الأطعمة فائقة المعالجة قد تتسبب في ظهور أسنان بارزة لدى الأطفال

قوامها الغذائي لا يتطلب مضغاً كافياً لتحفيز نمو عظام الفك

الأطعمة فائقة المعالجة قد تتسبب في ظهور أسنان بارزة لدى الأطفال
TT

الأطعمة فائقة المعالجة قد تتسبب في ظهور أسنان بارزة لدى الأطفال

الأطعمة فائقة المعالجة قد تتسبب في ظهور أسنان بارزة لدى الأطفال

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة فالنسيا الكاثوليكية ونُشرت في مجلة Journal of Pediatric Dentistry and Oral Health، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، عن أن استهلاك الأطفال المفرط للأطعمة فائقة المعالجة (Ultra - Processed Foods) قد يكون له تأثير خطير على صحة الفم وتطور الفك لديهم.

عيوب في الأسنان

وأفادت نتائج الدراسة بزيادة احتمالية ظهور الأسنان البارزة أو ما يُعرف بـ«buck teeth»، أو أسنان الأرنب، نتيجة تناول هذه الأطعمة. وهذا النوع من العيوب في ابتسامة الطفل قد يعرضه للتنمر من قبل أقرانه، ويؤثر على حالته النفسية. كما أنه يحتاج كذلك لعلاج تقويم الأسنان الذي قد يستمر لسنوات.

وأكدت البروفسورة ماريا غارسيا، المشرفة على الدراسة، أن «اعتماد الأطفال على الأطعمة فائقة المعالجة لا يهدد صحتهم العامة فقط، لكنه يضع مستقبل صحة أسنانهم في خطر أيضاً». وأوصت الآباء بتقديم أطعمة طبيعية تتطلب المضغ، مثل الخضراوات والفواكه الطازجة، لتعزيز تطور عظام الفك، وتقليل مخاطر مشاكل الأسنان.

ضعف نمو الفك

أجريت الدراسة على 200 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاماً، وتم تقييم عاداتهم الغذائية إلى جانب تحليل تطور أسنانهم وأشكال فكوكهم. ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يعتمدون بشكل كبير على الأطعمة فائقة المعالجة، مثل رقائق البطاطا، والبسكويت، والمشروبات الغازية، والمعجنات، والوجبات الجاهزة، يعانون من ضعف في نمو عظام الفك وتكدس الأسنان، مقارنةً بأقرانهم الذين يتناولون أطعمة طبيعية غنية بالألياف.

قوام هش لا يتطلب المضغ

وأوضحت الدراسة أن السبب الرئيسي يعود إلى قوام الأطعمة فائقة المعالجة، الذي لا يتطلب مضغاً كافياً لتحفيز نمو عظام الفك. كما أن عدم تناول أغذية يحتاج إلى استعمال كل عضلات المضغ يؤدي إلى أن عضلات اللسان القوية تتغلب على عضلات الشفتين، مما يؤدي إلى بروز الأسنان الأمامية لتدفعها نحو الشفة

تعادل العضلات يخلق نسق الأسنان الجميل

ويؤدي تعادل قوة عضلات اللسان إلى تعادل قوة عضلات الشفتين، وهذا التعادل هو ما يخلق نسقاً جميلاً للأسنان، شريطة أن يكون الطعام صحياً. كما أن هذه الأطعمة تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية الضرورية لتطور العظام بشكل صحي.

تأثيرات على صحة الأسنان

كيف تؤثر هذه الأطعمة على صحة الأسنان؟

- ضعف نمو الفك: قلة المضغ تعوق تحفيز العظام اللازمة لنمو الفك بشكل صحيح.

- تكدس الأسنان وبروزها: يؤدي ضعف الفك إلى عدم اتساعه بشكل كافٍ لاستيعاب الأسنان، ما يجعل بعضها بارزاً أو مزدحماً.

- زيادة خطر التسوس: ارتفاع نسبة السكريات في الأطعمة المعالجة يساهم في تفاقم مشاكل التسوس، خاصة لدى الأطفال الذين لا يعتنون بنظافة الفم بشكل كافٍ.

- احتواء أغلب الأكلات السريعة على مواد حمضية قد يؤدي إلى فقدان مينا الأسنان مما يضعفها.

التغذية الطبيعية بوصفها بديلاً صحياً

أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين يتناولون نظاماً غذائياً متوازناً غنياً بالخضراوات والفواكه والبروتينات الطبيعية، يتمتعون بصحة أسنان وفك أفضل. فالأطعمة الصلبة والغنية بالألياف تساعد في تحفيز نمو الفك بشكل طبيعي، ما يقلل من الحاجة لاحقاً لتدخلات تقويم الأسنان.

وتأتي هذه الدراسة ضمن سلسلة من الأبحاث التي تحذر من الأضرار الصحية الناتجة عن الأطعمة فائقة المعالجة. فإلى جانب التأثير على صحة الأسنان، ترتبط هذه الأطعمة بالسمنة والسكري ومختلف أنواع السرطانات وأمراض القلب.


مقالات ذات صلة

متى يكون فقدان الوزن ضاراً بصحتك؟

صحتك فقدان الوزن قد يكون ضاراً بالصحة (د.ب.أ)

متى يكون فقدان الوزن ضاراً بصحتك؟

كشفت دراسة جديدة عن أن فقدان الوزن قد يكون ضاراً بالصحة في بعض الحالات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جهاز مراقبة نبضات القلب في مستشفى ببرلين (رويترز)

المخاطر أضعاف الرجال... 8 عوامل تزيد من احتمالية إصابة النساء بأمراض القلب

وجد الباحثون التابعون لمركز سانيبروك للعلوم الصحية في تورونتو أن هناك 8 عوامل محددة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

اختبار منزلي لحاسة الشم قد يكشف عن الإصابة بألزهايمر

طوّر باحثون أميركيون اختبار شم منزلياً مبتكراً للكشف عن مرض ألزهايمر، قبل سنوات من ظهور الأعراض التقليدية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك اتباع الأطفال نظاماً غذائياً صحياً يمكن أن يجعلهم أقل عنفاً (رويترز)

نظام غذائي يجعل الأطفال أقل عنفاً... تعرَّف عليه

أظهرت دراسة جديدة أن اتباع الأطفال نظاماً غذائياً صحياً، يشمل تناول كميات أكبر من الأسماك والخضراوات واللحوم الحمراء والبقوليات والمكسرات، يجعلهم أقل عنفاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك كثير من الرياضيين يتناولون مكملات الكرياتين بزعم أنها تزيد كتلة العضلات (رويترز)

«فوائد مبالغ فيها»... مُكمِّل غذائي شائع للرياضيين قد يكون بلا قيمة

كشفت دراسة جديدة أن مكملاً غذائياً شائعاً في الصالات الرياضية لبناء العضلات قد لا يكون ذا قيمة فعلية.

«الشرق الأوسط» (كانبرا)

التنافس بين الصين وأميركا في مجال الذكاء الاصطناعي... متعدد الأوجه

التنافس بين الصين وأميركا في مجال الذكاء الاصطناعي... متعدد الأوجه
TT

التنافس بين الصين وأميركا في مجال الذكاء الاصطناعي... متعدد الأوجه

التنافس بين الصين وأميركا في مجال الذكاء الاصطناعي... متعدد الأوجه

في 13 مارس (آذار) الحالي، أصدرت شركة «أوبن إيه آي» مقترحاً لخطة عمل الولايات المتحدة للذكاء الاصطناعي. وأكدت في تقريرها أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تحتل حالياً مكانة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن نجاح شركة «ديب سيك» الصينية يشير إلى أن هذه الميزة ليست بالأهمية نفسها التي تبدو عليها، وأنها تتضاءل تدريجياً، كما كتب دينغدينغ تشين، وينغفان تشين، ورونيو هوانغ *.

وتهدف خطة عمل الذكاء الاصطناعي إلى ضمان استمرار تفوق ابتكارات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة على ابتكارات الصين، ما يضمن ريادة الولايات المتحدة في هذا المجال.

تنافس متعدد الأوجه

مع ذلك، فإن اختزال التنافس في إطار تبسيطي لـ«مَن يقود الذكاء الاصطناعي» يتجاهل التعقيدات المحيطة به. فالتنافس بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي ليس لعبة محصلتها صفر؛ بل هو تنافسٌ متعدد الأوجه ومعقد، تُشكِّله عوامل كثيرة، كالاعتبارات الجيوسياسية، والوصول إلى البيانات، والمواهب، والبيئات التنظيمية، والبنية التحتية التكنولوجية.

تصاميم ذكية متنوعة

دفعت المنافسة بين الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى منافسة أكثر تنوعاً وتميزاً. ويُجسِّد تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة الطبيعة المتطورة لهذه المنافسة. على سبيل المثال، صُمم «GPT-4.5» من «أوبن إيه آي» خصيصاً للمهام المعقدة عالية الأداء، متفوقاً في توليد النصوص المعقدة وفهمها من خلال موارد حاسوبية هائلة. يسمح هذا التخصص له بالتعامل مع المهام التي تتطلب فهماً عميقاً للغة والسياق والفروق الدقيقة.

من ناحية أخرى، يتبنى «Perceiver» من «ديب مايند» نهجاً مختلفاً؛ حيث يُقدِّم نسخة من أداة تحويلية قادرة على معالجة البيانات متعددة الوسائط -مثل الصور والأصوات والفيديو- ما يجعله متعدد الاستخدامات عبر مجموعة متنوعة من أنواع المدخلات.

أنظمة ذكية متكيفة ليست بنمط واحد مهيمن

أدى التنافس في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي بين البلدين إلى استكشاف هياكل معمارية متنوعة مُحسنة لحالات استخدام مختلفة، بدلاً من مجرد تجاوز حدود الحوسبة. تُبرز هذه المناهج الوطنية المتباينة الطبيعة الديناميكية والمتطورة لبحوث الذكاء الاصطناعي؛ حيث تظهر أساليب وتطبيقات مبتكرة. وهذا يُشير إلى أن مستقبل الذكاء الاصطناعي ستُحدده أنظمة متعددة متخصصة وقابلة للتكيف، وليست بنية معمارية واحدة مهيمنة.

التطوير المتنوع لنماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة

يزداد تنوع المشهد التقني لنماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة، ما يجعل من غير العملي إجراء مقارنات بناءً على منظور أحادي البعد فقط. يشمل نموذج الذكاء الاصطناعي مجموعة متنوعة من المجالات، مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتعلم الآلي، والتعلم العميق، والرؤية الحاسوبية، ونماذج الذكاء الاصطناعي الهجين؛ حيث يستخدم كل منها أطراً معمارية مختلفة.

وبينما يعتمد معظم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الرائدة في الولايات المتحدة، مثل «ChatGPT-O3» من «OpenAI» و«Grok-3» من «xAI»، على هياكل لأدوات تحويلية، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن هذه النماذج ستستمر في الهيمنة على مستقبل تطوير الذكاء الاصطناعي.

الريادة التكنولوجية

يُظهر التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تغير المتطلبات في مختلف القطاعات، أن الريادة التكنولوجية لا يمكن تحديدها فقط من خلال التفوق الحالي لأي بنية معمارية واحدة؛ بل سيُشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي مجموعة من النماذج المتخصصة التي يُعالج كل منها مهامَّ ومتطلبات فريدة.

ابتكارات لنظم ذكية متنوعة

تعمل شركات التكنولوجيا في كل من الصين والولايات المتحدة باستمرار على ابتكار نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسينها، مُصدرة منتجات واسعة النطاق ذات تطبيقات مُتنوعة ومزايا مُتميزة. على سبيل المثال، يُعزز نظام «Claude 3.5 Sonnet» من «أنثروبيك» قدرات التفكير البصري من خلال تحسين قدرة الذكاء الاصطناعي على نسخ النصوص من صور غير مُكتملة أو مُشوشة، ما يُمثل تقدماً كبيراً في مجال الذكاء الاصطناعي مُتعدد الوسائط. وبالمثل، يُجسد استخدام «DeepSeek» نموذج «MoE» (مزيج الخبراء) مفتوح المصدر، كيفية تعزيز الكفاءة من خلال تخصيص الموارد ديناميكياً للخبراء المُتخصصين في مهام مُحددة، ما يُحسِّن كلاً من استخدام الموارد وأداء المهام.

من ناحية أخرى، يُمثل نموذج «Hunyuan Turbo S» من «تنسنت» نهجاً مختلفاً؛ إذ يستفيد من بنية «Hybrid Mamba Transformer» لتحقيق التوازن بين التفكير السريع والسطحي والتفكير البطيء والمدروس، ما يُحقق مرونة فريدة في صنع القرار.

تُوضح هذه الأمثلة اتساع نطاق النهج الذي يتبعه مطورو الذكاء الاصطناعي؛ حيث يُمثل كل نموذج آفاقاً جديدة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من تفوق هذه النماذج في مجالات مختلفة، فإنها لا تستبعد بعضها بعضاً؛ بل تعكس مشهداً سريع التطور؛ حيث تُحرك الابتكارات اتجاهات معمارية متعددة ومتباينة.

فرص التعاون بين الصين والولايات المتحدة

للحفاظ على هيمنتها في مجال الذكاء الاصطناعي، شددت الولايات المتحدة ضوابط التصدير، وقيدت تعاونها مع الصين. في يناير (كانون الثاني) 2025، قدَّم مكتب الصناعة والأمن Bureau of Industry and Security» (BIS)» إطار عمل لنشر الذكاء الاصطناعي، ما حدَّ من وصول الصين إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي الأميركية المتقدمة، بما في ذلك الرقائق المتطورة، والحوسبة السحابية.

ومع ذلك، يتجاهل هذا النهج الفوائد المحتملة للتعاون؛ إذ تتمتع كلتا الدولتين بنقاط قوة فريدة، ويمكن للتعاون أن يدفع عجلة الابتكار في البحث والأمن ومعايير الذكاء الاصطناعي العالمية، ما يعود بالنفع في نهاية المطاف على منظومة الذكاء الاصطناعي الأوسع.

تدفق متبادل للمواهب في الذكاء الاصطناعي

هناك تدفق كبير للمواهب في مجال الذكاء الاصطناعي بين الصين والولايات المتحدة، مع درجة عالية من التكامل العابر للحدود في بحوث الذكاء الاصطناعي.

وقد وجدت بدور الشبلي وآخرون، من خلال تحليل مجموعات بيانات لأكثر من 350 ألف عالم ذكاء اصطناعي، و5 ملايين ورقة بحثية في هذا المجال، أن معظم علماء الذكاء الاصطناعي المهاجرين إلى الصين يأتون من الولايات المتحدة، بينما يأتي معظم المهاجرين إلى الولايات المتحدة من الصين، ما يُبرز بوضوح التدفق الثنائي للكفاءات.

بحوث صينية- أميركية مشتركة

إضافة إلى ذلك، ورغم وجود اتجاه تنازلي، فلا تزال الأدبيات العلمية حول بحوث الذكاء الاصطناعي الناتجة عن التعاون الصيني الأميركي، تتفوق بشكل ملحوظ على مثيلاتها الناتجة عن تعاون الولايات المتحدة مع دول أخرى.

ووفقاً لقاعدة بيانات أنشأتها جامعة جورجتاون؛ بلغ عدد المقالات المشتركة بين الصين والولايات المتحدة 47715 مقالاً، وهو رقم أعلى بكثير من ثاني أكبر متعاون، المملكة المتحدة، التي بلغ عدد المقالات المشتركة معها 18400 مقال. كما أظهرت الدراسات أن أوراق البحوث التي تتضمن تعاوناً بين الولايات المتحدة والصين تميل إلى أن يكون لها تأثير أكبر من تلك التي تقودها دولة واحدة بمفردها.

ومع ذلك، اتخذت الحكومة الأميركية خطوات للحد من تبادل المواهب والتعاون بين البلدين، ولا سيما في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي. وقد طُرح أخيراً مشروع قانون يُسمَّى «قانون إيقاف تأشيرات الحزب الشيوعي الصيني»، ويهدف إلى استبعاد الطلاب الصينيين من المشاركة في المشاريع الأكاديمية الأميركية. وتُهدد هذه الإجراءات بإلحاق الضرر ببيئة التعاون بين الولايات المتحدة والصين في مختلف مجالات البحث والابتكار.

من ناحية أخرى، هناك إمكانات كبيرة للتعاون بين شركات الذكاء الاصطناعي الصينية والأميركية، ولا سيما في مجالات مثل الأمن والحوكمة والمعايير التكنولوجية الدولية.

ابتكارات صينية متميزة

ومع التقدم السريع لنماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة في الصين، فإنها تُضيِّق الفجوة بشكل متزايد مع تلك التي تقودها الشركات الأميركية. على سبيل المثال، أظهر الإصدار الأخير من «Ernie 4.5» من «Baidu» قدرات رائعة في فهم الوسائط المتعددة ومعالجة اللغات، بينما يُمكِّن برنامج «Hunyuan 3D-2.0» مفتوح المصدر من «Tencent» الذي أُطلق في 18 مارس، من تحويل النصوص والصور إلى نماذج ثلاثية الأبعاد، ما يُمثل تقدماً ملحوظاً في المحتوى المُولَّد بالذكاء الاصطناعي (AIGC).

علاوة على ذلك، يُبرز التعاون المستمر بين شركات الذكاء الاصطناعي الصينية والأميركية إمكانات التآزر التكنولوجي.

وأخيراً، دخلت شركة «أبل» في شراكة مع «علي بابا» لتطوير ميزات متقدمة للذكاء الاصطناعي، بينما تستكشف «فورد» دمج نماذج الذكاء الاصطناعي في تصميم السيارات، بما في ذلك نماذج من شركتي «أوبن إيه آي» و«أنثروبيك» الأميركيتين، و«ديب سيك» الصينية. تساعد نماذج الذكاء الاصطناعي هذه في أتمتة مهام، مثل إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد من الرسومات، وإجراء تحليلات الإجهاد على مكونات السيارة، مما يُقلل بشكل كبير من أوقات المحاكاة والاختبار.

التنافس: تحدٍّ متعدد الأبعاد وتعاوني

في الختام، بينما يُصوَّر التنافس بين الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي غالباً على أنه تنافس على الهيمنة العالمية، فإنه في الواقع تحدٍّ متعدد الأبعاد وتعاوني.

وتدفع كلتا الدولتين عجلة الابتكار التكنولوجي في مجال الذكاء الاصطناعي قُدماً، وبدلاً من مجرد التنافس، تتوفر لهما فرص كثيرة للتعاون. ومن خلال التركيز على الأهداف المشتركة في سلامة الذكاء الاصطناعي والحوكمة والابتكار، لا تستطيع الولايات المتحدة والصين فقط تطوير أجنداتهما التكنولوجية الخاصة؛ بل تُسهمان أيضاً في تشكيل مشهد عالمي مسؤول ومبتكر للذكاء الاصطناعي.

* «ذا دبلومات»، خدمات «تريبيون ميديا».