برامج ترفيه ومسابقات «سوشيالية» تنافس الفضائيات في رمضان بمصر

تحظى بمشاهدات عالية وتلقى رواجاً خلال الشهر الكريم

المنصات الاجتماعية ساحة خصبة للمبدعين وصناع المحتوى المغمورين في مصر (أرشيفية - رويترز)
المنصات الاجتماعية ساحة خصبة للمبدعين وصناع المحتوى المغمورين في مصر (أرشيفية - رويترز)
TT

برامج ترفيه ومسابقات «سوشيالية» تنافس الفضائيات في رمضان بمصر

المنصات الاجتماعية ساحة خصبة للمبدعين وصناع المحتوى المغمورين في مصر (أرشيفية - رويترز)
المنصات الاجتماعية ساحة خصبة للمبدعين وصناع المحتوى المغمورين في مصر (أرشيفية - رويترز)

«ما الشيء الموجود في السماء وغير موجود في الماء؟»... سؤال ترفيهي تطرحه مذيعة الشارع المصرية، يارا محمد، على المارة، عبر برنامجها «حكاوي الشارع»، بينما يقوم مُقدم برنامج «في الشارع»، أحمد قطب، باستطلاع ساخر حول أمور تخص العلاقات بين الذكور والإناث، أما مذيع الشارع، أحمد رأفت، فيطرح أسئلته على البسطاء، مع منحهم جوائز مالية جبراً للخواطر.

هذه نماذج لبرامج ترفيه مصرية تنطلق عبر منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت تحظى بمشاهدات عالية، تتجاوز ملايين المشاهدات، ويحظى مقدموها بمتابعة من آلاف المستخدمين.

https://www.tiktok.com/foryou

مؤخراً، لم تعد الفضائيات هي المصدر الوحيد للترفيه، إذ أصبحت منصات مثل «يوتيوب» و«فيسبوك» و«إنستغرام» و«تيك توك»، ساحة خصبة للمبدعين وصناع المحتوى المغمورين، الذين تمكنوا من الوصول لجمهور واسع، وتقديم محتوى متنوع يناسب مختلف الأذواق وبإمكانات بسيطة.

ومع حلول شهر رمضان، ازدحمت المنصات ببرامج أخرى من نوعية «المقالب»، وأخرى تختص بـ«المسابقات الترفيهية»، التي تطرح على الجمهور أسئلة متنوعة المضمون وتوزيع جوائز، مع التفاعل المباشر مع المشاهدين، على غرار «تابعونا في لايف عقب الإفطار لتوزيع الجوائز».

ولم يقتصر المحتوى المرئي الترفيهي على الشارع القاهري، بل وصل إلى المحافظات، منها إحدى المسابقات التي تجرى بين أبناء صعيد مصر بعنوان «تحدي البيض»، ويحصل الفائز على «دجاجة» حيّة.

كذلك تتوسع تلك البرامج لتقدم محتوى ثقافياً وتعليمياً وتسويقياً، في إطار جذاب.

@khaled.za3za3

شروط المسابقة الرمضانية ️‍ اعمل خير اعمل شير ❤️ اعمل متابعة وجاوب صح تكسب فلوس تكسب الجائزة ، home delivery وهتدخل سحب وهتكسب جايزة الجائزة الأولي ٣٠٠ جنية الجائزة التانية ٢٠٠ جنية #إتعلم_أسهل مع خالد زعزع ️‍❤️

♬ الصوت الأصلي - إتعلم أسهل مع خالد زعزع ️

مع ما تتسم به هذه البرامج والمسابقات من أسلوب عفوي، والتفاعل مع الأحداث، واستخدام المؤثرات البصرية والصوتية البسيطة لجذب الانتباه، تشير الدكتورة سهير عثمان، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، إلى أن «منصات التواصل الاجتماعي باتت منافساً قوياً يجذب ملايين المشاهدين، ولم تعد الفضائيات هي الوجهة الوحيدة للترفيه في مصر»، لافتة إلى أن «هناك أسباباً عديدة أدت إلى هذا التحول، أهمها أن مواقع التواصل الاجتماعي تمتلك قاعدة مستخدمين ضخمة للغاية، مما يسهل الوصول إلى الجمهور بشكل سريع ومباشر، فضلاً عن ميل الجمهور للمحتوى الخفيف».

وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لا ننسى أيضاً أن الترفيه جزء أصيل من الثقافة المصرية، وهذا ما يفسر الإقبال الكبير على المحتوى الترفيهي على المنصات الاجتماعية، والذي يتسم بتنوع كبير لتلبية جميع الرغبات، إلى جانب ما يتميز به هذا المحتوى من التفاعل المباشر مع صّناعه؛ مما يجذب الجمهور إليه».

منصات التواصل الاجتماعي منافس قوي للفضائيات على المحتوى الترفيهي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بدوره، قال معتز نادي، الصحافي والمدرب المصري المتخصص في الإعلام الرقمي لـ«الشرق الأوسط» إن «خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي تفضل انتشار المحتوى الترفيهي، لضمان قضاء أكبر قدر من الساعات عبر شاشة الهاتف أو الكمبيوتر، ليظل المستخدم في دائرتها التي لا تنتهي من منشورات وصور وفيديو، وتنافس على تقديم المحتوى المرئي بكل أنواعه، وبالتالي تصبح هذه المنصات وجهة مضمونة لمن يريد تسويق بضاعته سواء بمشاهدات أو إعجابات أو متابعين».

ويستطرد: «أصبحت منصات التواصل الاجتماعي أيضاً ساحة لا غنى عنها في عالم المسابقات، التي نجدها على (تيك توك) بتحدياته، أو بإنتاج برامجي يعتمد على أسئلة مبسطة للرد عليها، بهدف إسعاد أصحاب الإجابة، مع الحديث عن حياتهم والمحطات المثيرة للشجون فتبقى حكاياتهم متداولة عبر المنصات».

@marwa.samy894

مسابقة رمضان السحب يوميا في لايف ١٠:٣٠ مساءا #skincare #fyp #fouryou #Ramadan2025 @Marwa Samy

♬ Ramadan Kareem - Megan Yagami

وعن منافسة تلك البرامج للفضائيات، تعود أستاذة الإعلام للحديث، قائلة: «لا شك أن هذه النوعية من البرامج والمسابقات سحبت البساط من الفضائيات التقليدية، التي باتت تعاني من انخفاض ملحوظ في نسب المشاهدة؛ مما أثَّر سلباً على إيراداتها نتيجة لتراجع الإعلانات، وفي الوقت نفسه اتجه المعلنون بشكل متزايد إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها تجذب جمهوراً أوسع، وهذا التحول أدى إلى تقليل تأثير الفضائيات بشكل كبير».

العاصمة المصرية القاهرة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

وأمام ذلك، ترى أن الإعلاميين التقليديين بالتبعية فقدوا جزءاً كبيراً من مصداقيتهم لدى الجمهور، وتوضح قائلة: «الجمهور استوعب أن الإعلاميين المعروفين يقدمون أفكارا نمطية، حتى في برامج الترفيه، إلى جانب المعالجة التقليدية؛ مما كان سبباً رئيساً في اتجاه الجمهور نحو الأشخاص المغمورين ومذيعي الشارع». وتؤكد سهير أن «مذيعي الشارع يتمتعون بقبول كبير لدى الجمهور، وذلك لقدرتهم على الحوار، والتعبير عن المشاعر بشكل طبيعي وصادق، وهو ما نراه في المضامين الإنسانية».

بينما يشير «نادي» إلى أن هذا التحول الرقمي في مصر قد يفتح الباب حول الاتجاه إلى المنصات سواء المدفوعة أو وسائل التواصل الاجتماعي، لإنتاج محتوى يناسب هذا التطور، كما هو الحال في عالم الأفلام والمسلسلات، التي انتقلت من السينما وشاشات قنوات التلفزيون لتصبح موجودة حصرياً على منصات يمكن قياس التفاعل معها.

ويختتم: «برأيي أن هذا التحول في التعاطي مع هذا المشهد الرقمي مقارنة بالوسائل التقليدية هو تعبير عن سمة العصر وأدواته، التي تقتضي وجود مثل هذا المحتوى، لكن بشرط تقديمه بصورة مهنية تنال الاستحسان، ولا تستهدف فقط تصدر (الترند)».


مقالات ذات صلة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

يوميات الشرق أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

في 2025 استعادت منصات البثّ بعضاً من تألّقها، بفضل مسلسلات شكّلت مفاجأة للجمهور والنقّاد. اخترنا لكم 7 من بين الأفضل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام عن حظر استضافة العرافين والمنجمين على شاشات القنوات التابعة لها أو عبر أثير إذاعاتها المختلفة أو بوابتها الإلكترونية 

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق إميلي تتنقّل بين روما وباريس في الموسم الخامس من المسلسل (نتفليكس)

«إميلي» تعثَّرت في روما فمدَّت لها باريس حبل الإنقاذ

في الموسم الخامس من مسلسل «Emily in Paris»، الأزياء المزركشة والإعلانات التجارية تحتلُّ المساحة الكبرى.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق من التسوّق مروراً بالطهو وصولاً إلى التذوّق يغطّي البرنامج مراحل إعداد الطبق (شركة الإنتاج)

«طعم السعودية»... مطبخ وسياحة وثقافة في برنامج واحد

من الكبيبة، والرقش، والصياديّة، مروراً بالمليحية والمرقوق، وليس انتهاءً بالجريش والكليجة... برنامج يعرّف العالم على مطبخ السعودية وأبرز مناطقها.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الممثلان معتصم النهار وأندريا طايع، بطلا مسلسل «مش مهم الإسم» (شركة الصبّاح)

«مش مهم الاسم»... مُخرجة المسلسل تتحدّث عن الكواليس والممثلين

مخرجة «مش مهم الاسم» ليال م. راجحة تشاركنا تفاصيل التحضير للمسلسل والتعاون مع الثنائي معتصم النهار وأندريا طايع.

كريستين حبيب (بيروت)

حكم قضائي يعاقب مها الصغير بالحبس لـ«انتهاك حقوق الملكية الفكرية»

الإعلامية مها الصغير (حسابها على موقع فيسبوك)
الإعلامية مها الصغير (حسابها على موقع فيسبوك)
TT

حكم قضائي يعاقب مها الصغير بالحبس لـ«انتهاك حقوق الملكية الفكرية»

الإعلامية مها الصغير (حسابها على موقع فيسبوك)
الإعلامية مها الصغير (حسابها على موقع فيسبوك)

أصدرت محكمة القاهرة الاقتصادية، السبت، حكمها على الإعلامية المصرية مها الصغير بالحبس لمدة شهر وغرامة مالية قدرها 10 آلاف جنيه (الدولار يساوي نحو 47 جنيهاً مصرياً)، بعد اتهامها بانتهاك حقوق الملكية الفكرية في قضية «اللوحات» الفنية الشهيرة، التي ثبت ملكيتها لعدد من الفنانين العالميين، وأثيرت في مصر قبل عدة أشهر، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة حينها.

وأثيرت الواقعة بعدما ظهرت المذيعة مها الصغير في برنامج «معكم منى الشاذلي»؛ إذ أفادت بأنها رسمت اللوحات التي عرضت خلال الحلقة، بينما تبين لاحقاً أنها ليست ملكها، وهو ما اعترفت به على حسابها على «فيسبوك»، مؤكدة أن اللوحات تعود ملكيتها لفنانة دنماركية.

وحذف برنامج «معكم منى الشاذلي»، حديث الصغير من حساباته الرسمية على «السوشيال ميديا»، بينما استدعى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مسؤولي القناة لمعرفة تفاصيل الواقعة.

وبدورها، نشرت الفنانة التشكيلية الدنماركية ليزا اللوحة على حسابها على موقع «إنستغرام»، وأوضحت تفاصيل ادعاء مها الصغير بملكية اللوحة، بينما علقت الإعلامية منى الشاذلي على الحلقة، وأكدت تواصل فريق عمل برنامجها مع الرسامين أصحاب اللوحات، وتوجيه الدعوة لهم ليكونوا ضيوفاً على إحدى الحلقات، في خطوة اعتبرها البعض تداركاً للخطأ الذي وقعوا فيه لعدم تحري الدقة.

وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، قد تلقى شكاوى من مؤسسات فنية أوروبية خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، أفادت باستخدام مها الصغير أعمالاً تخص عدداً من الفنانين دون الحصول على إذن منهم، حيث عرض البرنامج لوحات محمية بحقوق «الملكية الفكرية»، دون الرجوع إلى أصحابها أو الجهات المالكة لها، وهو ما اعتبرته النيابة تعدياً.

وأصدر المجلس حينها قراراً بمنع مها الصغير من الظهور إعلامياً لمدة 6 أشهر، لمخالفة المعايير والأكواد الصادرة عنه، إلى جانب إحالة الشكاوى إلى النيابة العامة للتحقيق، والتي قررت إحالة الصغير إلى المحاكمة، كما قام المجلس بلفت نظر فريق عمل برنامج «معكم منى الشاذلي»؛ لعدم تحرِي الدقة.

من جانبه، أكد المحامي المصري، صبرة القاسمي، أن الحكم يمكن الاستئناف عليه وتخفيفه، موضحاً أن «هناك 3 سيناريوهات متوقعة أمام محكمة الجنح المستأنفة، إما الاستئناف ووقف التنفيذ، وإما تخفيف الحكم، وإما إلغاؤه، و​قد تقرر المحكمة الاكتفاء بالعقوبة المالية (الغرامة) وإلغاء عقوبة الحبس تماماً، خصوصاً إذا قدم الدفاع ما يثبت عدم القصد الجنائي، أو إذا تم الصلح أو التسوية مع أصحاب الحقوق الأصليين، على الرغم من أن الحق الأدبي يظل قائماً»، وفق قوله.

​وأشار القاسمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «في حالات الملكية الفكرية، غالباً ما تميل المحاكم للتخفيف إذا ثبت أن الغرض لم يكن بهدف التربح التجاري».

الإعلامية مها الصغير هي ابنة مصفف الشعر محمد الصغير، وعملت بالتقديم التلفزيوني منذ سنوات عبر برنامج «الستات ميعرفوش يكذبوا»، وقبل ذلك عملت في برنامج «It’s Show time»، وكان من المفترض أن تقدم أحد البرامج الحوارية أخيراً، لكن القناة التي أعلنت عنه أوقفته عقب إثارة أزمة اللوحات.


مصر: انتقادات تدفع مسؤولين للتراجع عن منع جلوس السيدات بجوار سائقي «الميكروباص»

قرار منع السيدات من الجلوس بجوار السائقين تم إلغاؤه (صفحة إدارة المواقف العامة بمحافظة البحيرة)
قرار منع السيدات من الجلوس بجوار السائقين تم إلغاؤه (صفحة إدارة المواقف العامة بمحافظة البحيرة)
TT

مصر: انتقادات تدفع مسؤولين للتراجع عن منع جلوس السيدات بجوار سائقي «الميكروباص»

قرار منع السيدات من الجلوس بجوار السائقين تم إلغاؤه (صفحة إدارة المواقف العامة بمحافظة البحيرة)
قرار منع السيدات من الجلوس بجوار السائقين تم إلغاؤه (صفحة إدارة المواقف العامة بمحافظة البحيرة)

تسبب القرار الذي صدر بمنع السيدات من الجلوس بجوار سائقي الأجرة بمحافظة البحيرة (شمال مصر) في انتقادات، ما استدعى محافظة البحيرة للتدخل وإلغاء القرار والتأكيد على احترام وتقدير المرأة وتعظيم دورها في المجتمع.

وكان القرار الذي نشرته صفحة بعنوان «مشروع مجمع مواقف البحيرة» بتخصيص الكرسي المجاور للسائق للرجال قد أثار جدلاً وانتقادات وشكاوى، وصلت إلى ديوان محافظة البحيرة، وأصدرت المحافظة بياناً، السبت، يلغي هذا القرار، مؤكدة أنها تكنّ كل التقدير والاحترام لجميع المواطنين على حد سواء، «خصوصاً المرأة البحراوية التي نسعى للحفاظ على كل حقوقها وتعزيز تلك الحقوق، وتعظيم دورها في المجتمع»، وفق ما ورد بالبيان.

مع التأكيد أنه تم إلغاء ما صدر في هذا الشأن، وأن الهدف الأساسي الذي نسعى إليه هو تحقيق بيئة آمنة ومناسبة للجميع مع التركيز والتأكيد على حقوق كل أفراد المجتمع، وتحقيق الصالح العام. وأشار البيان إلى أن «ما تم تداوله على صفحة مشروع مجمع المواقف عقب ورود عدد من الشكاوى، لا يعكس السمة الأساسية للغالبية العظمي من سائقي البحيرة من الشهامة والكفاءة».

وحقوقياً، أبدت مبادرة المحاميات المصريات لحقوق المرأة، وهي مؤسسة نسوية معنية بالدفاع عن حقوق النساء والفتيات وتعزيز مبادئ المساواة وعدم التمييز، عن بالغ قلقها إزاء ما تم تداوله بشأن صدور توجيهات إدارية بمنع السيدات والفتيات من الجلوس بجوار سائقي الميكروباصات ووسائل النقل الجماعي بمحافظة البحيرة، حتى وإن جرى التراجع عنها لاحقاً.

وتؤكد المؤسسة، في بيان، السبت، أن «مثل هذه القرارات، سواء طُبّقت أو لم تُطبّق، تمثل انتهاكاً صريحاً لأحكام الدستور المصري، وتعكس منطقاً تمييزياً خطيراً في إدارة المرافق والخدمات العامة».

وعدّت رئيسة مؤسسة «مبادرة المحاميات المصريات لحقوق المرأة»، هبة عادل، «التذرع بمفهوم الآداب العامة لتبرير مثل هذه القرارات يمثل توسعاً خطيراً في تقييد الحقوق»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن التراجع السريع عن القرار يُعد خطوة صحيحة، فإنه يكشف عن خلل في آليات اتخاذ القرار وغياب المراجعة الدستورية المسبقة، وهو ما يستدعي إصلاحاً مؤسسياً وتشريعياً حقيقياً».

وأكدت ضرورة «إقرار القانون الموحد لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، بوصفه الإطار التشريعي القادر على منع مثل هذه الانتهاكات»، على حد تعبيرها.

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات متنوعة على هذا القرار، رغم التراجع عنه، وهو ما عدّه المتخصص في علم النفس الدكتور جمال فرويز، قراراً تم اتخاذه نتيجة موقف فردي من سائق تجاه سيدة بجواره، ومثل العادة تم التعميم، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تم التراجع عن القرار مثل الكثير من القرارات الانفعالية التي تصدر من دون دراسة علمية».

وتوالت التعليقات التي أخذت القرار على محمل قد يتسبب في «وصم غير مفهوم لسيدات وسائقين»، وفق الخبير السوشيالي، معتز نادي، الذي رصد انتشار هذا القرار بشكل واسع، وأرجع ذلك لـ«كونه تصرفاً مثيراً للجدل ويفتح باباً للسخرية والتندر، ويثير علامة تعجب حول اتخاذه والتراجع عنه بسرعة»، وفق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط».


هل يصلح النرجسيون للعمل معاً؟

عادة ما تكون العلاقة بين الأشخاص النرجسيين آسرة ومضرة (رويترز)
عادة ما تكون العلاقة بين الأشخاص النرجسيين آسرة ومضرة (رويترز)
TT

هل يصلح النرجسيون للعمل معاً؟

عادة ما تكون العلاقة بين الأشخاص النرجسيين آسرة ومضرة (رويترز)
عادة ما تكون العلاقة بين الأشخاص النرجسيين آسرة ومضرة (رويترز)

يُنظر إلى النرجسية عادةً على أنها صفة فردية. فالنرجسيون، المقتنعون بقدراتهم ومواهبهم، يبدو أنهم مصممون على شق طريقهم بأنفسهم نحو القمة. وعندما يلتقي نرجسيان، قد نتوقع أن يكره كل منهما الآخر بدلاً من السعي إلى التآلف والانسجام معاً. ومع ذلك، تستند نتائج دراسة جديدة إلى كتابات عالم النفس والفيلسوف الألماني الأميركي، إريك فروم، لتُظهر كيف يمكن أن يألف النرجسيون العمل معاً في جماعات.

تأتي الدراسة الجديدة بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى 125 لميلاد فروم، الذى يُعد من أبرز مفكري القرن العشرين الذين مزجوا بين التحليل النفسي وعلم الاجتماع والفلسفة.

والنرجسية هي سمة شخصية يعاني أصحابها من التركيز المفرط على الذات، وعادة ما يكون ذلك على حساب الآخرين. ويتصف النرجسيون بالأنانية، وبالتوق إلى الإعجاب بأنفسهم، وغالباً ما يُظهرون نقصاً في التعاطف والتواصل مع الآخرين. وبدلاً من ذلك، ينظرون إلى العلاقات على أنها فرص لتعزيز سيطرتهم عليهم.

كتبت الدكتورة سوزان كراوس ويتبرن، الأستاذة الفخرية في العلوم النفسية والدماغية في جامعة ماساتشوستس أمهيرست بالولايات المتحدة، في تعليق لها على نتائج الدراسة، المنشورة الجمعة، على موقع «سيكولوجي توداي»، كان فروم قد تناول في ستينات القرن العشرين ظاهرة أطلق عليها اسم «النرجسية الجماعية»، وربطها بمصطلح نفسي ظهر في منتصف القرن العشرين يُعرف باسم «الشخصية السلطوية». إذ يعارض الأشخاص الذين يتمتعون بهذه الصفات أي مفاهيم للحرية، ويسعون جاهدين لقمع أي تعبير عن الاستقلالية لدى الآخرين.

يُعيد الباحث فولفغانغ فريندته، من جامعة فريدريش شيلر في ألمانيا، إحياء هذا المصطلح ليُطبّق على ما يعتقده الكثيرون بأنه عودةٌ حاليةٌ للسياسات الاستبدادية، مشيراً إلى أن «الأشخاص ذوي التوجه القوي نحو الهيمنة يُقيّمون الآخرين بناءً على انتمائهم الجماعي، ويعتقدون أن مجموعتهم أفضل أو أكثر قيمةً من مجموعات الآخرين». ومن ثم، ينتقل الارتباط من الاستبداد إلى النرجسية الجماعية عبر مسار توجه الهيمنة الاجتماعية.

ويؤكد فريندته على أن النرجسية الجماعية تندرج ضمن هذا التفسير، إذ إن الرغبة في استمرار وجود المجموعة تضمن بقاء أفرادها. وكما هي الحال في النرجسية الفردية السامة، ينتج عن هذا الشكل من النرجسية الجماعية رغبة في سحق من ليسوا ضمن المجموعة، مما يؤدي إلى التمركز العرقي والقومية المتطرفة.

ووفق الدراسة، تسعى هذه الجماعات إلى قادة يميلون هم أنفسهم إلى النرجسية السامة، ساعين إلى تعزيز شعور المجموعة بالتفوق وقمع الغرباء. فمن خلال التماهي مع جماعتهم، لم يعودوا يشعرون بالوحدة، ولا يضطرون لمواجهة أسئلة مُقلقة حول معنى الحياة.

ويعتمد فريندته على نتائج دراسات سابقة كشفت أيضاً أن مشجعي الفرق الرياضية المتنافسة عادة ما يقعون ضحية لهذا التحيز بسهولة. تخيل حجم العداء الذي قد ينشأ بين أشخاص كان من الممكن أن يكونوا أصدقاء لولا كراهيتهم لفريق كل منهم المفضل.

ويؤكد على أن الخروج من هذه المعضلة يتطلب فهم مفهوم «الحرية الإيجابية»، وهو مصطلح آخر مستوحى من فروم. فالحرية الإيجابية تُمكّنك من رؤية نفسك ككائن مستقل، حتى وإن كنت تُعرّف نفسك من خلال انتمائك إلى جماعة.