تسنين الأطفال...حقائق ومعلومات خاطئة

قد يصاحَب بأعراض لأمراض أخرى

تسنين الأطفال...حقائق ومعلومات خاطئة
TT

تسنين الأطفال...حقائق ومعلومات خاطئة

تسنين الأطفال...حقائق ومعلومات خاطئة

هناك الكثير من المعلومات المغلوطة لدى الأمهات حول بداية ظهور الأسنان Teething في الأطفال، أو ما يطلق عليها الأسنان اللبنية milk teeth، وارتباطها بمجموعة معينة من الأعراض الصحية المصاحبة لها. وفي الأغلب يتم التعامل مع هذه الأعراض على أنها نتيجة للتسنين مثل ارتفاع درجة الحرارة، والبكاء باستمرار، والشكوى من الألم في البطن.
والحقيقة أن هناك القليل من الحقائق العلمية فيما يتعلق بظهور الأسنان والتي يمكن أن تختلف في توقيت الظهور من طفل إلى آخر. وفي الأغلب يبدأ ظهور الأسنان في فترة تتراوح بين الشهر الرابع وحتى الشهر السادس من عمر الطفل وعدد هذه الأسنان اللبنية يبلغ 20 سناً بخلاف الأسنان الدائمة التي تبلغ 32 سناً، وتبدأ في الظهور من العام السادس للطفل.
- وقت ظهور الأسنان
يمكن أن يحدث تأخر في ظهور الأسنان نتيجة لسوء التغذية بشكل عام ونقص الكالسيوم، أو كجزء من مجموعة أعراض خاصة بنقص فيتامين (دي) بشكل خاص فيما يعرف بمرض الكساح rickets، نظراً إلى أن الجهاز الحركي لدى الأطفال لا ينمو مثل أقرانهم وبالتالي تتأخر مرحلة الحبو وكذلك الوقوف والمشي، بجانب تأخر ظهور الأسنان.
وهناك بعض الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى تأخر التسنين لا علاقة لها بالتغذية، مثل نقص هرمون الغدة الدرقية في الجسم وكذلك متلازمة داون أو بعض الأمراض الخلقية التي تصيب العظام وتؤدي إلى تشوهها، وفي بعض الأحيان النادرة يمكن أن تظهر الأسنان في وقت مبكر جداً من عمر الطفل مثل الشهر الثاني بشكل طبيعي تماماً، وفي بعض الأحيان تكون نتيجة لأسباب مرضية خلقية مثل مرض الزهري congenital syphilis من خلال الأم.
ومن المعروف أن ظهور الأسنان يمكن أن يتزامن مع توتر وقلق من الطفل، وعدم الشعور بالراحة، واضطراب النوم، وفقدان بسيط في الشهية، ووجود كمية كبيرة من اللعاب، والرغبة في محاولة قرض أو عض أي شيء، وبعض الألم الخفيف في اللثة. وهذه الأعراض البسيطة طبيعية وعادية، ويمكن في حالة الألم أن يتم إعطاء الطفل المسكنات مثل الأسيتوموفين Acetaminophen، ويمكن إعطاء الطفل حلقة أو لعبة مطاطية ليقرضها.
- معلومات خاطئة
- هناك العديد من المعلومات المغلوطة حول التسنين مثل:
> التسنين وارتفاع درجة الحرارة: تعد هذه المعلومة أشهر معلومة تتشارك فيها الأمهات حول العالم. والحقيقة أن ظهور الأسنان ربما يسبب ارتفاعاً طفيفاً في درجة حرارة الجسم نتيجة لاحتكاك السن باللثة، والذي يمكن أن يؤدي إلى التهاب بسيط يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة ولكنها في الأغلب لا تتعدى 38 درجة مئوية. وعلى ذلك فإنه إذا تصادف ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير مع التسنين يجب البحث عن السبب الحقيقي وراء هذا الارتفاع وعدم الاعتماد على تلازم التسنين مع ظهور ارتفاع درجة الحرارة.
> التسنين وآلام الأذن: ربما يكون هذا العَرَض أقل شيوعاً من ارتفاع الحرارة، ولكن حتى الآن يعتقد العديد من الآباء أن ظهور الأسنان يؤدي إلى آلام في الأذن ودليلهم على ذلك هو أن الطفل في الأغلب يمسك بإحدى أذنيه أو يلامسها أو يحكّها. والحقيقة أنه في حالة استمرار هذه الأعراض يجب عرض الطفل على طبيب أنف وأذن وحنجرة، حيث إنه في الأغلب يعاني من التهاب الأذن الخارجية أو الوسطى. وتزامُن هذا مع الأسنان مجرد صدفة لا يجب الارتكان إليها خصوصاً إذا كان الالتهاب واضحاً وظاهراً من الخارج ويسبب ألماً للطفل عند لمس أذنه.
> التسنين واستخدام المرهم المخدر: هذه المعلومة تم التعامل معها بشكل روتيني من خلال الأطباء والصيادلة من خلال كثرة وصفها طبياً للأمهات، من أجل تخفيف آلام التسنين في حالة شكوى الأم. وهذا المرهم هو «جيل» يحتوى على مادة البنزوكايين benzocaine التي تُحدث تخديراً موضعياً خفيفاً في اللثة عند وضعها عليها يشبه الإحساس بالتنميل أقرب ما يكون إلى المخدر الذي يستخدمه أطباء الأسنان ويخفف الألم بالفعل. ولكن التوصيات الحديثة من وكالة الغذاء والدواء بالولايات المتحدة (FDA) حذّرت من استخدام هذه المادة للأطفال، نظراً إلى ما يمكن أن تسببه من أعراض جانبية ربما تكون شديدة الخطورة حتى لو كانت نادرة الحدوث جداً. وهناك العديد من الأدوية التي تم منع التعامل بها مع الأطفال كانت تستخدم في الأطفال بشكل كبير في الأعوام السابقة والتي تعد نادرة الأعراض الجانبية، ولكن التوصيات الحديثة تُعلي من عامل الأمان في العلاج أكثر من الفاعلية.
- الجهاز الهضمي
> التسنين وأعراض الجهاز الهضمي: هذه المعلومة لا تقل في الشهرة عن ارتباط التسنين بارتفاع درجة الحرارة، إذ يعتقد معظم الأمهات كذلك أن الإسهال والقيء وفقدان الشهية مصاحبة بالضرورة للتسنين وأنها مجرد أعراض طبيعية. والحقيقة أن الإسهال على وجه التحديد لا علاقة له بظهور الأسنان، وأن هذه الأعراض، خصوصاً في وجود ارتفاع في درجة الحرارة، ربما تكون علامة على إصابة الطفل بنزلة معوية تستدعي العلاج ويجب ألا يتم التعامل معها باستخفاف حتى لا يتعرض الطفل للجفاف.
• التسنين ونزلة البرد: لا توجد علاقة بين ظهور الأسنان والسعال أو العطس أو سيلان الأنف، وارتباط هذه الأعراض بالتسنين لا يستند إلى حقيقة علمية باستثناء الارتفاع الطفيف في الحرارة وعدم الراحة والتي تجعل الطفل يبدو كما لو كان مصاباً بنزلة برد أو نزلة شعبية.
وفى النهاية يجب على الأمهات استشارة الطبيب في أي أعراض تبدو غير طبيعية على الطفل واكتساب المعرفة من المصادر الموثوقة.
- استشارى طب الأطفال


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

تكنولوجيا يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يقول الباحثون إن هذه التكنولوجيا مفيدة للأفراد في المناطق النائية أو ذات التحديات الاقتصادية.

نسيم رمضان (لندن)
صحتك العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

قال موقع «ساينس أليرت» إن دراسة حديثة خلصت إلى أن الفحوصات التي تُجرى للعيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم الأطعمة فائقة المعالجة قد تتسبب في ظهور أسنان بارزة لدى الأطفال

الأطعمة فائقة المعالجة قد تتسبب في ظهور أسنان بارزة لدى الأطفال

تقود إلى عيوب في ابتسامة الطفل تعرضه للتنمر

د. عميد خالد عبد الحميد (الرياض)
صحتك توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)

«الارتباط المباشر» بين تناول الألياف وتأثيرات مكافحة السرطان - أي الأطعمة هي الأفضل؟

تؤكد دراسة جديدة أجريت في كلية الطب بجامعة ستانفورد الأميركية على أهمية الألياف الغذائية، حيث قد تقلل من خطر الإصابة بالسرطان بتغيير نشاط الجينات.

يوميات الشرق آلام الظهر المزمنة مشكلة صحية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم (جامعة سيدني)

برنامج علاجي شامل لتخفيف آلام الظهر المزمنة

كشفت دراسة أسترالية عن فاعلية برنامج علاجي شامل في تخفيف آلام الظهر المزمنة، وتحسين جودة حياة المرضى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية
TT

العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

قال موقع «ساينس أليرت» إن دراسة حديثة خلصت إلى أن الفحوصات التي تُجرى للعيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية.

وأضافت الدراسة التي نشرت في مجلة القلب، أن تلك الفحوصات قد تكون طريقة بسيطة لاكتشاف الإصابة بالسكتة الدماغية. وحددت دراسة جديدة 29 «بصمة» للأوعية الدموية في شبكية العين، وهي الطبقة الحساسة للضوء من الأنسجة في الجزء الخلفي من العين، والتي ترتبط بشكل كبير بالإصابة بالسكتة الدماغية.

وقال الفريق البحثي الذي أجرى الدراسة، إن التقنية التي اعتمدوا عليها و​​التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، يمكن أن تساعد في تحديد المشكلات الصحية في وقت مبكر وإنقاذ الأرواح؛ حيث يُعزى نحو 90 في المائة من السكتات الدماغية إلى عوامل قابلة للتعديل، منها ضغط الدم وسوء التغذية.

ولفتت الدراسة إلى أن السكتات الدماغية تحدث بسبب اضطرابات أو انسدادات في تدفق الدم الطبيعي إلى الدماغ، مما يحرمه من الأكسجين والمواد المغذية.

السكتة الدماغية تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ (جامعة إيموري)

وتعتمد الدراسة على أبحاث سابقة حول ارتباط العينين بالدماغ، وكيف يمكن للأوعية الدموية في العين أن تعكس خصائص الأوعية الدموية في الدماغ.

والتقط الفريق الصور من خلال تصوير قاع العين بكاميرا تشبه المجهر، لأكثر من 45 ألف شخص من المسجلين في قاعدة بيانات بحثية، وكان من بين هؤلاء المشاركين 749 شخصاً أصيبوا بسكتة دماغية خلال الفترة التي تغطيها قاعدة البيانات، والتي بلغ متوسطها 12.5 عام.

واستخدام الباحثون الذكاء الاصطناعي لتحديد طبيعة الأوعية الدموية في العين، لدى المتطوعين الذين عانوا من السكتات الدماغية، بما في ذلك كثافة وشكل الأوعية الدموية، وتم رصد 29 سمة مرتبطة بخطر السكتة الدماغية.

وقال الباحثون: «كان هذا متوافقاً مع الدراسات السابقة التي وجدت ارتباطات بعوامل خطر السكتة الدماغية، بما في ذلك السن وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين. وتشير نتائجنا إلى أن هذا الارتباط يرجع بشكل أساسي إلى كثافة الشرايين. ومن الناحية المرضية، قد ينتج هذا عن نقص إمدادات الأكسجين والمغذيات».

وبعبارة أخرى، قد تؤثر بعض المشاكل الأساسية التي يمكن أن تؤدي إلى السكتات الدماغية –أيضاً- على الأوعية الدموية في العينين.

وقال الموقع إن التنبؤ باحتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية أمر معقد؛ حيث تلعب كثير من العوامل المختلفة دوراً في ذلك، منها ما نأكله وكيفية نومنا، ولن تظهر كل هذه العوامل في اختبارات العين، ولكن من المؤكد أنها قد تساعد في التعرف المبكر على المشكلات الصحية.