11 نصيحة للحصول على نوم مثالي

بائعة قهوة تنام في كشكها أثناء انتظار الزبائن بجاكرتا (أ.ف.ب)
بائعة قهوة تنام في كشكها أثناء انتظار الزبائن بجاكرتا (أ.ف.ب)
TT

11 نصيحة للحصول على نوم مثالي

بائعة قهوة تنام في كشكها أثناء انتظار الزبائن بجاكرتا (أ.ف.ب)
بائعة قهوة تنام في كشكها أثناء انتظار الزبائن بجاكرتا (أ.ف.ب)

يُفترض أن يكون النوم مريحاً ومُجدداً للنشاط، لكن بالنسبة للبعض، قد يكون أشبه بتحدٍّ ليلي وإحباط. إذا كانت قلة النوم تُسيطر على لياليك، فقد تُفسد نهارك. قد تشعر بالخمول والكسل وسرعة الانفعال.

النوم الجيد مهم لأسباب أخرى أيضاً. تُظهر الأبحاث أن عدم الحصول على قسط كافٍ منه يُمكن أن يُؤثر سلباً على صحتك، بما في ذلك مشكلات الذاكرة، وزيادة الوزن، وزيادة احتمالية وقوع حوادث السيارات.

وتقول نانسي فولدفاري - شايفر، اختصاصية اضطرابات النوم، وطبيبة تقويم العظام: «إذا استيقظت صباحاً ولم تكن منتعشاً، أو شعرت بالنعاس أو التعب خلال النهار، أو وجدت نفسك تتثاءب كثيراً، فهذه كلها علامات شائعة جداً على قلة النوم».

إذن، ما الذي يمكنك فعله لاستعادة نومك الطبيعي والحصول علي جودة نوم مثالية، وفقاً لما ينصح به الخبراء لموقع «كليفلاند كلينك».

1-خصص وقتاً كافياً للنوم

يحتاج معظم البالغين إلى مدة تتراوح من 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة، وعدم الحصول على قسطٍ كافٍ هو السبب الأكثر شيوعاً للنعاس.

تنصح الدكتورة فولدفاري - شايفر بإلقاء نظرةٍ أعمق وأكثر صدقاً على عادات نومك من خلال الاحتفاظ بمذكرات نوم.

وتقول: «عندما نُسجّل عاداتنا، نُصبح أكثر وعياً بها؛ لذا، إذا سجّلتَ أوقات النوم والاستيقاظ، فستكون لديك فكرةٌ عن اتجاهاتك الشخصية. قد تُدرك أنك تنام أربع ساعاتٍ أو خمساً فقط في الليلة خلال الأسبوع، ولكن حاول تعويض ذلك في عطلة نهاية الأسبوع. من المفيد تقييم هذه الأنماط، وهي علاماتٌ جيدةٌ على أنك لا تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم».

2-أنشئ جدولاً ثابتاً للنوم والاستيقاظ

أفضل طريقة لضمان نوم جيد على المدى الطويل هي تحديد وقت نوم ثابت، والأهم من ذلك، وقت استيقاظ ثابت.

تقول الدكتورة فولدفاري - شايفر: «بالالتزام بوقت استيقاظ ثابت، يمكنك ضمان فترة نوم واستيقاظ مستقرة. ضبط وقت استيقاظك ليكون ثابتاً كل يوم يُبرمج دماغك على معرفة مقدار النوم الذي يجب أن تحصل عليه».

إذن، ما الوقت المناسب للنوم والاستيقاظ؟ حدّدت إحدى الدراسات أن الساعة العاشرة مساءً هي الوقت المثالي للنوم، ولكن في الواقع، يختلف «أفضل وقت» من شخص لآخر.

3-لا تغفُ طويلاً

القيلولة الطويلة جداً أو المتكررة قد تؤثر سلباً في أنماط نومك؛ لذا مارس عادات قيلولة ذكية. خذ قيلولة في وقت مبكر من اليوم فقط، مثلاً قبل الساعة الثالثة عصراً، لمدة لا تزيد على 20 دقيقة في كل مرة.

تشرح الدكتورة شايفر: «عندما تغفو لمدة ساعة أو أكثر، فإنك تخاطر بالدخول في مراحل نوم أعمق، ثم تستيقظ وأنت تعاني من خمول النوم، وهو شعور بالخمول والارتباك حيث لا تعرف حتى أين أنت».

4-انتبه لما تأكله وتشربه

تقول الدكتورة فولدفاري - شايفر: «يرتبط الطعام ارتباطاً مباشراً بالسيروتونين، وهو هرمون أساسي يُساعد، إلى جانب فيتامينات ب6 و ب12 وحمض الفوليك، على تعزيز النوم الصحي».

تشمل الأطعمة التي تُساعد على تهدئة الجسم، وزيادة مستويات السيروتونين، وتهيئتك للراحة ما يلي:

الكربوهيدرات المعقدة، مثل خبز الحبوب الكاملة والمعكرونة البروتينات قليلة الدهون مثل الدجاج والديك الرومي، الدهون الصحية للقلب، مثل الجوز واللوز المشروبات المُهدئة، مثل الحليب الدافئ وشاي البابونغ.

5-تجنب الكافيين قبل النوم

بالمناسبة، هناك سبب يدفع الكثيرين إلى تناول مشروبات منزوعة الكافيين بعد الظهر! الكافيين منبه؛ ما يعني أنه يساعد على بقائك مستيقظاً - وهو آخر ما ترغب فيه وأنت تحاول النوم بشكل أفضل.

لكن الدكتورة فولدفاري - شايفر تشير إلى أن قدرة كل شخص على تحمل الكافيين تختلف. انتبه لتأثيره فيك، فهذا يساعدك على تحديد متى يجب عليك التوقف عن شربه خلال اليوم.

وتقول: «بعض الناس يتحملون القهوة بعد العشاء، لكن الأشخاص المعرضين للأرق يحتاجون إما إلى تجنبها تماماً وإما التوقف عنها بحلول وقت مبكر من بعد الظهر».

6-لا تمارس الرياضة قبل النوم مباشرةً

من المهم ممارسة الرياضة، ولكن من أجل نوم أفضل، من المهم أيضاً ممارستها بعد الظهر أو في وقت مبكر من المساء. ممارسة الرياضة بانتظام قبل النوم مباشرةً قد تُسهم في إصابتك بالأرق المزمن.

توضح الدكتورة فولدفاري - شايفر قائلةً: «تُحفّز ممارسة الرياضة الهرمونات المُحفّزة في الجسم؛ لذا، فإن ممارستها قبل ساعة أو ساعتين من النوم قد تُسبب الأرق أو صعوبة النوم».

7-قلّل من وقت استخدامك الشاشات

قد يكون من الصعب التوقف عن تصفح عناوين الأخبار أو تصفح صور الأصدقاء، لكن وقت استخدامك الشاشات قبل النوم - أو الأسوأ من ذلك، في أثناء وجودك في السرير - يُعزز أنماط نوم غير صحية.

توصي الدكتورة فولدفاري - شايفر قائلةً: «حاول تحديد وقت محدد قبل النوم بساعة أو ساعتين، حيث تُطفئ أجهزتك الإلكترونية للاسترخاء التام».

8-أنشئ روتيناً مُهدئاً قبل النوم

«صحة النوم» مصطلح يُشير إلى روتينك الليلي والأشياء التي تفعلها لتُهيئ نفسك لنوم هنيء، مثل الاسترخاء مُبكراً وتهدئة عقلك.

تضيف الدكتورة فولدفاري - شايفر: «من الصحي التوقف عما تفعله قبل ساعتين من النوم لتخصيص وقت للاسترخاء التام. قد يكون ذلك شرب شاي خالٍ من الكافيين، أو الاستحمام بماء ساخن، أو ارتداء بيجامتك المُفضلة، أو قراءة كتاب بهدوء».

تتداخل بعض عادات النوم الصحية مع النصائح التي ناقشناها هنا (مثل إطفاء الشاشات وتقليل الكافيين)، لكن هناك ما هو أكثر من ذلك أيضاً.

وتضيف قائلةً: «يجب التأكد من أن غرفة نومك مناسبة للنوم. وهذا يشمل مستويات الضوضاء، ودرجة حرارة الغرفة، والفراش والوسائد، وحتى من ينام معك في السرير، مثل شريكك أو كلبك».

9-لا تمارس أنشطة أخرى في السرير

قد يكون من المغري الزحف إلى السرير مع جهاز الكمبيوتر المحمول لمشاهدة برنامج أو الاستلقاء على سريرك في منتصف النهار لمشاهدة فيديوهات «تيك توك»، لكن الدكتورة فولدفاري - شايفر تقول إنه لتعزيز النوم الجيد، لا ينبغي أن يكون سريرك مكاناً للتسكع.

وتقول: «يجب استخدام سريرك للنوم فقط. إن القيام بأشياء أخرى في السرير، مثل استخدام جهاز الكمبيوتر المحمول أو حتى مجرد إجراء محادثات، يعزز عادات النوم السيئة التي ستؤدي في النهاية إلى تقليل جودة وكمية نومك».

10-لا تستلقِ في السرير مستيقظاً

عندما لا تستطيع النوم، اتبع قاعدة التقلب في السرير مدة 20 دقيقة. تنصح الدكتورة فولدفاري - شايفر قائلةً: «إذا كنت تتقلب في السرير مدة 20 دقيقة، فانهض، واذهب إلى غرفة أخرى وافعل شيئاً آخر حتى تشعر بأنك قادر على النوم».

ولكن هناك مشكلة: لا يمكنك فعل أي شيء مُحفز. لا تلفزيون، لا وسائل تواصل اجتماعي، لا عمل. لا يمكنك أيضاً التعمق في ذلك الكتاب الرائع الذي كنت تقرأه. عليك اختيار شيء ممل نسبياً، مثل كي الملابس أو طيها.

قد يبدو من غير المنطقي النهوض من السرير والقيام بشيء ما عندما يكون كل ما تحتاج إليه حقاً هو النوم، ولكن هناك سبب وجيه وراء ذلك.

تقول: «سيشكو الناس قائلين: (كنت مستيقظاً طوال الليل!)، لكن جزءاً من التخلص من عادة نوم سيئة طويلة الأمد هو التغلب عليها. والاستلقاء في السرير دون نوم يُعلّم دماغك أنه لا بأس من الاستلقاء في السرير دون نوم».

11-دع الضوء يدخل (خلال النهار)

تُعلمك ساعة جسمك الداخلية، المعروفة باسم إيقاعك اليومي، متى يحين وقت النوم. تقول شايفر: «من المهم أيضاً أن يُعلم دماغك متى يحين وقت النوم مقابل البقاء مستيقظاً».

للمساعدة على تنظيم إيقاعك اليومي، تأكد من حصولك على قدر كافٍ من الضوء الساطع أو أشعة الشمس خلال النهار. لن يساعدك هذا على النوم ليلاً فحسب، بل سيمنحك أيضاً المزيد من الطاقة طوال اليوم.


مقالات ذات صلة

متى عليك التوقف عن تناول الطعام قبل النوم؟

صحتك الكافيين منبه يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن النوم (متداولة)

متى عليك التوقف عن تناول الطعام قبل النوم؟

ينصح الخبراء عادةً بالامتناع عن تناول الطعام خلال ثلاث ساعات قبل النوم للحصول على نوم هانئ وتجنب مشاكل الجهاز الهضمي مثل الارتجاع الحمضي

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)

10 أطعمة تمنحك نوماً عميقاً بلا أرق

يمكن لنوعية الطعام الذي نتناوله قبل النوم أن يلعب دوراً حاسماً في تحسين جودة النوم ومدته، في وقت يعاني فيه ملايين الأشخاص حول العالم من قلة النوم واضطراباته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك توقيت تناول العشاء خلال فصل الشتاء يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتك (رويترز)

لحرق الدهون وتحسين النوم... ما الوقت الأمثل لتناول العشاء خلال الشتاء؟

توقيت تناول العشاء خلال فصل الشتاء يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتك وعلى جودة نومك وقدرتك على حرق الدهون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تناول العنب يمنح الجسم فوائد صحية مختلفة (رويترز)

أفضل وقت لتناول العنب لتحسين النوم وإنقاص الوزن وتعزيز الطاقة

العنب ليس مجرد وجبة خفيفة، بل فاكهة تقدم فوائد صحية مختلفة حسب وقت تناولها. وقد يساعد العنب في تعزيز الطاقة، ودعم أهداف إنقاص الوزن، وتحسين جودة النوم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الدراسة تسلّط الضوء على أهمية إعطاء النوم أولوية بوصفه ركيزة أساسية من ركائز الصحة (بكساباي)

دراسة: قلة النوم تهدد الصحة وطول العمر

يُعدّ النوم غير الكافي من أقوى العوامل المرتبطة بانخفاض متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أميركا تقر أول نسخة أقراص من علاج شهير لإنقاص الوزن

مقر للمختبرات الصيدلانية الدنماركية «نوفو نورديسك» المطوِّرة للعلاج (رويترز)
مقر للمختبرات الصيدلانية الدنماركية «نوفو نورديسك» المطوِّرة للعلاج (رويترز)
TT

أميركا تقر أول نسخة أقراص من علاج شهير لإنقاص الوزن

مقر للمختبرات الصيدلانية الدنماركية «نوفو نورديسك» المطوِّرة للعلاج (رويترز)
مقر للمختبرات الصيدلانية الدنماركية «نوفو نورديسك» المطوِّرة للعلاج (رويترز)

وافقت «إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه)» على أول نسخة بالأقراص من علاج شهير لمكافحة البدانة، يساعد على إنقاص الوزن، بحسب ما كشفت المختبرات الصيدلانية الدنماركية (نوفو نورديسك) المطوِّرة للعلاج.

ومن شأن هذا القرار أن يسمح بتيسير الوصول في الولايات المتحدة إلى هذه العلاجات الرائجة جداً لتخفيض الوزن، والتي تعدّ شديدة التطوّر في مجالها في نظر خبراء.

وتساعد هذه التقنية، التي وُضعت بداية لمعالجة داء السكّري، على محاكاة عمل الهرمون الهضمي «جي إل بي-1» الضابط للشهيّة، وهي تسوَّق تجارياً في سياق أدوية «أوزمبيك»، و«ويغوفي»، و«زيباوند».

وتتوفّر عادة على شكل محلول قابل للحقن، لكن يتمّ الآن تطويرها على شكل حبوب لتسهيل تناولها.

وأشارت «نوفو نورديسك»، في بيانها، إلى أن «حبوب ويغوفي» هي «أوّل... علاج بهرمون جي إل بي-1 عن طريق الفمّ يوافَق عليه للتحكّم بالوزن» في الولايات المتحدة.

وسبق للسلطات الصحية الأميركية أن وافقت على نسخة أخرى بالحبوب من هذه العلاجات واسعة التداول، لكن ليس لتخفيض الوزن.

وشهدت هذه العلاجات التي تتيح خسارةً كبيرةً في الوزن إقبالاً كبيراً في السنوات الأخيرة، خصوصاً في الولايات المتحدة، حيث تطال البدانة التي تعدّ مرضاً مزمناً نحو 40 في المائة من البالغين.

غير أنها ليست في متناول عدد كبير من المرضى؛ بسبب سعرها المرتفع الذي قد يتخطّى ألف دولار في الشهر.


«فيروس الإنفلونزا الخارق»: الأعراض وآخر التحديثات

«فيروس الإنفلونزا الخارق»: الأعراض وآخر التحديثات
TT

«فيروس الإنفلونزا الخارق»: الأعراض وآخر التحديثات

«فيروس الإنفلونزا الخارق»: الأعراض وآخر التحديثات

مع استعداد كثير من العائلات للتجمع خلال موسم الأعياد، تشهد حالات الإصابة بالإنفلونزا ارتفاعاً حاداً في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، كما كتبت ناتاشا إتزل*.

ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن «مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها» (CDC)، فقد وصلت نتائج الاختبارات الإيجابية (المؤكدة) إلى أعلى مستوياتها المسجلة حتى الآن هذا الموسم.

سلالة متحورة من الفيروس

يُعد فيروس الإنفلونزا ««إيه- إتش 3 إن 2» (A H3N2) أكثر فيروسات الإنفلونزا شيوعاً هذا الموسم. وفي الأسبوع الماضي، نشرت مجلة «فاست كومباني» تقريراً عن سلالة متحورة جديدة من فيروس الإنفلونزا «A H3N2» تُعرف باسم السلالة الفرعية «كيه» (K) التي ظهرت بعد طفرات عدة.

أهم الأحداث

وإليكم ما تحتاجون إلى معرفته عنها:

- ارتفاع عدد الإصابات: تُظهر البيانات الحديثة ارتفاعاً حاداً في حالات الإصابة المؤكدة بالإنفلونزا. ووفقاً لبيانات «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» للأسبوع المنتهي في 13 ديسمبر (كانون الأول)، كانت نسبة العينات التي ثبتت إصابتها بالإنفلونزا 14.8 في المائة. وهذا هو أعلى مستوى للحالات المؤكدة حتى الآن هذا الموسم.

وبلغ إجمالي حالات الإصابة بالإنفلونزا 4.6 مليون حالة على مستوى البلاد. وتُشير تقديرات المراكز إلى وجود 49 ألف حالة دخول إلى المستشفيات، و1900 حالة وفاة بسبب الإنفلونزا.

- أنواع الفيروسات: أبلغت مختبرات الصحة العامة عن 927 فيروساً للإنفلونزا. من بينها 911 فيروساً من النوع «إيه» (A)، و16 فيروساً من النوع «بي» (B)، ومن بين 706 فيروسات من النوع «إيه» التي تم تحديد نوعها الفرعي، كان 89.9 في المائة منها من النوع «H3N2».

الولايات التي شهدت أعلى نشاط للإنفلونزا، تشمل ما يلي: كولورادو، ولويزيانا، ونيوجيرسي، ونيويورك، ورود آيلاند. وتُظهِر بيانات التتبع من وزارة الصحة بولاية نيويورك أن الحالات بلغت أعلى مستوياتها لهذا الموسم، مع أكثر من 5300 حالة دخول إلى المستشفى حتى الآن. وفي مدينة نيويورك، ارتفعت حالات الإصابة بالإنفلونزا بشكل ملحوظ.

وبسبب موسم الأعياد، ستتأخر البيانات هذا الأسبوع. وسيتم نشر بيانات الأسبوع المنتهي في 20 من هذا الشهر في 30 منه.

ما هي أعراض الإنفلونزا؟

تتراوح أعراض الإنفلونزا عادة من خفيفة إلى شديدة. وتقول «مراكز مكافحة الأمراض» إن هذه هي الأعراض الرئيسية التي يجب الانتباه إليها:

  • ارتفاع درجة الحرارة أو الشعور بالحمى والقشعريرة.
  • سعال.
  • التهاب الحلق.
  • سيلان الأنف أو انسداده.
  • آلام في العضلات أو الجسم عموماً.
  • صداع.
  • إرهاق (تعب).
  • احتمال الإصابة بالقيء والإسهال (أكثر شيوعاً عند الأطفال منه عند البالغين).

وتشير «المراكز» إلى أنه ليس كل من يُصاب بالإنفلونزا يُصاب بالحمى.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».


العقم ليس دائماً لغزاً… الخلل يكمن أحياناً في «التموضع»

استشارة نسائية متقدمة قبل الولادة
استشارة نسائية متقدمة قبل الولادة
TT

العقم ليس دائماً لغزاً… الخلل يكمن أحياناً في «التموضع»

استشارة نسائية متقدمة قبل الولادة
استشارة نسائية متقدمة قبل الولادة

بعد أكثر من خمسةٍ وعشرين عاماً من البحث السريري الهادئ بعيداً عن الأضواء، خرج إلى العلن اكتشاف طبي لافت قد يُعيد صياغة فهم الطب الحديث لما يُعرف بـ«العقم مجهول السبب» لدى النساء. ونشرت نتائج الدراسة، التي شملت 372 امرأة من 23 دولة، في ديسمبر (كانون الأول) 2025 في المجلة الدولية لأمراض النساء والتوليد: (International Journal of Gynecology & Obstetrics).

البروفسور موسى الكردي يقود مقاربة جديدة في علاج العقم

لقاء حصري

في لقاء حصري مع «الشرق الأوسط»، تحدث البروفسور موسى الكردي -الطبيب، والباحث البريطاني من أصل سوري، وأستاذ أمراض النساء والعقم المرتبط أكاديمياً بكلٍّ من جامعتي كمبردج ودمشق- عن الخلفيات العلمية لتقنية جراحية جديدة أعادت الاعتبار للمقاربة التشريحية الوظيفية البسيطة قبل اللجوء إلى أكثر تقنيات الإخصاب المساعد تعقيداً.

من أين بدأت الفكرة؟

يقول البروفسور موسى الكردي إن الشرارة الأولى لم تولد في مختبر، بل في العيادة، ومن ملاحظات سريرية تراكمت عبر سنوات طويلة من العمل في مراكز طبية داخل الشرق الأوسط وأوروبا، ولا سيما خلال مراحل تدريبه وتعاونه الأكاديمي في المملكة المتحدة.

ويضيف: «في بريطانيا تعلّمت قاعدة أساسية في الطب: لا تبدأ بالحل المعقّد قبل أن تُعيد طرح السؤال البسيط. لماذا لا يحدث الحمل، رغم أن كل الفحوص تبدو طبيعية»؟

ويتابع أن هذا السؤال، الذي قد يبدو بديهياً، قاده إلى إعادة النظر فيما كان يُسلَّم به طبياً، والبحث في العامل التشريحي الوظيفي الذي كثيراً ما يُهمَل في تقييم حالات العقم غير المفسَّر.

«العقم مجهول السبب»

* ماذا اكتشفتم بعد سنوات المتابعة؟

- يوضح البروفسور موسى الكردي أن المتابعة السريرية الطويلة كشفت نمطاً متكرراً لدى عدد كبير من النساء المصنَّفات ضمن «العقم مجهول السبب»: فحوص هرمونية طبيعية، إباضة منتظمة، أنابيب فالوب سليمة من الناحية الشكلية... ومع ذلك لا يحدث الحمل.

ويضيف: «بعد سنوات من المراقبة الدقيقة، تبيّن لنا أن المشكلة لم تكن في جودة البويضة، ولا في الهرمونات، ولا حتى في سلامة الأنابيب من حيث الشكل، بل في العلاقة المكانية بين الأعضاء. ففي بعض الحالات تكون قناة فالوب بعيدة تشريحياً عن موضع خروج البويضة، فلا تتمكن من التقاطها في اللحظة الحاسمة، رغم أن كل شيء يبدو طبيعياً في صور الأشعة، والفحوص التقليدية».

ويتابع الكردي موضحاً أن الطب الحديث، في كثير من الأحيان، يركّز على ما يظهر في التحاليل، ويغفل ما لا يُقاس بسهولة: «الأنبوب قد يكون سليماً، لكنه لا يعمل بكفاءته الوظيفية إذا لم يكن في الموضع الصحيح. هنا يكمن الخلل الذي ظلّ لسنوات يُصنَّف خطأً على أنه عقم بلا سبب».

تصحيح تشريحي يعيد الوظيفة الطبيعية

تقنية جديدة

* ما جوهر التقنية الجديدة؟

- تعتمد التقنية على إعادة التموضع التشريحي الدقيق للرحم إلى وضعه الأمامي الطبيعي، مع إنزال المبيضين وقناتي فالوب إلى موضع أقرب لقاع الحوض، بما يسمح للأنابيب باستعادة وظيفتها الفيسيولوجية الطبيعية في التقاط البويضة بعد الإباضة.

ويشرح الكردي أن هذه المقاربة تستند إلى مبادئ تشريحية كلاسيكية تُدرَّس في كليات الطب البريطانية، لكنها -للمرة الأولى-طُبِّقت سريرياً بصورة منهجية طويلة الأمد، مع تتبّع النتائج على مدى سنوات.

نتائج غير متوقعة

أظهرت نتائج الدراسة نسب حمل لافتة، بلغت:

- 87 في المائة لدى السيدات السليمات.

- 56 في المائة لدى من يعانين أليافاً رحمية، أو بطانة رحم مهاجرة، أو التصاقات حوضية.

ويصف البروفسور الكردي هذه النتائج بأنها «تفوق بكثير ما نشهده في محاولات متكررة من الإخصاب المساعد، خصوصاً لدى النساء فوق سن الأربعين، أو من لديهن تاريخ طويل من فشل أطفال الأنابيب».

دور الإخصاب المساعد

* ماذا عن أطفال الأنابيب؟

يؤكد البروفسور موسى الكردي أن هذه التقنية لا تلغي دور الإخصاب المساعد، ولا تنتقص من أهميته، لكنها تعيد ضبط تسلسل القرار الطبي، وتطرح سؤالاً غالباً ما يُهمَل في الممارسة السريرية الحديثة: هل استنفدنا فعلاً كل ما يمكن للجسد أن ينجزه بنفسه؟

ويقول: «في المدرسة الطبية البريطانية، نُعلَّم ألا ننتقل مباشرة إلى المختبر قبل التأكد من أن البيئة التشريحية والوظيفية داخل الجسد مهيّأة طبيعياً للحمل. وهذه التقنية لا تنافس أطفال الأنابيب، بل تمنح الجسم فرصة عادلة أولاً، وقد تُغني كثيراً من النساء عن تدخلات معقدة، أو تجعل نتائجها لاحقاً أكثر نجاحاً».

فريق بحثي بخلفية دولية

شارك في تطوير ونشر هذه التقنية فريق علمي متعدد الخلفيات، يجمع بين الخبرة السريرية في الشرق الأوسط والتكوين الأكاديمي في أوروبا، وبريطانيا، فكان مع البروفسور موسى الكردي: الدكتور أشرف زرقان، طبيب وباحث بريطاني من أصل سوري، وأستاذ وباحث في جامعة كمبريدج، ومتخصص في الأبحاث السريرية المرتبطة بعلاج العقم غير المفسَّر. البروفسور أحمد خطاب، باحث بريطاني من أصل فلسطيني، له إسهامات علمية في مجال الخصوبة، والبيولوجيا الإنجابية، وشارك في التحليل العلمي والسريري لنتائج الدراسة.

ويؤكد هذا التنوع الأكاديمي والجغرافي للفريق البحثي أن الدراسة لم تكن جهداً محلياً معزولاً، بل نتاج تعاون علمي عابر للحدود، يجمع بين المنهجية البريطانية الصارمة والخبرة السريرية المتراكمة في الشرق الأوسط، وهو ما انعكس في قبول البحث، ونشره في مجلة دولية مرموقة تصدر عن دار النشر العالمية «Wiley».

الرسالة الأوسع

يختم البروفسور موسى الكردي اللقاء برسالة إنسانية تتجاوز لغة الأرقام ونِسَب النجاح، قائلاً: «ليس كل ما عجزنا عن تفسيره يجب أن نُسميه مجهولاً. أحياناً يحتاج الطب أن يتراجع خطوة، لا ليضعف، بل ليُحسن الرؤية؛ أن ينظر إلى الجسد كما هو، لا كما اعتدنا أن نُصوّره في المختبر».

ويستحضر هذا المنهج ما قاله الطبيب والفيلسوف العربي الكبير ابن النفيس قبل قرون، حين نبّه إلى أن فهم المرض لا يكتمل بتشريح العضو وحده، بل بفهم وظيفته وسياقه داخل الجسد كله، وكأن هذا الاكتشاف الحديث يعيد صدى تلك الحكمة القديمة بلغة الجراحة المعاصرة.

خلاصة

لا يقدّم هذا الإنجاز تقنية جراحية جديدة فحسب، بل يعيد فتح ملف «العقم مجهول السبب» من زاوية علمية أكثر هدوءاً ونضجاً: بسِّط السؤال... قبل أن تُعقِّد الجواب.

وفي هذا التقاطع اللافت بين منهج الطب العربي الكلاسيكي، الذي قام على الملاحظة، والتشريح، والتأمل، والمدرسة الطبية البريطانية الحديثة، التي تُقدّم المنهجية قبل التدخل، تتجلّى رسالة واحدة عابرة للعصور:

إن التقدّم الحقيقي في الطب لا يكون دائماً بإضافة أدوات جديدة، بل أحياناً بالعودة الحكيمة إلى أساسيات الجسد، والوظيفة، والفطرة.