تناول الكافيين
* ما الكمية الطبيعية من الكافيين التي يُمكن تناولها خلال اليوم؟
سهام - الإمارات.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. وبداية.. تناول الكافيين يساعد على زيادة مستوى اليقظة الذهنية ويُخفف من الشعور بالإعياء ويُحسّن من مستوى قدرة الدماغ على التركيز الذهني. ويُعتبر تناول كمية لا تزيد على 400 مليغرام من الكافيين في اليوم، آمنًا صحيًا لغالبية البالغين الأصحاء، أي الذين يتمتعون بصحة جيدة وليس لديهم أمراض مزمنة في القلب أو الأوعية الدموية، وغيرهما من أنواع الأمراض المزمنة.
وتعادل هذه الكمية تقريبًا تناول أربعة أكواب من القهوة، أو ستة أكواب من الشاي الأسود، أو ثماني أكواب من الشاي الأخضر، أو عشر عبوات من المشروبات الغازية، أو عبوتين من أحد أنواع مشروبات الطاقة الشائعة. ولكن يجدر ملاحظة المحتويات الأخرى لعبوات المشروبات المذكورة، كالسكر وغيره، التي تتسبب بأضرار صحية ثابتة علميًا.
ولاحظي معي بالنسبة للقهوة، أنه كلما زاد تحميص حبوب البُنّ قلّت كمية الكافيين فيها، بمعنى أن القهوة العربية المُعدّة من مطحون حبوب البُنّ المُحمصّة بدرجة متوسطة، تحتوي على كمية كافيين أعلى من القهوة الأميركية أو الإسبرسو، أو القهوة التركية المُعدّة من مطحون حبوب بن تم تحميصها بدرجة أكبر. وأيضًا، فإن الشاي الأحمر المُعدّ من أوراق الشاي الأسود، يحتوي على كمية من الكافيين أعلى من تلك الموجودة في الشاي الأخضر.
الكافيين قد يكون مناسبًا للبالغين ضمن عدم تجاوز تناول تلك الكمية بالعموم، ولكن بالنسبة للأطفال يختلف الأمر، ذلك أن المصادر الطبية تنصح بعدم تجاوز المراهقين تناول كمية أعلى من 100 مليغرام كافيين في اليوم، وأقل من هذه الكمية بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا.
وتجدر أيضًا ملاحظة أن تناول البالغين للكافيين قد يسبب لهم، حتى ضمن أقل من 400 مليغرام، تأثيرات صحية غير مريحة، وربما تفاعلات عكسية مع بعض أنواع الأدوية التي يتناولونها. والشخص البالغ حينما يتناول كمية تفوق 500 مليغرام كافيين، فإنه قد يُلاحظ معاناته من الأرق وسهولة النرفزة وعدم الاستقرار وسهولة التوتر والشعور بعدم الراحة في المعدة وتسارع نبض القلب وتوتر في العضلات وغيرها.
ومن المهم ملاحظة أن لدى بعض البالغين حساسية من الكافيين أعلى بالمقارنة مع غيرهم، بمعنى أن تناول كوب من القهوة قد يُؤثر في شخص بالغ بشكل أكبر من تأثير ذلك الكوب على شخص بالغ آخر. كما أن تكيف الجسم مع كمية الكافيين المتناولة في اليوم يتطلب تعودًا متدرجًا لتحمله دون التسبب بآثار سلبية غير مريحة لدى المرء. وتشير المصادر الطبية أيضًا إلى أن الرجال أكثر تأثرًا بالكافيين من النساء، اللواتي يستطعن تحمله أكثر من الرجال.
الطفل والقلق
* كيف أساعد أطفالي في التغلب على القلق؟
أم سامي - الأردن.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول نشوء حالة من القلق لدى بعض أطفالك جراء بعض الاضطرابات الأسرية لديك. وصحيح أن الأطفال بالعموم لا يحملون هموم تكاليف الحياة اليومية ولكنهم يتفاعلون مع مجريات أحداث الحياة اليومية ولديهم همومهم الدراسية وتوترات علاقاتهم بأصدقائهم ومدى تحقق رغباتهم في اقتناء الأشياء والاستمتاع بها، وخاصة الأسرية منها، ولذا من الطبيعي أن تنتاب الطفل فترات من القلق والتوتر والتفكير في المستقبل، ما يتطلب بناء الثقة في النفس والتفاؤل لديهم، للتكيف مع متغيرات الحياة اليومية.
تحديدًا، فإن على الأم والأب ملاحظة أن الأطفال والمراهقين قد يقلقون من أشياء كدرجات الاختبارات، ومن تغيرات أجسامهم مع النمو والكبر في السن، وأيضًا من تعاملهم مع الأصدقاء، ومن أدائهم في الألعاب الرياضية، ومن ضغط أقرانهم في المدرسة أو في العائلة. أما المراهقون، ونتيجة لبدء شعورهم وإدراكهم للعالم المحيط بهم، يبدأ لديهم القلق والتوتر في إثبات الذات والنجاح في التحصيل العلمي وتقبل الجنس الآخر لهم، وغيرها من الأمور التي تهمهم.
إدراك الأم لهذه الأمور جانب أساسي في بناء تعامل سليم لديها مع تنشئة الطفل والمراهق بطريقة صحية من النواحي البدنية والنفسية. هذا أولاً، وثانيًا، فإنه مع مرور الأسرة بمتغيرات واضطرابات في العلاقة بين الأب والأم يجدر بهما أن يتعاملا فيه بطريقة لا تُؤذي الأطفال ولا تضر بنموهم البدني والنفسي، وهو جزء من تحملهما المسؤولية كوالدين. والأمر الثالث، ضرورة التقرب من الطفل والمراهق لفهم ما يدور في ذهنه وما يشغل باله وما هي أولويات اهتمامه، ذلك أن الأولويات التي نضعها لهم مثل التحصيل العلمي والدراسي قد لا تكون هي كذلك لديهم، رغم اهتمامهم بالدراسة ونجاحهم فيها، بمعنى ضرورة الحديث معهم ومساعدتهم في التعبير عمّا يدور في ذهنهم.
وأذكر لك ما يقوله الأطباء من «مايو كلينك» حول هذا الأمر، بأن مساعدة الطفل والمراهق في التعامل مع القلق مفيد جدًا له في حياته ويُمكن للوالدين المساعدة في تحقيق ذلك بنجاح، في إشارة منهم إلى صعوبة ذلك لدى البالغين حينما ينتابهم القلق.