اكتئاب الوالدين يزيد من مشكلات النوم لدى الأطفال

ارتبطت أعراض الاكتئاب لدى الأم تحديداً بمشكلات نوم الرضيع (رويترز)
ارتبطت أعراض الاكتئاب لدى الأم تحديداً بمشكلات نوم الرضيع (رويترز)
TT

اكتئاب الوالدين يزيد من مشكلات النوم لدى الأطفال

ارتبطت أعراض الاكتئاب لدى الأم تحديداً بمشكلات نوم الرضيع (رويترز)
ارتبطت أعراض الاكتئاب لدى الأم تحديداً بمشكلات نوم الرضيع (رويترز)

كشفت دراسة أجراها المعهد الفنلندي للصحة والرعاية الاجتماعية وجامعة هلسنكي في فنلندا، عن أن ظهور أعراض الاكتئاب لدى كل من الأم والأب يزيد من خطر مشكلات النوم لدى أطفالهما.

ووفق نتائج الدراسة، ارتبطت أعراض الاكتئاب لدى الأم، تحديداً، بنوم الرضيع بشكل مباشر وغير مباشر، بما يتوافق وقدر الترابط بينهما، وما يعتري هذه العلاقة من مشكلات.

وأفادت الدراسة بأن تعزيز علاقات التفاعل بين الأم والطفل خفّف من مشكلات نوم الرضيع في بعض العائلات.

وقالت الباحثة المحاضرة إيريا روسانين، الحاصلة على درجة الدكتوراه في التربية من جامعة هلسنكي، والمؤلفة المراسلة للدراسة، في بيان نُشِر الجمعة: «إن دعم الرابطة بين الوالدَين والطفل من خلال التدخلات أو العلاج النفسي أمر مهم؛ لأن مشكلات الترابط ومشكلات نوم الرضيع من المرجح أن يكون لها تأثير متبادل ومضاعف. وفي أسوأ الأحوال، يمكن أن تؤدي إلى حلقة مفرغة تؤثر سلباً على الحياة الأسرية».

قام باحثو الدراسة بتقييم الآباء، وأشكال مختلفة من مشكلات النوم لدى الرضع؛ بينها: مشكلات مرتبطة بعدد ساعات النوم الإجمالي، وعدد مرات الاستيقاظ ليلاً، وصعوبات النوم، والاضطرابات المرتبطة بالنوم التي تشير إلى صعوبات في العودة إلى وضعية النوم الطبيعي والنوم دون مساعدة الوالدَين بعد الاستيقاظ.

وتُعدّ الأبحاث التى أُجريت حول العلاقة بين مدى الترابط بين الوالدَين والطفل والنوم نادرة، وغير موجودة لدى الآباء.

مراقبة لمدة عامين

في هذه الدراسة، تمّت مراقبة الأمهات والآباء والأطفال لأكثر من عامَين، حيث أُجريت الدراسة في وسط فنلندا عبر جمع بيانات من الآباء والأمهات في أربعة أوقات مختلفة؛ خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وعندما كان عمر طفلهم ثلاثة أشهر، وثمانية أشهر، وأربعة وعشرين شهراً.

أكمل كلا الوالدين استبيانات متطابقة تقريباً. ثم جرى قياس متغيرات نتائج الدراسة (مشكلات نوم الرضع) عند الشهرَيْن الثامن والرابع والعشرين، والمتغيرات التفسيرية (مشكلات الترابط الأبوي) عند الشهر الثامن.

بالمقارنة مع دراسات مماثلة، شارك في هذه الدراسة عدد كبير من الآباء والأمهات: أجابت 1299 أماً و1211 أباً عن استبيان الترابط، في حين قام 1301 والد بتقييم مشكلات نوم الرضع في عمر ثمانية أشهر، و950 والداً في عمر أربعة وعشرين شهراً.

وتعدّ هذه الدراسة جزءاً من مشروع «CHILD-SLEEP» الذي تم تنفيذه بالتعاون مع المعهد الفنلندي للصحة والرعاية الاجتماعية، وجامعة هلسنكي، وعدة جهات بحثية فنلندية أخرى.

ووفق نتائج الدراسة، فقد تجلّت المشكلات التي واجهتها الأمهات في الترابط مع أطفالهن الرضع بعمر ثمانية أشهر في زيادة مشكلات عدد ساعات النوم الإجمالية وصعوبة النوم في ذلك العمر. وفي عمر السنتين، تفاقمت هذه المشكلات بسبب الاستيقاظ ليلاً وحدوث اضطرابات النوم.

واستمرت النتائج عند ضبط عدة متغيرات تؤثر على نوم الرضيع، بما في ذلك عمر الوالدين، وأعراض الاكتئاب، والمشكلات التعليمية والصحية، بالإضافة إلى الرضاعة الطبيعية، والجنس، والعمر، وعدد أشقاء الطفل.

وأكدت المؤلفة المراسلة للدراسة «أهمية معرفة التحديات التي تواجه الرابطة العاطفية بين الأم وطفلها بأسرع ما يمكن، ويُفضّل أن يتم ذلك حتى قبل الولادة، وأنه يجب تقديم الدعم الهادف إلى تقوية هذه الرابطة، خاصةً عندما تعاني الأم من أعراض اكتئاب وصعوبات في بناء مثل هذه الرابطة».

كما شددت روسانين «على أنه تجب معالجة مشكلات نوم الرضيع بفاعلية، مع الأخذ في الاعتبار وجهات النظر العلمية التي تتعلق بمدى التفاعل بين الأطفال والوالدين».



«المواد الكيميائية الدائمة» قد تصيبك بمرض مناعي خطير

التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)
التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)
TT

«المواد الكيميائية الدائمة» قد تصيبك بمرض مناعي خطير

التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)
التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)

لطالما تحدثت الدراسات والأبحاث السابقة عن مخاطر «المواد الكيميائية الأبدية» على الصحة، حيث عرفت هذه المواد بتسببها في السرطان ومشكلات الكبد والغدة الدرقية، والعيوب الخلقية، وأمراض الكلى، وانخفاض المناعة، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وغيرها من المشكلات الصحية الخطيرة.

والمواد الكيميائية الأبدية هي مواد لا تتحلل بسهولة في البيئة، وتوجد في كثير من المنتجات، مثل مستحضرات التجميل، وأواني الطهي غير اللاصقة، والهواتف الجوالة، كما تستخدم في تغليف المواد الغذائية لجعل الأغلفة مقاومة للشحوم والماء.

وقد كشفت دراسة جديدة أن هذه المواد قد تتسبب أيضاً في الإصابة بمرض خطير قد يستمر مدى الحياة وهو مرض التصلب المتعدد، بحسب ما نقلته صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.

والتصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي، مما يعطل التواصل بين الدماغ وبقية الجسم. ويتسبب ذلك في مجموعة واسعة من الأعراض المحتملة، بما في ذلك مشكلات في الرؤية أو حركة الذراع أو الساق أو الإحساس أو التوازن أو الإدراك.

وفي الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل عينات دم من 900 شخص في السويد تم تشخيص إصابتهم بالتصلب المتعدد مؤخراً، وقارنوها بعينات من أشخاص غير مصابين بالمرض.

وقام الباحثون بقياس مستويات المواد الكيميائية الأبدية في كل مجموعة، ثم استخدموا نماذج إحصائية لمعرفة مدى ارتباط التعرض للمواد الكيميائية باحتمالية الإصابة بالتصلب المتعدد.

ونظراً لأن الأشخاص يتعرضون عادةً لعدة مواد كيميائية في آنٍ واحد، فقد بحث الفريق أيضاً في كيفية تأثير التعرض لأكثر من مادة على خطر الإصابة.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يتعرضون لاثنين من أخطر أنواع «المواد الكيميائية الأبدية»، وهما حمض البيرفلوروكتان سلفونيك (PFOS) وثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCBs) - هم أكثر عرضة للإصابة بالتصلب المتعدد بنحو مرتين، مقارنة بغيرهم الذين لم يتعرضوا لهاتين المادتين.

وأشار الفريق إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى حقيقة أن «المواد الكيميائية الأبدية» قد تتداخل مع الجهاز المناعي، إما بإضعافه أو بتحفيزه بشكل مفرط.

وهذا الخلل المناعي قد يتسبب في أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد.

كما أشاروا إلى أنها قد تتسبب في أمراض مناعية أخرى مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض التهاب الأمعاء.

ويقول الخبراء إن هناك خطوات يمكن اتخاذها للحد من التعرض لـ«المواد الكيميائية الأبدية» مثل ترشيح مياه الشرب وتجنب استخدام أواني الطهي غير اللاصقة وعبوات الطعام المقاومة للدهون.


دور الفلفل الحار في التهاب البروستاتا

تناول كميات كبيرة من الفلفل الحار قد يؤدي إلى تهيج البروستاتا (رويترز)
تناول كميات كبيرة من الفلفل الحار قد يؤدي إلى تهيج البروستاتا (رويترز)
TT

دور الفلفل الحار في التهاب البروستاتا

تناول كميات كبيرة من الفلفل الحار قد يؤدي إلى تهيج البروستاتا (رويترز)
تناول كميات كبيرة من الفلفل الحار قد يؤدي إلى تهيج البروستاتا (رويترز)

يُعدّ التهاب البروستاتا حالة مرضية تصيب غدة البروستاتا لدى الذكور، وغالباً ما ترتبط بظهور تورم وتهيج. وقد يسبب التهاب البروستاتا شعوراً بالألم أو صعوبة خلال التبول. كما قد يسبب ألماً في الأربية (المنطقة التشريحية عند التقاء البطن بالفخذ)، أو منطقة الحوض، أو الأعضاء التناسلية.

ويلعب النظام الغذائي دوراً أساسياً في الوقاية من أمراض غدة البروستاتا، أو زيادة مخاطرها، ويساهم بعض الأطعمة في التهاب أو تضخم البروستاتا، ومنها الفلفل الحار.

كيف يؤثر الفلفل الحار على البروستاتا؟

على الرغم من أن تناول الأطعمة الحارة قد يُعزز عملية الحرق أو الأيض، فإن الإفراط في تناولها قد تكون له آثار سلبية على صحة البروستاتا، خصوصاً لدى مَن يعانون من التهابات أو تضخم في الغدة.

ووفقاً لدراسة نُشرت في «مجلة المسالك البولية»، فإن استهلاك كميات كبيرة من الفلفل الحار قد يؤدي إلى تهيج المثانة والبروستاتا والإحليل (أنبوب تصريف البول من المثانة)، وزيادة الأعراض البولية، مثل الحرقان وتكرار الحاجة إلى التبول.

ويرى خبراء الصحة أن مركّب «الكابسيسين» الكيميائي الطبيعي الموجود في الفلفل الحار يمكن أن يسبب تحفيزاً مفرطاً للأعصاب المحيطة بالبروستاتا؛ مما يزيد من الالتهاب وعدم الارتياح في تلك المنطقة. لذلك يُنصح بالاعتدال في تناوله، لا سيما لمن لديهم تاريخ من مشكلات البروستاتا.

كيف تتناول الفلفل الحار بطريقة صحية؟

لا يعدّ تناول الفلفل الحار باعتدال ضاراً بصحة غدة البروستاتا السليمة، بل على العكس، فقد أظهر «الكابسيسين» خصائص مضادة للالتهابات، ومضادة للأكسدة، ومعدلة للمناعة... كما أنها تُنشط المستقبلات الموجودة في البروستاتا، التي تسهم في حماية الأعصاب وتقليل الإجهاد التأكسدي.

ويحتوي الفلفل الحار، كغيره من الخضراوات، أنواعاً مختلفة من فيتامينات «أ» و«ب» و«ج» و«هـ»، كما يحتوي أليافاً ومعادن ومواد متنوعة ذات خصائص مضادة للأكسدة؛ مما يجعله قادراً على مكافحة الجذور الحرة الضارة التي يصنعها الجسم باستمرار خلال عمل الخلايا، ويمكن لهذه الجزيئات غير المستقرة أن تُلحق الضرر بخلايانا وتُسبب أمراضاً، مثل السرطان، مع تقدمنا في العمر.

ويمكن تناول الفلفل الحار باعتدال بوصفه جزءاً من نظام غذائي صحي للقلب وللأوعية الدموية، كما أنه يساعد في خفض ضغط الدم.


للتصدي لعلامات الشيخوخة... تناول هذا المشروب

الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)
الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)
TT

للتصدي لعلامات الشيخوخة... تناول هذا المشروب

الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)
الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)

كشفت دراسة جديدة أن هناك مشروباً رائجاً، لطالما اشتهر بدعمه لصحة الأمعاء، قد يُساعد أيضاً في الوقاية من بعض علامات الشيخوخة أو حتى عكسها.

وحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فإن هذا المشروب هو الكفير.

والكفير هو منتَج ألبان مخمر، ينتَج من أنواع مختلفة من الحليب، بما في ذلك الأبقار والماعز والأغنام. وسبق أن أكدت الأبحاث أنه يعزز تكاثر بكتيريا الأمعاء الصحية.

وأجريت الدراسة الجديدة بواسطة فريق من جامعة شينشو اليابانية، وبحثت في الفوائد المحتملة للكفير فيما يتعلق بالتقدم في السن.

ومع تقدم العمر، يضعف جهاز المناعة وتتباطأ خلاياه، مما يعيق انقسامها بشكل سليم، كما أوضح الباحثون.

ويُحفز هذا التباطؤ التهاباً مزمناً يُسهم في انتشار كثير من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، بينما تضعف أعضاء حيوية، مثل الغدة الزعترية والكبد، تدريجياً، وتفقد وظائفها.

ولطالما عرف الباحثون أن مشروبات مثل الكفير تحتوي على بكتيريا حمض اللاكتيك، التي يُعتقد أن لها تأثيرات مضادة للميكروبات، ومضادة للالتهابات، وحتى مضادة للسرطان. مع ذلك لا تزال آلية عمل هذه الفوائد غير واضحة تماماً.

وللكشف عن ذلك، قام الفريق بتغذية فئران مسنة بسلالة معطلة حرارياً من بكتيريا حمض اللاكتيك المعزولة من الكفير - وهي بكتيريا Lentilactobacillus kefiri YRC2606 - على مدى ثمانية أسابيع، ثم قاموا بتحليل صحة جهازها المناعي.

ووجدوا أن الفئران التي أُعطيت هذه البكتيريا أظهرت تغيرات أقل مرتبطة بالتقدم في السن في أعضاء رئيسية مثل الغدة الزعترية والكبد.

كما انخفضت علامات الالتهاب، بالإضافة إلى مستويات البروتينات التي تمنع عادةً انقسام الخلايا - وهو عامل رئيسي في شيخوخة الأنسجة.

وتشير هذه النتائج، الأولى من نوعها، إلى أن البكتيريا المستخلصة من الكفير قد تساعد في الحفاظ على قوة الجهاز المناعي مع تقدم العمر، وفقاً لما أكدته المؤلفة الرئيسية للدراسة، هيروكا ساساهارا.

وقالت ساساهارا في بيان: «هذه النتائج تعني أن بكتيريا YRC2606 الموجودة في الكفير قد تكون مفيدة في علاج الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، والحفاظ على وظائف المناعة لدى كبار السن».

ويتميز الكفير بغناه بالعناصر الغذائية، إذ يُوفر كوب واحد منه حوالي 9 غرامات من البروتين، وأكثر من ثلث الكمية اليومية الموصى بها من الكالسيوم للبالغين، وهو عنصر أساسي لعظام قوية. كما يُوفر الكفير كميات صحية من الفوسفور والمغنسيوم وفيتامينات B12 وB2 وD وK2.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الكفير غني بالبروبيوتيك، وهي كائنات دقيقة نافعة يُعتقد أنها تُعزز الصحة بطرق كثيرة، بدءاً من تحسين الهضم والتحكم في الوزن، وصولاً إلى تعزيز الصحة النفسية.

قد تُساعد البروبيوتيك أيضاً في علاج مشاكل مثل متلازمة القولون العصبي والإسهال والحساسية، بل وقد تُعزز صحة القلب عن طريق خفض الكولسترول الضار.

أظهرت الأبحاث أن أحد أنواع البروبيوتيك الموجودة في الكفير، وهو بكتيريا لاكتوباسيلوس كفيري، يُمكنه تثبيط نمو البكتيريا الضارة، بما في ذلك السالمونيلا والإشريكية القولونية.