غزة والكوفية الفلسطينية في صدارة جوائز «إيمي»... ودراما الواقع الفائزة الكبرى

الممثل خافيير بارديم يصل إلى حفل «إيمي» مرتدياً الكوفية الفلسطينية تضامناً مع غزة (أ.ف.ب)
الممثل خافيير بارديم يصل إلى حفل «إيمي» مرتدياً الكوفية الفلسطينية تضامناً مع غزة (أ.ف.ب)
TT

غزة والكوفية الفلسطينية في صدارة جوائز «إيمي»... ودراما الواقع الفائزة الكبرى

الممثل خافيير بارديم يصل إلى حفل «إيمي» مرتدياً الكوفية الفلسطينية تضامناً مع غزة (أ.ف.ب)
الممثل خافيير بارديم يصل إلى حفل «إيمي» مرتدياً الكوفية الفلسطينية تضامناً مع غزة (أ.ف.ب)

في وقتٍ انشغل زملاؤه بعَرض أزيائهم الأنيقة والبرّاقة أمام الكاميرات المحتشدة، سار الممثل خافيير بارديم على السجّادة الحمراء، مرتدياً الكوفيّة الفلسطينية. هكذا اختار النجم الإسباني أن يدخل حفل توزيع جوائز «إيمي» لأفضل مسلسلات السنة، والذي استضافه مسرح "بيكوك" في لوس أنجلس الأميركية.

تساءل بارديم: «كم من مئات آلاف الأطفال يجب أن يموتوا في غزة بعد حتى يصحو الناس»، داعياً إلى فرض عقوبات وحصار تجاري ودبلوماسي على إسرائيل. ولم يكن بارديم الفنان الوحيد الذي جاهر بتضامنه مع غزة، إذ انضمّ إليه ممثلون ومخرجون علّقوا شاراتٍ حمراء تطالب بوقفٍ فوريّ لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

تصدّرت الشارات المطالبة بوقفٍ فوري لإطلاق النار المشهد على السجادة الحمراء (أ.ف.ب - رويترز)

تأتي تلك المواقف غداة توقيع أكثر من 4000 ممثل وصانع أفلام على تعهّد بمقاطعة المؤسسات السينمائية الإسرائيلية تضامناً مع غزة. ولم تقتصر الصرخة ضد الحرب على السجّادة الحمراء، بل انسحبت على منبر الجوائز. فخلال تسلمها جائزة أفضل ممثلة بدور مساعد، حرصت نجمة مسلسل «Hacks» الأميركية هانا إيبندر على تضمين كلامها عبارة Free Palestine(فلسطين حرة).

الممثلة الأميركية هانا إيبندر أفضل ممثلة بدور مساعد عن فئة الكوميديا (أ.ف.ب)

تميّز الحفل ال77 لتوزيع جوائز إيمي بتكريمٍ شامل للمسلسلات المنبثقة عن الواقع، وسط ما يبدو تحوّلاً في الذائقة الجماهيرية ومَيلاً واضحاً للأعمال التلفزيونية التي تحاكي المجتمع.

ضارباً عرض الحائط بالنجاحات المتعاقبة وعشرات الجوائز التي حصدها The White Lotus (زهرة اللوتس البيضاء) على مرّ السنوات والمواسم، فاز مسلسل The Pitt (الحفرة) بإيمي أفضل مسلسل عن فئة الدراما. ويصوّر العمل الذي تعرضه منصة HBO يوميات فريق من الأطباء والممرضين في قسم الطوارئ في مركز طبي في ولاية بيتسبرغ الأميركية. بواقعية ودقّة يغطّي المسلسل المعاناة المهنية والشخصية التي يختبرها الفريق من جوانبها كافةً، لا سيّما على خلفية جائحة كورونا ونقص التمويل وعديد الموظفين.

إضافةً إلى جائزة أفضل مسلسل درامي، فاز بطل العمل نواه وايل بـ«إيمي» أفضل ممثل عن فئة الدراما، كما حصلت كاثرين لاناسا على جائزة أفضل ممثلة بدور مساعد.

فريق عمل «The Pitt» أفضل مسلسل عن فئة الدراما (إ.ب.أ)

على خطّ الكوميديا، تصدّر مسلسل The Studio (الاستديو) المشهد، حاصداً 13 جائزة من أصل 23 ترشيحاً. المسلسل الكوميدي الساخر يدخل إلى كواليس استديوهات هوليوود المتعثرة، في مواجهة صناعة سينمائية متغيرة ومنتجين متغطرسين. يقيم المسلسل، الذي عرضته منصة «أبل»، نقداً ذاتياً على درجة عالية من التهكّم، استحق عنه فوزاً ساحقاً ضمن فئات متعددة أبرزها: أفضل مسلسل كوميدي، وأفضل ممثلين عن فئة الكوميديا لكلٍّ من سيث روغان وبراين كريستون. كما نال «الاستديو» جوائز عن فئات الإخراج، والسيناريو، والتصوير، والإنتاج وغيرها.

فريق مسلسل «The Studio» الفائز الأكبر في حفل جوائز «إيمي»... (أ.ب)

الفوز ذات الوقع الأكبر خلال ليلة ال"إيمي" كان من نصيب Adolescence (مراهَقة). المسلسل البريطاني الذي راهنت عليه منصة نتفليكس، نال 8 جوائز أبرزها أفضل مسلسل قصير، وأفضل ممثل بدور رئيسي عن الفئة ذاتها لستيفن غراهام، وأفضل ممثل بدور مساعد لأوين كوبر (15 عاماً). وقد سجّل كوبر سابقةً في ذلك، بما أنه الفائز الأصغر سناً في تاريخ جوائز «إيمي»، مع العلم بأنها تجربته التمثيلية الأولى، والخطوة التي جعلته يخرج من منطقة الراحة، وفق ما قال في خطابه أمام الحضور.

يتطرّق Adolescence إلى قصة المراهق "جايمي ميلر" الذي يرتكب جريمة قتل تؤدي إلى سجنه، كما يغوص العمل الدرامي في أعماق تحديات التربية الحديثة، والذكوريّة الزائدة التي تؤثّر في عقول المراهقين وسلوكياتهم.

ستيفن غراهام وجائزة أفضل ممثل عن مسلسل Adolescence (إ.ب.أ)

حصدت مسلسلات Adolescence، وThe Studio، وThe Pitt إذاً الغالبية الساحقة من الجوائز ولم يبقَ سوى القليل لسواها من الأعمال المرشّحة، من بينها Severance (انفصال) الذي يمزج بين الدراما والخيال العلمي، وHacks (هاكس) المسلسل الكوميدي الذي فاز بجائزتي أفضل ممثلتين عن فئة الكوميديا لجين سمارت وهانا إيبندر.

الممثلان بريت لوير وتراميل تيلمان الفائزان عن مسلسل Severance (أ.ب)

لم تفرد سهرة ال"إيمي" مساحاتٍ كبيرة للانتقادات السياسية المحلّية، وقد تعمّد القيّمون على الحفل اختيار مقدّمٍ معروف بنأيه عن الموضوع السياسي. ممثل الستاند أب المغمور نايت بارغيتز تولّى التقديم، وصبّ تركيزه على ضبط إيقاع الخطابات. للغاية، استعان بارغيتز بساعة حائط كبيرة وبحملة تبرعاتٍ تخسر من مبلغها ألف دولار كلما تخطّى خطاب الفائز 45 ثانية من الوقت.

إلا أنّ السياسة حضرت من خلال تكريم الإعلامي الأميركي ستيفن كولبرت، والذي فاز بجائزة أفضل برنامج حوار ومنوعات لـThe Late Show . يأتي ذلك بعد شهرَين على وقف بث البرنامج بقرار من شبكة «CBS» لدواعٍ مالية، وفق القناة. إلا أنّ الرأي العام الأميركي والعالمي مُدرك أن القرار اتُّخذ على خلفية سياسية، نظراً إلى الانتقادات التي يوجهها كولبرت إلى السلطات الأميركية عبر برنامجه.

الإعلامي ستيفن كولبرت وفريق عمل برنامجه الفائز عن فئة برامج الحوار والمنوعات (أ.ب)

وقف الحضور لدقائق مصفّقين لكولبرت، الذي مازحهم مقدّماً سيرته الذاتية للممثل هاريسون فورد سائلاً إياه ما إذا كان لديه وظيفة له في التمثيل.

مقالات ذات صلة

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

يوميات الشرق أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام عن حظر استضافة العرافين والمنجمين على شاشات القنوات التابعة لها أو عبر أثير إذاعاتها المختلفة أو بوابتها الإلكترونية 

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق إميلي تتنقّل بين روما وباريس في الموسم الخامس من المسلسل (نتفليكس)

«إميلي» تعثَّرت في روما فمدَّت لها باريس حبل الإنقاذ

في الموسم الخامس من مسلسل «Emily in Paris»، الأزياء المزركشة والإعلانات التجارية تحتلُّ المساحة الكبرى.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق من التسوّق مروراً بالطهو وصولاً إلى التذوّق يغطّي البرنامج مراحل إعداد الطبق (شركة الإنتاج)

«طعم السعودية»... مطبخ وسياحة وثقافة في برنامج واحد

من الكبيبة، والرقش، والصياديّة، مروراً بالمليحية والمرقوق، وليس انتهاءً بالجريش والكليجة... برنامج يعرّف العالم على مطبخ السعودية وأبرز مناطقها.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الممثلان معتصم النهار وأندريا طايع، بطلا مسلسل «مش مهم الإسم» (شركة الصبّاح)

«مش مهم الاسم»... مُخرجة المسلسل تتحدّث عن الكواليس والممثلين

مخرجة «مش مهم الاسم» ليال م. راجحة تشاركنا تفاصيل التحضير للمسلسل والتعاون مع الثنائي معتصم النهار وأندريا طايع.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق «مستر بين» بحلّة جديدة... لقاء الكوميديا الخفيفة بالمعاني الإنسانية العميقة

«مستر بين» بحلّة جديدة... لقاء الكوميديا الخفيفة بالمعاني الإنسانية العميقة

عودة ميلاديّة للممثل روان أتكينسون، وشريكُه في البطولة رضيعٌ ساعده الذكاء الاصطناعي في التمثيل.

كريستين حبيب (بيروت)

«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

عبر أكثر من 100 لوحة في فن الجرافيك والرسم بالأبيض والأسود، وكذلك الأعمال الملونة التي ترصد تفاصيل الحياة الشعبية بالشارع المصري، استضاف متحف محمود مختار بالجزيرة (وسط القاهرة)، معرضاً استعاديّاً للفنان الراحل وحيد البلقاسي، الملقب بـ«شيخ الحفارين»، تضمن رصداً لأعماله وجانباً كبيراً من مسيرته الفنية.

المعرض الذي انطلق 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي ويستمر حتى 28 من الشهر نفسه في قاعتي «نهضة مصر» و«إيزيس» رصد مراحل فنية متنوعة للفنان الراحل، وبرزت خلاله فكرة الأسطورة الشعبية من خلال رموز بعينها رسمها ضمن اللوحات، مثل: العين الحارسة، والأجواء الأسطورية، للحكايات التي تتضمنها القرية المصرية.

وبينما تضمنت إحدى القاعات الأعمال الملونة والغرافيك المميز الذي قدمه الفنان وحيد البلقاسي، والتي تعبر عن الأسرة المصرية بكل ما تمثله من دفء وحميمية، كذلك ما يبدو فيها من ملامح غرائبية مثل القصص والحكايات الأسطورية التي يتغذى عليها الخيال الشعبي.

البورتريه الملون من أعمال الفنان وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

ولد وحيد البلقاسي في محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر) عام 1962، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، قسم الغرافيك عام 1986، واشتهر بأعماله في فن الغرافيك، وله عشرات المعارض الفردية والجماعية، كما أسس جماعة فنية باسم «بصمات»، وكان لها دور فاعل في الحياة الفنية عبر معارض وفعاليات متنوعة.

يقول عمار وحيد البلقاسي، منسق المعرض، نجل الفنان الراحل، إن المعرض يمثل تجربة مهمة لشيخ الحفارين وحيد البلقاسي، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «اختيار اسم المعرض للتأكيد على أن أعمال الفنان لا تموت وتظل خالدة للأبد، تحمل اسمه وتحيي أعماله الفنية»، وتابع: «قبل وفاة الفنان عام 2022 كان يتمنى أن يعرض هذه المجموعة المتنوعة من أعماله الفنية، بما فيها الحفر على الخشب في دار الأوبرا المصرية، واستطعنا أن نعرض من مجموعته 100 عمل فني تصوير، من بينها 30 عملاً فنياً بطول مترين وعرض 170 سنتمتراً، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الصغيرة».

وأشار إلى أن الأعمال في مجملها ترصد القرية والحياة الريفية بمصر، وتتضمن موتيفات ورموزاً شعبية كثيرة تدل على الأصالة وعشقه للقرية والحياة الشعبية بكل ما تتضمنه من سحر وجمال.

ويصف الإعلامي المصري والفنان طارق عبد الفتاح معرض «لون لا يموت» بأنه «يعبر عن مسيرة الفنان وحيد البلقاسي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «أعدُّ الفنان الراحل فناناً عالمياً؛ لأنه جمع بين الإغراق في المحلية ومفردات التراث في لوحاته، واللوحات التي تنطق بالتعبيرية وتمثل الروح المصرية الأصيلة، واستخدم الأبيض والأسود في أغلب أعماله، لكن له مجموعة أعمال بالألوان مبهرة، ويظهر في أعماله مدى اهتمامه بالجمال والاحتفاء بالمرأة وبالمفردات الشعبية وتفاصيل القرية المصرية».

الفنان الراحل وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

وتابع عبد الفتاح: «لوحات المعرض سواء الكبيرة، التي يصل ارتفاعها إلى مترين، أو الصغيرة، فيها طاقة تعبيرية تبهر المتلقي الذي ينجذب فوراً للتفاصيل الموجودة بها».

وإلى جانب أعماله الفنية المتميزة، فقد شارك وحيد البلقاسي في الحركة التشكيلية عبر أنشطة عدّة، وأُنتج فيلم تسجيلي عن مسيرته الفنية بعنوان «شيخ الحفارين»، من تأليف علي عفيفي، وإخراج علاء منصور، سجل رحلته الفنية وعلاقته بالقرية والمفردات التي استقى منها فنه.


«روح ومحبة»... احتفالات مصرية بأعياد الميلاد في «متحف الحضارة»

أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)
أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)
TT

«روح ومحبة»... احتفالات مصرية بأعياد الميلاد في «متحف الحضارة»

أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)
أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)

تحت عنوان «روح ومحبة» أطلق المتحف القومي للحضارة المصرية احتفالية بمناسبة رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد المجيد، تضمّنت معرضاً أثرياً مؤقتاً يستمر لمدة شهرَين بالتعاون مع المتحف القبطي في القاهرة.

ورأى الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، الدكتور الطيب عباس، أن تنظيم هذا المعرض يأتي في إطار الدور الثقافي والمجتمعي الذي يضطلع به المتحف، مشيراً في بيان للمتحف، الجمعة، إلى أن رسالة المتحف لا تقتصر على عرض القطع الأثرية فحسب، بل تمتد إلى إبراز القيم الإنسانية والروحية التي أسهمت في تشكيل الهوية الحضارية لمصر عبر العصور. وأكد أن المعرض يعكس رسالة مصر التاريخية بوصفها حاضنة للتنوع الديني والثقافي، ومركزاً للتسامح والتعايش.

وافتُتح المتحف القومي للحضارة المصرية عام 2021 بالتزامن مع احتفالية «موكب المومياوات»، حيث نُقلت «المومياوات الملكية» من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط، ويضم المتحف 1600 قطعة أثرية تحكي تاريخ مصر عبر العصور.

ويضم المعرض الأثري المؤقت مجموعة متميزة ونادرة من روائع الفن القبطي تُعرض لأول مرة، تشمل أيقونات ومخطوطات قبطية ومشغولات فنية كانت تُستخدم في الأديرة والكنائس، من أبرزها أيقونة لميلاد السيدة العذراء، ومنظر حجري يُجسّدها وهي تُرضع السيد المسيح، بما يعكس ثراء هذا التراث وقيمته الفنية والرمزية، وفق تصريحات للدكتورة نشوى جابر، نائبة الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية.

وقالت، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعرض الأثري جاء بالتعاون مع المتحف القبطي، وهي المرة الثانية التي يتعاون فيها المتحف مع آخر، حيث تم التعاون من قبل مع المتحف الإسلامي خلال احتفالات المولد النبوي الشريف».

جانب من معرض أثري مؤقت بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)

وأكدت أن «القطع المعروضة فريدة من نوعها فلم تُعرض من قبل، ومن بينها 15 قطعة من المتحف القبطي، و8 قطع من متحف الحضارة، تعود إلى القرون الميلادية الأولى»، وأهم القطع التي تضمنها المعرض وفق نائب الرئيس التنفيذي للمتحف «أيقونة ميلاد السيدة العذراء نفسها، فالشائع والمنتشر هي أيقونات ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ولكن من النادر وجود لوحة أيقونية تصور ميلاد السيدة العذراء. كما توجد قطعة حجرية منقوش عليها رسم للسيدة العذراء والسيد المسيح، وتُعدّ امتداداً للفن المصري القديم الذي كان يجسّد في لوحات مشابهة لإيزيس وهي تُرضع الطفل حورس».

من جانبه، أكد رئيس قطاع المتاحف في وزارة الآثار المصرية، الدكتور أحمد حميدة، أن «المعرض يُجسّد نموذجاً للتعاون المثمر بين المؤسسات الثقافية»، مشيراً إلى أن «اختيار السيدة العذراء مريم محوراً للمعرض يحمل دلالات إنسانية وروحية عميقة».

بينما أشارت مديرة المتحف القبطي، جيهان عاطف، إلى أن المعرض يُبرز تكامل الجهود بين المؤسسات الثقافية، لإظهار ثراء الموروث الحضاري المصري وتعدد روافده عبر مختلف الحقب التاريخية.

وحسب بيان للمتحف القومي للحضارة، تضمّنت الفعاليات الاحتفالية الكثير من الأنشطة، من بينها معرض للتصوير الفوتوغرافي، تضمن 22 صورة فوتوغرافية لاحتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية في مصر، وهو ما عدّته نائبة رئيس المتحف «ضمن خطة للربط بين الاحتفالات والأعياد الكبرى من جهة عرض القطع الأثرية التي تعبّر عنها، وكذلك توثيق مظاهرها الحديثة والمعاصرة وحضور هذه الأعياد ومظاهرها في الشارع المصري المعاصر للربط بين التاريخ والحاضر».

وشهدت الاحتفالية فعاليات فنية، مثل عروض لفرقة كورال «أغابي» التي قدمت مجموعة من الأغاني القبطية احتفاء بقيم المحبة والسلام، إلى جانب عروض لكورال الأناشيد بالتعاون مع كنيسة القديس بولس الرسول بمدينة العبور.

وتضمنت الاحتفالية أيضاً أنشطة تفاعلية متنوعة لتنفيذ أعمال فنية ورسم حي لأيقونات المعرض، وممارسة ألعاب تفاعلية، وتوزيع هدايا الميلاد.


شارع فيكتوري تحت بريستول… أسرار التاريخ تحت أقدامنا

يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)
يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)
TT

شارع فيكتوري تحت بريستول… أسرار التاريخ تحت أقدامنا

يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)
يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)

كشفت مغامرة تاريخية جريئة عن وجود شارع فيكتوري كامل مدفون تحت إحدى المدن البريطانية، يضم محالاً تجارية وطريقاً قديماً، بعد أن قرر المؤرخ ديفيد ستيفنسون النزول إلى الأعماق لتوثيق ما عثر عليه بعدسته ومصباحه اليدوي.

على مدى سنوات، أثار الشارع الواقع أسفل منطقة «لورانس هيل» في مدينة بريستول قصصاً وشائعات عدّة، من بينها رواية عن رجل يُقال إنه سقط في حفرة بعد خروجه من إحدى الحانات ليجد نفسه فجأة في شارع «متجمد في الزمن». كما تحدثت الروايات عن بقايا واجهات محال قديمة ومصابيح غاز تعود للقرن الـ19، دون أن تتأكد صحتها.

ساعات طويلة من البحث كشفت عن زقاق يمتد تحت الأرض (إنستغرام)

لكن ستيفنسون تمكن من وضع حد للتكهنات، وعاد بمجموعة مذهلة من الصور التي أعادت إحياء ماضٍ ظل طي النسيان لعقود. ساعات طويلة من البحث كشفت عن زقاق يمتد تحت الأرض، يضم أقبية سرية وغرفاً مخفية، بينها ملهى ليلي تحت حانة «ذا باكهورس»، ومخزن استخدمه متعهدو دفن الموتى، وإسطبل قديم تابع لشركة «كو - أوب»، وموقع استُخدم ملجأً خلال الغارات الجوية في الحرب العالمية الثانية، بحسب صحيفة «ذا ميرور».

كما اكتشف ستيفنسون نفقاً تحت أحد المصارف أُغلق بعد محاولة اقتحام، وتعود أجزاء من هذه الممرات لأكثر من قرنين، إلى فترة إدارة عائلة هيراباث لمصنع الجعة المرتبط بحانة «ذا باكهورس إن»، الذي امتد من شارع «لينكولن» حتى شارع «داك ستريت».

في عام 1832، مر خط سكة حديد تجره الخيول عبر لورانس هيل، ومع توسع السكك الحديدية البخارية لاحقاً، طُمرت الحانة والمحلات المجاورة تحت الأرض بعد تشييد أقواس جديدة لدعم الطريق. باع ويليام هيراباث معظم ممتلكاته لشركة سكة الحديد مقابل 3 آلاف جنيه إسترليني، وبحلول عام 1879، رُفع مستوى الطريق واستُبدل الجسر الخشبي، ما أدى إلى اختفاء الحانة القديمة والمحلات تحت الطريق الجديد، في حين بُنيت الحانة الحالية مباشرة فوقها مع الاحتفاظ بالسلالم المؤدية إلى الموقع الأصلي.

بعد أكثر من عقدين، تذكَّر ستيفنسون مغامرته حين رفع شبكة حديدية وأنزل سلماً داخل بئر ليصل إلى الشارع المدفون. واكتشف 4 أنفاق، كان أحدها فقط ممتداً عبر الشارع بالكامل، وأُغلقت الأخرى بالطوب لمنع السرقة.

في أحد المتاجر المدفونة، عثر ستيفنسون على إطار نافذة فيكتورية قديمة، وأنقاض بناء، وأغراض متفرقة مثل حوض للخيول وكرسي متحرك مهجور. ولم تُشاهد أعمدة الإنارة خلال رحلته، إذ أُزيلت في خمسينات القرن الماضي حسب أحد تجار الخردة.

إحياءُ ماضٍ ظل طي النسيان لعقود (إنستغرام)

اليوم، أُغلقت هذه الأنفاق نهائياً نظراً لخطورتها، لكن ستيفنسون سبق أن انضم إلى بعثة منظمة لاستكشاف الغرف الواقعة أسفل الحانة، برفقة فريق متسلقين ذوي خبرة. ويستعيد ذكرياته قائلاً: «كانت خيوط العنكبوت كثيفة، والمدفأة لا تزال مغطاة بالغبار، وعارض فولاذي ضخم محفور عليه حروف (GWR) لتدعيم المبنى».

ويضيف: «الطريق أعلاه بُني أساساً للخيول والعربات. ورغم حركة المرور الكثيفة اليوم، بما في ذلك مئات الحافلات والشاحنات الثقيلة، لا يزال الطريق صامداً، ولا يدري كثيرون ما الذي يرقد تحت أقدامهم».