دعوة لاستثمار زيارات الملوك والرؤساء للمعالم المصرية سياحياً

بالتزامن مع الاستعداد لافتتاح المتحف الكبير

ملك وملكة إسبانيا في صورة سيلفي بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)
ملك وملكة إسبانيا في صورة سيلفي بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)
TT

دعوة لاستثمار زيارات الملوك والرؤساء للمعالم المصرية سياحياً

ملك وملكة إسبانيا في صورة سيلفي بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)
ملك وملكة إسبانيا في صورة سيلفي بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)

مع الأصداء العالمية التي ترددت لزيارة ملك وملكة إسبانيا للمعالم السياحية المصرية، خلال الأيام الماضية، انطلقت دعوة من متخصصين في السياحة والآثار لاستثمار زيارات الملوك والرؤساء للمعالم السياحية المصرية، خصوصاً مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير المقرر له الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ملك وملكة إسبانيا مع وزير السياحة وسط آثار الأقصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ونشرت وزارة السياحة والآثار صوراً متنوعة لزيارة ملك إسبانيا فيليبي السادس والملكة ليتيسيا خلال زيارتهما للعديد من المعالم الأثرية مثل أهرامات الجيزة ومعابد الأقصر، في إشارة إلى ما تتمتع به هذه الأماكن من خصائص فريدة كقبلة للسياحة الثقافية عالمياً.

وتوالت التعليقات والدعوات «السوشيالية» لاستثمار زيارات الملوك والرؤساء في الترويج السياحي لمصر خصوصاً مع قرب موعد افتتاح المتحف المصري الكبير.

وكانت جولة ملك وملكة إسبانيا بالأقصر تضمنت زيارة معبد الدير البحري للملكة حتشبسوت، وجولة لأعمال البعثات الأثرية الإسبانية بمعبد تحتمس الثالث ومقبرة جيحوتي في منطقة دراع أبو النجا، بالإضافة إلى زيارة عدد من المقابر بمنطقة وادي الملوك، من بينها مقبرة الملك رمسيس الخامس، كما زارا متحف الأقصر، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار، التي احتفت بالزيارة ونشرت العديد من الصور الخاصة بها على صفحاتها بـمواقع التواصل الاجتماعي.

ويرى الخبير السياحي المصري، بسام الشماع، أنه «كان يجب استثمار زيارة ملك إسبانيا وزوجته الملكة ليتيسيا بطريقة أكبر مما حدث»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «رغم اهتمام وسائل الإعلام العالمية بإبراز صورة الملك والملكة بين الآثار في الأقصر وفي الأهرامات من قبل، فإنه كان يمكن استثمار الزيارة بطريقة أكبر»، وبخصوص افتتاح المتحف المصري الكبير في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، قال الشماع: «أقترح على وزارة السياحة والآثار أن تدعو الرؤساء والملوك لزيارة مصر قبل الافتتاح بأسبوع، وخلال هذا الأسبوع تجهز لهم برنامجاً يتضمن جولات لرؤية آثار ما قبل التاريخ والديناصورات والمتحف الجيولوجي، لنظهر مدى تميز مصر منذ العصور القديمة حتى قبل التاريخ، ثم بداية الحضارة وعصر الأسرات، وتعريفهم بالحضارة المصرية في كل المحافظات ليس فقط منطقة الأهرامات والمتحف الكبير فقط، لتصبح كل محافظات مصر بآثارها المتنوعة على الخريطة السياحية العالمية».

لحظة تأمل للآثار المصرية القديمة في الأقصر (وزارة السياحة والآثار)

ويشير الخبير السياحي إلى أن هذه الطريقة ستفتح مجالاً لتنشيط وجذب السياحة لكل المحافظات المصرية في الصعيد أو سيناء أو الواحات أو مطروح أو الإسكندرية ومحافظات الوجه البحري، وغيرها من الأماكن، مضيفاً: «خلال 7 أيام يمكن أن يتعرف ضيوفنا على كل آثار مصر حتى يصلوا إلى المتحف الكبير في اليوم السابع».

وسبق أن زار مصر العديد من الرؤساء والملوك وحرصوا على زيارة المناطق الأثرية والمعالم السياحية المتنوعة، وكانت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأشهر والأقرب في هذا الصدد، وخلال زيارته الرسمية لمصر، في يونيو (حزيران) الماضي، زار رئيس وزراء جمهورية صربيا المتحف القومي للحضارة المصرية والمتحف المصري الكبير ومنطقة أهرامات الجيزة وأعرب عن إعجابه بالحضارة المصرية، كما زار وفد رفيع المستوى من الحزب الشيوعي الصيني متحف الحضارة وغيره من المواقع التي تحكي قصة الحضارة المصرية.

الملك والملكة زارا معبد الدير البحري للملكة حتشبسوت ومقبرة رمسيس الخامس بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)

وعدّ الخبير السياحي المصري، محمد كارم، «الصور واللقطات التي تنشر للملوك والرؤساء في منطقة الأهرامات أو المناطق الأثرية بالأقصر أو غيرها من الأماكن بمنزلة حملة دعائية مجانية للآثار والسياحة المصرية أمام الملايين حول العالم»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الفترة القادمة ستشهد افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يعد من أكبر وأهم المشاريع الثقافية والمتحفية في العالم وليس في مصر فقط، وهو بوابة جديدة للسياحة المصرية، ورسالة للعالم عن الحضارة والتاريخ المصري».

وتابع: «هناك تقدير واستثمار كبير لزيارة الملوك والرؤساء والشخصيات الشهيرة عالمياً للآثار المصرية، لتكون تلك الزيارات وسيلة للترويج السياحي وجذب الاهتمام الدولي بعيداً عن التسويق المباشر، فهذا تسويق غير مباشر لمصر».

ولفت كارم إلى أن زيارة الملوك والرؤساء للمعالم الأثرية والسياحية المصرية ترتبط عادة بتغطية إعلامية كبيرة وواسعة المدى سواء داخلياً أو عالمياً، ما يضع مصر في دائرة الضوء في الأوساط السياحية، خصوصاً فيما يرتبط بالسياحة الثقافية المتمركزة في المناطق الأثرية التاريخية.

وأضاف الخبير السياحي أن «هذه الزيارات شهادة ثقة دالة على الأمن والاستقرار اللذين يحظى بهما المقصد السياحي المصري، وتشجيع للسائحين من مختلف الأسواق العالمية على زيارة مصر».

وعدّ افتتاح المتحف الكبير «فرصة فريدة لاستقبال ملوك ورؤساء العالم ضمن الفعاليات الدولية التي تواكب الحدث، وستكون الجولات الرسمية مع الزيارات الأخرى لها صدى دولي على المستوى الدولي من خلال التنسيق الإعلامي مع وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة».

جولة مع البعثة الآثارية الإسبانية في أثناء أعمالها بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)

وتستعد مصر لافتتاح المتحف الكبير بالجيزة ليشكل منطقة مفتوحة على أهرامات الجيزة وأبو الهول، وبدأت التجهيزات اللوجيستية للافتتاح إلى جانب حملات الدعاية التي تطلقها مصر تحت عنوان «تنوع لا يضاهى»، وتطمح لاجتذاب 30 مليون سائح خلال عام 2030، وهو معدل الضعف تقريباً لما تحققه مصر حالياً من معدلات للجذب السياحي التي وصلت العام الماضي إلى 15.7 مليون سائح.


مقالات ذات صلة

زيارة نافورة تريفي في روما لم تعد مجانية... رسوم سياحية للاقتراب منها

يوميات الشرق نافورة تريفي في روما (أ.ب)

زيارة نافورة تريفي في روما لم تعد مجانية... رسوم سياحية للاقتراب منها

لم يعد بإمكان السياح الراغبين في التقاط صور «سيلفي» أمام نافورة تريفي الشهيرة، الاكتفاء برمي قطعة نقدية كما ينص التقليد الأسطوري.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد المتحف المصري الكبير اجتذب عدداً كبيراً من السائحين (الشرق الأوسط)

مصر تُضيف 28 طائرة إلى أسطولها لمواكبة الانتعاشة السياحية

أعلنت مصر عن تعزيز أسطولها الوطني في مجال الطيران المدني، عبر إضافة نحو 28 طائرة جديدة تابعة لشركة «مصر للطيران»، بدءاً من يناير المقبل وعلى مدى عامين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق نجيب محفوظ تناول العديد من شوارع وحواري مصر الفاطمية في رواياته (متحف نجيب محفوظ على فيسبوك)

مصر للاهتمام بـ«السياحة الأدبية» واستثمار «زخم» المتحف الكبير

من مبنى ذي طابع تراثي بحي الجمالية، يحمل اسم أديب نوبل نجيب محفوظ، بدأ الخبير السياحي المصري، بسام الشماع، في شرح طبيعة المكان بشوارعه ومبانيه التاريخية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
الاقتصاد جناح «صندوق التنمية السياحي» في المؤتمر (الصندوق) play-circle 01:17

شراكات «صندوق التنمية السياحي السعودي» تتجاوز المليار دولار لتمكين المشاريع

أبرم «صندوق التنمية السياحي السعودي» شراكات جديدة مع جهات حكومية وخاصة، بأثر مالي يتجاوز 4 مليارات ريال من دوره لتوسيع تمويل المنشآت السياحية الصغيرة والمتوسطة.

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق المتحف المصري الكبير شهد زخماً من الزائرين (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: نفي تطبيق زيادة رسوم التأشيرة يعالج مخاوف تأثيرها على السياحة

جاء نفي وزارة السياحة والآثار المصرية لأخبار تزعم تطبيق رفع رسوم تأشيرة الدخول إلى البلاد من 25 دولاراً إلى 45 دولاراً، ليعالج مخاوف من تأثير الأمر على السياحة.

محمد الكفراوي (القاهرة )

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)
خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)
TT

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)
خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

في مسيرة بعض الممثلين، تأتي الأدوار المهمّة في وقت متأخر، وهو ما حصل مع الممثلة السعودية خيرية نظمي، بطلة فيلم «هجرة»، التي تحدَّثت بشفافية لـ«الشرق الأوسط»، قائلةً: «حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين»، مُعبّرةً عن سعادتها الغامرة بهذه التجربة التي نقلتها إلى منطقة مختلفة، بوصفها ثمرة رحلة طويلة من التراكم الفنّي والتجربة الإنسانية.

بطولة «هجرة» جاءت في مرحلة شعرت فيها خيرية بأنّ علاقتها بالتمثيل أصبحت أوضح وأكثر هدوءاً. وتتحدَّث عن هذه التجربة بثقة، مؤكدةً أن مرحلة ما بعد الخمسين حوَّلت العمر من مجرّد رقم إلى رصيد من المشاعر والمواقف والقدرة على قراءة الشخصيات بعمق، ممّا غيّر زاوية نظرها للأمور، وجعل اختياراتها أكثر وعياً ومسؤولية.

وللمرة الأولى، سارت خيرية نظمي على السجادة الحمراء في مهرجانات عالمية بصفتها نجمة سينمائية عبر بطولتها فيلم المخرجة شهد أمين «هجرة»، الذي كان عرضه العالمي الأول في مهرجان البندقية، وهناك حصد جائزة «نيتباك» لأفضل فيلم آسيوي، ثم واصل حضوره في مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» بجدة، ليفوز بجائزتين هما «جائزة اليسر من لجنة التحكيم» وجائزة «فيلم العلا لأفضل فيلم سعودي».

خيرية، التي التقتها «الشرق الأوسط» في «البحر الأحمر»، تُشير إلى أن الفرق بين الأدوار الرئيسية وتحمُّل بطولة كاملة يكمُن في الإيقاع اليومي للتصوير، وفي الالتزام الجسدي والنفسي المستمرّ، قائلةً: «التصوير في (هجرة) امتد ساعات يومياً، وعلى مدى شهرين ونصف الشهر تقريباً، وهو ما تطلَّب جهداً مضاعفاً، وانغماساً كاملاً في الشخصية». هذا التعب، كما تصفه، أثمر لاحقاً مع خروج الفيلم إلى الجمهور، وظهور ردود الفعل في العروض الأولى، والإشادات التي ركّزت على الأداء والنظرة والتعبير الصامت.

خيرية نظمي على السجادة الحمراء (مهرجان البحر الأحمر)

سنوات من الكوميديا

قبل «هجرة»، رسَّخت خيرية حضورها في الأعمال الكوميدية، وتتوقَّف عند هذه المرحلة بكونها مدرسة أساسية في مسيرتها، تعلَّمت خلالها الإيقاع، والتوقيت، والقدرة على التقاط التفاصيل الصغيرة. وتستذكر تجربتها في مسلسل «سكة سفر» من خلال شخصية «بركة»، التي تقول إنها كانت قريبة من روحها، وتفاعلت معها بعفوية عالية. تبتسم وهي تتحدَّث عن «بركة»، مضيفةً: «هذه الشخصية خرجت مني بشكل تلقائي»، موضحةً أنها تعاملت مع النص بطاقة مفتوحة، وسمحت للارتجال بقيادة كثير من اللحظات. هذا التفاعل العفوي، كما ترى، وصل إلى الجمهور السعودي والعربي، وصنع حالة قبول واسعة، وأكد قدرتها على حمل الدور الكوميدي وصناعة شخصية تعيش خارج إطار الحلقة.

وتشير إلى أنّ «سكة سفر» شكّل إحدى أبرز تجاربها، ضمن مسار متنوّع سبقها، مؤكدةً أنّ انغماسها في الكوميديا أثبت نجاحه، وساعدها على بناء علاقة مباشرة مع الجمهور، وهي مرحلة منحتها ثقة إضافية، ووسَّعت أدواتها، إذ ترى أنّ الكوميديا فنّ يحتاج إلى حسّ داخلي عالٍ وصدق في الأداء.

خيرية نظمي وحفيدتها في الفيلم لمار فادن في مشهد من «هجرة» (الشرق الأوسط)

«هجرة»... اختبار العمق

في تلك المرحلة، كانت خيرية تتطلَّع إلى تنويع أدوارها، وتؤمن بأن التنقّل بين الأنواع يكشف عن جوانب مختلفة من الموهبة، ويمنح الممثل فرصة أوسع للتجريب. هذا التطلُّع قادها إلى أدوار تحمل ثقلاً مختلفاً، وتضعها أمام تحدّيات جديدة، خصوصاً في الدراما، وهو ما وجدته في فيلم «هجرة»، إذ انتقلت إلى منطقة أكثر كثافة، ودور يعتمد على الحضور الداخلي أكثر من الحوار المباشر.

في «هجرة»، قدَّمت شخصية «ستي»، الجدّة التي تعتزم الذهاب إلى الحج برفقة اثنتين من حفيداتها، وفي أثناء الرحلة تضيع إحداهن، فتتحمّل مسؤولية البحث عنها. وهي شخصية مركّبة، حازمة في ظاهرها، قوية في مواقفها، وتحمل في داخلها ضعفاً إنسانياً واضحاً. وتصف خيرية هذا التركيب بأنه «تحدٍّ حقيقي، لأنّ التوازن بين الصلابة والانكسار يحتاج إلى وعي نفسي دقيق، وقدرة على الإمساك بالتفاصيل الصغيرة».

وتضيف: «كثير من المَشاهد اعتمد على النظرة أكثر من الكلمة، وعلى الصمت أكثر من الحوار»، مؤكدةً أنّ ذلك جاء نتيجة مباشرة للتدريب والتحضير المُسبَق. وتولي خيرية أهمية كبيرة لمرحلة التحضير، مشيرةً إلى أنّ وجود المُخرجة شهد أمين، وحرصها على بناء الشخصية من الداخل إلى الخارج، صنعا فارقاً واضحاً في الفيلم الذي اختارته المملكة لتمثيلها في سباق «الأوسكار» لعام 2026.

ترى خيرية أنّ فيلم «هجرة» يشكّل مرحلة تحوّل في مسيرتها الفنّية (مهرجان البحر الأحمر)

رَمش العين... التحدّي الأكبر

تتوقف خيرية عند تفصيل صغير، وتبتسم وهي ترويه، موضحةً أنّ المخرجة طلبت منها تخفيف الرَّمش، لأن الكاميرا الكبيرة تلتقط كل حركة. في البداية، شعرت بالغرابة، ثم عادت إلى البيت وهي تفكر في وجهها، وفي عادات ملامحها، وفي تفاصيل تؤدّيها تلقائياً. وتضحك وهي تقول إنّ عضلات وجهها اعتادت الابتسامة حتى في لحظات السكون، كأنّ الوجه تعلَّم هذا التعبير مع الزمن.

وتؤكد أن شخصية «ستي» احتاجت إلى وجه جامد، ونظرة ثابتة، وحضور صامت يخلو من أي ليونة. التحكُّم في رمشة العين، كما تقول، تحوّل إلى تمرين يومي ومحاولة واعية للسيطرة على فعل طبيعي، مضيفةً: «هذه التجربة جعلتني أدرك أنّ التحكُّم في النظرة يكشف عن جوهر الممثل أكثر من التحكُّم في الكلام أو الحركة، لأنّ العين تفضح الإحساس قبل أن يُقال».

تحدَّثت خيرية نظمي عن أصعب اللحظات التي واجهتها خلال التصوير (إنستغرام)

طبقات الحزن والفرح

عند الحديث عن التوحُّد مع الشخصية، تتحدَّث خيرية عن علاقتها بالألم الشخصي، وتقول: «كلّ إنسان يحمل في داخله تجارب موجعة». وتستدعي هذه التجارب خلال الأداء، بما يمنح المشهد صدقاً داخلياً ويجعل التعبير أقرب إلى الواقع. كما توضح أنّ هذا الإحساس رافقها بعد انتهاء التصوير، مع استمرار جولات الفيلم في المهرجانات، وردود الفعل التي تلقتها من الجمهور.

وعن المرحلة المقبلة، تتحدَّث بنبرة هادئة وحاسمة، مؤكدةً أنّ خياراتها تتّجه نحو أدوار تحمل عمقاً حقيقياً، وتمنحها فرصة لاكتشاف مساحات جديدة في أدائها، قائلة: «كلّما كان الدور أقوى، ازدادت حماستي له، لأني أرى في التحدّي جوهر التجربة الفنية».

وتتوقّف عند تقييمات المخرجين والمنتجين، التي تعدّها مرآة مهمّة لتطورها، مشيرةً إلى أنّ أحدهم قال لها إنّ من أبرز نقاط قوتها قدرتها على خلق طبقات متعدّدة من الحزن والفرح، بما يمنح المخرج مرونة كبيرة في بناء المشهد، سواء احتاج إلى إحساس هادئ، أو دمعة واحدة، أو انفعال كامل.

وفي ختام حديثها، تعود خيرية إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات، وترى أنّ هذا الشعور انعكس على أدائها، ومنحها حضوراً أكثر هدوءاً وثباتاً أمام الكاميرا. هذا السلام، في رأيها، يرتبط بمرحلة نضج إنساني يصل إليها الإنسان بعد رحلة طويلة من التجربة، وفي هذه المرحلة يصبح التعبير أكثر صدقاً، ويصبح الصمت أبلغ، وتصل الأدوار في توقيتها الصحيح.


مهندسة ألمانية تصبح أول مستخدم لكرسي متحرك يقوم برحلة إلى الفضاء

ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)
ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)
TT

مهندسة ألمانية تصبح أول مستخدم لكرسي متحرك يقوم برحلة إلى الفضاء

ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)
ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)

أصبحت مهندسة ألمانية، أول مستخدم لكرسي متحرك يخرج إلى الفضاء، بعد قيامها برحلة قصيرة على متن مركبة تابعة لشركة «بلو أوريجين».

وأطلقت الشركة المملوكة للملياردير الأميركي جيف بيزوس، صاروخها «نيو شيبرد» في مهمة جديدة شبه مدارية في تمام الساعة 8,15 صباحاً (14,15 بتوقيت غرينتش) من قاعدتها في تكساس.

بنتهاوس تتحدث إلى هانز كونيغسمان المدير التنفيذي المتقاعد من شركة «سبيس إكس» الذي ساعد في تنظيم رحلتها ورعايتها (ا.ب)

واجتازت ميشيلا بنتهاوس، مهندسة الطيران والفضاء والميكاترونيكس في وكالة الفضاء الأوروبية، مع خمسة سياح فضائيين آخرين خط كارمان الذي يشكل الحد الفاصل بين الغلاف الجوي والفضاء في الرحلة التي استغرقت نحو 10 دقائق.

المهندسة الألمانية ميشيلا بنتهاوس داخل نموذج أولي لكبسولة فضائية يوم الاثنين 15 ديسمبر (ا.ب)

وتستخدم ميشيلا بنتهاوس الكرسي المتحرك نتيجة تعرضها لإصابة في النخاع الشوكي إثر حادث دراجة هوائية جبلية.

وقالت في مقطع فيديو نشرته شركة «بلو أوريجين»: «بعد الحادث الذي تعرضت له، أدركت بحق كم أن عالمنا لا يزال مغلقاً أمام الأشخاص من ذوي الإعاقة».

وأضافت: «إذا أردنا أن نكون مجتمعاً شاملاً، علينا أن نكون شاملين في كل جانب، وليس فقط في الجوانب التي نرغب أن نكون فيها كذلك».

وأقلع الصاروخ الذي يعمل بشكل آلي بالكامل نحو الفضاء، ثم انفصلت عنه الكبسولة التي تحمل السياح الفضائيين قبل أن تهبط برفق في صحراء تكساس.

وهذه هي الرحلة المأهولة الـ16 لشركة «بلو أوريجين» التي تقدم منذ سنوات برنامج رحلات سياحية فضائية بواسطة صاروخها «نيو شيبرد»، دون الاعلان عن كلفتها.

وبعث رئيس وكالة «ناسا» الجديد، جاريد ايزاكمان، بتهنئة إلى ميشيلا في منشور على منصة إكس، قائلاً: رلقد ألهمت الملايين للنظر إلى السماء وتخيل ما هو ممكن».

وسافر عشرات الأشخاص إلى الفضاء مع «بلو أوريجين»، بمن فيهم المغنية كايتي بيري، والممثل ويليام شاتنر الذي جسد شخصية الكابتن كيرك في مسلسل «ستار تريك».

ميشيلا بنتهاوس بعد هبوط كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» (ا.ب)

وتسعى شركات الفضاء الخاصة التي تقدم رحلات فضائية إلى الترويج لخدماتها عبر الشخصيات المشهورة والبارزة، من أجل الحفاظ على تفوقها مع احتدام المنافسة.

وتقدم «فيرجن غالاكتيك» تجربة طيران فضائي مماثلة.

ولدى «بلو أوريجين» أيضاً طموحات لمنافسة شركة «سبايس إكس» التابعة لإيلون ماسك في سوق الرحلات الفضائية المدارية.

وهذا العام نجحت شركة بيزوس في تنفيذ رحلتين مداريتين بدون طاقم باستخدام صاروخها الضخم نيو غلين الأكثر تطوراً من «نيو شيبرد».


رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
TT

رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

صدم خبرُ وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاماً الوسطَ الفني. ونعى وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، الراحلة، مؤكداً أنَّها «أسهمت بأعمالها المتنوعة في إثراء المشهد الفني المصري وترك بصمة خاصة».

بدأت سمية الألفي مسيرتها الفنية في سبعينات القرن الماضي عبر المسرح، ثم انتقلت إلى التلفزيون، لتنطلق في مسيرة قدَّمت خلالها عشرات الأعمال المتنوعة بين الدراما التلفزيونية في المسلسلات والسهرات، أو المسرحيات، بالإضافة إلى بعض المشاركات السينمائية.

وشكَّلت مشاركتها في مسلسل «ليالي الحلمية» بشخصية «البرنسيسة نورهان» نقطة تحوّل في مسيرتها الفنية. وقالت الناقدة ماجدة خير الله لـ«الشرق الأوسط» إنَّ السينما لم تكن المساحة الأوسع في مسيرتها، لكن تميُّزها الحقيقي كان في تقديم الأدوار الأرستقراطية بشكل غير مفتعل.