قد تعرضك ساعتك الذكية لمواد كيميائية ضارة

الأساور المصنوعة من مواد أكثر تكلفة تحتوي على مستويات كبيرة من أحد أنواع المواد الكيميائية الدائمة التي يمكن أن تكون ضارة بصحة الإنسان (رويترز)
الأساور المصنوعة من مواد أكثر تكلفة تحتوي على مستويات كبيرة من أحد أنواع المواد الكيميائية الدائمة التي يمكن أن تكون ضارة بصحة الإنسان (رويترز)
TT

قد تعرضك ساعتك الذكية لمواد كيميائية ضارة

الأساور المصنوعة من مواد أكثر تكلفة تحتوي على مستويات كبيرة من أحد أنواع المواد الكيميائية الدائمة التي يمكن أن تكون ضارة بصحة الإنسان (رويترز)
الأساور المصنوعة من مواد أكثر تكلفة تحتوي على مستويات كبيرة من أحد أنواع المواد الكيميائية الدائمة التي يمكن أن تكون ضارة بصحة الإنسان (رويترز)

وجد الباحثون أنه قد تعرض الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية مرتديها عن غير قصد لمواد ضارة تُعرف باسم «المواد الكيميائية الدائمة».

ووفقاً لدراسة جديدة، أظهرت أن الأساور المصنوعة من مواد أكثر تكلفة، وخصوصاً المطاط الصناعي المفلور، تحتوي على مستويات كبيرة من أحد أنواع المواد الكيميائية الدائمة التي يمكن أن تكون ضارة بصحة الإنسان، وفقاً لما ذكره تقرير لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

هذه المادة الكيميائية التي تسمى حمض البيرفلوروهكسانويك، أو PFHxA، نوع من المواد المعروفة باسم (PFAS)، التي توجد في مجموعة من الأدوات المنزلية وترتبط بقضايا تفاعلية تؤثر علي الصحة.

وتُعَد (PFAS) مجموعة من المواد الكيميائية التي تحظى بتقدير كبير بسبب خصائصها الطاردة للماء والعرق والزيت، مما أدى إلى استخدامها على نطاق واسع في السلع الاستهلاكية، من ملابس اللياقة البدنية إلى الأقمشة المقاومة للبقع.

ومع ذلك، فإن متانتها ومقاومتها للتحلل في البيئة أثارت ناقوس الخطر بشأن المخاطر الصحية المحتملة.

قال غراهام بيزلي، أستاذ جامعة نوتردام، والمؤلف الرئيسي للدراسة: «يبرز هذا الاكتشاف بسبب التركيزات العالية جداً من نوع واحد من المواد الكيميائية الدائمة الموجودة في العناصر التي تظل على اتصال طويل الأمد ببشرتنا».

وقد فحصت الدراسة التي نشرت في مجلة (Environmental Science & Technology Letters)، أمس الأربعاء، 22 سواراً للساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية، وتحليل محتواها من الفلور بوصفه مؤشراً على وجود (PFAS).

ووجد الباحثون أن جميع الأساور الـ13 التي تم الإعلان عنها على أنها مصنوعة من مطاط الفلورو إيلاستومر، وهو مطاط صناعي معروف بمتانته، تحتوي على مستويات يمكن اكتشافها من الفلور.

ومن المثير للقلق أن سوارين لم يتم الإعلان عنهما على هذا النحو يظهران آثاراً للمادة الكيميائية أيضاً، مما يشير إلى مشكلة أوسع نطاقاً تتعلق بالتلوث.

ووجدت الدراسة أن الأساور التي يزيد سعرها على 30 دولاراً من المرجح بشكل خاص أن تحتوي على مستويات أعلى من الفلور مقارنة بالأساور الأرخص، حيث تتجاوز تركيزات (PFHxA) 16000 جزء في المليار ببعض الحالات.

ووجدت دراسات سابقة للمقارنة أن تركيزات (PFAS) في مستحضرات التجميل تبلغ في المتوسط نحو 200 جزء في المليار. وقال بيزلي: «لم نرَ أبداً تركيزات قابلة للاستخراج في نطاق جزء في المليون لأي منتج استهلاكي يمكن ارتداؤه ووضعه على الجلد».

يُعتقد أن (PFHxA) يتم تقديمها أثناء عملية التصنيع بوصفها مادة فعالة بالسطح، ولكن لا يُعرف سوى القليل حالياً عن مدى سهولة امتصاص المادة الكيميائية من خلال الجلد أو التأثيرات الصحية المحتملة للتعرض لفترات طويلة.

وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن كميات كبيرة من (PFHxA) يمكن أن تخترق الجلد البشري في ظل الظروف العادية، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج.

وحثت أليسا ويكس، المؤلفة الرئيسية للدراسة الأخيرة، المستهلكين على النظر في بدائل للأساور التي تحتوي على «الفلوروإيلاستومر»، وأوصت بالسيليكون بوصفه خياراً أكثر أماناً وبأسعار معقولة.

وقالت: «إذا رغب المستهلك في شراء سوار أعلى سعراً، فنحن نقترح عليه قراءة أوصاف المنتج وتجنب أي منتج مدرج على أنه يحتوي على الفلوروإيلاستومر».

لطالما كانت مركبات (PFAS) موضوعاً للتدقيق التنظيمي والعلمي بسبب ثباتها في البيئة والمخاطر الصحية المحتملة.

في الولايات المتحدة، توجد 6 مركبات (PFAS) فقط لديها حدود تعرض محددة فيدرالياً في مياه الشرب، بينما يظل التعرض من خلال مصادر أخرى، مثل المنتجات القابلة للارتداء، مجالاً للبحث النشط.


مقالات ذات صلة

«الإحصاء» السعودية: 97 % من السكان يقيّمون صحتهم بـ«جيّدة وأعلى»

يوميات الشرق الهيئة أوضحت أن النشرة اعتمدت على الإبلاغ الذاتي (رويترز)

«الإحصاء» السعودية: 97 % من السكان يقيّمون صحتهم بـ«جيّدة وأعلى»

أكّدت «هيئة الإحصاء» السعودية، أن تقديرات الحالة الصحية تستند إلى البيانات المبلغة ذاتياً من المشاركين، مشيرةً إلى أنها تكون أقل دقّة من النِّسب الفعلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك ربطت عدد من الدراسات السابقة بين منتجات العناية بالبشرة والدماغ والجهاز العصبي (رويترز)

كيف تؤثر منتجات العناية بالبشرة على العقل والمزاج؟

ربطت عدد من الدراسات السابقة بين منتجات العناية بالبشرة والدماغ والجهاز العصبي، حيث أشارت إلى أن هذه المنتجات تؤثر على العقل والمزاج.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي بانتظام يعزز صحتك العقلية (رويترز)

خمس قواعد يطبقها الأطباء من أجل طول العمر

نصائح يقدمها الأطباء عما يوصون به للعيش لفترة أطول بناءً على تجربتهم الخاصة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق خفافيش تظهر داخل حديقة حيوان في بولندا (إ.ب.أ)

وفاة رجلين بالتهاب رئوي بعد استخدامهما فضلات الخفافيش لزراعة القنب

توفي رجلان من ولاية نيويورك الأميركية بسبب نوع من الالتهاب الرئوي بعد استخدام فضلات الخفافيش لزراعة القنب، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ السلطات الصحية الأميركية ترصد أول إصابة بشرية شديدة بإنفلونزا الطيور (أ.ب)

أميركا تعلن عن أول إصابة بشرية شديدة بإنفلونزا الطيور

أعلنت مراكز منع انتشار الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، اليوم، أنه جرى نقل مريض إلى المستشفى بعد تعرضه لإصابة شديدة بإنفلونزا الطيور في لويزيانا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

منظمة الصحة: أدوية إنقاص الوزن قد تساعد في القضاء على السمنة

السمنة مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية-أ.ف.ب)
السمنة مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية-أ.ف.ب)
TT

منظمة الصحة: أدوية إنقاص الوزن قد تساعد في القضاء على السمنة

السمنة مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية-أ.ف.ب)
السمنة مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية-أ.ف.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية، هذا الأسبوع، إن فئة جديدة من أدوية إنقاص الوزن طوّرتها شركتا نوفو نورديسك وإيلي ليلي «تفتح الباب أمام إمكانية إنهاء وباء السمنة»، إلى جانب تدخلات أخرى.

لكن المنظمة العالمية قالت إنها تشعر بالقلق من أنه في حال عدم استعداد الأنظمة الصحية بشكل صحيح، قد تؤدي الأدوية إلى تشتيت جهود الاستجابة لأزمة السمنة العالمية، مما يعرِّض الناس للخطر ويطغى على تدابير أخرى لتحسين الصحة.

وقال كبير العلماء في منظمة الصحة العالمية جيريمي فيرار، ومستشارته فرنشيسكا سيليتي، ومدير التغذية بالمنظمة فرنشيسكو برانكا، في مقال رأي بمجلة الجمعية الطبية الأميركية «جاما»، إن الأدوية الجديدة «قادرة على إحداث تغيير كبير».

صناديق من عقارَي «أوزمبيك» و«مونغارو» لعلاج السكري من النوع الثاني ومعالجة السمنة في 29 مارس 2023 (رويترز)

لكنهم أضافوا أن «الأدوية وحدها لن تكون كافية لمعالجة أزمة السمنة»، ودعوا، بدلاً من ذلك، إلى التفكير في سبل جديدة لدفع الأطباء والحكومات وشركات صناعة الأدوية والجمهور نحو عدِّ الحالة مرضاً مزمناً يحتاج إلى مزيد من الدراسة لإيجاد أفضل طرق الوقاية منه وعلاجه.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون السمنة، وكان هناك خمسة ملايين حالة وفاة مرتبطة بالسمنة في 2019. وباتت السمنة أكثر شيوعاً في العالم كله تقريباً.

وسلَّم المقال بأنه في حين توجد أدلة جيدة على فاعلية السياسات التي تهدف إلى اتباع أنظمة غذائية صحية وممارسة نشاط بدني منتظم، «فقد حان الوقت للاعتراف بأنها فشلت حتى الآن في علاج السمنة».

رجل يعاني السمنة (رويترز)

وأضاف كُتاب المقال أن الجمع بين ذلك وبين الأدوية الجديدة يمكن أن يُحدث تغييراً، لكنهم أثاروا أيضاً مخاوف بشأن كيفية استخدام هذه الأدوية المعروفة بالأسماء التجارية ويجوفي ومونجارو وزيباوند.

وقالوا أيضاً إن الأدوية يجب أن تكون متاحة بشكل أكثر إنصافاً وبتكلفة أقل وعلى نطاق أوسع؛ من أجل الاستجابة لأزمة السمنة في البلدان منخفضة الدخل.