سعد المهدي
TT

لماذا هم غاضبون من ديربي لندن؟

أكثر من بطولة دولية ودية خلال هذا الشهر يشارك فيها عدد من أندية العالم في أكثر من أربع دول بغرض التحضير للموسم المقبل، والترويج للمنتجات والأندية والنجوم، مقابل عوائد مالية مجزية بعضها مغرية.
خذ مثلا، بطولة الكأس الدولية للأبطال التي تلتقي فيها فرق كرة القدم لعدد من أندية العالم، وتقام في الصين والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا، حيث وزعت الفرق المشاركة بينها، حيث تلعب كل مجموعة في بلد وينتهي الأمر بنهائيات في أحدها، وكان بطل النسخة الماضية مانشستر يونايتد الذي واجه ليفربول، وبطولة مماثلة يستضيفها الآرسنال الإنجليزي في ملعبه في العاصمة لندن، ودربيات إسبانية في أستراليا، وإيطالية في الصين، وغيرها من البطولات الودية والجولات التي تستهدف الترويج والانتشار، وتنتهي بمكتسبات عدة.
لنتصور مثلا، لو أن عددًا من الأندية السعودية وجدت لها مكانًا في مثل هذه البطولات أو الجولات، ولنقيس حجم الأرباح والخسائر؟ لياقيا وبدنيا وفنيا ثم ماليا وإعلاميا؟. ولنقارن ذلك بمباراة واحدة محليا مثل السوبر الذي سيجمع النصر والهلال الذي قرر له اتحاد الكرة أن يلعب في لندن وهي تجربة لن يتجاوز نجاحها أكثر من أن تنتهي دون أي تداعيات سيئة، فيما سيكون فشلها كافيًا للقضاء على الفكرة الجيدة، ولنقارنها بالمشاركة في مثل تلك البطولات أو الجولات التي لن يتجاوز فشلها بعض النتائج غير الجيدة في مواجهات مع أندية عالمية وفي أقل فوائدها أنها ستتيح لأحد الأندية السعودية فرصة بعث الرسالة المطلوبة في ظروف مثالية جماهيريا وإعلاميا.
أن يقام الديربي السعودي في إحدى دول الخليج العربي، أو حتى دولة عربية أخرى، يمكن فهمه على أنه قيمة مضافة يمكن الاحتفاء بها من طرف الجمهور الكروي لهذه الدول الذين يمكن أن تجد من بينهم كثيرين يرون فيها فرصة مواتية لحضور مواجهة كروية يعرفون عنها الكثير، ويرون في الفريقين وعناصرهما ما يمكن أن يثير فيهم الشغف والرغبة في الحضور للاستمتاع وللتعرف أكثر على القيمة التنافسية والفنية والعناصرية، أما في لندن أو مدريد وباريس وبرلين، فالأمر لن يتجاوز مناسبة خاصة يطير لها البعض من السعوديين أو المقيمين هناك تماما كما لو كان حفلا غنائيا يحييه النجم الجماهيري رابح صقر.
لكن لماذا يرى البعض في فكرة ديربي لندن تجاوزا لمصايف السعودية، بينما جل الأندية تقيم معسكراتها التحضيرية لكل موسم في أوروبا ودول أخرى ولا يوجد مثل هذا الاستنكار إلا من البعض؟ والجواب يتحول إلى سؤال كبير؟ هل لدينا في مصايفنا ما يمكن أن يفي باحتياج التحضير المثالي من سكن وملاعب ومستلزمات وأدوات رياضية وعيادات طبية وتسهيلات لفرق من الخارج للعب مباريات ودية؟ بالطبع لا، ولا كبيرة، مما يعني أنه كان يجب أن نستبدل لغة الاحتجاج المكرر على هجر هذه المصايف ونختصر الزمن في حث المستثمرين أو الدولة على إقامة مثل هذه المجمعات المستوفية الشروط والصالحة لأن تحتضن ولو بعض من يرغب في إقامة معسكراته الطويلة والقصيرة فيها، لو كان ذلك لتغير الحال ولحق لنا أن نتطلع لإقامة الديربي وغيره من البطولات الدولية لسد الاحتياج ودعم برامج السياحة الداخلية في الباحة وأبها والطائف.
اهتزاز الثقة في اتحاد الكرة يشي بتحول كل قراراته إلى حالة جدلية عبثية، حتى السليمة منها، وهذا الأمر يحتاج من القائمين على الاتحاد إعادة الثقة مع شركائه من الأندية والجماهير، يبدأ ذلك بإعادة صياغة خطابه الإعلامي المرتبك، والسرعة في حسم قراراته، وزيادة الشفافية، وإقناع الجميع أنه موجود وليس كيانا هلاميا كما يرى البعض.