أظهرت دراسة حديثة أنّ كبار السنّ الذين يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة، وخضعوا للوخز بالإبر شهدوا تحسّناً أكبر في وظائفهم البدنية، وانخفاضاً في مستوى الألم مقارنةً بمَن تلقوا الرعاية الطبية المعتادة فقط، أو الأدوية الموصوفة عادةً، أو العلاج الطبيعي.
وأفادت الدراسة التي نُشرت في مجلة «جاما نتورك أوبن» بأنّ لهذه الممارسة فوائد متعدّدة، من بينها تقليل الانزعاج الناتج عن آلام الظهر، أو المفاصل، أو الرقبة.
وبينما وجد الباحثون أنّ الوخز بالإبر آمن وفعّال لعلاج آلام أسفل الظهر المزمنة لدى البالغين بشكل عام، فإنّ دراسات قليلة فقط ركّزت على مَن هم في سن الـ65 فما فوق.
قالت الباحثة الرئيسة لين إل ديبار، الحاصلة على درجة الدكتوراه والباحثة المتميّزة في مؤسّسة «كايزر بيرماننت» للرعاية الصحية: «عملنا على إشراك البالغين في مناطق متعدّدة من البلاد بحيث تتوافق التركيبة السكانية للمشاركين مع تعداد كبار السنّ في الولايات المتحدة، كما عملنا مع اختصاصيي الوخز بالإبر المرخّصين في المجتمع، من الذين يقدّمون هذه الخدمات».

وأضافت في بيان نُشر الجمعة: «تشير نتائجنا السريرية إلى أنّ الوخز بالإبر فعّال، شأنه شأن عدد من العلاجات الأخرى المألوفة للناس. ووجدنا أنّ أثره كان إيجابياً، ومُستداماً».
ووفق الدراسة، فإنّ كبار السنّ غالباً ما يعانون من مشكلات صحية مرافقة لآلام الظهر، ويوفر الوخز بالإبر خياراً أقل تدخّلاً، وأكثر أماناً من علاجات شائعة عدّة. ويُعد ألم أسفل الظهر المزمن السبب الرئيس للإعاقة في العالم، ويؤثر على أكثر من ثلث كبار السنّ في الولايات المتحدة وحدها.
وتتراوح خيارات العلاج بين مسكنات الألم، والعلاجات التكميلية، ومنها الوخز بالإبر، في وقت هناك حاجة مُلحّة إلى أساليب آمنة وفعّالة وغير إدمانية لإدارة الألم.
وقالت الباحثة المشاركة أندريا جيه كوك، الحاصلة على درجة الدكتوراه وباحثة أولى في الإحصاء الحيوي في مؤسّسة «كايزر بيرماننت»: «لم نلحظ سوى آثار جانبية طفيفة خلال التجربة السريرية».
الطب التقليدي
واكتسب الوخز بالإبر، العائد أصله إلى الطب التقليدي في شرق آسيا، شعبية واسعة في الولايات المتحدة منذ سبعينات القرن الماضي. وتتضمَّن هذه التقنية إدخال إبر دقيقة في الجلد عند نقاط تشريحية محدّدة.
درس الباحثون ما إذا كان الوخز اليدوي بالإبر يمكن أن يُحسّن وظائف الجسم، ويُخفّف الألم لدى كبار السنّ المُصابين بآلام أسفل الظهر المزمنة.
وشملت تجربتهم السريرية، المعروفة باسم «بلاك إن أكشن»، 800 مشارك، واستندت نتائجها إلى تقييمات ذاتية للإعاقة المرتبطة بالألم بعد علاجات شملت أو استثنت الوخز بالإبر.
توزَّع المشاركون بين الرجال والنساء الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر، ولديهم تاريخ طبي من آلام أسفل الظهر لثلاثة أشهر على الأقل. تلقى ثلثهم ما يصل إلى 15 جلسة وخز بالإبر خلال 3 أشهر (علاج قياسي)، بينما تلقّى ثلث آخر 6 جلسات إضافية على أنها علاج صيانة على مدى الأشهر الثلاثة التالية.
أجرى المشاركون تقييماً ذاتياً لألمهم ومشكلاتهم البدنية في 3 مراحل: بعد 3 أشهر، ثم 6 أشهر، ثم 12 شهراً من التسجيل.
استخدم الباحثون أدوات متخصّصة لقياس مستويات الألم، ودرجة الأداء البدني، والاكتئاب، والقلق. كما سجّل المشاركون مدى توافقهم مع 24 عبارة تصف الأنشطة اليومية التي أصبحت صعبة بسبب آلام الظهر.
انخفاض الألم
أظهرت التقييمات بعد 6 أشهر و12 شهراً أنّ المجموعتين اللتين خضعتا للوخز بالإبر شهدتا انخفاضاً أكبر في الألم والإعاقة مقارنةً بمَن تلقوا الرعاية الطبية المعتادة فقط.
كما سجّلت المجموعات التي خضعت للوخز بالإبر تحسناً في الأداء البدني، وانخفاضاً في شدة الألم بعد 6 أشهر مقارنةً بالمشاركين الذين لم يتلقوا هذا العلاج.
وأفاد الباحثون أيضاً بأنّ الوخز بالإبر ارتبط بعوارض قلق أقل مقارنةً بالرعاية الطبية المُعتادة وحدها في التقييمات التي أُجريت بعد 6 أشهر، و12 شهراً.


