لون أسنانك يكشف عن صحتك... إليك ما يقوله العلم

الأسنان البيضاء أكثر جاذبية ونظافة لكنها ليست بالضرورة صحية (بيكساباي)
الأسنان البيضاء أكثر جاذبية ونظافة لكنها ليست بالضرورة صحية (بيكساباي)
TT

لون أسنانك يكشف عن صحتك... إليك ما يقوله العلم

الأسنان البيضاء أكثر جاذبية ونظافة لكنها ليست بالضرورة صحية (بيكساباي)
الأسنان البيضاء أكثر جاذبية ونظافة لكنها ليست بالضرورة صحية (بيكساباي)

كانت ابتسامة هوليوود المثالية امتيازاً بعيد المنال لمن يستطيعون تبرير إنفاق آلاف الجنيهات على أسنانهم. لكن مع انتشار معاجين تبييض الأسنان، ومجموعات التبييض المنزلية، والعلاجات الاحترافية، أصبح الحصول على أسنان بيضاء ناصعة البياض أسهل من أي وقت مضى.

ومع ذلك، فبينما تبدو الأسنان البيضاء أكثر جاذبية ونظافة، لكنها ليست بالضرورة صحية. في الواقع، قد تُخفي الابتسامة المثالية مشاكل خطيرة مثل التهاب اللثة وتسوس الأسنان. فبدلاً من البياض الناصع، يجب أن يكون لون الأسنان المثالي أبيض دافئاً مع تدرجات صفراء مائلة إلى الحمرة، وفقاً للدكتور جانا دينزل، طبيب الأسنان البريطاني.

سواءً أكانت أسنانك مطابقةً لهذا المعيار أم لا، فإن لونها يكشف كثيراً عن صحتك. يشرح الدكتور دينزل سبب تغير لون أسناننا، وما يعنيه ذلك لصحتنا، ومتى يجب علينا مراجعة الطبيب.

الأصفر

بالنسبة لمن لم يجربوا تبييض الأسنان التجميلي، يُعدّ اصفرار الأسنان أمراً شائعاً نسبياً، وهو جزء طبيعي من التقدم في السن. ويوضح الدكتور دينزل: «يميل اصفرار الأسنان إلى أن يكون مشكلة تجميلية أكثر منه مشكلة صحية. فمع التقدم في السن، يميل مينا الأسنان، الذي يحافظ على بياضها، إلى التآكل، كاشفاً عن العاج - الطبقة الثانية من الأسنان - التي تقع تحته، وهي صفراء بطبيعتها».

ومع ذلك، إذا كنت في الأربعينات من عمرك أو أقل، ولديك أسنان صفراء، فقد يكون هذا تصبغاً خارجياً ناتجاً عن عادات نمط حياة مثل «شرب القهوة أو الشاي أو الكحول، أو تناول وجبات تحتوي على صلصات داكنة مثل الكاري، أو التدخين»، كما يقول الدكتور دينزل. ويضيف أن سوء نظافة الفم يمكن أن يؤدي أيضاً إلى اصفرار أسنانك، حيث «تتراكم بقايا الطعام أو البلاك، مما يؤدي، في النهاية، إلى تغير اللون».

الأبيض

على الرغم من أن الأسنان البيضاء ترتبط بنظافة الفم الجيدة، لكنها لا تعني بالضرورة أن لديك فماً صحياً. يقول الدكتور دينزل: «هناك بعض الأشخاص الذين ربما لم يزوروا طبيب الأسنان منذ فترة، لكنهم قد يشترون شرائط التبييض عبر الإنترنت للحصول على أسنان بيضاء تماماً. بالطبع، قد يكون لديهم التهاب في اللثة، أو تسوس في الأسنان الخلفية لا يمكنهم رؤيته، أو تسوس في الأسنان».

ومع ذلك، إذا كنت تهتم بصحة فمك، وتنظف أسنانك مرتين يومياً ولا تدخن أو تشرب الكحول، فقد تحظى بشكل طبيعي بابتسامة بيضاء لؤلؤية، كما يوضح.

البني

يقول الدكتور دينزل إن ظهور خطوط بُنية على أسنانك قد يكون علامة على التسمم بالفلور، وهي حالة ناجمة عن استهلاك كمية زائدة من الفلورايد في مرحلة الطفولة. ومن الأسباب الشائعة شرب مياه الصنبور عالية الفلورايد، والإفراط في استخدام معجون الأسنان المفلور من قِبل الأطفال الصغار الذين يبتلعونه. في حين أن الحالات الخفيفة من التسمم بالفلور شائعة وحميدة، إلا أن الأشخاص الذين يعانون تغيراً كبيراً في لون أسنانهم قد يختارون التبييض الاحترافي، أو تركيب قشور الأسنان، أو الترابط المركب.

تجدر الإشارة إلى أن التسمم بالفلور الشديد أقل شيوعاً في المملكة المتحدة، حيث تخضع مستويات الفلورايد لرقابة صارمة هنا. ويشير الدكتور دينزل إلى أن «التسمم بالفلور أكثر شيوعاً في بعض المناطق بالخارج»، مثل الصين والهند، بسبب ارتفاع مستويات الفلورايد في المياه الجوفية.

لذلك، إذا لم تكن أسنانك البنية ناتجة عن التسمم بالفلور، فقد يكون ذلك بسبب التدخين المفرط، أو مضغ التبغ، أو الإفراط في شرب القهوة أو الشاي، أو سوء نظافة الفم. ومع ذلك، ففي الحالات الأكثر شدة، يمكن أن يكون سبب الأسنان البنية هو تسوس الأسنان أو التجاويف. يمكن أن تتفاقم هذه الحالة مع مرور الوقت، وقد تكون مصحوبة بحساسية أو ألم وتتطلب زيارة طبيب الأسنان لمزيد من الفحص والعلاج.

رمادي/أزرق

يحدث ذلك بسبب نخر اللب، حيث «تموت الأعصاب داخل السن بسبب عدوى أو صدمة، مما يؤدي إلى تحوله للون الباهت والرمادي بشكل طبيعي»، كما يوضح الدكتور دينزل. وفي هذه الحالة، فإن الطريقة الأكثر شيوعاً لإنقاذ السن هي علاج قناة الجذر، والذي يتضمن إزالة اللب الميت وتنظيفه ثم حشو الجذر. في حالات نادرة، قد يتبع هذا العلاج تبييض داخلي أو خيارات ترميمية أخرى. وإلا، فقد يكون خلع السن ضرورياً.

يعود سبب تحول لون الأسنان الرمادي/الأزرق الأقل شيوعاً إلى الحمل. في حالات نادرة، قد تحتاج المرأة الحامل إلى تناول مضادات حيوية من نوع التتراسيكلين إذا كانت تعاني عدوى بكتيرية خطيرة أو حالة أخرى تهدد الحياة، حيث لا تتوفر بدائل أكثر أماناً. يحاول الأطباء تجنب وصف هذه الأدوية قدر الإمكان لأنها قد تؤثر على نمو أسنان الجنين، وتؤدي إلى تغير لون أسنانه، كما يقول الدكتور دينزل.

وقد يعاني الأشخاص المصابون بداء الاضطرابات الهضمية أيضاً تصبغ الأسنان الرمادي؛ لأن هذه الحالة قد تُعوق تكوين مينا الأسنان. مرة أخرى، هذه التصبغات دائمة، لكن يمكن علاجها باستخدام قشور الأسنان أو الترابط المركب.

الوردي

إذا كانت أسنانك تتسوس أو تعرضت لصدمة، فقد يتحول لونها إلى الوردي. ويوضح الدكتور دينزل أن السبب في ذلك هو «نزيف عصب اللب داخل السن، مما يؤدي إلى تحوله إلى اللون الوردي أو المحمر».

ومن الأسباب النادرة لاحمرار الأسنان امتصاص السن. ففي هذه الحالة، تتحلل خلايا السن وتمتص بنيته، مما يعني أنها «تكاد تأكل نفسها إما من الخارج (الامتصاص الخارجي) أو من الداخل (الامتصاص الداخلي)»، كما يوضح الدكتور دينزل. في بعض الحالات، قد تكون عملية فسيولوجية طبيعية، كما هي الحال عند سقوط أسنان الأطفال. ومع ذلك فقد تكون أيضاً حالة مرضية ناجمة عن صدمة أو عدوى، أو حتى علاج تقويم الأسنان.

في هذه الحالات «لا يمكن إنقاذ السن نفسها»، كما يوضح الدكتور دينزل. ومع ذلك، بدلاً من خلع السن، يمكن، من خلال علاج قناة الجذر، إزالة الأوعية العصبية التالفة وحشو جذر السن، مما يسمح له بالبقاء في مكانه - وإن كان ميتاً.

الأخضر

على الرغم من ندرة حدوثه، قد يرتبط اصفرار الأسنان لدى الأطفال في بعض الحالات باليرقان أو أمراض الكبد، وفقاً للدكتور دينزل. وبينما يرتبط اليرقان لدى الأطفال باصفرار الجلد والعينين، فإن زيادة البيليروبين (صبغة صفراء) في الدم يمكن أن تؤثر أيضاً على لون أسنان الأطفال اللبنية أثناء تكوينها، مما يؤدي إلى تحولها إلى اللون الأخضر. هذا اللون دائم ويستمر حتى يفقد الطفل أسنانه اللبنية. أما أسنانهم «البالغة» فسيكون لونها طبيعياً.

وبالمثل، قد تظهر أسنان الأطفال الذين يعانون مشاكل في الكبد خضراء إذا أفرز الكبد كمية زائدة من العصارة الصفراوية - التي تحتوي على البيليروبين. يمكن أن تتراكم هذه العصارة في الدم، وترسب بشكل دائم في مينا الأسنان وعاجها أثناء نمو الأسنان.


مقالات ذات صلة

السيطرة على سكر الدم... خطّ الدفاع الأول ضدّ تسوّس الأسنان

صحتك التحكم في سكر الدم يحمي اللثة والأسنان معاً (جامعة تورونتو)

السيطرة على سكر الدم... خطّ الدفاع الأول ضدّ تسوّس الأسنان

كشف باحثون من جامعة أوساكا في اليابان عن سبب ارتفاع معدلات تسوّس الأسنان لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الإفراط في تناول مكملات فيتامين «سي» قد يؤدي إلى كثير من الآثار الجانبية (رويترز)

6 آثار جانبية خطيرة لتناول كمية كبيرة من فيتامين «سي»

تعد مكملات فيتامين «سي» آمنة لمعظم الناس، ولكن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى كثير من الآثار الجانبية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يمكن إصلاح مينا الأسنان والتصدي للتسوس باستخدام الشعر البشري (أرشيفية - رويترز)

شعرك قد يحافظ على أسنانك ويحميها من التسوس

كشفت دراسة جديدة طريقة جديدة ومبتكرة لإصلاح مينا الأسنان والتصدي للتسوس وذلك باستخدام الشعر البشري.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تشير الأبحاث إلى أن كل حصة من الصودا الدايت يومياً قد تزيد خطر ارتفاع الضغط بنسبة تقارب 9 في المائة (بيكسلز)

ماذا يحدث لجسمك عند شرب الصودا الدايت يومياً؟

تشتهر الصودا الدايت بأنها خالية من السعرات والسكر، لكنها ليست خياراً صحياً بالكامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك طبيبة أسنان تفحص مريضاً داخل عيادة صحية متنقلة في تينيسي بالولايات المتحدة (رويترز)

للمرة الأولى... علماء يبتكرون هلاماً جديداً لإصلاح الضرر في أسنانك التالفة

يُشكل علاجاً رائداً من المتوقع طرحه في السوق العام المقبل، طوق نجاة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الأسنان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

10 أطعمة تمنحك نوماً عميقاً بلا أرق

الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)
الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)
TT

10 أطعمة تمنحك نوماً عميقاً بلا أرق

الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)
الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)

يمكن لنوعية الطعام الذي نتناوله قبل النوم أن يلعب دوراً حاسماً في تحسين جودة النوم ومدته، في وقت يعاني فيه ملايين الأشخاص حول العالم من قلة النوم واضطراباته.

فوفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، لا يحصل ما يقرب من ثلث البالغين على عدد الساعات الموصى بها من النوم، التي تتراوح بين 7 و9 ساعات يومياً.

ولا يقتصر تأثير قلة النوم على الشعور بالإرهاق فقط، بل يمتد ليضعف جهاز المناعة، ويزيد خطر الإصابات أثناء التمارين الرياضية، كما يؤثر سلباً على الهرمونات المنظمة للشهية، ما يؤدي إلى زيادة الإحساس بالجوع والرغبة في تناول أطعمة غير صحية.

وحسب خبراء التغذية، فإن تبني عادات غذائية ذكية قبل النوم يمكن أن يساعد الجسم على الاسترخاء والدخول في نوم أعمق وأكثر جودة، بفضل عناصر غذائية تعزز إفراز هرمونات النوم وتقلل التوتر، حسب مجلة «Real Simple» الأميركية.

وفيما يلي أبرز 10 أطعمة ينصح خبراء التغذية بتناولها قبل النوم:

اللوز

حفنة واحدة من اللوز توفر نحو 25 في المائة من الاحتياج اليومي للمغنسيوم لدى النساء، وهو معدن أساسي يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتحسين جودة النوم، خاصة لدى من يعانون الأرق.

الخضراوات الورقية

مثل السبانخ والجرجير والكرنب، وهي غنية بالمغنسيوم وفيتامين «سي»، الذي يساهم في تقليل التوتر، ما يساعد على النوم المتواصل، خاصة لمن يستيقظون ليلاً ويصعب عليهم العودة للنوم.

الكيوي

فاكهة صغيرة لكنها غنية بالسيروتونين، وهو ناقل عصبي ينظم النوم. وأظهرت دراسات أن تناول حبة أو اثنتين من الكيوي قبل النوم قد يحسّن سرعة الدخول في النوم ومدته وكفاءته.

الحمص

يعد مصدراً نباتياً للتريبتوفان، وهو حمض أميني يساعد على زيادة إنتاج هرمون الميلاتونين الذي ينظم دورة النوم والاستيقاظ، ما يجعله خياراً مثالياً كوجبة خفيفة مسائية، مثل الحمص المهروس (الحمص بطحينة).

الكرز الحامض

يتميز باحتوائه على نسبة مرتفعة من هرمون الميلاتونين المنظم لدورة النوم والاستيقاظ. وتشير دراسات إلى أن تناوله قد يزيد مدة النوم ويحسّن جودته، خصوصاً لدى المصابين بالأرق.

التوت الأحمر

مصدر ممتاز للألياف؛ إذ يحتوي الكوب الواحد على 8 غرامات من الألياف. وقد ربطت دراسات بين الأنظمة الغذائية منخفضة الألياف وتراجع النوم العميق، في حين ارتبطت زيادة الألياف بنوم أكثر جودة.

أسماك السلمون

تجمع بين أحماض «أوميغا-3» الدهنية وفيتامين «د»، وهما عنصران يساعدان على تعزيز إنتاج السيروتونين وتقليل هرمونات التوتر، ما ينعكس إيجاباً على جودة النوم.

الشوفان

كشفت دراسات أن الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات الصحية قد تقلل اضطرابات النوم مقارنة بالأنظمة المرتفعة بالبروتين أو الدهون. ويعد الشوفان مصدراً جيداً للكربوهيدرات المعقدة والمغنسيوم.

الزبادي

يلعب الزبادي دوراً مهماً في دعم صحة الأمعاء، التي ترتبط بشكل وثيق بإيقاع النوم والمزاج. فالزبادي الغني بالبروبيوتيك يعزز تنوع البكتيريا النافعة في الأمعاء، ما قد يسهم في تحسين إيقاع النوم وجودته.

الفواكه الحمضية

مثل البرتقال والجريب فروت والليمون، وهي غنية بفيتامين «سي»، الذي يساعد على خفض مستويات هرمونات التوتر في الجسم، مما يسهل الاستغراق في النوم والاستمرار فيه.

ويؤكد خبراء التغذية أن تحسين النوم لا يعتمد فقط على عدد الساعات، بل على جودة النوم أيضاً، ويمكن تحقيق ذلك من خلال مزيج من التغذية المتوازنة، والنشاط البدني المنتظم، وعادات الاسترخاء اليومية.


واقٍ شمسي طبيعي مستخلص من البكتيريا

واقيات الشمس تُعد من أبرز وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة (جامعة كاليفورنيا)
واقيات الشمس تُعد من أبرز وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة (جامعة كاليفورنيا)
TT

واقٍ شمسي طبيعي مستخلص من البكتيريا

واقيات الشمس تُعد من أبرز وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة (جامعة كاليفورنيا)
واقيات الشمس تُعد من أبرز وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة (جامعة كاليفورنيا)

كشف فريق بحثي دولي عن مركّب طبيعي جديد مستخلص من البكتيريا، يتمتع بقدرة عالية على الحماية من الأشعة فوق البنفسجية دون التسبب في آثار جانبية ضارة.

وأوضح الباحثون من جامعة ميجو اليابانية وجامعة شولالونغكورن التايلاندية في النتائج التي نُشرت، النتائج، الجمعة بدورية «Science of The Total Environment» أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة واعدة نحو تطوير واقيات شمس صديقة للبيئة وأكثر أماناً للاستخدام البشري.

وتُعد واقيات الشمس من أهم وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية؛ إذ تقلّل مخاطر حروق الجلد والشيخوخة المبكرة وسرطان الجلد. ومع اعتماد معظم المنتجات الحالية على مرشحات كيميائية أو معدنية قد تسبب تهيجاً جلدياً أو أضراراً بيئية، يتجه البحث العلمي نحو تطوير واقيات شمس طبيعية أكثر أماناً وفعالية باستخدام مركبات حيوية.

ونجح الباحثون في اكتشاف المركّب الجديد الذي تنتجه البكتيريا الزرقاء المحبة للحرارة، المعروفة باسم «سيانوبكتيريا»، التي تعيش في البيئات القاسية مثل الينابيع الساخنة في تايلاند.

وتُعد السيانوبكتيريا من أقدم الكائنات الحية القادرة على البناء الضوئي وإنتاج الأكسجين، وتشتهر بقدرتها على البقاء في ظروف بيئية قاسية مثل الحرارة المرتفعة والملوحة العالية والإشعاع الشديد. وللتكيّف مع هذه الظروف، تنتج هذه الكائنات مجموعة واسعة من المركبات الحيوية المعروفة بدورها الطبيعي في الحماية من الأشعة فوق البنفسجية والعمل كمضادات أكسدة.

وينتمي المركّب، الذي أُطلق عليه اسم «GlcHMS326»، إلى فئة الأحماض الأمينية، ويتميز بتركيبته الكيميائية الفريدة التي تمنحه خصائص استثنائية، تجعل منه فعالاً كواقٍ طبيعي من الأشعة فوق البنفسجية ومضاداً للأكسدة في الوقت نفسه.

وبحسب نتائج الدراسة، يعمل المركب الجديد عن طريق امتصاص الأشعة فوق البنفسجية من نوعي «UV-A» و«UV-B»، ما يحمي الخلايا من التلف الناتج عن الأشعة الضارة.

وأظهرت التجارب أن إنتاج هذا المركب يزداد بشكل واضح عند تعرض البكتيريا للأشعة فوق البنفسجية، وكذلك عند التعرض للإجهاد الملحي، بينما لا يرتبط بالإجهاد الحراري، رغم أن الكائنات المنتجة له تعيش في بيئات مرتفعة الحرارة.

تقليل تلف الخلايا

كما بيّنت النتائج أن المركب يمتلك نشاطاً مضاداً للأكسدة يفوق المركبات التقليدية المستخدمة للحماية من الأشعة فوق البنفسجية، إذ أظهر قدرة أعلى على مكافحة الجذور الحرة؛ ما يساهم في تقليل تلف الخلايا وتأخير مظاهر الشيخوخة الناتجة عن التعرض للشمس.

وأكد الباحثون أن أهمية هذا الاكتشاف لا تقتصر على المجال العلمي فحسب، بل تمتد إلى التطبيقات الصناعية، حيث يمكن استخدام هذا المركب بديلاً طبيعي لبعض المرشحات الكيميائية الشائعة في واقيات الشمس، والتي ترتبط أحياناً بتهيج الجلد أو أضرار بيئية، خصوصاً على النظم البحرية.

وأشار الفريق إلى أن السيانوبكتيريا يمكن استغلالها كمصانع حيوية لإنتاج المركب على نطاق واسع بطرق مستدامة، ما يعزز فرص إدخاله في صناعات مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، إضافة إلى التطبيقات الدوائية المرتبطة بمكافحة الإجهاد التأكسدي.


«المواد الكيميائية الدائمة» قد تصيبك بمرض مناعي خطير

التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)
التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)
TT

«المواد الكيميائية الدائمة» قد تصيبك بمرض مناعي خطير

التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)
التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)

لطالما تحدثت الدراسات والأبحاث السابقة عن مخاطر «المواد الكيميائية الأبدية» على الصحة، حيث عرفت هذه المواد بتسببها في السرطان ومشكلات الكبد والغدة الدرقية، والعيوب الخلقية، وأمراض الكلى، وانخفاض المناعة، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وغيرها من المشكلات الصحية الخطيرة.

والمواد الكيميائية الأبدية هي مواد لا تتحلل بسهولة في البيئة، وتوجد في كثير من المنتجات، مثل مستحضرات التجميل، وأواني الطهي غير اللاصقة، والهواتف الجوالة، كما تستخدم في تغليف المواد الغذائية لجعل الأغلفة مقاومة للشحوم والماء.

وقد كشفت دراسة جديدة أن هذه المواد قد تتسبب أيضاً في الإصابة بمرض خطير قد يستمر مدى الحياة وهو مرض التصلب المتعدد، بحسب ما نقلته صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.

والتصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي، مما يعطل التواصل بين الدماغ وبقية الجسم. ويتسبب ذلك في مجموعة واسعة من الأعراض المحتملة، بما في ذلك مشكلات في الرؤية أو حركة الذراع أو الساق أو الإحساس أو التوازن أو الإدراك.

وفي الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل عينات دم من 900 شخص في السويد تم تشخيص إصابتهم بالتصلب المتعدد مؤخراً، وقارنوها بعينات من أشخاص غير مصابين بالمرض.

وقام الباحثون بقياس مستويات المواد الكيميائية الأبدية في كل مجموعة، ثم استخدموا نماذج إحصائية لمعرفة مدى ارتباط التعرض للمواد الكيميائية باحتمالية الإصابة بالتصلب المتعدد.

ونظراً لأن الأشخاص يتعرضون عادةً لعدة مواد كيميائية في آنٍ واحد، فقد بحث الفريق أيضاً في كيفية تأثير التعرض لأكثر من مادة على خطر الإصابة.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يتعرضون لاثنين من أخطر أنواع «المواد الكيميائية الأبدية»، وهما حمض البيرفلوروكتان سلفونيك (PFOS) وثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCBs) - هم أكثر عرضة للإصابة بالتصلب المتعدد بنحو مرتين، مقارنة بغيرهم الذين لم يتعرضوا لهاتين المادتين.

وأشار الفريق إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى حقيقة أن «المواد الكيميائية الأبدية» قد تتداخل مع الجهاز المناعي، إما بإضعافه أو بتحفيزه بشكل مفرط.

وهذا الخلل المناعي قد يتسبب في أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد.

كما أشاروا إلى أنها قد تتسبب في أمراض مناعية أخرى مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض التهاب الأمعاء.

ويقول الخبراء إن هناك خطوات يمكن اتخاذها للحد من التعرض لـ«المواد الكيميائية الأبدية» مثل ترشيح مياه الشرب وتجنب استخدام أواني الطهي غير اللاصقة وعبوات الطعام المقاومة للدهون.