ما سبب ارتفاع معدلات السرطان بين جيل الألفية مقارنة بآبائهم؟

قلّة النوم المزمنة تعيق إصلاح الحمض النووي وتُقلل من تأثير الميلاتونين الوقائي ضد السرطان (رويترز)
قلّة النوم المزمنة تعيق إصلاح الحمض النووي وتُقلل من تأثير الميلاتونين الوقائي ضد السرطان (رويترز)
TT

ما سبب ارتفاع معدلات السرطان بين جيل الألفية مقارنة بآبائهم؟

قلّة النوم المزمنة تعيق إصلاح الحمض النووي وتُقلل من تأثير الميلاتونين الوقائي ضد السرطان (رويترز)
قلّة النوم المزمنة تعيق إصلاح الحمض النووي وتُقلل من تأثير الميلاتونين الوقائي ضد السرطان (رويترز)

يلاحظ كثير من الأشخاص الذين ينتمون لجيل الألفية تزايد حالات إصابة الأصدقاء أو المعارف بأمراضٍ عادةً ما نربطها بمرحلة البلوغ المتأخرة - ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري من النوع الثاني، أو ربما حتى المرض الذي نخشى جميعاً تسميته: السرطان.

جيل الألفية - المولودون بين عامي 1981 و1995 - هم الجيل الأول الأكثر عرضة للإصابة بالأورام مقارنةً بآبائهم. بين عامي 1990 و2019، زادت حالات الإصابة المبكرة بالسرطان بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً بنسبة 79 في المائة عالمياً، وارتفعت الوفيات بنسبة 28 في المائة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

الحقيقة أن نحو 80 في المائة من حالات السرطان «متفرقة»، أي أنها لا تنتج عن طفرات وراثية، بل عن عوامل خارجية تُلحق الضرر بالحمض النووي مع مرور الوقت. وهذا يشمل ما نأكله ونتنفسه، بالإضافة إلى مستوى نشاطنا البدني، والراحة، والتوتر، والتعرُّض للمواد الضارة.

بمعنى آخر، ما يُحدث الفرق الأكبر هو عوامل نمط الحياة التي تحيط بنا يومياً، وليس الجينات التي نرثها. ونعلم أن أنماط حياة آبائنا وأجدادنا تختلف اختلافاً كبيراً عن أنماط حياتنا.

تأثير النظام الغذائي على الجسم

يُعد النظام الغذائي أحد العوامل الرئيسية وراء هذا «الوباء الجديد». بدأت سمنة الأطفال بالارتفاع بشكل حاد في ثمانينات القرن الماضي. في عام 2022، كان أكثر من 390 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاماً يعانون من زيادة الوزن؛ 160 مليوناً منهم يعانون من السمنة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

هذه الحالة ليست مجرد مسألة جمالية، بل ترتبط بمقاومة الإنسولين، والتهاب مزمن منخفض الدرجة، وتغيرات هرمونية تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أو الثدي، أو بطانة الرحم.

والأهم من ذلك، أن آثار سمنة الأطفال لا تختفي مع التقدم في السن. ووفقاً لمؤسسة سرطان القولون، أظهر تحليل تلوي شمل أكثر من 4.7 مليون شخص أن الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم مرتفع (BMI) في مرحلة الطفولة المبكرة أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم في مرحلة البلوغ، بنسبة 39 في المائة أعلى لدى الرجال و19 في المائة أعلى لدى النساء مقارنةً بمن كان لديهم مؤشر كتلة جسم صحي في مرحلة الطفولة.

كما أثرت التغييرات في النظام الغذائي على ميكروبات الأمعاء؛ فقد ثبت أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة تقلل من التنوع البكتيري، وتزيد من نسبة السلالات التي تنتج مستقلبات مسببة للالتهابات.

يساهم ذلك في أمراض الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي أو فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO)، التي غالباً ما تبدو متفشية بين جيل الألفية.

الآثار الخفية للكحول

المتهم الرئيسي الثاني هو الكحول. لسنوات، كان يُعتقد أن كأساً من النبيذ يمكن أن «تحميك» بطريقة ما، لكننا نعلم اليوم أنه لا يوجد مستوى آمن لاستهلاك الكحول؛ تصنفه الوكالة الدولية لأبحاث السرطان على أنه مادة مسرطنة من المجموعة الأولى، على مستوى التبغ ذاته. وذلك لأن الجسم يحول الإيثانول إلى الأسيتالديهيد، وهو مركّب يتلف الحمض النووي.

علاوة على ذلك، تختلف أنماط الاستهلاك بين الأجيال. فبينما يشرب جيل طفرة المواليد (الذين ولدوا بين عامي 1946 و1964) الكحول أكثر يومياً، يميل جيل الألفية إلى الشرب بوتيرة أقل، لكنهم يشربون بشراهة أكبر، مما ينطوي على مخاطر جمة.

قلّة النوم

تُظهر الدراسات الاستقصائية الحديثة أن جيل الألفية والجيل «زد» يحصلون في المتوسط ​​على 30 - 45 دقيقة نوم أقل كل ليلة من جيل طفرة المواليد، ويعود ذلك بشكل كبير إلى التعرض الليلي للشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي. يُعطل هذا الضوء الاصطناعي إطلاق الميلاتونين، وهو هرمون مضاد للأكسدة يُنظم دورة الخلية.

لا تُعيق قلة النوم المزمنة إصلاح الحمض النووي فحسب، بل تُقلل أيضاً من تأثير الميلاتونين الوقائي ضد السرطان. وقد رُبط انخفاض مستويات هذا الهرمون بانخفاض قدرته على مُواجهة تلف الحمض النووي التأكسدي وزيادة تكاثر الخلايا.

ثقل التوتر

يُرجّح أن جيل الألفية هو الجيل الذي يعاني من أعلى مستويات الكورتيزول. عندما يبقى« هرمون التوتر» هذا مرتفعاً لفترة طويلة، فإنه لا يُعزز مقاومة الأنسولين وارتفاع ضغط الدم فحسب، بل يُضعف أيضاً جهاز المناعة.

تكشف الأبحاث أن التوتر المزمن يزيد الالتهاب، ويُعيق دفاعات الجسم عن القضاء على الخلايا غير الطبيعية، وقد يُثير حتى خلايا الورم الخاملة. في الواقع، وجدت دراسات أُجريت على عامة السكان أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات توتر أعلى هم أكثر عرضة للوفاة بسبب السرطان بمرتين مقارنةً بمن يُحسنون إدارة التوتر.

مخاطر التطبيب الذاتي

وأخيراً، تلجأ الأجيال الشابة أيضاً إلى التطبيب الذاتي أكثر من الأجيال السابقة، مما يُشكل مخاطر جديدة على المديين القصير والطويل.

يرتبط الاستخدام المتكرر للباراسيتامول بزيادة تلف الكبد واحتمالية زيادة الإصابة بسرطان الكبد. كما أن موانع الحمل الفموية، المستخدمة لفترات طويلة جداً، تزيد بشكل طفيف من خطر الإصابة بسرطان الثدي وعنق الرحم.

بالإضافة إلى ذلك، رُبط الاستخدام المطول لمضادات الحموضة والمضادات الحيوية بزيادة خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي من خلال آليات غير مباشرة مثل المركبات المسرطنة أو خلل التوازن البكتيري المعوي (اختلال في ميكروبات الأمعاء).


مقالات ذات صلة

متى عليك التوقف عن تناول الطعام قبل النوم؟

صحتك الكافيين منبه يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن النوم (متداولة)

متى عليك التوقف عن تناول الطعام قبل النوم؟

ينصح الخبراء عادةً بالامتناع عن تناول الطعام خلال ثلاث ساعات قبل النوم للحصول على نوم هانئ وتجنب مشاكل الجهاز الهضمي مثل الارتجاع الحمضي

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مرحاض (رويترز)

ما هو البراز الشبحي؟ ... وهل يعد مؤشراً على صحة جهازك الهضمي؟

قال موقع «هيلث» إن البراز الشبحي هو عبارة عن حركة للأمعاء لا تترك أي أثر في المرحاض، أو على ورق التواليت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك شخص يُجري فحصاً لقياس نسبة السكر في الدم (جامعة كولومبيا البريطانية)

14 طريقة لخفض سكر الدم دون أدوية

يُعد خفض سكر الدم والحفاظ عليه ضمن المستويات الطبيعية أمراً بالغ الأهمية للصحة العامة إذ يسهم في تحسين الطاقة والمزاج والقدرة على التركيز 

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الوجبات الغنية بالدهون غير الصحية تضر بخلايا الكبد (جامعة هارفارد)

كيف تؤثر الدهون على نمو خلايا الكبد السرطانية؟

أظهرت دراسة حديثة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة أن النظام الغذائي الغني بالدهون يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك بروتين سي التفاعلي  يُعدّ مؤشراً أفضل لخطر الإصابة بأمراض القلب من الكولسترول (رويترز)

بروتين يتنبأ بأمراض القلب بدقة أكبر من الكولسترول... تعرف عليه

تشير الأدلة المتراكمة على مدى العقدين الماضيين إلى أن بروتين سي التفاعلي يُعدّ مؤشراً أفضل لخطر الإصابة بأمراض القلب من الكولسترول.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ساعات ذكية تُساعد الآباء في التحكم بنوبات غضب الأطفال

ساعات ذكية تُساعد الآباء في التحكم بنوبات غضب الأطفال
TT

ساعات ذكية تُساعد الآباء في التحكم بنوبات غضب الأطفال

ساعات ذكية تُساعد الآباء في التحكم بنوبات غضب الأطفال

كشفت دراسة نفسية جديدة، نُشرت في منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي في مجلة الرابطة الطبية الأميركية «JAMA Network Open»، عن نظام تنبيه قام بتطويره باحثون في مايو كلينك Mayo Clinic، في الولايات المتحدة، يعتمد بشكل أساسي على الساعات الذكية للفت نظر الآباء، وتنبيههم عند ظهور أول علامات نوبة الغضب في الأطفال الذين يعانون من اضطرابات عاطفية، وسلوكية، ما يدفعهم للتدخل قبل تفاقمها.

ساعة ذكية وتطبيق هاتفي

في هذا النظام الجديد، ترصد الساعة الذكية التي يرتديها الطفل الإشارات الفسيولوجية للتوتر، والغضب، مثل ارتفاع معدل ضربات القلب، أو أي تغيرات تحدث في الحركة، وترسلها إلى تطبيق مزود ​​بتقنية لتحليل هذه البيانات الطبية بالذكاء الاصطناعي على الهواتف الذكية للوالدين، ويقوم التطبيق بالتنبؤ بالسلوك الغاضب الذي يمكن أن يقدم عليه الأطفال، ويرسل تنبيهاً فورياً للآباء، بحيث يمكنهم التواصل السريع مع طفلهم.

قام الباحثون بإجراء الدراسة على خمسين طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و7 سنوات، وكان جمعيهم تلقوا علاجاً نفسياً تفاعلياً بين الوالدين والأطفال في مايو كلينك على مدار 16 أسبوعاً، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين متساويتين، نصفهم ارتدوا الساعة الذكية، بينما استمر النصف الآخر في تلقي العلاج التفاعلي المعتاد.

تدخل الآباء السريع لتقديم الدعم النفسي

أظهرت النتائج أنه حتى التدخلات الصغيرة من قبل الآباء في الوقت المناسب كان لها أثر واضح في تغيير مسار نوبة الاضطراب العاطفي لدى الأطفال، حيث وفرت هذه اللحظات للوالدين فرصة التدخل السريع، وتقديم الدعم النفسي، من خلال الاقتراب من الطفل، وطمأنته، وتوجيه رد فعله بشكل صحيح قبل أن تتفاقم نوبة الغضب.

تقليل فترة نوبة الغضب

وجدت الدراسة أن الساعات الذكية ساعدت الآباء على التدخل قبل تفاقم نوبات الغضب في غضون أربع ثوانٍ فقط، وكذلك قللت من مدة نوبات الغضب الشديدة في حالة حدوثها، حيث استمرت لمدة 10 دقائق فقط في المجموعة التي ارتدت الساعة الذكية، مقارنة بـ22 دقيقة في المجموعة التي تلقت العلاج التفاعلي العادي، أي ما يقرب من نصف المدة، كما قلّت احتمالية استمرار نوبة الغضب لمدة 15 دقيقة أو أكثر بمعدل 3 مرات في هؤلاء الأطفال.

دقة تنبؤ عالية

أظهرت دراسة سابقة لنفس الفريق البحثي، منشورة في مجلة «علم الأدوية النفسية للأطفال والمراهقين»، أن الخوارزمية المستخدمة في الساعة الذكية قادرة على التنبؤ بالحالة السلوكية للطفل بدقة تصل إلى 81 في المائة، وبالتالي تستطيع هذه الخوارزميات تقديم إنذار مسبق قبل حدوث نوبة الغضب بفترة كافية.

أوضح الباحثون أن الساعات الذكية سوف تساهم في حل مشكلة كبيرة بالنسبة للآباء، نظراً لعدم استياء الأطفال من ارتدائها، حيث أوضح الباحثون أن معظم الأطفال ارتدوا الساعة الذكية تقريباً لنحو 75 في المائة من فترات الدراسة، ما يُشير إلى إمكانية توقع ارتدائهم لها باستمرار، وهذا سيفيد ملايين الأسر. ويوجد طفل واحد من بين كل خمسة أطفال في الولايات المتحدة يعاني من اضطراب نفسي، أو سلوكي، أو عاطفي تبعاً لبيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC.

علاجات مبنية على تحليلات متقدمة

رغم أن فكرة الساعة الذكية تبدو بسيطة، فإنها توفر علاجات مبنية على تحليلات متقدمة، لذلك من المتوقع أن تغير حياة العائلات التي تعاني من الأعراض السلوكية الحادة، ونوبات الغضب في الأطفال.

في النهاية، أكد الباحثون أنهم بصدد تحسين دقة نظام التنبؤ في الساعات الذكية في المستقبل، واختبارها على مجموعات أكبر، وتقييم فوائدها طويلة الأمد في الرعاية الروتينية للأطفال.


متى عليك التوقف عن تناول الطعام قبل النوم؟

الكافيين منبه يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن النوم (متداولة)
الكافيين منبه يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن النوم (متداولة)
TT

متى عليك التوقف عن تناول الطعام قبل النوم؟

الكافيين منبه يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن النوم (متداولة)
الكافيين منبه يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن النوم (متداولة)

ينصح الخبراء عادةً بالامتناع عن تناول الطعام خلال ثلاث ساعات قبل النوم للحصول على نوم هانئ، وتجنب مشاكل الجهاز الهضمي مثل الارتجاع الحمضي. لكن بالنسبة للبعض، يُعدّ تناول الطعام قبل النوم ضرورة.

تقول لورين تويغ، أخصائية التغذية المسجلة لدى «لورين تويغ نيوتريشن»، لموقع «هيلث»: «قد يؤدي تناول الطعام قبل النوم مباشرةً إلى زيادة السعرات الحرارية غير الضرورية، مما يُسبب زيادة الوزن، وارتفاعاً حاداً في مستوى السكر في الدم، وانخفاضاً في جودة النوم. أما بالنسبة للآخرين، فقد تُساعد وجبة خفيفة متوازنة في نهاية اليوم على كبح الشهية، وموازنة مستوى السكر في الدم، وبالتالي الحصول على نوم أفضل ليلاً».

قبل نومك بكم ساعة عليك التوقف عن تناول الطعام؟

أضافت تويغ: «إذا كنت تتناول الطعام قبل النوم مباشرةً، فمن المهم مراعاة أنواع الأطعمة التي تتناولها في المساء، والتأكد من أن هذه الوجبة الخفيفة غنية بالعناصر الغذائية المفيدة للنوم والصحة».

إليك بعض الإرشادات العامة حول الوقت الأمثل للتوقف عن تناول الطعام قبل النوم، بما في ذلك أنواع الأطعمة التي يجب الحدّ منها.

تعرف على فوائد القرنفل للنوم

الكربوهيدرات

نصحت كايت ريتشاردسون، اختصاصية التغذية المسجلة لدى مؤسسة «نيوتريشن أويرنس»، بموقع «هيلث» الإلكتروني، بتجنب تناول الكربوهيدرات الغنية بالعناصر الغذائية، مثل المعكرونة والخبز، قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل.

وأضافت: «قد ترفع الكربوهيدرات الغنية بالعناصر الغذائية مستوى السكر في الدم بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى اضطرابات النوم. أما الكربوهيدرات المعقدة، مثل الشوفان أو البطاطا الحلوة، فهي خيار ممتاز في وقت مبكر من اليوم».

البروتين

تشير ريتشاردسون إلى أن تناول كمية قليلة من البروتين قبل النوم، مثل قطعة صغيرة من الديك الرومي أو الدجاج، أمر جيد. لكن تناول كميات كبيرة منه قد يُرهق عملية الهضم ويؤثر سلباً على النوم.

وتنصح ريتشاردسون: «احرص على تناول الكمية الرئيسية من البروتين في وقت مبكر من اليوم».

الكافيين

حاول تجنب الكافيين بعد الساعة الثانية ظهراً. وأوضحت ريتشاردسون: «مع أن تحمل الكافيين يختلف من شخص لآخر، إلا أن معظم الناس يحتاجون إلى التوقف عن تناوله قبل العشاء بوقت كافٍ لتجنب اضطراب النوم».

الكافيين منبه يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن النوم ويغير عادات النوم. قالت تويغ: «يجب تجنب تناول الأطعمة والمشروبات مثل القهوة والشاي ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية وبعض أنواع الشوكولاته وألواح الطاقة، وحتى بعض الحلويات والوجبات الخفيفة بنكهة الإسبريسو، ليلاً».

وأوضح الدكتور سانديب ساشار، طبيب أسنان في مدينة نيويورك يعمل لدى عيادة ساشار لطب الأسنان، لموقع «هيلث»، أن الكافيين قد يؤثر أيضاً على إفراز اللعاب، ويزيد من صرير الأسنان وضغطها ليلاً.

ماذا تكشف وضعية نومك عن صحتك النفسية؟

السكر

ينبغي تجنب تناول الحلويات قبل النوم. يقول ريتشاردسون: «إنها ترفع مستوى السكر في الدم بشكل حاد، مما يؤدي إلى انخفاضه لاحقاً، وقد تؤثر سلباً على قدرتك على النوم». حاول إشباع رغبتك في تناول الحلويات في وقت مبكر من اليوم بتناول الفواكه أو الوجبات الخفيفة الحلوة طبيعياً.

كما أن تناول الأطعمة السكرية أو اللزجة قبل النوم قد يؤثر على صحة الفم. يقول الدكتور ساشار: «تُعد الوجبات الخفيفة والمشروبات السكرية من أسوأ الأطعمة التي تغذي نمو البكتيريا وما يتبعه من إنتاج الأحماض التي تسبب تآكل مينا الأسنان». تلتصق الأطعمة اللزجة، مثل البسكويت والفواكه المجففة وألواح الجرانولا والحلوى، بالأسنان، مما يُطيل فترة تعرضها للعوامل الخارجية ويُسبب تآكل المينا.

الأطعمة المالحة

قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الأطعمة المالحة إلى زيادة العطش، مما يدفعك لشرب المزيد من السوائل قبل النوم مباشرةً. يقول تويغ: «قد يجعلك هذا تستيقظ للذهاب إلى الحمام أكثر من المعتاد طوال الليل».

حاول أيضاً تجنب الأطعمة الحارة أو المقلية قبل النوم. فتناول هذه الأنواع من الأطعمة قبل النوم مباشرةً قد يُسبب عسر الهضم أو حرقة المعدة، مما قد يُؤثر سلباً على نومك، وفقاً لتويغ.

ابدأ يومك بشكل صحيح... خطوتان صباحيتان بسيطتان لنوم أفضل في المساء

كيف يُؤثر تناول الطعام قبل النوم على صحتك؟

يُمكن أن يُؤثر تناول الطعام قبل النوم سلباً على نومك، ويُسبب زيادة في الوزن، وحموضة المعدة، وتآكل الأسنان، وفقاً للدكتور ساشار.

يقول الدكتور ساشار: «يُسبب حمض المعدة في الفم تآكل مينا الأسنان. وهذه علامة خفية ولكنها مهمة على حموضة المعدة، وغالباً ما يتم تجاهلها».

بينما يقوم اللعاب بغسل جزيئات الطعام وإذابتها ومعادلة الأحماض، ينخفض ​​إفراز اللعاب أثناء النوم، كما أوضح الدكتور ساشار. يؤدي ذلك إلى تراكم البكتيريا المسببة للتسوس على الأسنان، التي تتغذى على هذه الجزيئات. في نهاية المطاف، قد تعاني من تآكل الأسنان وأمراض اللثة.

إضافةً إلى ذلك، من الشائع تناول وجبة خفيفة في منتصف الليل وعدم تنظيف الأسنان بالفرشاة، مما يؤدي إلى تراكم السكر والبكتيريا والأحماض على الأسنان طوال الليل.

تمرين صيني بسيط يعالج الأرق المزمن

هل هناك فوائد لتناول الطعام قبل النوم؟

أوضح الدكتور خوسيه أوردوفاس، كبير العلماء في مركز جان ماير لأبحاث التغذية البشرية التابع لوزارة الزراعة الأميركية والمتخصص في أمراض الشيخوخة في جامعة تافتس، لموقع «هيلث»، أنه قد يكون من الضروري تناول الطعام قبل النوم لبعض الأشخاص.

  • الوقاية من انخفاض سكر الدم: قال أوردوفاس: «قد يحتاج مرضى السكري أو من يعانون من مشاكل في تنظيم سكر الدم إلى تناول وجبة خفيفة للوقاية من انخفاض مستوى الغلوكوز في الدم ليلاً».
  • استشفاء العضلات: وفقاً لأوردوفاس، قد يستفيد الرياضيون أو الأشخاص ذوو الاحتياجات العالية من الطاقة من تناول البروتين قبل النوم لدعم استشفاء العضلات.
  • تناول فيتامينات ومعادن: تقول تويغ إن تناول الطعام قبل النوم قد يتيح فرصة أخرى لإضافة أطعمة مغذية إلى نظامك الغذائي ربما تكون قد أغفلتها خلال النهار. كما أنه قد يساعد في كبح الرغبة الشديدة في تناول الطعام والشعور بالجوع، مما قد يساعدك على النوم بشكل أفضل.
  • تناول أطعمة تساعد على النوم: «يمكنك تناول وجبة خفيفة قبل النوم تحتوي على أطعمة تساعد على النوم مثل الحليب أو المكسرات أو الكرز الحامض».

طبيب يقدّم 10 نصائح مدعومة علمياً لبناء صحة أفضل في عام 2026

خبراء الصحة ينصحون بضرورة التوازن بين البروتين الحيواني والنباتي (جامعة هارفارد)
خبراء الصحة ينصحون بضرورة التوازن بين البروتين الحيواني والنباتي (جامعة هارفارد)
TT

طبيب يقدّم 10 نصائح مدعومة علمياً لبناء صحة أفضل في عام 2026

خبراء الصحة ينصحون بضرورة التوازن بين البروتين الحيواني والنباتي (جامعة هارفارد)
خبراء الصحة ينصحون بضرورة التوازن بين البروتين الحيواني والنباتي (جامعة هارفارد)

في زمن تتكاثر فيه النصائح الصحية السريعة ووصفات «الترند»، يؤكد الأطباء أن الطريق إلى نمط حياة صحي لا يمر عبر الحلول السحرية، بل عبر عادات بسيطة تُبنى بالتدريج وتستند إلى الدليل العلمي.

ويقول طبيب متخصص إن أكبر خطأ يقع فيه الناس عند السعي إلى تحسين صحتهم هو محاولة تغيير كل شيء دفعة واحدة. فالعادات الجديدة، حسب دراسات سلوكية معروفة، لا تترسخ بين ليلة وضحاها، إذ تشير الأبحاث إلى أن تكوين عادة صحية يحتاج في المتوسط إلى 66 يوماً من الالتزام اليومي، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».

ويضيف: «القاعدة الذهبية هي أن تبدأ بعادة واحدة فقط، وأن تجعل الالتزام بها سهلاً قدر الإمكان». فكلما كانت العادة أقل تعقيداً، زادت فرص استمرارها. ومن هذا المنطلق، يقدّم الطبيب عشر نصائح عملية، سبق تناولها في دراسات ومقالات علمية، قد تشكّل نقطة انطلاق واقعية نحو صحة أفضل في العام المقبل.

1. لا تُفرط في تناول مكملات البروبيوتيك

على الرغم من الانتشار الواسع لمكملات البروبيوتيك، فإن الأدلة العلمية لا تدعم معظم الادعاءات التسويقية المرتبطة بها. الجمعية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي لا توصي باستخدامها في أغلب اضطرابات الجهاز الهضمي.

وبدلاً من ذلك، يشدد الأطباء على أهمية النظام الغذائي الغني بالألياف، الذي لا يزال من أكثر الأساليب المدروسة لتحسين صحة الميكروبيوم وتعزيز الصحة العامة.

2. تجنّب تسخين الطعام في أوعية بلاستيكية

تحذّر دراسات حديثة من أن تسخين الطعام في أوعية بلاستيكية داخل الميكروويف قد يؤدي إلى إطلاق مليارات الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الطعام. وقد عُثر على هذه الجسيمات في أعضاء بشرية حيوية، من بينها الدماغ والقلب.

ويُنصح باستخدام الأوعية الزجاجية أو الخزفية بدلاً من البلاستيك، خصوصاً عند التسخين.

3. وسادة إضافية... لكن في المكان الصحيح

تحسين جودة النوم قد يبدأ بتعديل بسيط في وضعية الجسم. فإضافة وسادة بين الركبتين عند النوم على الجنب، أو تحت الركبتين عند النوم على الظهر، يساعد على تقليل الضغط على العمود الفقري والمفاصل.

وأظهرت دراسة نُشرت عام 2021 أن النوم على الجنب دون دعم إضافي قد يرتبط بزيادة آلام الرقبة صباحاً.

4. تمارين المقاومة... ضرورة لا رفاهية

تمارين المقاومة ليست حكراً على صالات الألعاب الرياضية. فتمارين بسيطة باستخدام وزن الجسم، مثل القرفصاء أو تمارين الضغط، تُعد كافية للحفاظ على الكتلة العضلية وكثافة العظام.

وتوصي الهيئات الصحية بممارسة هذه التمارين مرتين أسبوعياً على الأقل، لا سيما مع التقدم في العمر.

5. حبتا كيوي يومياً لصحة الهضم

يعاني كثيرون من اضطرابات هضمية شائعة، مثل الإمساك والانتفاخ. ويشير الأطباء إلى أن تناول حبتين من الكيوي يومياً قد يساعد في تحسين حركة الأمعاء، بفضل احتواء الكيوي على الألياف وإنزيمات تسهّل هضم البروتين.

كثرة استخدام الجوال تهدد الصحة (رويترز)

6. تدفئة القدمين لتحسين النوم

تدفئة القدمين قبل النوم، سواء عبر حمام دافئ أو ارتداء الجوارب، قد تساعد على الدخول في النوم بسرعة أكبر. وتشير دراسات إلى أن هذا الأسلوب البسيط قد يكون فعّالاً بقدر بعض الأدوية المنومة.

7. قشور السيليوم... مكمل استثنائي

على عكس كثير من المكملات الشائعة، تحظى قشور السيليوم بدعم علمي قوي. فهي ألياف ذائبة تساعد على خفض الكولسترول، وتنظيم السكر في الدم، وتحسين صحة الجهاز الهضمي.

8. تعرّض للضوء الطبيعي صباحاً

الخروج إلى ضوء النهار خلال الساعة الأولى بعد الاستيقاظ يساعد على ضبط الساعة البيولوجية، وتحسين النوم ليلاً، وزيادة التركيز خلال النهار، فضلاً عن دوره في تخفيف أعراض الاكتئاب الموسمي.

9. غذاء بسيط مضاد للالتهاب

يرتبط النظام الغذائي القائم على الخضراوات، والبقوليات، والحبوب الكاملة، وزيت الزيتون، والمكسرات، والأسماك، بانخفاض مؤشرات الالتهاب، وتقليل خطر أمراض القلب والسكتات الدماغية.

10. القهوة المفلترة خيار أكثر أماناً

تشير دراسات إلى أن القهوة المفلترة قد تكون أكثر فائدة لصحة القلب مقارنة بالقهوة غير المفلترة، إذ تساعد المرشحات الورقية على حجز مركبات قد ترفع مستويات الكولسترول.

ويخلص الطبيب إلى أن تحسين الصحة لا يتطلب تغييرات جذرية، بل خطوات صغيرة ومدروسة، يُبنى عليها تدريجياً نمط حياة أكثر توازناً واستدامة.