من هو البابا بنديكتوس السادس عشر؟

سيرة حياة أول بابا يستقيل منذ 600 سنة

من هو البابا بنديكتوس السادس عشر؟
TT

من هو البابا بنديكتوس السادس عشر؟

من هو البابا بنديكتوس السادس عشر؟

مؤلف هذا الكتاب هو الباحث الإيطالي أندريا تورنييلي، أحد كبار المختصين بشؤون الفاتيكان والقضايا الدينية المسيحية الكاثوليكية، كما أنه كان من المقربين من البابا المستقيل لسنوات طويلة حتى قبل أن يصبح بابا. وهو يقدم هنا صورة متكاملة عن سيرة حياة هذا الرجل الذي شغل وسائل الإعلام لأسباب شتى بشكل لم يسبق له مثيل من قبل. فمن هو هذا البابا يا ترى؟ على هذا السؤال يجيب المؤلف قائلا ما معناه: ولد جوزيف راتزنجير الملقب حاليا بالبابا بنديكتوس السادس عشر في قرية صغيرة بإقليم بافاريا في ألمانيا عام 1927، وفي السادس عشر من شهر أبريل (نيسان) على وجه التحديد. وكان والده ضابطا في البوليس الألماني، وكاثوليكيا ملتزما بشعائر دينه ومتحمسا جدا لها.
ومعلوم أن ألمانيا كانت ولا تزال مقسومة إلى قسمين من الناحية المذهبية: قسم بروتستانتي في الشمال أساسا وهو يشكل أغلبية نسبية، وقسم كاثوليكي موجود في الأقاليم الجنوبية عادة.
ولهذا السبب فإن الصغير جوزيف راتزنجير ورث عن عائلته ذلك العداء المذهبي للبروتستانتيين. وسوف تلاحقه هذه المشاعر المذهبية زمنا طويلا وربما حتى اليوم. فالبروتستانتيون يتهمونه بأنه لا يحبهم حتى بعد أن انتخب بابا للفاتيكان. وربما لم يكونوا مخطئين، فهو يعتبرهم في قرارة نفسه مجرد هراطقة! وبالتالي فليس المسلمون هم وحدهم الذين يكرهونه ويشتبهون به، وإنما البروتستانتيون أيضا، بل هم بالدرجة الأولى. من هذه الناحية فليس مأسوفا عليه! فهو رغم علمه الكبير بقي متعصبا كاثوليكيا. للتأكد من ذلك يكفي أن نقارن بينه وبين عدوه اللدود هانز كونغ المنفتح كل الانفتاح على الأديان والمذاهب الأخرى، وبالأخص على الإسلام والبروتسانتية. أين الثرى من الثريا؟ تحية للمجدد الكبير البروفسور هانز كونغ.
ثم يقول لنا المؤلف بأنه كانت له أخت راهبة تدعى ماريا، وقد كرست حياتها كلها له ولخدمته حتى ماتت عام 1991، وكانت تهتم به وبشؤونه المنزلية ونظافة ملبسه وطعامه.. إلخ. وله أخ راهب أيضا ويدعى جورج، وهو أكبر منه بسنتين ولا يزال حيا.
وفي عام 1939 دخل الشاب جوزيف راتزنجير إلى الدير لكي يتلقى التعاليم الدينية ويصبح راهبا، ولكن اندلعت في العام نفسه، كما نعلم، الحرب العالمية الثانية، وعندئذ أجبروه على الانخراط في منظمة الشبيبة الهتلرية. وكان عمره آنذاك اثني عشر عاما فقط، ومع ذلك فسوف يعيبون عليه ذلك لاحقا، وسوف يحاول غلاة الصهاينة استخدام هذه المسألة لابتزازه والضغط عليه حتى بعد أن أصبح بابا. ومعلوم أنهم خبراء في هذا المجال ولا يشق لهم غبار.
ولكن البابا صرح في مذكراته بعد سنوات طويلة بأنه لم يطلق طلقة نارية واحدة في حياته رغم كل تلك السنوات التي قضاها في صفوف الشبيبة الهتلرية أولا، ثم الجيش الألماني ثانيا. وقد هرب من الجيش قبيل استسلام ألمانيا وانهيار النظام النازي بأيام قليلة.
وعندئذ اعتقلته قوات الحلفاء عام 1945، حيث التقاه الكاتب الألماني الشهير (أو الذي سيصبح شهيرا لاحقا) غونتر غراس. ومعلوم أنه هو أيضا كان منخرطا في صفوف الشبيبة الهتلرية، وقد اعترف بذلك مسببا فضيحة نسبية، أو فرقعة حقيقية في الأوساط الأدبية والسياسية.
ولكن اعتقاله لم يدم طويلا؛ إذ سرعان ما أطلقوا سراحه؛ نظرا لعدم أهميته في النظام النازي. وهكذا عاد إلى الدير من جديد لكي يواصل علومه الدينية، ثم دخل بعدئذ إلى جامعة ميونيخ، حيث درس الفلسفة وعلم اللاهوت في آن معا. وقد حضر رسالة دكتوراه تحت العنوان التالي: «شعب الله وبيته في العقيدة اللاهوتية للقديس أوغسطينوس». وهو أعظم قديس في المسيحية ويعد من المرجعيات اللاهوتية الكبرى.
وفي تلك السنوات كان جوزيف راتزنجير يركب الدراجة ويجوب شوارع مدينة ميونيخ الجميلة طولا وعرضا. وكان شغوفا بالعلم لا يشبع. وقد درس الفلسفة المثالية الألمانية التي تعتبر أعظم فلسفة في العصور الحديثة. ونقصد بها تلك الفلسفة التي أسسها كانط ثم تابعها من بعده بأشكال شتى فيخته، وشيلنغ، وهيغل، والشاعر الكبير هولدرلين، وسواهم.
وبالتالي فالرجل لم يحصر نفسه بالعلوم الدينية أو اللاهوتية، وإنما تجاوزها إلى البحوث العلمية والفلسفية. ولذلك أصبح لاحقا أكبر عالم وفيلسوف في تاريخ البابوية منذ أن كانت قد تأسست قبل ألفي سنة وحتى اليوم.
ولهذا السبب عينوه أستاذا لعلم اللاهوت في جامعة بون بين عامي 1963 - 1966، وأصبح بالتالي أصغر أستاذ جامعي من حيث سنه أو عمره في كل أنحاء ألمانيا. وابتدأت شهرته تصعد وتكبر شيئا فشيئا.
ثم أصبح أستاذ علم اللاهوت في كلية توبنجين بين عامي 1966 - 1969، وهي الكلية التي خرجت سابقا الثلاثي العبقري الشهير: هيغل، شيلنغ، هولدرلين. ومن كان عميد الكلية آنذاك؟ إنه العالم اللاهوتي المجدد الكبير هانز كونغ الذي ذكرناه آنفا. ومعلوم أنه اختلف معه لاحقا واتهمه بالرجعية، وحذر من انتخابه بابا في روما. ولكن يبدو أنه غير رأيه فيما بعد وتصالح معه بعد أن زاره في مكتبه بالفاتيكان. والواقع أن هانز كونغ من كبار المجددين في العلوم اللاهوتية المسيحية. هذا في حين أن جوزيف راتزنجير أصبح محافظا جدا بعد أن كان تقدميا من الناحية الدينية والعقائدية.
نعم.. لقد كان جوزيف راتزنجير تقدميا ومجددا أثناء انعقاد المجمع الكنسي المشهور باسم الفاتيكان الثاني بين عامي 1962 - 1965، وقد دعا آنذاك إلى تجديد العقيدة المسيحية لكي تساير العصر وتتصالح مع الحداثة. وأيد القرارات اللاهوتية الانفتاحية الجريئة التي اتخذها هذا المجمع الشهير. ولكنه فيما بعد تراجع عن خط التجديد بعد أن رأى اللاهوتيين الألمان يقتربون من الماركسية ويعتنقون الأفكار اليسارية. وعندئذ خاف على العقيدة المسيحية وأصبح أكثر تحفظا أو محافظة، إن لم نقل رجعية.
وفي عام 1969 عينوه أستاذا لتاريخ العقائد في جامعة راتسبونغ التي ألقى فيها محاضرته الشهيرة عام 2006 وأثارت عليه نقمة العالم الإسلامي كله. ومعلوم أنها تركت جرحا لا يندمل. ولكنه في ذلك الوقت، أي قبل سبعة وثلاثين عاما، كان مجرد أستاذ لتاريخ العقائد في تلك الجامعة. لا ريب في أنه محق بإدانة العنف الذي ترتكبه الجماعات المتطرفة باسم الله أو الدين. ولكن هذا العنف اللاهوتي غير محصور بدين واحد كما أوهم، وإنما هو موجود في جميع الأديان، وإن في فترات متفاوتة من تاريخها. ومذهبه البابوي الكاثوليكي كان مشهورا بارتكاب العنف والقمع باسم الدين إبان القرون الوسطى ومحاكم التفتيش وملاحقة العلماء والمفكرين. فلماذا نسي ذلك كله فجأة؟ أين الموضوعية في البحث وهو العالم الكبير؟ ثم ما معنى قوله بأن المسيحية متصالحة مع الفلسفة والعقل على عكس الإسلام؟ هذا كلام ديماغوجي لا يصمد أمام الامتحان على الإطلاق؛ فالمسيحية، وبالأخص مذهبه الكاثوليكي البابوي، كانت من ألد أعداء العقل والعلم طيلة قرون وقرون. وإلا فلماذا حاكموا غاليليو وقطعوا لسان جيوردانو برينو وأرعبوا معظم مفكري الغرب على مدار عدة قرون؟ لا ريب في أن الكاثوليكية تصالحت مع العلم والعصر مؤخرا بعد الفاتيكان الثاني. وهي تشكر على ذلك، ولكن ماذا فعلت قبل ذلك؟ ثم كيف نسي أن الإسلام هو الذي حمل إلى أوروبا مشعل النور والحضارة وساهم في نهضتها؟ عيب عليه وهو العالم الكبير أن يتناسى كل ذلك أو يطمسه.
على أي حال فإنه التقى عام 1977 كارول وايتاولا الذي سيصبح بابا روما بعد عام واحد فقط تحت اسم يوحنا بولس الثاني. وكان لقاء ناجحا وموفقا. والواقع أنهما كان يعرف بعضهما بعضا عن طريق المراسلة منذ زمن طويل. وكان يجمع بينهما حب الفلسفة والعلوم اللاهوتية. ولذلك عينه يوحنا بولس الثاني عام 1981 المسؤول الأعلى عن شؤون العقيدة المسيحية في الفاتيكان.
وكانت شهرته قد طبقت الآفاق بصفته عالما لاهوتيا من أعلى طراز، ولكن المجددين خشوا من نزعته المحافظة، بل اتهمه البعض بأنه يريد أن يعيد محاكم التفتيش إلى سابق عهدها! والواقع أنه فصل الكثير من الأساتذة المجددين من مناصبهم الجامعية بعد أن اتهمهم بالانحراف عن نهج العقيدة القويمة المستقيمة (أي ما يدعى في المصطلح اللاهوتي بالأرثوذكسية العقائدية). ولذلك أصبح الكثيرون يخشونه ويهابونه ويكرهونه في الوقت ذاته.
ولكن لم يكن أحد يشك في أهميته كفيلسوف وكعالم لاهوت لا يشق له غبار. والواقع أن سبب تشدده يعود إلى خوفه من الحضارة الحديثة التي أغرقت في الماديات والشهوات، ومعه الحق في ذلك من هذه الناحية. انظروا التطبيل والتزمير لزواج الشواذ في أوروبا، واعتبار ذلك قمة الحضارة والرقي والتقدم! بل ليس حقهم في الزواج فقط، وإنما في تبني الأطفال. وهكذا يصبح الطفل عائشا بين رجلين بدلا من أن يعيش بشكل طبيعي بين رجل وامرأة، أو أم وأب. ولذا فهو يحاول أن يقنع الأوروبيين بالعودة إلى القيم الدينية والروحية وعدم اختزال الحياة في مجرد متع حسية وشهوات لا تشبع ولا تنتهي.
باختصار فإنه يريد أن يعيد الشعوب الأوروبية إلى المسيحية بعد أن خرجت منها أو تخلت عنها على أثر فويرباخ وماركس ونيتشه وفرويد وعموم الثورات الفكرية والسياسية الحديثة. فهل سينجح في ذلك يا ترى؟
الأمر مشكوك فيه؛ نظرا إلى انغماس الأوروبيين في حياة الحداثة وعدم رغبتهم في العودة إلى الدين من جديد. ولكن لا أحد يعلم ما الذي سيحدث في مستقبل الأيام، فربما شبعت البشرية الأوروبية من الشهوات المادية وعادت إلى الروحانيات من جديد.



الأسواق الآسيوية تتراجع وسط بيانات صينية ضعيفة

متداولو عملات يراقبون شاشات تُظهر مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون داخل بنك هانا بسيول (أ.ب)
متداولو عملات يراقبون شاشات تُظهر مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون داخل بنك هانا بسيول (أ.ب)
TT

الأسواق الآسيوية تتراجع وسط بيانات صينية ضعيفة

متداولو عملات يراقبون شاشات تُظهر مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون داخل بنك هانا بسيول (أ.ب)
متداولو عملات يراقبون شاشات تُظهر مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون داخل بنك هانا بسيول (أ.ب)

انخفضت الأسهم في الأسواق الآسيوية، يوم الاثنين، بعد إعلان الصين تراجع الاستثمار في نوفمبر (تشرين الثاني)، في أحدث مؤشر على استمرار ضعف الطلب في ثاني أكبر اقتصاد عالمي. جاء هذا التراجع عقب نهاية مخيِّبة للآمال للأسبوع الماضي، إذ أدت خسائر أسهم شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة إلى تراجع «وول ستريت» عن مستوياتها القياسية.

وفي طوكيو، خسر مؤشر «نيكي 225» نحو 1.5 في المائة ليصل إلى 50.092.10 نقطة، في انتظار المستثمرين قرار بنك اليابان بشأن رفع سعر الفائدة الرئيسي المتوقع هذا الأسبوع. وأظهر مسح «تانكان» الفصلي الذي يُجريه بنك اليابان لكبرى الشركات المصنّعة، تحسناً طفيفاً في معنويات هذه الشركات؛ حيث ارتفعت نسبة الشركات التي أعربت عن تفاؤلها إلى 15 في المائة، مقابل 14 في المائة خلال الربع السابق، وهو أعلى مستوى لها منذ أربع سنوات، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

ويُظهر المؤشر الفارق بين الشركات التي أبلغت عن ظروف إيجابية، وتلك التي أبلغت عن ظروف سلبية. ورغم التحسن العام، كانت التوقعات للربع المقبل أقل تفاؤلاً. وفي الوقت نفسه، انكمش الاقتصاد الياباني بمعدل سنوي قدره 2.3 في المائة خلال الربع الثالث من العام (يوليو «تموز»-سبتمبر «أيلول»)، وهو أول انكماش منذ ستة أرباع. وأسهم الاتفاق بين اليابان والولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية، والتي حدّدها الرئيس دونالد ترمب عند 15 في المائة على الواردات، في تخفيف حالة عدم اليقين لدى شركات صناعة السيارات والإلكترونيات الكبرى.

وأشار محللون إلى أن هذه النتائج القوية قد تدفع بنك اليابان إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية، ليصل السعر الرئيسي إلى 0.75 في المائة.

وفي كوريا الجنوبية، تراجع مؤشر «كوسبي» بنسبة 1.2 في المائة ليصل إلى 4117.68 نقطة، في حين انخفض مؤشر «هانغ سينغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.7 في المائة إلى 25786.45 نقطة، بينما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة طفيفة بلغت 0.1 في المائة إلى 3892.45 نقطة.

وفي الصين، أفادت البيانات، يوم الاثنين، بانخفاض الاستثمار في الأصول الثابتة، بما يشمل مُعدات المصانع والبنية التحتية، بنسبة 2.6 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مقارنة بالعام الماضي، ما يعني تراجع هذه الاستثمارات بنسبة 11.1 في المائة على أساس سنوي، خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من العام. وفي الوقت نفسه، أعلنت الحكومة ارتفاع مبيعات التجزئة بنسبة 4 في المائة، والإنتاج الصناعي بنسبة 4.8 في المائة، خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى نوفمبر، مقارنة بالعام الماضي.

وجاءت هذه البيانات بعد اجتماع رفيع المستوى لقيادة الحزب الشيوعي الصيني، الأسبوع الماضي، لم يُسفر عن تغييرات جوهرية في السياسات، واكتفى بتعهد بمواصلة الجهود لتعزيز الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار لدعم الطلب المحلي.

وقال زيتشون هوانغ، من شركة «كابيتال إيكونوميكس»: «مِن شأن الدعم السياسي أن يُسهم في تحقيق انتعاش جزئي، خلال الأشهر المقبلة، لكن مِن غير المرجح أن يمنع ذلك استمرار ضعف النمو في الصين خلال عام 2026 ككل».

وفي مناطق أخرى، انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200» الأسترالي بنسبة 0.7 في المائة إلى 8640.60 نقطة، في حين تراجع المؤشر التايواني القياسي بنسبة 1.1 في المائة. وفي المقابل، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ومؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.3 في المائة.

ويوم الجمعة، سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» أسوأ أداء يومي له منذ ثلاثة أسابيع، بانخفاض 1.1 في المائة عن أعلى مستوى له على الإطلاق، ليغلق عند 6827.41 نقطة. وأسهم ضعف أسهم التكنولوجيا في انخفاض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 1.7 في المائة، وهو أكبر انخفاض ضمن السوق، ليصل إلى 23195.17 نقطة. كما تراجع مؤشر «داو جونز» بنسبة 0.5 في المائة إلى 48458.05 نقطة.

وكانت شركة «برودكوم»، عملاق الذكاء الاصطناعي، السبب الرئيس في انخفاض السوق بنسبة 11.4 في المائة، على الرغم من إعلان أرباح تجاوزت توقعات المحللين للربع الأخير. ووصف المحللون الأداء بالمتين، وأشار الرئيس التنفيذي هوك تان إلى أن النمو القوي بنسبة 74 في المائة في إيرادات أشباه الموصلات الخاصة بالذكاء الاصطناعي كان له دور بارز في هذا الأداء.

وزاد هذا الانخفاض المخاوف بشأن طفرة الذكاء الاصطناعي، التي بدأت منذ اليوم السابق، عندما تراجعت أسهم «أوراكل» بنسبة 11 في المائة تقريباً رغم أرباحها المرتفعة. وانخفضت أسهم شركة «إنفيديا» لصناعة الرقائق بنسبة 3.3 في المائة، بينما تراجعت أسهم «أوراكل» بنسبة 4.5 في المائة إضافية.

وعلى صعيد الشركات المعتمدة على إنفاق المستهلكين الأميركيين، شهدت بعض الأسهم أداء قوياً نسبياً، يوم الجمعة، حيث ارتفعت أسهم شركتين من كل خمس شركات مُدرجة في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500».


هاسيت… مرشح ترمب الأبرز لـ«الفيدرالي» يَعِد باستقلالية البنك

كيفن هاسيت يتحدث أمام كاميرا تلفزيونية في البيت الأبيض في 13 نوفمبر 2025 (رويترز)
كيفن هاسيت يتحدث أمام كاميرا تلفزيونية في البيت الأبيض في 13 نوفمبر 2025 (رويترز)
TT

هاسيت… مرشح ترمب الأبرز لـ«الفيدرالي» يَعِد باستقلالية البنك

كيفن هاسيت يتحدث أمام كاميرا تلفزيونية في البيت الأبيض في 13 نوفمبر 2025 (رويترز)
كيفن هاسيت يتحدث أمام كاميرا تلفزيونية في البيت الأبيض في 13 نوفمبر 2025 (رويترز)

أكَّد كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للرئيس الأميركي دونالد ترمب والمرشح الأبرز لتولي رئاسة مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، أن المهمة الأساسية للبنك المركزي تكمن في إظهار استقلاليته، مع الإقرار في الوقت ذاته بأن رأي الرئيس «يبقى مهماً».

وقال هاسيت، خلال مقابلة مع برنامج «واجه الأمة» على شبكة «سي بي إس»: «بصفتي مستشاراً رفيع المستوى للرئيس، أتحدث معه تقريباً بشكل يومي حول مختلف القضايا».

ورداً على سؤال عمّا إذا كان سيواصل التشاور مع الرئيس في حال اختياره خلفاً لجيروم باول، الذي تنتهي ولايته في مايو (أيار) المقبل، قال: «لقد ناقشت بالفعل السياسة النقدية».

وأضاف: «أعتقد أن لدى الرئيس ترمب آراء قوية ومدروسة بشأن ما ينبغي القيام به. لكن في نهاية المطاف، تتمثل مهمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أن يكون مستقلاً».

وعندما سُئل عمّا إذا كان لرأي الرئيس الوزن نفسه الذي يتمتع به أعضاء مجلس محافظي «الاحتياطي الفيدرالي»، أجاب هاسيت بحزم: «لا، إطلاقاً... لن يكون له أي وزن».

وتابع: «الأمر يتعلق فقط بصوابية الرأي، وإذا كان قائماً على البيانات».

وكان ترمب قد أشار في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) إلى أن هاسيت، البالغ من العمر 63 عاماً، يُعد المرشح الأوفر حظاً لخلافة باول.

ويحمل هاسيت درجة الدكتوراه في الاقتصاد، ويشغل حالياً منصب رئيس المجلس الاقتصادي الوطني، وهو هيئة تابعة للبيت الأبيض تُقدّم المشورة للرئيس والإدارة الأميركية بشأن السياسات الاقتصادية. كما يطلّ باستمرار عبر شاشات التلفزيون للدفاع عن سياسات ترمب الاقتصادية.

وخلال الولاية الأولى لترمب، شغل هاسيت منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين، وهو جهاز آخر يُعنى بالبحث والتحليل الاقتصادي.

ويوم الأربعاء، خفّض مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، الذي شهد انقسامات داخلية، أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي هذا العام، مشيراً إلى مخاوف متزايدة بشأن سوق العمل، في وقت ظل فيه التضخم مرتفعاً، وبدأت الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب الثانية تُلقي بآثارها السلبية على الاقتصاد.

وأدى خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية إلى تضييق النطاق المستهدف إلى ما بين 3.50 في المائة و3.75 في المائة، وهو أدنى مستوى له منذ نحو ثلاث سنوات.

وقال هاسيت، في ظهوره يوم الأحد على قناة «سي بي إس»، مدافعاً عن سياسات ترمب الاقتصادية، ومشيراً إلى مرشح محتمل آخر: «آمل أن يتحدث كيفن وارش أيضاً مع الرئيس إذا ما أصبح رئيساً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي».

ويتعين على أي مرشح لمنصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن يحظى بموافقة مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري.

وكان ترمب قد حاول دون جدوى التعجيل برحيل باول من منصبه، عبر توجيه انتقادات حادة وشكاوى متكررة ضده، رغم أنه هو من عيّنه خلال ولايته الأولى. ومنذ ذلك الحين، عبّر ترمب عن ندمه الشديد على هذا الاختيار، معتبراً أن «الاحتياطي الفيدرالي» أبقى أسعار الفائدة عند مستويات «مرتفعة للغاية».

ويوم الأربعاء، أعلن ترمب أن المجلس كان بإمكانه «مضاعفة» خفض أسعار الفائدة الرئيسية على الأقل، في القرار الذي اتُّخذ في ذلك اليوم.

وخلال تصريحات أدلى بها في البيت الأبيض يوم الأحد، وجَّه ترمب انتقاداً لاذعاً جديداً لباول، قائلاً: «نحن نعاني في ظل قيادته، وسنحصل قريباً على رئيس كفؤ للاحتياطي الفيدرالي يرغب في خفض أسعار الفائدة».

وأضاف: «أسعار الفائدة تنخفض رغماً عنه. إنه غير كفؤ... شخص غير كفؤ يعاني من متلازمة كراهية ترمب».


قائد الجيش البريطاني: «على الأمة بأكملها أن تنهض» وسط التهديد الروسي

جنود من الجيش البريطاني (رويترز)
جنود من الجيش البريطاني (رويترز)
TT

قائد الجيش البريطاني: «على الأمة بأكملها أن تنهض» وسط التهديد الروسي

جنود من الجيش البريطاني (رويترز)
جنود من الجيش البريطاني (رويترز)

يعتزم رئيس الأركان البريطاني ريتشارد نايتون التحذير من أن التهديدات المتزايدة التي تواجه المملكة المتحدة ستتطلب من «الأمة بأكملها أن تنهض» لضمان قدرة البلاد على الاستمرار في العمل في حالات الأزمات.

وذكرت وكالة «بي إيه ميديا» البريطانية أنه من المتوقع أن يقول رئيس الأركان إن الوضع «أكثر خطورة مما عرفته خلال مسيرتي المهنية» وهو يقدم حجة لاتباع نهج مجتمعي واسع النطاق تجاه «الدفاع والردع».

وسيدعو «الأشخاص الذين ليسوا جنوداً أو بحارة أو طيارين إلى استثمار مهاراتهم - وأموالهم - في بناء المرونة الوطنية».

وفي خطاب سيلقيه في المعهد الملكي للخدمات المتحدة اليوم الاثنين، من المتوقع أن يقول نايتون: «يجب أن تكون قواتنا المسلحة مستعدة دائماً للقتال والفوز - ولهذا السبب تحظى الجاهزية بهذه الأولوية».

وتابع: «لكن الردع يتعلق أيضاً بمرونتنا تجاه هذه التهديدات، ويتعلق بكيفية تسخير كل قوتنا الوطنية، من الجامعات إلى الصناعة، وشبكة السكك الحديدية إلى هيئة الخدمات الصحية الوطنية».

وأكد أن «الأمر يتعلق بكون دفاعنا ومرونتنا أولوية وطنية أعلى لنا جميعاً. عقلية (الجميع مشارك)».

وسيحذر نايتون من أن القيادة الروسية أوضحت رغبتها في «تحدي الناتو وتقييده وتقسيمه وتدميره في نهاية المطاف».