هند لاروسي لـ«الشرق الأوسط»: اخترت لبنان لأحقق انطلاقتي العربية

نجاحاتها العالمية لم تثنها عن العودة إلى جذورها

تمزج لاروسي في أغانيها بين الموسيقى العربية والأجنبية (هند لاروسي)
تمزج لاروسي في أغانيها بين الموسيقى العربية والأجنبية (هند لاروسي)
TT

هند لاروسي لـ«الشرق الأوسط»: اخترت لبنان لأحقق انطلاقتي العربية

تمزج لاروسي في أغانيها بين الموسيقى العربية والأجنبية (هند لاروسي)
تمزج لاروسي في أغانيها بين الموسيقى العربية والأجنبية (هند لاروسي)

تعدّ هند لاروسي من أشهر الفنانات المعروفات في غناء الـ«ريتم آند بلوز» في هولندا. أصولها المغربية بقيت تسكنها على الرغم من تحقيقها نجاحات عالمية. جنسيتها الهولندية التي أخذتها عن والدتها فتحت أمامها آفاقاً فنية واسعة. ومن مسابقة «أوروفيزيون» العالمية حققت أول أحلامها بالوقوف على المسرح. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «مثلت يومها بلدي هولندا، فكانت تجربة لن أنساها أبداً، أثرت فيَّ، لا سيما أنها كانت في بداياتي. أما أول إطلالة تلفزيونية لي، وكنت يومها في الـ17 من عمري، فكانت عبر برنامج الهواة (آيدول)».

هند لاروسي بدأت مشوارها الفني من برنامج «آيدول» (هند لاروسي)

من هناك انطلقت لاروسي، وهو اسمها الفني، موضحة: «كنت مصممة على تحقيق حلمي وعلى تقديم الفن الذي يشبهني». أصدرت هند العروسي، وهو اسمها الحقيقي، أول ألبوم لها بعنوان «صيف متجدد»، وحقق نجاحاً كبيراً سمح لها بالقيام بجولة فنية حول العالم، ومن ثم أطلقت ألبوم «منتصف الطريق إلى البيت» في عام 2005... فكان العلامة الفارقة التي ميزتها عن غيرها من الفنانات الأجنبيات وفازت من خلاله بـ«القرص الذهبي»، وهو بمثابة جائزة سنوية تمنحها جمعية صناعة الموسيقى الكورية للإنجازات البارزة في هذا المجال.

نفحة شرقية

وحرصت لاروسي على أن تُضمّن أغاني ألبوماتها نفحة شرقية؛ إذ تمزج في العديد من تلك الأغاني بين «البوب» والإيقاعات الشرقية العصرية. عاشت الفنانة في أميركا حيث غاصت في عالم الموسيقى الحقيقي، فغيرت أسلوبها الغنائي، وكذلك اسمها الفني ليصبح لاروسي بدلاً من العروسي. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «استفدت هناك (في أميركا) كثيراً من معلمي وموجهي في الفن، فيليب لورانس، وهو كاتب ومنتج موسيقي حائز على جائزة (غرامي) أكثر من مرة، وتعاون مع أهم النجوم العالميين أمثال أديل وبرونو مارس. فبعد أن سمع صوتي اتصل بي وبدأ مشواري معه وتعلمت منه الكثير».

تحضّر لعمل جديد بعنوان «كوبرا» (هند لاروسي)

تميزت لاروسي طيلة مشوارها الفني بالمزج الموسيقي بين الغربي والشرقي في أغانيها، فجذورها العربية تسكنها رغم أنها وُلدت في هولندا، ورغم تنقلها بين بلدان غربية عديدة. اليوم قررت لاروسي العودة إلى المشرق العربي لتنجز مهمة أخرى تحلم بها، ألا وهي النجاح بنسخة عربية. وقالت: «تركت أميركا وهولندا ورحت أتنقل بين بلدان عربية مختلفة، بينها مصر. اخترت دولة الإمارات العربية لأقيم فيها، ورحت أتعلم العربية التي لم أتقنها يوماً. اشتياقي لجذوري حفزني للقيام بهذه الخطوة، كي أستطيع نشر الفن الذي أؤديه بالعربية أيضاً».

حفلات في دول عربية

إلى جانب مصر زارت لاروسي المغرب والسعودية حيث أحيت حفلات عدة. أخيراً زارت لبنان حيث قررت أن تقيم فيه لفترة لتكمل بناء مشوارها في الغناء العربي، قائلة: «اخترت لبنان لأنه في رأيي منارة الفن في العالم العربي. عندما زرته لأول مرة أثناء الجائحة كانت الأحوال فيه صعبة. جئته وحدي من دون الفريق العامل معي أو أي أحد من عائلتي. شعرت بداية بالوحدة وعملت في ظروف صعبة. حينها كان التيار الكهربائي غير متوفر والطرقات مقفرة، وأحياناً مقفلة، لكنها بالمجمل كانت تجربة رائعة؛ إذ التقيت بكثير من الأشخاص المبدعين. رحبوا بي واستمتعت بالتعاون معهم. كان هدفي الأساسي أن أستثمر وجودي في لبنان بالعمل والجهد».

بين الفندق وموقع التصوير أمضت لاروسي وقتها في لبنان، واختارت فريق عملها، ومن ثم عادت إلى دبي لترجع إلى بيروت مرة جديدة حيث توجد حالياً، وقالت: «أستمتع بالعيش في لبنان اليوم، فهو بالنسبة لي قلب الفن ونبضه. بيروت مدينة أحببتها كثيراً، وفيها تنوع اجتماعي وفني».

تعاونت لاروسي مع المخرج عادل سرحان في أكثر من أغنية مصورة. كما أحيت حفلات عديدة فيه بموسم الصيف، موضحة: «في إقامتي تعرفت إلى الفنانين اللبنانيين عن قرب. وأخيراً حضرت حفلة للفنان جورج نعمة، أعجبني صوته كثيراً، وكذلك الفنان المشهور زياد برجي الذي حضرت إحدى حفلاته».

في واحدة من حفلاتها في هولندا (هند لاروسي)

تعاون مع عادل سرحان

أول تعاون لها مع المخرج عادل سرحان كان في دبي، ولكنها لم تتردد بعده في تصوير «كليبين» آخرين في لبنان. اختار سرحان بيروت ومناطق أخرى كصوفر لتنفيذهما، فولدت أغنيتاها «غود» و«سينامون» اللتان حصدتا متابعة عالية تجاوزت مليوني مشاهدة. وقالت لاروسي: «عادل سرحان مخرج مميز، حالياً أتعاون معه في عمل جديد في بيروت. فهو دقيق جداً في عمله، مثلي تماماً، مما ولّد التناغم بيننا بسرعة وأثمر أعمالاً ناجحة. معه بدأت مشواري الأنغلو - عربي بأغنية (كات آند ماوس) التي صورناها في صحراء دبي، ومن بعدها كرت السبحة في أغنيات صورناها في لبنان».

إيقاع عربي - غربي

تصف لاروسي نفسها بصاحبة هوية فنية مختلفة، مما سهّل عليها دخول الساحة اللبنانية من دون صعوبة. وقالت: «لديّ موسيقايَ الخاصة التي تجمع بين الإيقاع واللحنين العربي والغربي. وأتعامل مع هذا المزيج بأسلوب خاص، ألوّنه بالرقص التعبيري. حتى أزيائي وإطلالاتي لا تشبه غيرها عند الفنانين. فصوتي هو بمثابة توقيعي الخاص، وأنا أعتز بذلك، وأسلوبي الفني ككل يشبهني من دون غيري».

منذ نعومة أظفارها، تخبرنا لاروسي، وهي مستمعة جيدة لعمالقة الفن العربي كالراحلة أم كلثوم، ومن المعجبات جداً بالراحلة وردة الجزائرية وبالسيدة فيروز: «غنيت لسفيرتنا إلى النجوم في حفلات وقفت فيها أمام شخصيات كبيرة كملكة هولندا ووزراء ومسؤولين في الإمارات العربية. ومن أحب أغاني فيروز إلى قلبي (نسّم علينا الهوا)».

نسأل لاروسي عن الصوت العربي الذي تتمنى يوماً ما تقديم ثنائية معه، فقالت: «أحلامي كثيرة على هذا الصعيد، لكنني أختار أحمد سعد من مصر، وكذلك فنان بلدي سعد المجرد. فالاثنان يمتازان بأسلوب غنائي ينسجم مع هويتي الفنية. كما أن الفنان المغربي رضوان يلفتني، خصوصاً أنه صاحب موهبة فنية مميزة، خوّلته التعامل مع الليدي غاغا». أما أحدث عمل فني تنوي إصداره قريباً، فهو «كوبرا» الذي صورته أيضاً مع المخرج عادل سرحان بين مدينتي جبيل وبيروت.


مقالات ذات صلة

مهرجان «بلد بيست»... مزيج إبداعي موسيقي في «جدة التاريخية» أواخر يناير

يوميات الشرق «بلد بيست» سيتيح لمحبي الموسيقى والثقافة فرصة استكشاف الإرث العريق لمنطقة «البلد» في جدة (ميدل بيست)

مهرجان «بلد بيست»... مزيج إبداعي موسيقي في «جدة التاريخية» أواخر يناير

تطلق منصة «ميدل بيست» النسخة الثالثة من مهرجان «بَلَد بيست»، في قلب مدينة جدة التاريخية (غرب السعودية) يومي 30 و31 يناير (كانون الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق الاستماع إلى الموسيقى يمكنه تغيير كيفية تذكر الناس للماضي (رويترز)

الموسيقى قد تغير طريقة تذكرنا للماضي

أكدت دراسة جديدة أن الاستماع إلى الموسيقى لا يمكن أن يحفز الذكريات فحسب، بل يمكنه أيضاً تغيير كيفية تذكُّر الناس لها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

في إطار استعادة تراث كبار الموسيقيين، وضمن سلسلة «وهّابيات» التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، يقام حفل لاستعادة تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح، وهو يتألّف من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية...

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

يعدّ زياد الابن الأصغر للفنان غسان صليبا. وهو مثل شقيقه وسام جذبه عالم الفن بكل أبعاده، فمشى على خطى والده المغني وأخيه الممثل وسام صليبا.

فيفيان حداد (بيروت)

«خليجي 26»: الأخضر ينعش آماله في التأهل بفوز صعب على اليمن

عبد الله الحمدان لاعب السعودية يحتفل مع زملائه بالفوز على اليمن (سعد العنزي)
عبد الله الحمدان لاعب السعودية يحتفل مع زملائه بالفوز على اليمن (سعد العنزي)
TT

«خليجي 26»: الأخضر ينعش آماله في التأهل بفوز صعب على اليمن

عبد الله الحمدان لاعب السعودية يحتفل مع زملائه بالفوز على اليمن (سعد العنزي)
عبد الله الحمدان لاعب السعودية يحتفل مع زملائه بالفوز على اليمن (سعد العنزي)

حقق المنتخب السعودي فوزا بشق الأنفس على نظيره اليمني 3-2 أمس الأربعاء، ليحصد أول ثلاث نقاط له في المجموعة الثانية بكأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) التي تستضيفها الكويت.

وتقدم منتخب السعودية بهذا الفوز إلى المركز الثالث برصيد ثلاث نقاط، ليعوض خسارته 2-1 أمام البحرين في الجولة الأولى.

في المقابل، استمرت معاناة منتخب اليمن، الذي خسر هو الآخر أولى مبارياته 1-صفر أمام العراق، ليتذيل المجموعة الثانية من دون نقاط بعد تلقيه الهزيمة الثانية على التوالي.

بدأ اللقاء بضغط مبكر من جانب كتيبة الأخضر، من أجل تسجيل الهدف الأول في شباك اليمن، وتأمين الفوز مبكراً. لكن المنتخب اليمني فاجأ الأخضر بتسجيل الهدف الأول عن طريق هارون الزبيدي بعد عرضية من جانب عبد الواسع المطري، قابلها الزبيدي برأسية سكنت شباك محمد العويس (8).

بعدها استحوذ لاعبو الأخضر على الكرة في وسط الملعب، وسط تراجع من جانب لاعبي منتخب اليمن.

وكاد المنتخب السعودي أن يدرك التعادل سريعا في الدقيقة التاسعة من ركلة ركنية لعبها سالم الدوسري وتابعها بضربة رأس علي البليهي لكنها مرت بجوار القائم الأيسر.

ورغم محاولة السعودية فرض سيطرتها على أحداث اللقاء، تمكن عبد المجيد صبارة من تسجيل الهدف الثاني لليمن في الدقيقة 27 بعدما أفلت من الرقابة واستغل خطأ البليهي في تشتيت الكرة ليطلق تسديدة رائعة في الزاوية اليسرى.

المباراة شهدت احتجاجات تحكيمية من قبل المنتخب اليمني (سعد العنزي)

وواصل المنتخب السعودي ضغطه سعيا لإحراز هدف تقليص الفارق، لتأتي محاولاته بثمارها في الدقيقة 30 بضربة رأس من محمد كنو بعدما تلقى تمريرة عرضية داخل منطقة الجزاء من ركلة حرة لعبها زميله مصعب الجوير.

واقترب فريق المدرب الفرنسي هيرفي رينارد من تسجيل هدف التعادل قبل الاستراحة بعدما تلقى كنو تمريرة من زميله الدوسري وأطلق تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء لمسها محمد أمان حارس اليمن بأطراف أصابعه قبل أن ترتطم بالعارضة وينجح الدفاع في تشتيتها.

ولم يتوقف ضغط المنتخب السعودي في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول وكاد أن يكلل ذلك بنجاح بواسطة ضربة رأس لعبها كنو من مدى قريب بعدما استقبل تمريرة عرضية من الدوسري داخل منطقة الجزاء لكن حارس اليمن أنقذها ببراعة ليحافظ على تقدم فريقه.

وسجل الجوير الهدف الثاني للسعودية في الدقيقة 57 بواسطة ركلة جزاء احتسبها حكم المباراة بعد العودة لتقنية الفيديو المساعد التي أوضحت وجود لمسة يد على رضوان الحبيشي لاعب اليمن.

ونجح البديل عبد الله الحمدان في إحراز هدف قاتل في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع بعدما تابع الكرة المرتدة من جسد حارس اليمن أثناء محاولته التصدي لضربة رأس من الدوسري، وحولها بتسديدة سهلة من مدى قريب نحو الشباك.

وشهدت الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل الضائع طرد قائد اليمن رامي الوسماني بعد تلقيه بطاقتين صفراوين متتاليتين أثناء اعتراضه على قرار حكم المباراة باحتساب هدف المنتخب السعودي.

وكاد أن يتعرض زميله حمزة صباح هو الآخر للطرد بعدها بدقيقتين فقط، بسبب دفعه للبليهي، لكن حكم المباراة ألغى قراره بعد الرجوع لتقنية الفيديو المساعد واكتفى ببطاقة صفراء.

وقال هيرفي رينارد مدرب المنتخب السعودي إن المباراة كانت غريبة جدا لكنها أمور تحدث في كرة القدم، مشددا على أن الإيجابية كانت في العودة بالهدفين ثم الفوز في اللحظات القاتلة.

في المقابل، قال الجزائري نور الدين ولد علي مدرب اليمن إن منتخبه كان أسرع في الهجمات من نظيره السعودي، مشددا على أن هناك مشكلة في عمق الأخضر لكنه يظل ثقيلا رغم ذلك.

ووجه انتقادات لاذعة لحكم المباراة العماني قاسم الحاتمي، مؤكدا أنه كان يعامل الأخضر بطريقة مختلفة عن المنتخب اليمني.