بقع دهنية بخلايا الدماغ تسبب التطور السريع لمرض ألزهايمر!

بقع دهنية بخلايا الدماغ تسبب التطور السريع لمرض ألزهايمر!
TT

بقع دهنية بخلايا الدماغ تسبب التطور السريع لمرض ألزهايمر!

بقع دهنية بخلايا الدماغ تسبب التطور السريع لمرض ألزهايمر!

اكتشف علماء الأحياء الجزيئية بالولايات المتحدة أن طفرة تسمى «APOE4»، التي تسرع تطور مرض ألزهايمر، تساعد في تكوين قطرات دهنية في الخلايا الداعمة للدماغ، ما يؤدي إلى فقدانها للقدرة على حماية الخلايا العصبية من تراكم «القمامة» البروتينية فيها.

وجاء في الدراسة الجديدة «يتم إنتاج هذه البقع الدهنية عن طريق الخلايا الدبقية الصغيرة، وهي الخلايا الداعمة للدماغ، استجابة لبروتين بيتا أميلويد والبروتينات السامة الأخرى، كما تنتج بعض الخلايا المناعية بقعا دهنية مماثلة استجابة للعدوى البكتيرية. وإن ظهور المزيد من الإخفاقات المناعية الفطرية سيساعد في تطوير أساليب جديدة لمكافحة مرض ألزهايمر». وذلك وفق ما ذكرت مجلة «نيتشر» العلمية المرموقة.

وهذا الاستنتاج توصل إليه فريق من علماء الأحياء الجزيئية الأميركيين بقيادة البروفيسور أنتوني ويس كوراي بجامعة هارفارد أثناء دراسة كيفية تأثير طفرة APOE4، التي تزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 3-12 مرة، على حياة خلايا الدماغ الداعمة.

وفي الماضي درس العلماء كيفية تأثير هذه الطفرة على عمل الخلايا العصبية والخلايا النجمية، لكنهم لم يحللوا كيفية تأثيرها على عمل ما يسمى بالخلايا الدبقية الصغيرة باعتبارها أحد أنواع خلايا الدماغ المساعدة، التي تشبه في سلوكها وخصائصها الخلايا البلعمية، وهي أحد أنواع خلايا الجهاز المناعي الفطري.

وإن الخلايا البلعمية، شأنها شأن الخلايا الدبقية الصغيرة، مسؤولة عن مكافحة العدوى وتلعب أيضا دورا مهما في تنظيف الدماغ من بقايا البروتين والخلايا التالفة والنهايات العصبية غير الضرورية. ووفق ما اكتشف العلماء أيضا فإن العديد من هذه الوظائف تتعطل بسبب وجود طفرات في جين APOE.

كما أظهرت دراسة الخلايا الدبقية الصغيرة لدى الأشخاص الأصحاء وحاملي مرض ألزهايمر، ان ظهور طفرة APOE4 يؤدي إلى ظهور عدد كبير من الحويصلات الدهنية المجهرية في العديد من الخلايا الدبقية الصغيرة، والتي تستخدم البلاعم نظائرها لمحاربة البكتيريا؛ وفي هذه الحالة، فإنها لا تجلب أي فوائد بل تلحق ضررا بالجسم، لأنها تساهم في تطور الالتهاب وتبطئ عملية تطهير خلايا الدماغ من «القمامة» البروتينية.

علاوة على ذلك، أظهرت التجارب التي أجراها علماء الأحياء أن هذه الحويصلات نفسها، دون الخلايا الدبقية الصغيرة، تساهم في تراكم جزيئات بروتين «تاو» التالفة في الخلايا العصبية، وتسرع أيضا موتها الجماعي تحت تأثير العوامل الضارة المختلفة.

وعليه، يأمل العلماء أن يؤدي فهم ذلك إلى ابتكار طرق جديدة لمكافحة مرض ألزهايمر، ما يقلل من خطر الإصابة بالخرف لدى حاملي نسخة أو نسختين من طفرة APOE4.


مقالات ذات صلة

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

صحتك المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 50 ألف مشارك في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يتناولون حفنة من المكسرات كل يوم قد يخفضون من خطر الإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك معاناة الأطفال من الربو تؤثر في ذاكرتهم على المدى الطويل (رويترز)

دراسة: الربو عند الأطفال يزيد فرص إصابتهم بالخرف في الكبر

ربطت دراسة جديدة بين معاناة الأطفال من الربو وخطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك السمنة هي مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية - أ.ف.ب)

دراسة: جزيئات الخلايا المناعية قد توفّر علاجاً للسمنة

توصل باحثون من آيرلندا أن أحد جزيئات الخلايا المناعية تؤدي دوراً تنظيمياً في عملية اختزان الدهون.

«الشرق الأوسط» (دبلن)
صحتك مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)

تجربة لاختبار مركب كيميائي في العنب الأحمر قد يقي من سرطان الأمعاء

أطلق علماء بريطانيون تجربة علمية تهدف إلى تقييم فاعلية «الريسفيراترول»، وهو مركب كيميائي موجود بالعنب الأحمر، في الوقاية من سرطان الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)

من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

كشفت مجموعة من الدراسات العلمية أن المشي ولو لمدة قصيرة مساءً، له فوائد صحية جمّة، من تحسين عملية الهضم إلى تنظيم نسبة السكر في الدم والتصدي للسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
TT

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)

أظهرت دراسة دولية أن تناول مكملات فيتامين «د» قد يساعد في خفض ضغط الدم لدى كبار السن المصابين بالسمنة.

وأوضح الباحثون أن نتائج الدراسة تقدم خياراً علاجياً آمناً وبسيطاً مقارنةً بأدوية ضغط الدم التقليدية، ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «Journal of the Endocrine Society».

ويعاني كبار السن المصابون بالسمنة من ارتفاع ضغط الدم نتيجةً لتأثير الوزن الزائد على صحة القلب والأوعية الدموية، حيث يزيد تراكم الدهون من الضغط على الأوعية الدموية ويؤدي إلى زيادة المقاومة التي يواجهها الدم في أثناء تدفقه.

ويضع هذا الوضع عبئاً إضافياً على القلب لضخ الدم بكفاءة، ما يرفع ضغط الدم تدريجياً. كما أن السمنة قد تساهم في الالتهابات والتغيرات الهرمونية التي تزيد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم، مما يجعل كبار السن عرضةً لمشاكل صحية أخرى مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية، وفقاً للباحثين.

ويوصي معهد الطب الأميركي بتناول 600 وحدة دولية يومياً من مكملات فيتامين «د» لعلاج نقص هذا الفيتامين، وهو أمر شائع عالمياً ويرتبط بأمراض القلب، وأمراض المناعة، والالتهابات، وحتى بعض أنواع السرطان.

وقد أظهرت دراسات سابقة ارتباط نقص فيتامين «د» بارتفاع ضغط الدم، لكن الأدلة على تأثير مكملات فيتامين «د» في خفض ضغط الدم كانت غير حاسمة.

وأجرى فريق من الباحثين من المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع باحثين من جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية وجامعة الفيصل السعودية، دراسة شملت 221 شخصاً من كبار السن المصابين بالسمنة. وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين؛ تناولت المجموعة الأولى 600 وحدة دولية يومياً من فيتامين «د»، بينما تناولت المجموعة الثانية 3750 وحدة دولية يومياً لمدة عام كامل. وأظهرت النتائج انخفاضاً في ضغط الدم لدى المشاركين، إلا أن الجرعات العالية لم تُظهر فوائد إضافية.

وبناءً على هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين «د» قد تكون كافيةً لتحقيق الفائدة المطلوبة دون الحاجة إلى الجرعات العالية، مما يساعد في تجنب الآثار الجانبية المحتملة للجرعات الزائدة.

وأضافوا أن هذه النتائج تقدم توجيهات جديدة للأطباء في إدارة ضغط الدم، خصوصاً لدى المرضى كبار السن المصابين بالسمنة أو الذين يعانون من نقص فيتامين «د»، ما يقلل من الحاجة لاستخدام الأدوية الخافضة للضغط، ويعزز من دور المكملات الغذائية كإجراء وقائي بسيط وفعّال.