الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

ابتكار يعد بإمكانية تخصيص العلاج وتحسينه

يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)
يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)
TT

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)
يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)

لطالما تم تصنيف مرض السكري إلى نوعين رئيسيين. النوع الأول الذي يظهر غالباً في مرحلة الطفولة، والنوع الثاني الذي يرتبط بالسمنة ويتطور في وقت لاحق من الحياة. ومع ذلك، بدأ الباحثون يدركون أن النوع الثاني من السكري أكثر تعقيداً مما كان يعتقد سابقاً، مع وجود أنواع فرعية تختلف بناءً على العمر، والوزن، والعوامل الفسيولوجية.

في خطوة مبتكرة، طور باحثون من جامعة ستانفورد خوارزمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي تستخدم بيانات من أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة (CGMs) لتحديد 3 من أكثر الأنواع الفرعية شيوعاً للنمط الثاني من السكري. هذا التطور يعد بإمكانية تخصيص العلاج وتحسين الرعاية، بالإضافة إلى توسيع نطاق الوصول إلى التكنولوجيا الصحية.

إعادة التفكير في النمط الثاني من السكري

يمثل النمط الثاني من السكري نحو 95 في المائة من جميع حالات السكري. توضح الدكتورة تريسي مكلوغلين أستاذة الغدد الصماء بجامعة ستانفورد «أن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك، وهناك فسيولوجيات مختلفة تؤدي إلى الحالة». وتضيف أن تصنيف الأنواع الفرعية للنمط الثاني يمكن أن يساعد في تحديد المخاطر المرتبطة بمضاعفات مثل أمراض القلب، أو الكلى، أو الكبد، وتخصيص العلاجات لتحسين النتائج. وتشرح: «كان هدفنا إيجاد طريقة أكثر وصولاً وفورية للناس لفهم صحتهم وتحسينها».

يقول الباحثون إن الدقة العالية للخوارزمية تصل إلى 90 % في تحديد الأنواع الفرعية (أدوبي)

كيف تعمل التكنولوجيا؟

تُستخدم اختبارات تشخيص السكري التقليدية لقياس مستويات الغلوكوز في الدم من خلال تحليل بسيط للدم، لكنها تقدم معلومات محدودة عن العمليات الفسيولوجية الأساسية. توفر أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة (CGMs)، المتاحة دون وصفة طبية، صورة أكثر تفصيلاً من خلال تتبع مستويات السكر في الدم في الوقت الفعلي.

يشرح مايكل سنايدر، أستاذ علم الوراثة في جامعة ستانفورد وأحد قادة الدراسة، كيفية تحليل الخوارزمية لبيانات الغلوكوز. من خلال تحديد أنماط ارتفاع وانخفاض مستويات السكر في الدم بعد استهلاك الغلوكوز، يمكن للأداة الكشف بدقة تصل إلى 90 في المائة عن الأنواع الفرعية مثل مقاومة الإنسولين ونقص خلايا بيتا. ويشرح سنايدر أنه يمكن استخدام الأفراد للأداة من أجل اتخاذ تدابير وقائية، موضحاً كيف يمكن للتحذيرات المبكرة من مقدمات السكري أن تدفع لتغييرات في نمط الحياة مثل تحسين النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة.

النتائج الرئيسية

شملت الدراسة 54 مشاركاً، منهم 21 لديهم مقدمات السكري و33 شخصاً أصحاء. قارن الباحثون بيانات «CGM» مع نتائج اختبارات تحمل الغلوكوز التقليدية التي تُجرى في العيادات. لم تطابق الخوارزمية هذه النتائج فقط، بل تجاوزتها من حيث الدقة. حددت الدراسة 3 أنواع فرعية رئيسية:

- مقاومة الإنسولين: عدم استجابة الخلايا بشكل فعال للإنسولين، مما يؤدي إلى تراكم الغلوكوز.

- نقص خلايا بيتا: عجز البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الإنسولين بسبب خلل في خلايا بيتا.

- نقص الإينكرتين: فشل هرمونات الأمعاء في تحفيز إفراز الإنسولين بشكل كافٍ بعد الوجبات.

تتطلب كل نوعية علاجاً مخصصاً، مما يجعل هذه التكنولوجيا نقطة تحول في رعاية السكري.

تمكن للأجهزة المحمولة المزودة بـ«CGM» والمدعومة بالذكاء الاصطناعي توفير رؤى في الوقت الفعلي لجعل الرعاية الشخصية أكثر سهولة وفعالية (أدوبي)

فوائد تتجاوز السكري

يمتد فهم هذه الأنواع الفرعية ليشمل فوائد تتجاوز إدارة السكري. أشارت مكلوغلين إلى أن مقاومة الإنسولين، حتى من دون التقدم إلى السكري، تمثل عامل خطر كبير لحالات مثل أمراض القلب والكبد الدهني.

علاوة على ذلك، تتيح سهولة استخدام «CGM» للأفراد مراقبة صحتهم من أي مكان. وأوضحت أن هذه التكنولوجيا تعد أداة قيّمة للأشخاص الذين يواجهون تحديات اقتصادية أو يعيشون في مناطق معزولة مؤكدة إمكانياتها في سد فجوات الوصول إلى الرعاية الصحية.

الصورة الأكبر

تمثل هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة «Nature Biomedical Engineering» خطوة كبيرة نحو الطب الدقيق. بدعم من مؤسسات مثل المعاهد الوطنية للصحة ومركز أبحاث السكري في جامعة ستانفورد. وتسلط الدراسة الضوء على أهمية دمج التكنولوجيا مع الرعاية الصحية لمعالجة الحالات المزمنة مثل السكري. ومع استمرار مكلوغلين وسنايدر في اختبار الخوارزمية على مرضى السكري من النوع الثاني، يتصور العالمان مستقبلاً تصبح فيه هذه الأدوات معياراً في رعاية السكري.


مقالات ذات صلة

الميكروبيوم مفتاح محتمل لعلاج أفضل لمرضى كرون

صحتك الميكروبيوم مفتاح محتمل لعلاج أفضل لمرضى كرون (أرشيفية)

الميكروبيوم مفتاح محتمل لعلاج أفضل لمرضى كرون

يعد النظام الغذائي السائل الخاص المعروف بالتغذية المعوية الحصرية علاجاً أساسياً لمرض كرون حيث يتناول المرضى هذه التركيبة فقط لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك حقنة الأوزمبيك لتحفيف الوزن (رويترز)

بريق دواءي ويجوفي وأوزمبيك يتلاشى وسط مخاوف الإفراط في الاستخدام

بدأ بريق أدوية إنقاص الوزن التي تحتوي على GLP -1، بما في ذلك ويجوفي وأوزمبيك، التلاشي، مع تحذير المزيد من الأطباء للمرضى من الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك النوم يمكن أن يصبح أكثر صعوبة مع التقدم بالعمر (رويترز)

كل ما يهمك عن مشاكل النوم مع التقدم في السن

يشكو نحو نصف كبار السن من صعوبة الحصول على قسط جيد من الراحة، فالنوم يمكن أن يصبح أكثر صعوبة مع التقدم في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الجلوس أمام الشاشات طوال اليوم يضر بعينيك (رويترز)

كيف تحمي عينيك من الآثار الضارة للتحديق في الشاشات طوال اليوم؟

إذا كانت وظيفتك تتطلب منك الجلوس أمام الشاشات طوال اليوم فهناك احتمال كبير أن تدفع عيناك الثمن حيث إنك قد تعاني من جفاف العينين أو عدم وضوح الرؤية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق من الضروري أخذ نوع الجنس في الاعتبار عند النظر في كيفية ارتباط النوم ومستويات الصحية العقلية لدى المراهقين (رويترز)

النوم يعزز الصحة العقلية للمراهقات

أفادت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة مانشستر البريطانية، بأن النوم يؤدي دوراً حاسماً في تعزيز الصحة العقلية للفتيات المراهقات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«مجموعة stc» في «ليب 2025»... قيادة التحول الرقمي عبر حلول مبتكرة للمستقبل

تُعد «مجموعة stc» شريكاً رئيسياً في رحلة التحول الرقمي للمملكة مقدمة حلولاً تدعم الاقتصاد الرقمي (الشرق الأوسط)
تُعد «مجموعة stc» شريكاً رئيسياً في رحلة التحول الرقمي للمملكة مقدمة حلولاً تدعم الاقتصاد الرقمي (الشرق الأوسط)
TT

«مجموعة stc» في «ليب 2025»... قيادة التحول الرقمي عبر حلول مبتكرة للمستقبل

تُعد «مجموعة stc» شريكاً رئيسياً في رحلة التحول الرقمي للمملكة مقدمة حلولاً تدعم الاقتصاد الرقمي (الشرق الأوسط)
تُعد «مجموعة stc» شريكاً رئيسياً في رحلة التحول الرقمي للمملكة مقدمة حلولاً تدعم الاقتصاد الرقمي (الشرق الأوسط)

مع انطلاق فعاليات مؤتمر «ليب 2025» في مدينة الرياض تُبرز «مجموعة stc» دورها المحوري في دفع عجلة التحول الرقمي عبر عرض مجموعة من الحلول التكنولوجية المتطورة. وبوصفها شريكاً استراتيجياً للمؤتمر للعام الرابع على التوالي، تقدّم «مجموعة stc» أحدث ابتكاراتها في مجالات الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية والاتصالات والأمن السيبراني، مما يعزّز مكانتها بصفتها أحد الأعمدة الرئيسية لتحقيق الاقتصاد الرقمي في المملكة. وتحت شعار المؤتمر لهذا العام «نحو آفاق جديدة»، جالت «الشرق الأوسط» في جناح «مجموعة stc»، للتعرف إلى حلولها المصمّمة لخدمة قطاعات متنوعة مثل: الصحة، واللوجيستيات، والسياحة، والخدمات المالية.

نحو مستقبل أكثر كفاءة

تسلّط «مجموعة stc» الضوء خلال مشاركتها في المؤتمر على مجموعة من الحلول التقنية التي تدعم الاستدامة البيئية، وتعزّز كفاءة استخدام الموارد. ومن أبرز هذه الحلول الشبكة الذكية (Smart Grid) التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتقديم تحليلات دقيقة حول استهلاك الكهرباء؛ مما يتيح إدارة أكثر كفاءة لتوزيع الطاقة. تساعد هذه التقنية في التنبؤ بذروة الطلب على الكهرباء وتعديل الإنتاج وفقاً لذلك؛ مما يُسهم أيضاً في إبراز تقنية أنظمة الري الذكي (Smart Irrigation) التي تستخدم أجهزة استشعار تعمل بتقنية «إنترنت الأشياء». تقيس هذه الأنظمة رطوبة التربة والظروف الجوية، مما يتيح التحكم الذكي في عمليات الري. هذا الحل يُعد أمراً حيوياً في المملكة؛ حيث تسعى لتحقيق استدامة أكبر في إدارة الموارد المائية.

تجارب غامرة بتقنيات المستقبل

في مجال المحتوى الرقمي والترفيه، تقدم «مجموعة stc» خلال «ليب» تجارب مبتكرة مثل قبة الواقع الافتراضي (360 VR Dome Experience).

تتيح للزوار تجربة تفاعلية لاستكشاف معالم المملكة وأحداثها الكبرى بتقنية غامرة.

تقنيات المدن الذكية

في إطار دعمها لمشروعات المدن الذكية الكبرى، مثل: «نيوم» و«المربع» الجديد و«حديقة الملك سلمان»، تقدم «مجموعة stc» مجموعة من الحلول المتكاملة لبناء بنية تحتية رقمية متطورة. أبرزها أنظمة إدارة المباني الذكية (IBMS) التي توفّر منصة مركزية لمراقبة جميع وظائف المبنى، بدءاً من الإضاءة والتكييف وصولاً إلى الأمن وإدارة الطاقة. تعتمد هذه الأنظمة على الذكاء الاصطناعي لتقديم بيانات وتحليلات فورية، مما يعزّز كفاءة التشغيل ويقلّل من استهلاك الطاقة. هناك أيضاً تقنية الإضاءة الذكية للشوارع (Smart Street Lighting) تقدم «مجموعة stc» عبرها حلولاً تعتمد على مصابيح «LED» موفّرة للطاقة، بالإضافة إلى محطات شحن مدمجة للمركبات الكهربائية، مما يدعم مفهوم التنقل المستدام في المدن الذكية.

حماية البيانات في عصر التهديدات الرقمية

مع تزايد التهديدات السيبرانية عالمياً، تقدّم «مجموعة stc» حلولاً متقدمة لحماية البنية التحتية الرقمية، خصوصاً في القطاعات الحيوية مثل الصحة والطاقة والمالية.

من تلك التقنيات نظام تحليل الحشود بالفيديو (Video Surveillance & Crowd Analytics) الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لمراقبة الفعاليات الكبرى وتحليل حركة الحشود، مما يعزّز السلامة العامة ويضمن استجابة سريعة لأي طوارئ محتملة.

تقنيات للقطاع الرياضي

تقدم «مجموعة stc» حلولاً رقمية متكاملة لتعزيز تجربة الجماهير وإدارة المنشآت الذكية. يشمل ذلك «السوبر آب» الذي يتيح للمستخدمين شراء التذاكر، وتحديد مواقف السيارات، وإيجاد طريقهم إلى مقاعدهم، وطلب الطعام مباشرة من المطاعم داخل الملعب مع تتبع الطلب وتسلّم إشعارات الجاهزية.

دعم الاقتصاد الرقمي

تلعب «مجموعة stc» دوراً محورياً في تعزيز البنية التحتية الرقمية في المملكة من خلال تقديم خدمات مثل الحوسبة السحابية، وتحليل البيانات، وإنترنت الأشياء. توفر مراكز القيادة والتحكم (Command & Control Centers) منصة متكاملة لجمع البيانات وتحليلها من مختلف الأنظمة في المدينة، مما يعزّز كفاءة إدارة المرافق العامة واتخاذ القرارات القائمة على البيانات.

نحو تنقل أكثر كفاءة

تسهم «مجموعة stc» في تحويل قطاع النقل من خلال تقديم حلول مبتكرة تدعم إدارة المرور والتنقل الذكي. تطور المجموعة المركبات ذاتية القيادة (Autonomous Vehicles) التي تتيح للمركبات التنقل باستخدام أنظمة ملاحة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مع القدرة على التفاعل مع إشارات المرور الذكية لتحسين تدفق الحركة. بالإضافة إلى ذلك، خدمة «Mobility as a Service - MaaS» التي تهدف إلى دمج وسائل النقل المختلفة في منصة واحدة، مما يتيح للمستخدمين تجربة سلسة تشمل الحافلات، والدراجات الكهربائية، والسكوترات الذكية، عبر تطبيق موحّد.

تتماشى جميع ابتكارات «مجموعة stc» المقدمة في «ليب 2025» مع أهداف «رؤية السعودية 2030» التي تهدف إلى بناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام. ومن خلال تطوير البنية التحتية الرقمية ودعم الاستدامة وتعزيز الابتكار، تُسهم المجموعة في تحويل المملكة إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة.