التهاب الأذن الخارجية لدى الأطفال... إجراءات وقائية قبل العلاج

تحذيرات طبية أميركية من الإسراع في استخدام المضادات الحيوية

التهاب الأذن الخارجية لدى الأطفال... إجراءات وقائية قبل العلاج
TT

التهاب الأذن الخارجية لدى الأطفال... إجراءات وقائية قبل العلاج

التهاب الأذن الخارجية لدى الأطفال... إجراءات وقائية قبل العلاج

يعتبر التهاب الأذن الخارجية (otitis externa) من أشهر الأمراض التي تصيب الأطفال في عامهم الأول. وعلى الرغم من أن هذه الإصابة بسيطة ومعتادة فإنها في الأغلب تسبب آلاماً شديدة للطفل، وقد تكون من أكثر الأمور الطبية التي يضطر فيها الطفل إلى تناول المضادات الحيوية دون مبرر حقيقي، إذ إن هذه الإصابة على الرغم من كونها مزعجة للطفل فإنها تتماثل للشفاء بشكل تلقائي، إذ إن الأعراض تتحسن بنسبة 60 في المائة في اليوم الأول، وتتحسن بنسبة تصل إلى 80 في المائة في الأيام القليلة التالية للإصابة في حدود 3 أو 4 أيام.
وحذرت أحدث توصيات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP من خطورة إعطاء المضادات الحيوية للأطفال في التهاب الأذن الخارجية، إلا إذا استمرت الأعراض عدة أيام دون أي تحسن يذكر. وأشارت إلى أنه حتى التهاب الأذن الوسطى التي توجد بها إفرازات غير صديدية يمكن ألا يحتاج للمضادات الحيوية، وفي المقابل فإنه يحتاج إلى مجرد إجراءات علاجية لتلطيف الحالة باستخدام خوافض الحرارة والكمادات الدافئة وحث الطفل على تناول السوائل بكثرة.
- أعراض التهاب الأذن
يحدث التهاب الأذن بشكل متكرر في الأطفال أكثر من البالغين. وحسب دراسة أميركية فإن 23 في المائة من الأطفال الأميركيين سوف يصابون بالتهاب الأذن قبل بلوغهم العام الأول، وذلك نتيجة لأن قناة «استاكيوس» في الأطفال أقصر منها في البالغين، وهو الأمر الذي يجعلها أكثر عرضة لدخول الميكروبات المختلفة سواء البكتيريا، وهي المتسبب الرئيسي في حدوث الإصابة، أو الميكروبات الفيروسية أو الفطرية بشكل أقل حدوثاً وحدة.
أما لدى البالغين، فإن التهاب الأذن الخارجية يحدث فيما يسمى أذن السباح نتيجة لتراكم المياه بشكل كبير خارج طبلة الأذن، ما يسبب الالتهاب البكتيري وفي الأغلب يكون بالبكتيريا الستافيلوكوكس أو الستربتوكوكس.
ولدى الأطفال، فإن الجهاز المناعي يتمكن في الأغلب وعلى الرغم من عدم اكتمال نضجه، من مقاومة البكتيريا والتغلب عليها. وعلى الرغم من أن الطفل يكون دائم الهرش في أذنه وقد يتسبب في حدوث خدوش الأذن الخارجية، فإن المناعة المكتسبة من الأم تكون قادرة على المقاومة ولا تحتاج مضادات حيوية.
بطبيعة الحال يكون أهم عرض في التهاب الأذن الخارجية هو أن الطفل دائماً يلامس أذنه أو يحاول شدها. وأشارت الأكاديمية الأميركية إلى أن هذا الفعل قد يكون ملطفاً للأعراض في حد ذاته، وفي بعض الأحيان يمكن للطفل أن يقوم بهذا لمجرد معرفة جسده وعلى الأم ألا تقلل من ذلك ما دام أن الطفل لم يعانِ من ارتفاع في درجة الحرارة، ولكن على الأم أن تلاحظ إذا كان الطفل يقوم بالبكاء بشكل مبالغ فيه أم لا، خصوصاً أثناء وضعه على السرير، ما يشير إلى آلام في الأذن. وأيضاً يمكن أن تتغير شهية الطفل ولا يقبل على الرضاعة أو الأكل بشكل جيد، وأيضاً يمكن أن يعانى من قيء أو إسهال كما يعاني الطفل من صعوبات في النوم ولا ينام بالقدر الكافي، ويمكن أيضاً أن يعاني الطفل من الصداع، ما يتسبب في زيادة نوبات البكاء كما يحدث نزول لسوائل بيضاء أو صفراء اللون من الأذن، ويمكن أيضاً أن تكون هذه السوائل رائحتها كريهة.
- الوقاية والعلاج
• الوقاية في معظم الأحيان لا يمكن منع حدوث التهاب الأذن الخارجية أو عمل إجراءات وقائية، ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تلعب دوراً في تلافي الإصابة مثل إبعاد الطفل عن التدخين السلبي، إذ إنه يضعف مناعة الطفل ويهيئه للإصابة بالبكتيريا وأيضاً يجب على الأم أن تقوم بتجفيف أذن الطفل بشكل جيد ولا تترك السوائل أو المياه العادية تتجمع خارج طبلة الأذن، ما يجعلها بيئة خصبة لنمو البكتيريا. ويمكن أيضاً للتطعيم الخاص بالميكروب المسبب لالتهاب الجهاز التنفسي أن يساعد في الوقاية من التهاب الأذن، إذ إن كلا الميكروبين من البكتيريا الموجبة لصبغة غرام.
وحسب دراسة للمعهد الوطني الأميركي، فإن الأطفال الذين سبق تلقيهم تطعيم الجهاز التنفسي، كان عدد مرات إصابتهم بالتهاب الأذن أقل من غيرهم. وأيضاً يقلل تطعيم الإنفلونزا الذي يمكن للأطفال فوق عمر 6 شهور من احتمالات الإصابة بشكل كبير. وأيضاً تعتبر الرضاعة الطبيعية من أهم العوامل الوقائية في تجنب الإصابة بالتهاب الأذن الخارجية، حسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ويجب على الأم أن تكون يقظة لأي شيء خارجي يلامس أذن الطفل، سواء وضعه الطفل بيديه عن طريق الخطأ أو دخل أذن الطفل أثناء نومه أو لعبه، إذ إن بعض الألعاب يمكن أن تحدث شروخاً في الأذن الخارجية وأحياناً طبلة الأذن، خصوصاً الأقلام وما إلى ذلك.
• العلاج. يجب على الأم أن تقوم بالذهاب إلى الطبيب في الحالات الآتية: إذا ارتفعت درجة الحرارة عن 39 مئوية حتى مع استخدام خوافض الحرارة، وإذا كانت الإفرازات التي تنزل من الأذن أقرب إلى أن تكون سميكة القوام وكريهة الرائحة وأيضاً في حالة استمرار الأعراض أكثر من 5 أيام.
وفي الأغلب يقوم الطبيب بوصف المضاد الحيوي في هذه الحالة، إذ إن العلاج بالوسائل الملطفة لم يكن ذات أثر فعال، ويكون في الأغلب من المضادات الحيوية واسعة المجال حسب وزن الطفل وتكون مدة العلاج نحو أسبوع. والجرعات على قدر الإصابة، بمعنى أنه في حالة الإصابة البسيطة تكون الجرعة 59 ملغم لكل كلغم من وزن الطفل مقسمة على 3 مرات كل 8 ساعات. وفي حالات الإصابة الشديدة يمكن أن تصل الجرعة إلى 100 ملغم لكل كلغم. ويجب أن يتم العلاج بالكامل وعدم الاستهانة بالمرض، إذ إنه على الرغم من بساطته فإنه يمكن أن يتسبب في فقدان الطفل للسمع إذا لم يتم علاجه بالشكل المناسب.
- استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.