهائي السوبر أن يكون مكتمل الأركان خاليا من (لو) وخاليا من الغمز واللمز، علما بأن نفس الموضوع تقريبا حدث في أول سوبر لندني مع مدرب حراس النصر الكولومبي هيغيتا وتم حلها في اللحظات الأخيرة، والفارق أن هيغيتا لا يلعب بل يدرب وأن المهدد بالغياب هو هداف الدوري في آخر موسمين إضافة إلى لاعب يعتبر من أهم مفاتيح الأهلي وهو شيفو.
ورغم أنني شخصيًا كنت متأكدا من حصول اللاعبين على الفيزا لأسباب كثيرة وكنت مقتنعًا أكثر أنه لا أجد سبب يمنع منحهما الفيزا، فهما لاعبان كبيران ومحترفان ولديهما إقامة في المملكة العربية السعودية ولديهما بالتأكيد رصيد كبير في البنك ولديهما بطاقتا سفر ذهاب وإياب، وأيضا لديهما مكان للإقامة في لندن، ولديهما من يتكفل أيضا بمصاريف هذه الإقامة هناك وهي الأوراق التي تطلبها أي سفارة في العالم لمنح الفيزا، ولهذا لم أكن مع من قالوا إن الاتحاد سيكون بديلا للأهلي وإن الأهلي سينسحب وإن السوبر سيكون في مهب الريح وكلها أمور شغلت الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي وتابعنا فيها ردود أفعال عاطفية تقول إننا ندافع عن الهلال حينا وإننا نقف في صف السومة والأهلي أحيانًا.
الفكرة باختصار أننا إن تحدثنا عن غياب نجم من أحد الطرفين فهذا لا يعني أننا نشجع أحدهما على الآخر، بل يعني بكل بساطة أننا نتحدث بالمنطق الذي لا يعرفه المتعصبون والذين يسارعون للحكم فقط لأن رأينا لم يتوافق مع أهوائهم، ومن هنا تبدأ قصة الإعلام الموضوعي والإعلام المنتمي ومن هنا تبدأ جذور التعصب الذي قد يصل في يوم من الأيام إلى ما نخاف منه أو يؤثر سلبا على كرة القدم والمجتمع على حد سواء.