الضوء الأحمر يقلل خطر الإصابة بجلطات الدم

يتوقع الباحثون أن تؤدي نتائجهم إلى علاج غير مكلف نسبياً يفيد ملايين الأشخاص (جامعة بيتسبرغ)
يتوقع الباحثون أن تؤدي نتائجهم إلى علاج غير مكلف نسبياً يفيد ملايين الأشخاص (جامعة بيتسبرغ)
TT

الضوء الأحمر يقلل خطر الإصابة بجلطات الدم

يتوقع الباحثون أن تؤدي نتائجهم إلى علاج غير مكلف نسبياً يفيد ملايين الأشخاص (جامعة بيتسبرغ)
يتوقع الباحثون أن تؤدي نتائجهم إلى علاج غير مكلف نسبياً يفيد ملايين الأشخاص (جامعة بيتسبرغ)

أظهرت دراسة قام بها باحثون من كلية الطب بجامعة بيتسبرغ الأميركية، أن الأشخاص المعرضين للضوء الأحمر ذي الموجة الطويلة، لديهم معدلات أقل من جلطات الدم التي يمكن أن تسبب النوبات القلبية وتلف الرئة والسكتات الدماغية. كما لاحظ فريق البحث أن التعرض للضوء الأحمر يرتبط بالتهاب أقل وتنشيط أكبر للجهاز المناعي.

وكشفت النتائج التي نُشرت الجمعة في مجلة «جورنال أوف ثرومبوسيس أند هيموستاتس»، عن أن تعريض الجسم للضوء الأحمر يمكن أن ينتج عنه تقليل جلطات الدم في الأوردة والشرايين، التي تعد من الأسباب الرئيسية للوفاة التي يمكن الوقاية منها.

ووفق الدراسة الجديدة، ترتبط الاختلافات في التعرض للضوء بتغيرات في مستويات الالتهاب والتخثر. وكتب الباحثون في مقدمة دراستهم أن «تأثير أطياف الضوء على الجلطات الوريدية (VT) والجلطات الشريانية لم يكن مستكشفاً إلى حد كبير حتى خروج نتائج هذه الدراسة إلى النور».

ولطالما ربط العلماء التعرض للضوء بالنتائج الصحية، فشروق الشمس وغروبها يشكلان الأساس لعملية التمثيل الغذائي، وإفراز الهرمونات، وحتى تدفق الدم، وغالباً ما تحدث النوبات القلبية والسكتات الدماغية في ساعات الصباح أكثر من الليل.

قالت الدكتورة إليزابيث أندراسكا، أستاذة مساعدة في الجراحة في مركز أبحاث طب الصدمات ونقل الدم بالجامعة، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: «إن الضوء الذي نتعرض له يمكن أن يغير عملياتنا البيولوجية. يمكن أن تؤدي نتائجنا إلى علاج غير مكلف نسبياً من شأنه أن يفيد ملايين الأشخاص».

وتساءلت أندراسكا وزملاؤها في بيان صدر الجمعة عن إمكانية تأثير الضوء على جلطات الدم التي تؤدي إلى هذه الحالات.

ولاختبار هذه الفكرة، عرض الفريق فئران التجارب لـ12 ساعة من الضوء الأحمر أو الأزرق أو الأبيض، تليها 12 ساعة من الظلام، في دورة مدتها 72 ساعة. ثم بحثوا عن الاختلافات في جلطات الدم بين المجموعات. كان لدى الفئران المعرضة للضوء الأحمر جلطات أقل بنحو خمس مرات من الفئران المعرضة للضوء الأزرق أو الأبيض. وظل النشاط والنوم والأكل والوزن ودرجة حرارة الجسم كما هي بين المجموعات.

كما قام الفريق بتحليل البيانات الموجودة لأكثر من 10 آلاف مريض خضعوا لجراحة إعتام عدسة العين وتلقوا إما عدسات تقليدية تنقل الطيف المرئي بالكامل من الضوء، أو عدسات تنقل نحو 50 في المائة أقل من الضوء الأزرق، ومن ثمّ المزيد من الضوء الأحمر. اكتشف الباحثون أن مرضى السرطان الذين حصلوا على تلك العدسات لديهم خطر أقل للإصابة بجلطات الدم مقارنة بنظرائهم الذين يرتدون العدسات التقليدية.

ومن المعروف أن مرضى السرطان لديهم خطر الإصابة بجلطات الدم أكثر بتسعة أضعاف من المرضى غير المصابين بالسرطان.

وهو ما علق عليه الدكتور ماثيو نيل، أستاذ الجراحة والمدير المشارك لمركز أبحاث طب الصدمات ونقل الدم في بيتسبرغ، والمؤلف الرئيس للدراسة: «هذه النتائج تكشف عن لغز رائع حول كيفية تأثير الضوء الذي نتعرض له يومياً على استجابة أجسامنا للإصابة».

وأَضاف: «خطواتنا التالية هي معرفة السبب البيولوجي وراء حدوث ذلك، واختبار ما إذا كان تعريض الأشخاص المعرضين لخطر جلطات الدم لمزيد من الضوء الأحمر يقلل من هذا الخطر. إن الوصول إلى حقيقة اكتشافنا لديه القدرة على تقليل عدد الوفيات والإعاقات الناجمة عن جلطات الدم في جميع أنحاء العالم بشكل كبير».

ويقول الباحثون إن فهم كيفية تحفيز الضوء الأحمر للتغييرات التي تقلل من خطر التجلط يمكن أن يضع العلماء أيضاً على تعزيز مسار ابتكار وإنتاج الأدوية أو العلاجات الأفضل التي يمكن أن تكون أكثر فاعلية وملاءمة للمرضى من التعرض المستمر للضوء الأحمر.


مقالات ذات صلة

تحتاج إلى إعادة شحن طاقتك... إليك نشاط فردي سيساعدك على ذلك

يوميات الشرق يمكن للوقت الذي تقضيه بمفردك أن يكون سبباً في إعادة شحن طاقتك (رويترز)

تحتاج إلى إعادة شحن طاقتك... إليك نشاط فردي سيساعدك على ذلك

يحتاج معظم البشر إلى بعض «الوقت الخاص» بهم من حين لآخر. ووجدت دراسة حديثة أن 56 في المائة من الناس يعتقدون أن قضاء الوقت بمفردهم أمر حيوي لصحتهم العقلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)

الإعداد لأكبر دراسة بروتينية ستحدث ثورة في اختبارات السرطان والخرف

ستنطلق أكبر دراسة في العالم للبروتينات التي تدور في جسم الإنسان في بريطانيا هذا الشهر، في مشروع قد يُحدث ثورة في اكتشاف الأمراض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شعار «تيك توك» في الصورة خارج أحد مقرات الشركة 15 سبتمبر 2020 (رويترز)

من الشوفان إلى لصق الفم: هل يدعم العلم نصائح «تيك توك» الصحية؟

تنتشر الحيل الصحية على نطاق واسع على منصة «تيك توك». من تناول الشوفان إلى لصق الفم، هنا نظرة على بعض النصائح الأكثر غرابة والأدلة وراءها، إن وجدت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الضغط الإضافي قد يؤدي إلى إتلاف ممرات الأنف ما يزيد من فرص حدوث نزيف مؤلم (رويترز)

طريقة تنظيف أنفك الخاطئة قد تضر بك... ما الأسلوب الأمثل لذلك؟

لقد لجأ مؤخراً أخصائي الحساسية المعتمد زاكاري روبين إلى منصة «تيك توك» لتحذير متابعيه البالغ عددهم 1.4 مليون شخص من العواقب الخطيرة لتنظيف الأنف بشكل خاطئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الحبوب المنومة قد تعوق عملية التخلص من السموم المتراكمة في الدماغ (رويترز)

تناول الحبوب المنومة قد يمنع دماغك من «تنظيف» نفسه (دراسة)

أكدت دراسة جديدة أن تناول الحبوب المنومة قد يعوق عمل الجهاز الغليمفاوي الذي يطرد السموم المتراكمة في الدماغ أثناء النوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

3 فوائد مذهلة للفاصولياء

الفاصولياء من أفضل بدائل اللحوم والألبان (جامعة لندن)
الفاصولياء من أفضل بدائل اللحوم والألبان (جامعة لندن)
TT

3 فوائد مذهلة للفاصولياء

الفاصولياء من أفضل بدائل اللحوم والألبان (جامعة لندن)
الفاصولياء من أفضل بدائل اللحوم والألبان (جامعة لندن)

ما نأكله يؤثر في صحتنا، ويمكن أن يغيّر طريقة عمل جيناتنا ويحمينا من الإصابة من الأمراض. ومن المعروف أنّ الألياف تشكّل جزءاً مهماً من النظام الغذائي الصحي. ومع ذلك، فإنّ نتائج الدراسات الحديثة تشير إلى أنّ الغالبية العظمى من البشر تتناول الحدّ الأدنى المُوصى به من الألياف.

ولعلّ نبات الفاصولياء يمثّل أحد أهم تلك النباتات الغنية جداً بالألياف الصحية والمفيدة للجسم، كما يتميّز بأنه مُتاح تقريباً في كل البلدان وبأسعار رخيصة غير مكلفة، ما دعا عدداً من الدراسات للإشارة إلى أهمية تضمينه نظامَنا الغذائي. وفيما يلي نشير إلى نتائج 3 من هذه الدراسات.

الحماية من البكتيريا الضارة

يرى باحثون من جامعة «كامبريدج» البريطانية، أنّ تناول مزيد من الأطعمة الغنية بالألياف، مثل: الخضراوات والحبوب الكاملة والفاصولياء في نظامنا الغذائي، يدعم نمو البكتيريا الجيدة، ويطرد الأخرى الضارّة، وبالتالي يقلّل خطر الإصابة بالأمراض بشكل كبير. وتشير نتائجهم المنشورة، الجمعة، في دورية «نيتشر ميكروبيولوجي» إلى أنّ «ما نأكله قد يكون مهماً جداً في التحكم باحتمالية الإصابة بمجموعة من أنواع البكتيريا الضارة والمفيدة أيضاً».

وكشفت دراستهم عن أنّ 172 نوعاً من ميكروبات الأمعاء يمكن أن تتعايش مع البكتيريا المعوية المسبِّبة للأمراض، فهي تحتاج إلى العناصر الغذائية عينها للبقاء على قيد الحياة؛ لذا سيكون من المفيد تغيير بيئة الأمعاء من خلال النظام الغذائي لتقليل خطر الإصابة بالبكتيريا الممرضة.

وقال الباحث في قسم الطب البيطري بجامعة «كامبريدج»، المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور ألكسندر ألميدا: «من خلال تناول الألياف الموجودة في الأطعمة، مثل: الخضراوات والفاصولياء والحبوب الكاملة، يمكننا توفير المواد الخام لبكتيريا أمعائنا لإنتاج المركبات التي يمكن أن تحمينا من البكتيريا المسبِّبة للأمراض».

وأضاف، في بيان: «مع ارتفاع معدلات مقاومة المضادات الحيوية، ثمة عدد أقل من خيارات العلاج المُتاحة لنا. وأفضل نهج الآن هو منع حدوث العدوى في المقام الأول، ويمكننا القيام بذلك من خلال تقليل فرص ازدهار هذه البكتيريا المسبِّبة للأمراض في أمعائنا من خلال نظامنا الغذائي».

بديل جيّد للحوم والألبان

«الفاصولياء والبازلاء من أفضل بدائل اللحوم والألبان على مستوى التغذية والصحة والبيئة والتكلفة الاقتصادية أيضاً»، وفق نتائج دراسة أجراها فريق مشترك من الباحثين من جامعتَي «لندن» و«أكسفورد» البريطانيتين.

ووجدت الدراسة المنشورة في دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس»، في 3 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أنّ البقوليات، مثل: فول الصويا والبازلاء والفاصولياء، تفوّقت على المنتجات المصنَّعة مثل: البرغر النباتي والألبان المشتقَّة من مصادر نباتية.

كما أظهرت النتائج أنّ اللحوم المزروعة في المختبر هي «البديل الأسوأ»، بسبب نقص الفوائد الصحية والتكاليف المرتفعة لعمليات الإنتاج، حتى بعد احتساب تخفيضات التكلفة المُحتملة وعوائد الاستثمار.

وكانت الدراسة التي قادها الدكتور ماركو سبرينغمان من «معهد الصحة العالمية» في جامعة «لندن»، قد جمعت بين تقويمات التغذية والصحة والبيئة والتكلفة لمقارنة تأثيرات اللحوم والألبان مع المنتجات البديلة.

قال سبرينغمان، في بيان صاحبَ إعلان الدراسة: «البقوليات غير المُعالَجة، مثل: البازلاء والفاصولياء، كانت الفائزة بشكل واضح في تقويمنا. فقد حقّقت أداءً جيداً على جميع المستويات».

الوقاية من السرطان

على الرغم من من عدم وجود طريقة مضمونة للوقاية من السرطان من خلال النظام الغذائي وحده، فإنه قد ثبُت علمياً أنّ عادات الأكل التي ترتكز في المقام الأول على الأطعمة النباتية، بما فيها مجموعة متنوّعة من الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والفاصولياء، يمكن أن تقلّل بشكل كبير من خطر الإصابة.

حدَّد البحث، الذي نُشر في دورية «نيتشر ميتابوليزم» في 9 يناير (كانون الثاني) الحالي، التأثيرات الجينية المباشرة لمنتجين ثانويين شائعين لهضم الألياف، ووجد أن بعض التغييرات في التعبير الجيني لها تأثيرات مضادة للسرطان.

ووجد الباحثون تغيرات جينية مباشرة في جينات محدَّدة تنظّم تكاثر الخلايا وتمايزها، جنباً إلى جنب مع التحكُّم في عمليات موت الخلايا المُبرمَج مسبقاً؛ وكلها مهمّة لتعطيل أو التحكم في نمو الخلايا غير المنضبط الذي يكمن وراء السرطان.

وهو ما علَّق عليه الدكتور مايكل سنايدر، أستاذ علم الوراثة في جامعة «ستانفورد دبليو آشيرمان»، زميل الكلية الأميركية للجراحين: «وجدنا رابطاً مباشراً بين تناول الألياف وتعديل وظيفة الجينات التي لها تأثيرات مضادة للسرطان».