د. شملان يوسف العيسى
كاتب كويتي
TT

تهديد دول الاعتدال

تتعرض دول الاعتدال العربية إلى هجوم حقيقي من القوى الإرهابية ومن يدعمها من دول مثل إيران والميليشيات التابعة لها، تمثل ذلك في الاعتداء الإرهابي على الأردن الشقيق.
أما في الخليج فقد دفع «حزب الله» يوم أول من أمس إلى ذروة التصعيد مع دول الخليج، بعد أن دعا الشعب البحريني إلى التعبير الحاسم عن غضبه وسخطه ردا على إسقاط المنامة الجنسية عن رجل الدين الشيعي عيسى أحمد قاسم، لتأسيسه تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية دينية خارجية، ولعب دور رئيسي في خلق بيئة طائفية متطرفة.
في إيران توقع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ترجيح إمكانية ظهور مقاومة مسلحة في البحرين، بعد تجريد أحد أكبر رموز الشيعة في البلاد من جنسيته.
كيف يمكن لدول الخليج العربية، وتحديدا البحرين، حماية نفسها من التصعيد الإيراني ضدها؟ هل ستعتمد على مظلة دول الخليج العربية، أم أنها ستلجأ إلى الولايات المتحدة التي لديها الأسطول الخامس في البحرين لحمايتها من التهديدات الإيرانية؟
لا شك أن دول الخليج تسعى لإجراء إصلاحات سياسية بما يحقق الأمن والاستقرار في بلدانها، ويحقق مصالح شعوبها كلها. لكن من المفارقات الغريبة في أزمة البحرين حاليًا هو توافق الموقفين الإيراني والأميركي... فالولايات المتحدة دعت إلى التهدئة وعدم التصعيد. ولكن كيف لنا في الخليج مواجهة التمدد الإيراني، الخطر ذي النزعة الطائفية البغيضة التي تعمل على عسكرة الخلافات الطائفية، وتصعيدها ورفضها الحوار والتفاهم مع دول الخليج؟
السؤال، ما الآثار السلبية على المنطقة ككل من هذا التصعيد الإيراني؟ علينا أن نعي بأن هدف إيران الحقيقي ليس دينيًا كما يدعون لحماية الأقليات الشيعية في الوطن العربي والخليج، بل هو تحقيق المصلحة القومية الإيرانية بالتوسع في المنطقة، وفرض قوتها وهيمنتها على الدول العربية والخليج. بمعنى آخر، التصعيد الإيراني بإثارة القضية الطائفية من منطلق قومي محلي ولا يمت للدين بصلة.
ما البدائل والتصورات العربية للتصدي للإرهابيين والتوسع الإيراني في المنطقة، خصوصا أن حرب الإبادة الطائفية قد بدأت بقتل المئات من أهالي الفلوجة في العراق، على أيدي الحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني بقيادة سليماني؟.. مصيبتنا في الخليج هي أن دول الخليج لا تزال سياساتها مشتتة تجاه الخطر الداهم على منطقتنا... صحيح الجميع يعلن حرصه على حماية أمن المنطقة... لكن لا توجد سياسة موحدة وقوية لكيفية مواجهة خطر التمدد الطائفي الذي تغذيه إيران.
ليس أمام دول الاعتدال العربي إلا التنسيق مع الولايات المتحدة لردع أي تمدد إيراني في المنطقة، وإجراء الإصلاحات الداخلية المطلوبة نحو تحقيق الدولة المدنية، التي عمادها القانون والعدالة والمساواة، واحترام حقوق الإنسان وتحقيق مفهوم المواطنة والولاء للوطن، وهذا أمر شرعت فيه دول الاعتدال العربية.