العصابات تجند طيارِي «درون» لتهريب المخدرات إلى السجون البريطانية

العصابات تجند طيارِي «درون» لتهريب المخدرات إلى السجون البريطانية
TT

العصابات تجند طيارِي «درون» لتهريب المخدرات إلى السجون البريطانية

العصابات تجند طيارِي «درون» لتهريب المخدرات إلى السجون البريطانية

تقوم العصابات الإجرامية في بريطانيا بتجنيد طيارين مهرة لتشغيل طائرات من دون طيار بهدف تهريب المخدرات والأسلحة وحتى مواد مثل الكاتشب إلى السجون. وفقاً لصحيفة «الغارديان».

وفي ما يبدو تقليداً لخدمات التوصيل السريعة مثل «أمازون برايم»، تستغل هذه العصابات التكنولوجيا المتقدمة لنقل كميات كبيرة من المواد الممنوعة مباشرة إلى نوافذ زنازين السجون.

وأشارت الشرطة البريطانية إلى أن الجريمة المنظمة تستهدف مشغلي الطائرات من دون طيار المتخصصين لتنفيذ هذه العمليات المربحة.

أوضح المفتش آندي باكثورب من شرطة مانشستر أن تكنولوجيا الطائرات من دون طيار تتطور، وتصبح أكبر حجماً، مما يزيد من قدرة حمولاتها. وأضاف أن الشرطة تواجه معركة مستمرة في ملاحقة أساليب التهريب المتطورة التي تعتمدها العصابات.

وأوضح أن الطائرات من دون طيار تُستخدم لنقل عدة كيلوغرامات من المواد المهربة في كل عملية، بما في ذلك جوالات، ومخدرات، وتبغ، مشيراً إلى أن المخدرات داخل السجون أغلى بثلاث إلى خمس مرات من أسعارها في الشارع، مما يجعل تهريبها تجارة مربحة للغاية.

أشار المحقق كريس ماكليلان من وحدة مكافحة الجريمة المنظمة في الشمال الغربي إلى أن بعض الأشخاص الذين تم تجنيدهم لتشغيل الطائرات من دون طيار ليسوا مجرمين في الأساس، بل تم استقطابهم بناءً على مهاراتهم في تشغيل هذه الطائرات. وأضاف أن الشرطة استرجعت مؤخراً طائرة تحمل حمولة ضخمة تزن 7 كيلوغرامات، تحتوي على مواد ممنوعة.

في الوقت نفسه، تستمر عمليات التهريب بطرق أخرى، حيث يستغل الأصدقاء والأقارب زياراتهم للسجون لتهريب المواد، على الرغم من التدابير الأمنية المشددة التي تشمل فحص كل زائر بدقة.

هذه التطورات تضع الشرطة أمام تحديات متزايدة في مكافحة انتشار المواد المهربة في السجون، التي تؤدي إلى تصاعد أعمال العنف بين السجناء وزيادة الهجمات على الموظفين داخل المنشآت السجنية.


مقالات ذات صلة

شركات الدفاع تراهن على أسلحة الليزر لمواجهة الطائرات المسيرة

العالم حقق سلاح DragonFire الموجه بالليزر أول إطلاق عالي الطاقة لهذا النوع من الأسلحة في المملكة المتحدة ضد هدف جوي (وزارة الدفاع البريطانية)

شركات الدفاع تراهن على أسلحة الليزر لمواجهة الطائرات المسيرة

تستثمر شركات المقاولات الدفاعية الكبرى، بشكل كبير في تطوير تكنولوجيا أسلحة الليزر المدمرة للطائرات المسيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا تظهر هذه الصورة الملتقطة عبر الأقمار الصناعية مباني بالمنطقة الاقتصادية الخاصة «ألابوغا» في تتارستان في روسيا على بعد نحو 1000 كيلومتر شرق موسكو في 28 سبتمبر 2024 بعد عامين ونصف عام من غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا (أ.ب)

شابات أفريقيات وُظّفن للعمل في روسيا خُدعن لبناء مسيّرات تستخدم في أوكرانيا

اكتشفت شابات أفريقيات أن الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي، التي وعدتهن بسفر مجاني وعمل في مجال الضيافة، هي فخ وقعن فيه للعمل في مصنع مسيرات في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي دورية للجيش اللبناني وسط بيروت 29 سبتمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة إسرائيلية استهدفت وحدة للجيش جنوب لبنان وأصابت عسكرياً بجروح

أعلن الجيش اللبناني، اليوم (الأربعاء)، أن طائرة مُسيرة إسرائيلية استهدفت إحدى وحداته خلال عملها على فتح طريق في جنوب لبنان، مما أدى إلى إصابة عسكري بجروح.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا جندي روسي يطلق طائرة مُسيرة صغيرة خلال أحد التدريبات (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

الاتحاد الأوروبي قلق إزاء تقرير عن إنتاج روسيا طائرات مُسيرة بدعم صيني

قالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي إن التكتل يساوره «قلق بالغ» إزاء تقرير ذكر أن روسيا تطوِّر برنامج طائرات مُسيرة هجومية بدعم من الصين.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
المشرق العربي من موقع هجومين بسيارتين مفخختين في دوار العباسية في حمص بسوريا في 29 أبريل 2014 في هذا المنشور الذي أصدرته وكالة الأنباء السورية الوطنية «سانا» (رويترز)

مقتل شخص في استهداف سيارة بمسيّرة إسرائيلية في جنوب سوريا

قُتل شخص وأصيب آخر في استهداف سيارة على طريق مطار دمشق الدولي في جنوب سوريا، صباح اليوم (الجمعة)، باستهداف بمسيّرة إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«الثقافة المصرية» تُوقف هدم أضرحة تراثية إثر انتقادات حادة

جانب من عملية هدم المدافن بقرافة الإمام الشافعي (الشرق الأوسط)
جانب من عملية هدم المدافن بقرافة الإمام الشافعي (الشرق الأوسط)
TT

«الثقافة المصرية» تُوقف هدم أضرحة تراثية إثر انتقادات حادة

جانب من عملية هدم المدافن بقرافة الإمام الشافعي (الشرق الأوسط)
جانب من عملية هدم المدافن بقرافة الإمام الشافعي (الشرق الأوسط)

بعد موجة انتقادات حادة لعمليات هدم مقابر وُصفت بأنها «تراثية» بجبانة القاهرة التاريخية، أعلنت وزارة الثقافة وقفَ عمليات الهدم في منطقة مقابر الإمام الشافعي مؤقتاً لحين التنسيق مع الجهات المعنية ودراسة موقف الأضرحة والمقابر المطلوب إزالتها.

وأشار وزير الثقافة المصري أحمد هنو، في تصريحات صحافية، السبت، إلى «بحث وزارة الثقافة بالتعاون مع الجهات المعنية إمكانية الإبقاء على الأضرحة في مكانها، أو إمكانية نقلها في مكان آخر»، مؤكداً أن «وقف الهدم سيتم لحين دراسة موقف الأضرحة والمقابر الموجودة في اتجاه المحور المروري الجديد».

وأثار هدم قبة «مدفن مستولدة محمد علي باشا» الشهير في مدفن حليم باشا بجبَّانة الإمام الشافعي في القاهرة التاريخية موجةً واسعةً من الغضب بعد نشر ناشطين ومهتمين بالتراث والآثار صوراً توثّق عملية هدم القبة التي كانت تتميز بطراز معماري فريد ونقوش مميزة. وذلك بعد أيام من هدم مدفن إبراهيم النبراوي، مع مدافن أخرى.

شارع الإمام الشافعي (الشرق الأوسط)

وانتقد فنانون وإعلاميون، من بينهم خالد النبوي ولميس الحديدي، هدم المدافن بحدة، بالإضافة إلى آثاريين ومهندسين معماريين.

وقال هنو إن «وزارة الثقافة تحرّكت بشكل سريع لوقف عملية هدم المقابر الجارية بشكل مؤقت، وإتاحة الفرصة لبحث الأمر»، موضحاً أنه «جرى عقد اجتماعات مُطوّلة مع كل الجهات المعنية، وطُلب منهم التنسيق ووقف الهدم في الوقت الحالي».

وتسعى الحكومة المصرية لإنشاء محاور مرورية جديدة للربط بين شرق وجنوب القاهرة عبر هذه الجبانة التاريخية، المسجَّلة في قوائم تراث «اليونيسكو».

ووفق هنو، فإن «وزارة الثقافة أعدّت طرحاً جديداً يتضمن تفادي مسار الطريق الجاري إنشاؤه لعدد من الأضرحة التي تُزال، وبعضها الآخر سيُنقل ويُحافظ عليه بمعرفة وزارة السياحة والآثار لأنها هي الوزارة المعنية بذلك».

«قبة حليم باشا» قبل هدمها (حساب الباحث الأثري إبراهيم طايع على «فيسبوك»)

كان نقيب المهندسين قد أعرب عن بالغ أسفه بسبب تعرّض بعض جبانات ومعالم مصر التاريخية والتراثية للهدم، خصوصاً قبة مستولدة محمد علي باشا بقرافة الإمام الشافعي.

وأهابت النقابة، في بيان لها، قبل يومين، بالأجهزة المعنية بضرورة الوقف الفوري لأعمال الهدم، والإنصات إلى آراء أهل الخبرة والاختصاص، وإعادة النظر في تنفيذ أي مشروعات في تلك المنطقة التاريخية التراثية الحساسة المحمية بالقوانين المصرية والمواثيق الدولية، والبحث عن محاور وحلول بديلة تُراعى فيها القيمة المعمارية والتراثية والتاريخية والإنسانية لحماية جبانة القاهرة التاريخية.

كما أعلنت نقابة المهندسين جاهزيتها لتقديم يد العون لإيجاد الحلول التي تحقّق النهضة العمرانية دون المساس بما يمثل تاريخ مصر عبر تسخير إمكاناتها ومتخصصيها وعلمائها.

«قبة حليم باشا» بعد إزالتها (حساب الباحث الأثري إبراهيم طايع على «فيسبوك»)

وعدّت النقابة أن «هدم تلك المباني لا يُمثّل عبثاً بالمعالم التراثية فقط، لكنه عبث بالنسيج العمراني والتاريخي الفريد الذي يمثل قيمة كبيرة على مستوى العالم»، محذرةً من «استمرار هدم وطمس معالم القاهرة التاريخية، من بينها مقابر منطقة الإمام الشافعي، والقيام بعمليات إنشائية لا تتوافق مع طبيعة هذه المنطقة التراثية التي يمتد عمرها إلى نحو 1000 عام».

ودخل برلمانيون على خط انتقادات هدم مدافن في منطقة الإمام الشافعي، خلال الآونة الأخيرة، من بينهم النائب عبد المنعم إمام، رئيس حزب العدل، الذي تقدم بطلب إحاطة موجّه إلى وزيري السياحة والآثار، والتنمية المحلية، بشأن هدم قبة مستولدة محمد علي باشا، التي عدّها «جزءاً مهماً من التراث الثقافي والتاريخي لمصر، وتحمل قيمة معمارية وأثرية لا تقدَّر بثمن»، عاداً أن «هدم القبة يمثل تهديداً للمواقع الأثرية والتراثية التي تشكل جزءاً كبيراً من الهوية المصرية».

وتنصّلت وزارة السياحة والآثار المصرية في أكثر من مناسبة من «مسؤوليتها عن أعمال هدم مدافن في قرافة الإمام الشافعي والسيدة عائشة»، وقالت إنه لم يتم هدم أي مدفن مسجل بقوائم الآثار، وكان أحدث تلك التصريحات ما قاله كبير الآثاريين بالوزارة مجدي شاكر، وهو ما انتقده متابعون وأثريون تساءلوا عن «أسباب عدم تسجيل مدافن مميزة رغم أهميتها التاريخية والمعمارية».

انتقادات حادة لهدم مدافن الإمام الشافعي (الشرق الأوسط)

وطالب الدكتور محمد حمزة، عميد كلية الآثار الأسبق في جامعة القاهرة، بتعديل قانون الآثار رقم 117 لسنة 1983، الذي يُعدّه «قانوناً معيباً» لأنه يتضمن بعض الثغرات، مضيفاً في تصريحات تلفزيونية: «على الرغم أن هذا القانون يُعدُّ أي مبنى مرّ على إنشائه مائة عام أثراً، فإن لائحته التنفيذية تحدّد مدة المائة عام من تاريخ تطبيق القانون في عام 1983، وهذا يعني أن أي مبنى يُضمّ وفقاً لهذا القانون يجب أن يكون تاريخ إنشائه قبل نهاية القرن التاسع عشر».

وأشار إلى أن «مدافن وأملاك أسرة محمد علي باشا في المنطقة تُعد وقفاً تُشرف عليه وزارة الأوقاف»، منتقداً عدم تدخلها لوقف أعمال الهدم.