حسين شبكشي
رجل أعمال سعودي، ومستشار اقتصادي لعدد من الشركات الخليجية الكبرى، وعضو مجلس إدارة ورئيس مجلس إدارة في عدد من الشركات السعودية والأجنبية. نشر العديد من المقالات في مجالات مختصة، وفي صحف ومجلات عامة في العالم العربي. اختير عام 1995 «أحد قادة الغد» من قبل «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس. أول رجل أعمال سعودي وخليجي ينضم إلى «منتدى أمير ويلز لقادة الأعمال».
TT

إخوان «القفا»!

خرج علينا منذ أيام داعية متطرف معروف بانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين ومعروف برسائله عبر وسائل الفيديو التي تعرض على موقع «يوتيوب» بأسلوب الـ«Close up»، فلا يظهر منه سوى طلعته البهية وسيل من أقذر الألفاظ التي لا يقوى على سماعها العاقلون والراشدون والبالغون والمحترمون.
هل قلت لكم إنه «داعية»؟ المهم خرج علينا مؤخرا هذا الداعية ليوضح «موقفه» من مشروع قناة السويس الجديدة التي وصفها بأن «طشت أمه أكبر منها»، ليكون بالتالي ثاني شخصية عربية مشهورة ومعروفة تستخدم «الطشت» كمرجعية، وذلك بعد استخدام المغنية المصرية المعروفة عايدة الشاعر التي أكدت في إحدى أغنياتها أن «الطشت قال لي». وبعيدا عن الهزل الذي عرف به الرجل فهو عرف أيضا بالإهانة وسوء اللفظ والسباب والطعن والشتيمة بحق رموز السعودية دون أن يتبرأ منه قادة الإخوان المسلمين ولا المنابر «الشقيقة» التي «تسمح» له بالبث منها.
فيلم الإخوان المسلمين بات مفضوحا وعلاقتهم بالعنف لا يمكن إنكارها: تصريح أحد قادتهم وتحديدا محمد البلتاجي بعد سويعات من ثورة 30 يونيو (حزيران) في مصر بأن التفجيرات والقتل الذي انطلق في سيناء سيتوقف «فورا» حين عودة محمد مرسي للرئاسة. كذلك عندما نراجع تطورات أحداث المنطقة نرى التنسيق الذي كان يحصل بشكل لا يمكن إغفاله بين إيران وأدواتها في المنطقة مع الإخوان المسلمين والتي كان أبرزها محطة إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران في عهد مرسي بعد انقطاع لمدة تزيد على ثلاثة عقود، وعقد صفقات استثمارية وصفقات سياحية غير مسبوقة.. كل ذلك وسوريا تُنسف وتُقذف وتدمَّر من بشار الأسد الذي فاخر بدعمه ومساندته وتأييده أحمد نجاد. أيضا لا يمكن نسيان دعوة حزب الله لتونس إلى المشاركة في مناسبة حكومية خلال فترة حكم حزب النهضة التابع للإخوان المسلمين وحزب الله المشارك بعتاده وجنده وإعلامه في قتال السوريين كما هو معروف، ودعمه الإجرامي لنظام الأسد المجرم.
إنها لحظة الغفلة التي أخذ فيها معظمنا «على قفاه» كفّا صادما كان بمثابة نداء إيقاظ يوضح من يتاجر باسم الدين ويقسم أهل البلاد بين «عشيرته» و«مؤمنين» ومن هم غير ذلك، ومن يتعاون بأي «ثمن» مع من هو كل مخالف ومختلف لأجل هدفه والوصول إليه، وليّ أذرع النصوص لغايات خاصة وسياسة باتت مكشوفة ومفضوحة، ولا يمكن أن يفسر هذا الهوس بمحمد مرسي وجماعته والتركيز الكامل عليها وسط إهمال حقيقي من نفس جماعة «المسلمين» الذين هم حريصون على «نصرة إخوانهم» للقضية الأهم وهي قضية إبادة السوريين عن طريق نظام مجرم ودموي.
الداعية إياه الذي خرج بخطابه الدنيء هو فصل آخر من المسرحية الهزلية التي يعيشها اليوم كثير في العالم العربي ممن كانوا ضحية الاتجار بالدين وبيع سلعة على أيدي من لا يستحق. ولا أملك في ختام هذه الكلمات إلا أن أتذكر إحدى درر مقولات أنصار الجماعة في إحدى المظاهرات أمام مبنى الاتحادية في مصر، حينما صرخ بأعلى صوته وقال أمام الكاميرا: «جبنة نيستو يا معفنين»!