كشف تقرير دولي أن نحو 3.7 مليار إنسان لا تتوفر لهم إمكانية الحصول على نظام غذائي صحي، رغم أن العالم ينتج ما يكفي من السعرات الحرارية لإطعام الجميع.
وأوضح الباحثون في لجنة «إيت-لانسيت»، التي تضم هيئة خبراء دولية بقيادة معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا، أن التحول نحو النظام الغذائي الكوكبي قد يمنع نحو 15 مليون وفاة مبكرة سنوياً، من خلال الحد من انتشار الأمراض المرتبطة بالأغذية غير الصحية، مثل أمراض القلب والسكري والسرطان، وفق النتائج المنشورة، الخميس، بدورية «لانسيت».
ويُعد النظام الغذائي الكوكبي الصحي إطاراً غذائياً مرناً يهدف لتحقيق صحة الإنسان والكوكب معاً. ويقوم على تناول أغذية نباتية غنية مثل الحبوب الكاملة، والخضراوات، والفواكه، والمكسرات، والبقوليات، مع كميات معتدلة من المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والدواجن والأسماك والألبان والبيض، مع تقليل السكريات المضافة والدهون المشبعة والأطعمة فائقة المعالجة.
ويسهم النظام في الاستدامة البيئية من خلال خفض الانبعاثات الكربونية، وتقليل استخدام الأراضي والمياه، وحماية النظم البيئية، ويتيح المرونة لتلبية الاحتياجات الثقافية والغذائية المختلفة، مع إمكانية تكييفه للفئات الحساسة مثل الأطفال والنساء الحوامل.
وأشار التقرير إلى أن نظم الغذاء الحالية تمثل عاملاً رئيسياً في الأزمات الصحية والبيئية؛ إذ تتسبب في نحو 30 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، وتسهم في تجاوز الحدود الكوكبية المتعلقة بتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وتلوث المياه والتربة.
ويطرح التقرير حلولاً واضحة تستند إلى العلم، أبرزها اعتماد النظام الغذائي الكوكبي الصحي، إلى جانب خفض فاقد الغذاء وهدره إلى النصف، وتبني ممارسات زراعية مستدامة، ووقف تحويل النظم البيئية السليمة إلى أراضٍ زراعية، بما يضمن الغذاء لسكان العالم المتوقع أن يبلغوا نحو 9.6 مليار نسمة بحلول 2050.
كما يشدد التقرير على أن النظام الغذائي الكوكبي ليس وصفة واحدة للجميع، بل يعدّ إطاراً مرناً يراعي التنوع الثقافي والاحتياجات المحلية، مع ضرورة توفير الدعم الغذائي للفئات الحساسة، وتطبيق سياسات عادلة لضمان أجور وظروف عمل مناسبة للعاملين في قطاع الغذاء، وتمكين المجتمعات المهمشة من المشاركة في اتخاذ القرار.
يُتوقع أن يؤدي التحول نحو النظام الغذائي الكوكبي إلى خفض انبعاثات الغذاء بأكثر من 15 في المائة مقارنة بعام 2020، وتصل إلى 20 في المائة عند دمجها مع تقليل الفاقد وتحسين طرق الإنتاج.
اقتصادياً، تُكلف النظم الغذائية الحالية العالم نحو 15 تريليون دولار سنوياً، بينما يمكن لاستثمار بين 200 و500 مليار دولار إصلاحها وتحقيق عوائد تفوق 5 تريليونات دولار عبر خفض تكاليف الرعاية الصحية وزيادة الإنتاجية وحماية البيئة.
