طارق الحميد
صحافي سعودي، عمل مراسلاً في واشنطن. تدرَّج في مناصب الصحيفة إلى أن أصبحَ رئيس تحرير «الشرق الأوسط» من 2004-2013، ورئيس تحرير مجلة «الرجل» سابقاً. محاضر دورات تدريبية في الإعلام، ومقدم برنامج تلفزيوني حواري، وكاتب سياسي في الصحيفة.
TT

حسن نصر الله.. إلا إسرائيل!

في كلمته الأخيرة المتشنجة حول تصفية إرهابي «حزب الله» بدر الدين مصطفى، قائد عمليات الحزب في سوريا، يقول حسن نصر الله إن إسرائيل أنصفت حزبه أكثر من «الأعراب»، بحسب وصفه، مهاجما الدول السنية، ومتهما إياها، وتحديدا السعودية وتركيا وقطر، بينما وصف إسرائيل بالإنصاف، ولم يتبق إلا أن يقول: إلا إسرائيل!
في خطابه حاول حسن نصر الله جاهدا الظهور بمظهر المتماسك وغير المتأثر بتصفية الإرهابي مصطفى بدر الدين، وحاول دفع التهمة عن إسرائيل والقول بأن المعارضة السورية هي من قامت بقتله، ومنافحة نصر الله عن إسرائيل هذه ليست الأولى، بل إن الدائرة الإعلامية في حزبه حذرت الإعلاميين على أثر تصفية مصطفى بدر الدين من ضرورة عدم الإشارة إلى دور إسرائيلي في العملية. واليوم يقول نصر الله، ومن أجل حفظ ماء الوجه أمام مريديه، إن إسرائيل منصفة، ولا دليل على تورطها، لأنه عاجز عن التصرف بشكل فعال ضد إسرائيل التي سبق وقامت بتصفية عماد مغنية في سوريا، وقبل الثورة. كما صفت إسرائيل بعد الثورة السورية، وفي دمشق، سمير القنطار، كما صفت هناك جهاد عماد مغنية، وجنرال إيراني، بالعملية نفسها، ورغم كل ذلك ابتلع شبيح الضاحية لسانه، واكتفى بالصراخ!
وسبب ذلك بسيط، وهو أن «حزب الله» الإرهابي، وعلى رأسه نصر الله، يعيشان عزلة، وورطة، على عدة اتجاهات، وأهمها داخل أوساط الحزب نفسها غير المقتنعة بتفسيرات تصفية مصطفى بدر الدين، واليوم يرى أتباع الحزب، ومريدوه، نصر الله يقول: إن إسرائيل أكثر إنصافا من «الأعراب»، ولم يتبق إلا أن يقول شبيح الضاحية علنا: إلا إسرائيل، رغم أنه قالها فعليا بخطابه المتشنج، الذي عكس ورطته في لبنان الذي يواجه فيه الآن معركة العقوبات الأميركية على عمليات تمويل «حزب الله» الذي يهدد لبنان الآن بالإفلاس. وكذلك ورطة الحزب في سوريا، حيث تتوالى الصفعات، وورطة الدفاع عن إيران التي تهرول خلف أميركا التي يتهم حسن نصر الله «الأعراب» بالعمالة لها!
ولذا فقد كان نصر الله يصرخ في خطابه، ولا يتحدث، وكان صراخه على قدر الألم والحرج، حيث الصفعات المتوالية في سوريا، وآخرها، وأكثرها ألما، مقتل مصطفى بدر الدين الرجل الثاني بـ«حزب الله» قرب مطار دمشق الذي يقول نصر الله مفاخرا إنه تحت سيطرة نظام الأسد! فهل هناك تناقض أكثر من هذا حيث يقول: إن المنطقة تحت سيطرة الأسد في الوقت نفسه الذي قتل فيه مصطفى بدر الدين بالمنطقة نفسها؟ ثم يقول نصر الله إنه حاول منع مصطفى بدر الدين من الذهاب إلى سوريا «حفاظا على حياته، وكنت أطلب منه إدارة المعركة من لبنان»، ثم يعود شبيح الضاحية ليهدد بإرسال مزيد من القادة إلى هناك! فعلا قمة التناقض، ودليل على كبر حجم ورطة شبيح الضاحية حسن نصر الله.
[email protected]